دكتور محمد فخر الدين الرمادي
10 / 12 / 2024, 06 : 03 PM
161 تَسمية يَثْرِب طابة .. طيبة .. المدينة
تمهيد:
.. تميَّزَ إسلامُ خاتمِ الأنبياءِ ومنهاجُ آخر المرسلين وشريعة متمم المرسلين وهديُّ الرحمةِ المهداة من رب العالمين للعالمين ؛ تميز إسلامُ النبيِّ الرسول محمد بن عبدالله صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وحياً من عند ربه تعالى بواسطة أمين السماء المَلَك جبرائيل الذي نزل به على قلب أمين السماء والأرض محمد -عليهما السلام- .. تميَّز بأنه يضع الخط المستقيم الصحيح بجوار الخط المعوج الفاسد ؛ لـ يصحح ما عليه الناس : سواء عند إفساد أو أخطاء العقيدة الإيمانية أو اضطراب وانحراف في الإيمان العقدي أو خلل في العبادة : البدنية منها أو المالية ؛ أو هما معاً ؛ أو جنوح في المعاملات وتأرجح في التصرفات والأفعال والأقوال ؛ مع تصحيح الأخلاق السقيمة السائدة وتعديل العادات الموروثة الفاسدة وتغيير التقاليد المتحجرة البالية ، فيتم التصحيح والتغيير وفق منهاج رب السماء والأرض وما بينهما ؛ وتبعاً لـ شريعة خالق الإنسان والكون والحياة ؛ فـ يبني الإسلامُ الخاتم وحياً من رب العباد : القرآن الكريم والحديث الشريف .. يبني شخصيةَ إنسانٍ جديد بشقيها: العقلي الإدراكي الفهمي الاستيعابي ؛ هذا هو الشق الأول من الشخصية الآدمية ، والنفسي أي ميول الإنسان و رغباته ونزعاته وتقليم شهواته وتنظيم أهوائه ؛ وهذا هو الشق الثاني من الشخصية البشرية ؛ فتصبح شخصية إنسانية آدمية بشرية سوية ،كما يريد خالقها وكما يرغب بارئها وكما يستحسن مبدعها ؛ وبالطبع وبلا أدنى شك قد تقبل طائفة كبيرة من الناس هذا التصحيح السليم والتغيير الجذري في العقيدة والإيمان والتعديل الأساسي في التصرفات والأفعال والتغيير في المعاملات والأقوال ، وقد يواجه هذا الإصلاح والتصحيح ويعترض هذا التعديل ويقف حجر عثرة أمام هذا التبديل ويرفض هذا التغيير بل محاربته طائفة آخرى ، وهذا القبول يتم بناءً على الاستعداد الفطري السليم والقبول العقلي الواعي المستنير والتقبل الفهمي الإدراكي ؛ فينقسم الناس إلى مؤمن بتلك الأفكار الجديدة على الناس والمجتمع ؛ وبهذا التغيير في كيفية العبادة لله وحده والأفكار الحديثة في البيئة المحيطة والغريبة عن هذا الوسط المعاش والمتعلقة بصحيح العبادة وسليم المعاملات والتصرفات وصحة الأفعال والأقوال ، فتؤمن طائفة بتلك المفاهيم الجديدة الصحيحة والقيم العالية الرفيعة الراقية والمقاييس السليمة والقناعات التي يقبلها العقل فـ تستريح الروح فتطمئن النفس فيهدأ القلب ويرتاح البال ؛ فتوجد -هذه الطائفة المؤمنة- وتنشأ كيانا إسلاميا خالصاً من الشوائب يطبق تلك الأفكار الصحيحة والمفاهيم السليمة والقيم الرفيعة العالية الراقية والمقاييس الصحيحة من حيث الحلال والحرام والقناعات السامقة من حيث وجهة النظر في الحياة والنظرة إلى الكون والإنسان بأنهم مخلوقة من عدم لخالق مبدع مصوِّر : فيسود المجتمع الخير العميم بل العالم كله السلام ، كما تقبل طائفة العيش تحت ظلال هذا المبدأ الجديد في ذلك الكيان الإسلامي دون الإيمان بما بُني عليه من عقائد وأحكام.
