دكتور محمد فخر الدين الرمادي
28 / 02 / 2025, 29 : 06 PM
* . ) آداب الصيام الشرعية :
ومن الآداب الشرعية التي تراعى عند رؤية الهلال : أَنْ :
*. ) لا يَسْتقبِلَ الهلالَ بوجهه عند الدعاء ،
*. ) ولا يَرْفَعَ رأسَه وعينيه إليه ، و :
*. ) لا يَنْتصِبَ له قائماً ، وإنَّما :
*. ) يَسْتقبِلُ بالدعاء بما يتيسر له من أحاديث المصطفى الهادي عليه السلام .. يستقبل القِبْلةَ.
-*/*-
ثانيًا:
ومِنَ الآداب الشرعية المُهِمَّةِ أَنْ لا يصوم قبل ثبوتِ بدايةِ الشهر على أنَّه مِنْ شهر رمضان ، ولا يصومَ بعد نهايته على أنَّه منه ؛ فـ الواجبُ أَنْ يصومه في وقته المحدَّدِ شرعًا وفق الرؤية ؛ فـ لا يَتقدَّمُ عليه بيوم ولا يَتأخَّرُ عنه ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الهِلَالَ ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث تَقدَّمَ تخريجه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وفي قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا» .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٥) باب: هل يُقالُ: رمضان أو شهرُ رمضان ومَنْ رأى كُلَّه واسعًا، و :
ب. ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٢) رقم: (١٠٨٠)، مِنْ حديثِ ابن ِعمر - رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
ثالثًا:
*. ) المُداوَمةُ على السَّحور قبل بدء الصيام لــ بركته ، و :
*. ) استحبابُ تأخير وقت السحور ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَسَحَّرُوا ؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٩) بابُ بَرَكةِ السحورِ مِنْ غيرِ إيجابٍ، و :
ب . ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٨) رقم: (١٠٩٥)، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ- رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وقد وَرَدَ في فضلِه وبركتِه ـ أيضًا ـ قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «البَرَكَةُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الجَمَاعَةِ وَالثَّرِيدِ وَالسَّحُورِ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) الطبرانيُّ في «الكبير» (٦/ ٢٥١)، و :
ب . ) البيهقيُّ في «شُعَب الإيمان» (٦/ ٦٨)، مِنْ حديثِ سلمان -رضي الله عنه. والحديث :
ج . ) حسَّنه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٣٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينَ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أحمد في «مسنده» (٣/ ١٢)، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ- رضي الله عنه، وأخرجه :
ب . ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٤٥)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر- رضي الله عنهما. والحديث :
ج . ) حسَّنه الألبانيُّ بمجموعِ طُرُقِه في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٢١٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وقد جَعَلَهُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عبادةً يتميَّزُ بها أهلُ الإسلام عن أهل الكتابين ، فقال: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٨) رقم: (١٠٩٦)، مِنْ حديثِ عمرو بنِ العاص- رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
. والأفضلُ أَنْ يَتسحَّرَ الصائمُ بـ :
*. ) التَّمْر؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «نِعْمَ سَحُورُ المُؤْمِنِ التَّمْرُ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أبو داود في «الصيام» (٢٣٤٥) بابُ مَنْ سمَّى السَّحورَ: الغَدَاءَ، و :
ب . ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٥٣)، مِنْ حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه. والحديث :
ج . ) صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٢/ ١٠٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
فإِنْ لم يَتَيَسَّرْ له التمرُ تَحَقَّقَ سحورُه ولو بِـ :
*. ) جرْعَةٍ مِنْ ماءٍ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه : أ . ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٥٣)، مِنْ حديثِ عبدالله بنِ عمرٍو - رضي الله عنهما. والحديث : ب . ) حَسَّنه الألبانيُّ. انظر: «السلسلة الضعيفة» (٣/ ٥٩٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
و:
*. ) يبدأ وقتُ السَّحورِ قُبَيْلَ الفجر، و :
*. ) ينتهي بتَبيُّنِ الخيط الأبيض مِن الخيطِ الأسود مِن الفجر،
تنبيه :
وإذا سَمِعَ النداءَ والإناءُ على يده ، أو كان يأكل ؛ فَــ لَهُ أَنْ يَقْضِيَ حاجتَه منهما ، ويَسْتكمِلَ شرابَه وطعامَه ؛ لــ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه أحمد (٢/ ٤٢٣،٥١٠)، وأبو داود في «الصيام» (٢٣٥٠) بابٌ في الرجلِ يَسْمَعُ النداءَ والإناءُ على يَدِه، مِنْ حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٣٨١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
؛ ففي هذه الرُّخصةِ الواردةِ في الحديثِ إبطالٌ لـ بدعةِ الإمساكِ قبل الفجر بـ نحوِ عَشْرِ دقائقَ أو ربعِ ساعةٍ. وإلزامُ التعبُّدِ بتوقيتِ الإمساكيةِ الموضوعةِ بـ دَعْوَى خشيةِ أَنْ يُدْرِكَ الناسَ أذانُ الفجرِ وهُمْ على سحورهم لا أصلَ له في أحكام الشريعة وآدابِها.