مدخل :
.. فـ من الخطأ الشديد الذي يقع فيه البعضُ اختياره اسماً قبيحاً لابنـ(ـتـ)ــه، يحمل معنى سيئاً يتأذى منه في صِغَرِهِ ويزعجه في كِبَرِه، إمَّا لغرابته، أو لِما يَحويه من معانٍ تدلُّ على عدم الخير، أو الغلظة، أو غير ذلك من المعاني المكروهة للنُّفوس.. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسمية المولود باسم حسنٍ، لأن الاسم الحسن يترك انطباعاً حسناً لصاحبه وللسامعين، كما نهى صلى الله عليه وسلم عن تسميته باسم قبيح أو اسم غير جائز شرعا .. وفي الأمثال يقولون: " الاسمُ دالٌ على المسمى "، ويقولون أيضاً: " لكل شخص من اسمه نصيب ".
وكثرة الأسماء في معهود العرب تدل على شرف المسمى، وعلو مكانته، والعرب من عادتها إطلاق الأسماء الكثيرة على كل من كان ذا شأن عظيم ومنزلة رفيعة . واختيار الأسماء من الأمور التي اهتم بها الإسلام وندب إليها.
ومن الغريب العجيب أن يتدخل الإسلام عن طريق نبي الأنام عليه السلام في تغيير أسماء البشر؛ بل وفي تغيير أسماء الأماكن والمدن ؛ وقال ابن القيم في كتابه "تحفة المودود" :" وهذا باب عجيب من أبواب الدين، وهو العدول عن الاسم الذي تستقبحه العقول، وتنفر منه النفوس، إلى الاسم الذي هو أحسن منه والنفوس إليه أمْيَل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الاعتناء بذلك".. فقد أخرج الترمذي وصححه الألباني في: "باب ما جاء في تغيير الأسماء" عن أم المؤمنين عائشةَ -رضي الله عنها : « „ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح “ » .. وقال المناوي في فيض القدير : „ كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه : من مكان، أو قبيلة، أو جبل، أو شخص “ ..
ولعله من المفيد أن أبدءُ قبل الولوج في أحداث العهد المدني أن أتحدث عن تغيير اسم يثرب إلى طابة .. طيبة .. المدينة وسبب ذلك!:
ـــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
09 جمادى الأولى 1446 هــ ~ 10 ديسمبر 2024 م.
تمهيد:
.. تميَّزَ إسلامُ خاتمِ الأنبياءِ ومنهاجُ آخر المرسلين وشريعة متمم المرسلين وهديُّ الرحمةِ المهداة من رب العالمين للعالمين ؛ تميز إسلامُ النبيِّ الرسول محمد بن عبدالله صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وحياً من عند ربه تعالى بواسطة أمين السماء المَلَك جبرائيل الذي نزل به على قلب أمين السماء والأرض محمد -عليهما السلام- .. تميَّز بأنه يضع الخط المستقيم الصحيح بجوار الخط المعوج الفاسد ؛ لـ يصحح ما عليه الناس : سواء عند إفساد أو أخطاء العقيدة الإيمانية أو اضطراب وانحراف في الإيمان العقدي أو خلل في العبادة : البدنية منها أو المالية ؛ أو هما معاً ؛ أو جنوح في المعاملات وتأرجح في التصرفات والأفعال والأقوال ؛ مع تصحيح الأخلاق السقيمة السائدة وتعديل العادات الموروثة الفاسدة وتغيير التقاليد المتحجرة البالية ، فيتم التصحيح والتغيير وفق منهاج رب السماء والأرض وما بينهما ؛ وتبعاً لـ شريعة خالق الإنسان والكون والحياة ؛ فـ يبني الإسلامُ الخاتم وحياً من رب العباد : القرآن الكريم والحديث الشريف .. يبني شخصيةَ إنسانٍ جديد بشقيها: العقلي الإدراكي الفهمي الاستيعابي ؛ هذا هو الشق الأول من الشخصية الآدمية ، والنفسي أي ميول الإنسان و رغباته ونزعاته وتقليم شهواته وتنظيم أهوائه ؛ وهذا هو الشق الثاني من الشخصية البشرية ؛ فتصبح شخصية إنسانية آدمية بشرية سوية ،كما يريد خالقها وكما يرغب بارئها وكما يستحسن مبدعها ؛ وبالطبع وبلا أدنى شك قد