هذا،
و :
*. ) يُسْتَحَبُّ تأخيرُ السحور؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا، وَنُؤَخِّرَ سَحُورَنَا، وَنَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلَاةِ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه ابنُ حِبَّان (٥/ ٦٧)، والبيهقيُّ في «السنن الكبرى» (٤/ ٢٣٨)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ - رضي الله عنهما. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٢٨٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وكان بين فراغه صلَّى الله عليه وسلَّم مِنَ السحور ودخوله في الصلاة قَدْرُ خمسين آيةً مُتوسِّطةً
ـــــــــــــــــــ
الحديث ففي روايةٍ للبخاريِّ عن أنس بنِ مالكٍ: «أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وزيدَ ابنَ ثابتٍ تَسَحَّرَا، فلمَّا فَرَغَا مِنْ سحورهما قام نبيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الصلاة فصلَّى». قال قَتادةُ: قلنا لأنسٍ: «كم كان بين فراغهما مِنْ سَحورهما ودخولِهما في الصلاة؟» قال: «قَدْرُ ما يقرأ الرجلُ خمسين آيةً». [«صحيح البخاري» (١/ ١٤٣)].
ــــــــــــــــــ
؛ فقَدْ روى أَنَسٌ عن زيد بنِ ثابتٍ رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ»، قُلْتُ: «كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ(*) وَالسَّحُورِ؟» قَالَ: «قَدْر خَمْسِينَ آيَةً»(**).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) والمرادُ به: أذانُ الإقامة؛ لأنَّ الإقامة يُطْلَقُ عليها أذانٌ، كما في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ» مُتَّفَقٌ عليه.
(**) الحديث أخرجه :
أ. ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٩) باب: قدرُ كَمْ بين السَّحور وصلاةِ الفجر؟ و :
ب. ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٨) رقم: (١٠٩٧).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وكان دَأْبُ الصحابةِ رضي الله عنهم تأخيرَ السحور؛ فـ عن عمرِو بنِ ميمون الأوديِّ قال: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم أَسْرَعَ النَّاسِ إِفْطَارًا وَأَبْطَأَهُمْ سَحُورًا».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه عبدُالرزَّاق في «المصنَّف» (٤/ ١٧٣)، والبيهقيُّ في «السنن الكبرى» (٤/ ٢٣٨). وصحَّح الحافظُ إسنادَه في «الفتح» (٤/ ٢٣٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
رابعًا:
المُحافَظةُ على تعجيلِ الفِطْرِ لإدامةِ الناسِ على الخير؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٦٩) بابُ تعجيلِ الإفطار، و :
ب. ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٩) رقم: (١٠٩٨)، مِنْ حديثِ سهل بنِ سعدٍ رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
، وقولِه عليه الصلاةُ والسلام: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) ابنُ خزيمة (٣/ ٢٧٥)، و :
ب . ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٧٧)، مِنْ حديثِ سهل بنِ سعدٍ رضي الله عنهما. و :
ج. ) صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الترغيب» (١٠٧٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الفِطْرَ؛ لأَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أحمد في «مسنده» (٢/ ٤٥٠)،
ب . ) أبو داود في «الصيام» (٢٣٥٣) بابُ ما يُسْتحَبُّ مِنْ تعجيلِ الفطر، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. و : ج . ) حسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٦٨٩).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
، وقد بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم معنى هذا التعجيلِ في قوله: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ـ من جهة الشرق ـ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ؛ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٦٧) باب: متى يَحِلُّ فِطْرُ الصائم؟ و :
ب . ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٩) رقم: (١١٠٠)، مِنْ حديثِ عمر بنِ الخطَّاب رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
* . ) آداب الفطر:
هذا، وتَقْتَرِنُ بالفِطْرِ جملةٌ مِنَ الآداب الشرعية، يُسْتَحَبُّ للصائم الالتزامُ بها، اقتداءً بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي:
١ . ) ـ تقديم الفطر على الصلاة؛ لقولِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قَطُّ صَلَّى صَلَاةَ المَغْرِبِ حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ. ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٧٤)، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه، و :
ب . ) صحَّحه الألبانيُّ في «الصحيحة» (٥/ ١٤٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
٢ . ) ـ فِطْرُه على : * . ) رُطَباتٍ ، فإِنْ لم يجد فـ على :
*. ) تمراتٍ ، فإِنْ لم يجد فـ على :
*. ) الماء ؛ لـ حديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٍ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه : أ . ) أحمد في «مسنده» (٣/ ١٦٤)، و :
ب . ) أبو داود في «الصيام» (٢٣٥٦) بابُ ما يُفْطَرُ عليه. و :
ج. ) حسَّنه الألبانيُّ في «الإرواء» (٤/ ٤٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
٣ . ) ـ دعاءُ الصائم عند الفطر بما ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يقول ـ عند فِطْرِه ـ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أبو داود في «الصيام» (٢٣٥٧) بابُ القولِ عند الإفطار، و :
ب. ) الحاكم في «المستدرك» (١/ ٥٨٤)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. و :
ج . ) حسَّنه الدارقطنيُّ و :
د. ) أقرَّهُ الحافظُ في «التلخيص الحبير» (٢/ ٤١٢)، و :
هـ . ) الألبانيُّ في «الإرواء» (٤/ ٣٩).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
خامسًا:
ومِنْ آداب الصيام ـ أيضًا ـ: استحبابُ المُحافَظةِ على السِّواك مُطلقًا ، سواءٌ كان المُكلَّف البالغ العاقل صائمًا أو مُفْطِرًا ، أو استعمله رطبًا أو يابسًا ، أو كان في أوَّلِ النهار أو في آخِرِه ؛ للحضِّ عليه عند كُلِّ صلاةٍ ، وعند كُلِّ وضوءٍ ، في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»(*)، وفي روايةٍ: «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ»(**). ولم يخصَّ الصائمَ مِنْ غيرِه ، قال ابنُ عمر رضي الله عنهما: «يَسْتَاكُ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ»(***).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الجمعة» (١/ ٢١٢) بابُ السواكِ يومَ الجمعة، و :
ب. ) مسلمٌ في «الطهارة» (١/ ١٣٢) رقم: (٢٥٢)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(**) الحديث أخرجه : .
أ . ) البخاريُّ معلَّقًا في «الصيام» (١/ ٤٦٢) بابُ سواك الرطب واليابس للصائم. وذَكَرَ :
أ . أ . ) الحافظُ العسقلاني في «الفتح» (٤/ ١٨٩): أنَّ النسائيَّ وَصَلَه، و :
ب . ) عند ابنِ خزيمة (١/ ٧٣): «مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ». و :
ج . ) انظر: «الإرواء» للألباني (١/ ١١٠).
(***) الحديث ذَكَرَهُ :
أ . ) البخاريُّ معلَّقًا في «الصيام» (١/ ٤٦١) بابُ اغتسالِ الصائم، قال :
أ . أ . ) الحافظ ابن حجر العسقلاني في «الفتح» (٤/ ١٨٤): «وَصَلَهُ ابنُ أبي شيبة عنه بمَعْناهُ». و :
ج . ) انظر: «مختصر صحيح البخاري» للألباني (٤٥١)، رقم: (٣٦٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وَضِمْنَ هذا الحكمِ يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «...وأمَّا السِّوَاكُ فجائزٌ بلا نِزاعٍ، لكِنِ اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورَيْن، هُمَا روايتان عن أحمد، ولم يَقُمْ على كراهيته دليلٌ شرعيٌّ يصلح أَنْ يَخُصَّ عمومات نصوصِ السواك».
ــــــــــــــــــــــ
انظر : «مجموع الفتاوى» لـ ابن تيمية (ج: ٢٥/ ص : ٢٦٦).