تقبل طائفة كبيرة من الناس هذا التصحيح السليم والتغيير الجذري في العقيدة والإيمان والتعديل الأساسي في التصرفات والأفعال والتغيير في المعاملات والأقوال ، وقد يواجه هذا الإصلاح والتصحيح ويعترض هذا التعديل ويقف حجر عثرة أمام هذا التبديل ويرفض هذا التغيير بل محاربته طائفة آخرى ، وهذا القبول يتم بناءً على الاستعداد الفطري السليم والقبول العقلي الواعي المستنير والتقبل الفهمي الإدراكي ؛ فينقسم الناس إلى مؤمن بتلك الأفكار الجديدة على الناس والمجتمع ؛ وبهذا التغيير في كيفية العبادة لله وحده والأفكار الحديثة في البيئة المحيطة والغريبة عن هذا الوسط المعاش والمتعلقة بصحيح العبادة وسليم المعاملات والتصرفات وصحة الأفعال والأقوال ، فتؤمن طائفة بتلك المفاهيم الجديدة الصحيحة والقيم العالية الرفيعة الراقية والمقاييس السليمة والقناعات التي يقبلها العقل فـ تستريح الروح فتطمئن النفس فيهدأ القلب ويرتاح البال ؛ فتوجد -هذه الطائفة المؤمنة- وتنشأ كيانا إسلاميا خالصاً من الشوائب يطبق تلك الأفكار الصحيحة والمفاهيم السليمة والقيم الرفيعة العالية الراقية والمقاييس الصحيحة من حيث الحلال والحرام والقناعات السامقة من حيث وجهة النظر في الحياة والنظرة إلى الكون والإنسان بأنهم مخلوقة من عدم لخالق مبدع مصوِّر : فيسود المجتمع الخير العميم بل العالم كله السلام ، كما تقبل طائفة العيش تحت ظلال هذا المبدأ الجديد في ذلك الكيان الإسلامي دون الإيمان بما بُني عليه من عقائد وأحكام.
مدخل :
.. فـ من الخطأ الشديد الذي يقع فيه البعضُ اختياره اسماً قبيحاً لابنـ(ـتـ)ــه، يحمل معنى سيئاً يتأذى منه في صِغَرِهِ ويزعجه في كِبَرِه، إمَّا لغرابته، أو لِما يَحويه من معانٍ تدلُّ على عدم الخير، أو الغلظة، أو غير ذلك من المعاني المكروهة للنُّفوس.. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسمية المولود باسم حسنٍ، لأن الاسم الحسن يترك انطباعاً حسناً لصاحبه وللسامعين، كما نهى صلى الله عليه وسلم عن تسميته باسم قبيح أو اسم غير جائز شرعا .. وفي الأمثال يقولون: " الاسمُ دالٌ على المسمى "، ويقولون أيضاً: " لكل شخص من اسمه نصيب ".
وكثرة الأسماء في معهود العرب تدل على شرف المسمى، وعلو مكانته، والعرب من عادتها إطلاق الأسماء الكثيرة على كل من كان ذا شأن عظيم ومنزلة رفيعة . واختيار الأسماء من الأمور التي اهتم بها الإسلام وندب إليها.
ومن الغريب العجيب أن يتدخل الإسلام عن طريق نبي الأنام عليه السلام في تغيير أسماء البشر؛ بل وفي تغيير أسماء الأماكن والمدن ؛ وقال ابن القيم في كتابه "تحفة المودود" :" وهذا باب عجيب من أبواب الدين، وهو العدول عن الاسم الذي تستقبحه العقول، وتنفر منه النفوس، إلى الاسم الذي هو أحسن منه والنفوس إليه أمْيَل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الاعتناء بذلك".. فقد أخرج الترمذي وصححه الألباني في: "باب ما جاء في تغيير الأسماء" عن أم المؤمنين عائشةَ -رضي الله عنها : « „ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح “ » .. وقال المناوي في فيض القدير : „ كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه : من مكان، أو قبيلة، أو جبل، أو شخص “ ..
ولعله من المفيد أن أبدءُ قبل الولوج في أحداث العهد المدني أن أتحدث عن تغيير اسم يثرب إلى طابة .. طيبة .. المدينة وسبب ذلك!:
ـــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
09 جمادى الأولى 1446 هــ ~ 10 ديسمبر 2024 م.