ثم راجع ما قاله الحافظ في «التلخيص» (٢/ ٢٠٢): «فائدة: روى الطبرانيُّ بإسنادٍ جيِّدٍ عن عبدالرحمن بنِ غَنْمٍ قال: سألتُ مُعاذ بنَ جبلٍ: «أأتَسوَّكُ وأنا صائمٌ؟» قال: «نعم»، قلت: «أيَّ النهارِ؟» قال: «غَدوةً أو عَشيَّةً»، قلت: «إنَّ الناس يكرهونه عشيةً، ويقولون: إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ»»، قال: «سبحان الله! لقد أمرهم بالسِّواك وما كان بالذي يأمرهم أَنْ يُنتِنوا أفواهَهم عمدًا، ما في ذلك مِنَ الخير شيءٌ، بل فيه شرٌّ».
ـــــــــــــــــــــــ
سادسًا:
الاجتهاد في فعلِ الخيرات وتكثيفِ العبادات ؛ فقَدْ كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر رمضان يُكْثِرُ مِنْ أنواع العبادات ، وأفعالِ الخير ، وأَضْرُبِ البرِّ وأنواع الإحسان ؛ ففي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصيام» (١/ ٤٥٥) باب: أجودُ ما كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يكون في رمضان، و :
ب. ) مسلمٌ في «الفضائل» (٢/ ١٠٩٢) رقم: (٢٣٠٨)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يُكْثِرُ مِنْ قراءة القرآن فيه ، ويُطيلُ قيامَ رمضان أَكْثَرَ مِمَّا يُطيلُه في غيره ، ويجودُ بالصدقات والعطايا وسائرِ أنواعِ الإحسان ، ويجتهدُ في العشر الأواخر ـ اعتكافًا وقيامًا وقراءةً وذِكْرًا ـ ما لا يجتهدُ في غيره ؛ ففي الحديث: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «صلاة التراويح» (١/ ٤٨٢) باب العمل في العشر الأواخر مِنْ رمضان، و :
ب . ) مسلمٌ في «الاعتكاف» (١/ ٥٢٦) رقم: (١١٧٤)، مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
العمرة في شهر رمضان :
ومِنَ العباداتِ التي نَدَبَ إليها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم العمرةُ في شهر رمضان ؛ فَلَهَا ثوابٌ عظيمٌ يُساوي ثوابَ حَجَّةٍ ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم لـ عائشة رضي الله عنها: «فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي ؛ فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً»(*)، ويُضاعَفُ أجرُ الصلاةِ في مَسْجِدَيْ مَكَّةَ والمدينةِ ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ»(**) ، فضلًا عن تكفيرِ الذنوب والسيِّئات بتَعاقُبِ العمرات على ما ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا»(***).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) الحديث مُتَّفَقٌ عليه:
أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «أبواب العمرة» (١/ ٤٢٦) بابُ عمرةٍ في رمضان، و :
ب . ) مسلمٌ في «الحجِّ» (١/ ٥٧٣) رقم: (١٢٥٦)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(**) الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصلاة» (١/ ٢٨٤) بابُ فضلِ الصلاة في مسجد مكَّةَ والمدينة، و :
ب . ) مسلمٌ في «الحجِّ» (١/ ٦٢٦) رقم: (١٣٩٤)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(***) أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الحجِّ» بابُ وجوبِ العمرة وفضلِها (١/ ٤٢٥)، و :
ب. ) مسلمٌ في «الحجِّ» (١/ ٦١٣) رقم: (١٣٤٨)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
سابعًا:
التربية الإيمانية والسلوكية :
اجتنابُ كُلِّ ما لا يُحقِّقُ الغايةَ مِنَ الصيام ، وذلك بأَنْ يَحْترِزَ الصائمُ عن كُلِّ ما نَهَى الشرعُ الحنيف عنه مِنْ سَيِّئِ الأقوال ، وقبيحِ الأفعال المحرَّمةِ والتصرفات المكروهة ، في كُلِّ الأوقات، وبــ الأَخَصِّ في شهر رمضان التي يَعْظُمُ قُبْحُهَا في حقِّ الصائم ؛ لذلك وَجَبَ عليه أَنْ :
* . ) يَكُفَّ لسانَه عمَّا لا خيرَ فيه مِنَ الكلام: كــ :
- الكذب، و:
- الغِيبةِ، و :
- النميمة، و :
- الشَّتْمِ، و :
- الخصام، و:
- تضييعِ وقته بإنشاد الأشعار ، و :
- روايةِ الأسمار، و:
- المُضْحِكاتِ،
- المسلسلات الرمضانية ؛ و :
- المدحِ والذمِّ بغير حقٍّ ، كما يجب عليه أَنْ :
*. ) يَكُفَّ سَمْعَه عن الإصغاء إليها ، والاستماعِ إلى كُلِّ قبيحٍ ومذمومٍ شرعًا ، ويعملَ جاهدًا على : * . ) كَفِّ نَفْسِه وبدنه عن سائِرِ الشهوات والمحرَّمات: كـ :
- غضِّ البصر ومَنْعِه مِنَ الاتِّساع في النَّظر، وإرسالِه إلى كُلِّ ما يُذَمُّ ويُكْرَهُ، و :
- تجنيبِ بقيَّةِ جوارحه مِنَ الوقوع في الآثام ؛ فلا يَمُدُّ يدَه إلى باطلٍ، ولا يمشي برجله إلى باطلٍ، ولا يأكل إلَّا الطيِّباتِ مِنْ غير إسرافٍ ولا استكثارٍ؛ لـ يصرفَ نَفْسَه عن الهوى، ويُقوِّيَها على التحفُّظِ مِنَ الشيطان وأعوانه، ومع ذلك كُلِّه يَبْقَى قلبُه ـ بعد الإفطار وفي آخِرِ كُلِّ عبادةٍ ـ دائرًا بين الرجاء في قَبولِ صيامِه وقيامه وقراءته لـ يكون مِنَ المقرَّبين ، وبين الخوف والخشية مِنْ ردِّه عليه فيكون مِنَ المَمْقُوتِينَ.
هذا، وقد جاءَتْ في هذه المَعاني نصوصٌ شرعيةٌ تُرَهِّبُ الصائمَ مِنْ آفات اللسان والجوارح منها: قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه : البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٦) بابُ مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ به في الصوم، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وليس المقصودُ مِنْ شرعيةِ الصوم نَفْسَ الجوع والعطش ، بل ما يَتْبَعُه مِنْ كسرِ الشهوات وتطويعِ النفس الأمَّارةِ للنَّفس المُطْمَئِنَّة؛ لذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أحمد في «مسنده» (٢/ ٣٧٣)، و :
ب . ) ابنُ ماجه في «الصيام» (١٦٩٠) بابُ ما جاء في الغِيبةِ والرفث للصائم، واللفظُ له، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. و :
ج . ) صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٣٤٨٨).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
فـ الصائمُ حقيقةً هو :
- مَنْ صام بَطْنُه عن الطعام، و :
- جوارحُه عن الآثام، و :
- لسانُه مِنَ الفُحْشِ ورَدِيءِ الكلام، و :
- سمعُه عن الهذيانِ، و :
- فَرْجُه عن الرَّفَثِ، و :
- بصرُه عن النَّظَرِ إلى الحرام ؛ فإِنْ :
- تَكَلَّمَ لَمْ يَنْطِقْ بما يَجْرَحُ صومَه، وإِنْ :
- فَعَلَ لم يفعل ما يُفْسِدُ صومَه؛ فـ :
- يخرجُ كلامُه نافعًا و :
- عملُه صالحًا.
قال خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين - صلَّى الله عليه وسلَّم: «قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»(*)، وفي حديثٍ آخَرَ مرفوعًا: «لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاجْلِسْ»(**).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٦) باب: هل يقول: إنِّي صائمٌ إذا شُتِمَ، و :
ب. ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٥١١) رقم: (١١٥١)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(**) الحديث أخرجه :
أ . ) ابنُ خزيمة في «صحيحه» (٣/ ٢٤١). و
ب . ) صحَّحه الألبانيُّ في «الإرواء» (٤/ ٣٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
هذا، وقد لا يحصل الصائمُ على ثوابِ صومه مع تَحَمُّلِه التعبَ بالجوع والعطش؛ إذا لم يُؤَدِّ صومَه على الوجه المطلوب بترك المنهيَّات؛ إذ ثوابُ الصومِ ينقص بالمَعاصي، ولا يَبْطُلُ إلَّا بمُفْسِداته، وفي الأحاديثِ المتقدِّمةِ ترغيبُ الصائم في العفو عن زلَّات المُخْطِئين، والإعراضِ عن إساءةِ المُسيئين.
ثامنًا:
إعدادُ الإفطارِ للصائمين، الْتماسًا للأجر والثواب المُماثِلِ لأجورهم، وقد صحَّ في فضلِ ذلك قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصْ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أحمد في «مسنده» (٤/ ١١٤)، و :
ب. ) الترمذيُّ في «الصوم» (٨٠٧) بابُ ما جاء في فضلِ مَنْ فطَّر صائمًا، مِنْ حديثِ زيدِ ابنِ خالدٍ الجُهَنيِّ رضي الله عنه. و :
ج . ) صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٦٤١٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
تاسعًا:
المُحافَظةُ على صلاة القيام وأداؤُها مع الجماعة؛ فينبغي الحرصُ عليها وعدَمُ التخلُّفِ عنها أو تركِها ؛ لأنَّه يفوته خيرٌ كثيرٌ، وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُرغِّبُ أصحابَه في قيامِ رمضان مِنْ غيرِ أَنْ يأمرهم بعزيمةٍ، ويقولُ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
تَقَدَّمَ تخريجه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وخاصَّةً وأنَّ في العَشْرِ الأواخر مِنَ الشهرِ ليلةً هي خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ، جَعَلَ اللهُ فيها الثوابَ العظيمَ لمن قامَها وغفرانَ ما تَقدَّمَ مِنَ المَعاصي والذنوب، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(*). وقد جاء في فضلِ قيامِ رمضان جماعةً قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»(**)، لذلك يحرصُ الصائمُ على المُحافَظةِ عليه في الجماعةِ لئلَّا يَحْرِمَ نَفْسَهُ مِنْ هذا الخيرِ العظيم، والأجرِ العميم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) تَقَدَّمَ تخريجه .
(**) الحديث أخرجه :
أ . ) أبو داود في «الصلاة» (١٣٧٥) بابٌ في قيام شهر رمضان، مِنْ حديثِ أبي ذرٍّ الغِفاريِّ رضي الله عنه. و :
ب. ) صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (١٦١٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
* . ) الخاتمة
ومن الآداب الشرعية التي تراعى عند رؤية الهلال : أَنْ :
*. ) لا يَسْتقبِلَ الهلالَ بوجهه عند الدعاء ،
*. ) ولا يَرْفَعَ رأسَه وعينيه إليه ، و :
*. ) لا يَنْتصِبَ له قائماً ، وإنَّما :
*. ) يَسْتقبِلُ بالدعاء بما يتيسر له من أحاديث المصطفى الهادي عليه السلام .. يستقبل القِبْلةَ.
-*/*-
ثانيًا:
ومِنَ الآداب الشرعية المُهِمَّةِ أَنْ لا يصوم قبل ثبوتِ بدايةِ الشهر على أنَّه مِنْ شهر رمضان ، ولا يصومَ بعد نهايته على أنَّه منه ؛ فـ الواجبُ أَنْ يصومه في وقته المحدَّدِ شرعًا وفق الرؤية ؛ فـ لا يَتقدَّمُ عليه بيوم ولا يَتأخَّرُ عنه ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الهِلَالَ ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث تَقدَّمَ تخريجه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وفي قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا» .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٥) باب: هل يُقالُ: رمضان أو شهرُ رمضان ومَنْ رأى كُلَّه واسعًا، و :
ب. ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٢) رقم: (١٠٨٠)، مِنْ حديثِ ابن ِعمر - رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
ثالثًا:
*. ) المُداوَمةُ على السَّحور قبل بدء الصيام لــ بركته ، و :
*. ) استحبابُ تأخير وقت السحور ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَسَحَّرُوا ؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٩) بابُ بَرَكةِ السحورِ مِنْ غيرِ إيجابٍ، و :
ب . ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٨) رقم: (١٠٩٥)، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ- رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وقد وَرَدَ في فضلِه وبركتِه ـ أيضًا ـ قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «البَرَكَةُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الجَمَاعَةِ وَالثَّرِيدِ وَالسَّحُورِ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) الطبرانيُّ في «الكبير» (٦/ ٢٥١)، و :
ب . ) البيهقيُّ في «شُعَب الإيمان» (٦/ ٦٨)، مِنْ حديثِ سلمان -رضي الله عنه. والحديث :
ج . ) حسَّنه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٣٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينَ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أحمد في «مسنده» (٣/ ١٢)، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ- رضي الله عنه، وأخرجه :
ب . ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٤٥)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر- رضي الله عنهما. والحديث :
ج . ) حسَّنه الألبانيُّ بمجموعِ طُرُقِه في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٢١٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وقد جَعَلَهُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عبادةً يتميَّزُ بها أهلُ الإسلام عن أهل الكتابين ، فقال: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٨) رقم: (١٠٩٦)، مِنْ حديثِ عمرو بنِ العاص- رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
. والأفضلُ أَنْ يَتسحَّرَ الصائمُ بـ :
*. ) التَّمْر؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «نِعْمَ سَحُورُ المُؤْمِنِ التَّمْرُ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أبو داود في «الصيام» (٢٣٤٥) بابُ مَنْ سمَّى السَّحورَ: الغَدَاءَ، و :
ب . ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٥٣)، مِنْ حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه. والحديث :
ج . ) صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٢/ ١٠٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
فإِنْ لم يَتَيَسَّرْ له التمرُ تَحَقَّقَ سحورُه ولو بِـ :
*. ) جرْعَةٍ مِنْ ماءٍ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه : أ . ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٥٣)، مِنْ حديثِ عبدالله بنِ عمرٍو - رضي الله عنهما. والحديث : ب . ) حَسَّنه الألبانيُّ. انظر: «السلسلة الضعيفة» (٣/ ٥٩٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
و:
*. ) يبدأ وقتُ السَّحورِ قُبَيْلَ الفجر، و :
*. ) ينتهي بتَبيُّنِ الخيط الأبيض مِن الخيطِ الأسود مِن الفجر،
تنبيه :
وإذا سَمِعَ النداءَ والإناءُ على يده ، أو كان يأكل ؛ فَــ لَهُ أَنْ يَقْضِيَ حاجتَه منهما ، ويَسْتكمِلَ شرابَه وطعامَه ؛ لــ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه أحمد (٢/ ٤٢٣،٥١٠)، وأبو داود في «الصيام» (٢٣٥٠) بابٌ في الرجلِ يَسْمَعُ النداءَ والإناءُ على يَدِه، مِنْ حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٣٨١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
؛ ففي هذه الرُّخصةِ الواردةِ في الحديثِ إبطالٌ لـ بدعةِ الإمساكِ قبل الفجر بـ نحوِ عَشْرِ دقائقَ أو ربعِ ساعةٍ. وإلزامُ التعبُّدِ بتوقيتِ الإمساكيةِ الموضوعةِ بـ دَعْوَى خشيةِ أَنْ يُدْرِكَ الناسَ أذانُ الفجرِ وهُمْ على سحورهم لا أصلَ له في أحكام الشريعة وآدابِها.
هذا،
و :
*. ) يُسْتَحَبُّ تأخيرُ السحور؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا، وَنُؤَخِّرَ سَحُورَنَا، وَنَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلَاةِ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه ابنُ حِبَّان (٥/ ٦٧)، والبيهقيُّ في «السنن الكبرى» (٤/ ٢٣٨)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ - رضي الله عنهما. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٢٨٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وكان بين فراغه صلَّى الله عليه وسلَّم مِنَ السحور ودخوله في الصلاة قَدْرُ خمسين آيةً مُتوسِّطةً
ـــــــــــــــــــ
الحديث ففي روايةٍ للبخاريِّ عن أنس بنِ مالكٍ: «أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وزيدَ ابنَ ثابتٍ تَسَحَّرَا، فلمَّا فَرَغَا مِنْ سحورهما قام نبيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الصلاة فصلَّى». قال قَتادةُ: قلنا لأنسٍ: «كم كان بين فراغهما مِنْ سَحورهما ودخولِهما في الصلاة؟» قال: «قَدْرُ ما يقرأ الرجلُ خمسين آيةً». [«صحيح البخاري» (١/ ١٤٣)].
ــــــــــــــــــ
؛ فقَدْ روى أَنَسٌ عن زيد بنِ ثابتٍ رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ»، قُلْتُ: «كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ(*) وَالسَّحُورِ؟» قَالَ: «قَدْر خَمْسِينَ آيَةً»(**).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) والمرادُ به: أذانُ الإقامة؛ لأنَّ الإقامة يُطْلَقُ عليها أذانٌ، كما في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ» مُتَّفَقٌ عليه.
(**) الحديث أخرجه :
أ. ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٩) باب: قدرُ كَمْ بين السَّحور وصلاةِ الفجر؟ و :
ب. ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٨) رقم: (١٠٩٧).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وكان دَأْبُ الصحابةِ رضي الله عنهم تأخيرَ السحور؛ فـ عن عمرِو بنِ ميمون الأوديِّ قال: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم أَسْرَعَ النَّاسِ إِفْطَارًا وَأَبْطَأَهُمْ سَحُورًا».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه عبدُالرزَّاق في «المصنَّف» (٤/ ١٧٣)، والبيهقيُّ في «السنن الكبرى» (٤/ ٢٣٨). وصحَّح الحافظُ إسنادَه في «الفتح» (٤/ ٢٣٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
رابعًا:
المُحافَظةُ على تعجيلِ الفِطْرِ لإدامةِ الناسِ على الخير؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٦٩) بابُ تعجيلِ الإفطار، و :
ب. ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٩) رقم: (١٠٩٨)، مِنْ حديثِ سهل بنِ سعدٍ رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
، وقولِه عليه الصلاةُ والسلام: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) ابنُ خزيمة (٣/ ٢٧٥)، و :
ب . ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٧٧)، مِنْ حديثِ سهل بنِ سعدٍ رضي الله عنهما. و :
ج. ) صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الترغيب» (١٠٧٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الفِطْرَ؛ لأَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أحمد في «مسنده» (٢/ ٤٥٠)،
ب . ) أبو داود في «الصيام» (٢٣٥٣) بابُ ما يُسْتحَبُّ مِنْ تعجيلِ الفطر، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. و : ج . ) حسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٦٨٩).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
، وقد بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم معنى هذا التعجيلِ في قوله: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ـ من جهة الشرق ـ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ؛ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٦٧) باب: متى يَحِلُّ فِطْرُ الصائم؟ و :
ب . ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٤٨٩) رقم: (١١٠٠)، مِنْ حديثِ عمر بنِ الخطَّاب رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
* . ) آداب الفطر:
هذا، وتَقْتَرِنُ بالفِطْرِ جملةٌ مِنَ الآداب الشرعية، يُسْتَحَبُّ للصائم الالتزامُ بها، اقتداءً بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي:
١ . ) ـ تقديم الفطر على الصلاة؛ لقولِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قَطُّ صَلَّى صَلَاةَ المَغْرِبِ حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ. ) ابنُ حِبَّان (٨/ ٢٧٤)، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه، و :
ب . ) صحَّحه الألبانيُّ في «الصحيحة» (٥/ ١٤٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
٢ . ) ـ فِطْرُه على : * . ) رُطَباتٍ ، فإِنْ لم يجد فـ على :
*. ) تمراتٍ ، فإِنْ لم يجد فـ على :
*. ) الماء ؛ لـ حديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٍ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه : أ . ) أحمد في «مسنده» (٣/ ١٦٤)، و :
ب . ) أبو داود في «الصيام» (٢٣٥٦) بابُ ما يُفْطَرُ عليه. و :
ج. ) حسَّنه الألبانيُّ في «الإرواء» (٤/ ٤٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
٣ . ) ـ دعاءُ الصائم عند الفطر بما ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يقول ـ عند فِطْرِه ـ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أبو داود في «الصيام» (٢٣٥٧) بابُ القولِ عند الإفطار، و :
ب. ) الحاكم في «المستدرك» (١/ ٥٨٤)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. و :
ج . ) حسَّنه الدارقطنيُّ و :
د. ) أقرَّهُ الحافظُ في «التلخيص الحبير» (٢/ ٤١٢)، و :
هـ . ) الألبانيُّ في «الإرواء» (٤/ ٣٩).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
خامسًا:
ومِنْ آداب الصيام ـ أيضًا ـ: استحبابُ المُحافَظةِ على السِّواك مُطلقًا ، سواءٌ كان المُكلَّف البالغ العاقل صائمًا أو مُفْطِرًا ، أو استعمله رطبًا أو يابسًا ، أو كان في أوَّلِ النهار أو في آخِرِه ؛ للحضِّ عليه عند كُلِّ صلاةٍ ، وعند كُلِّ وضوءٍ ، في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»(*)، وفي روايةٍ: «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ»(**). ولم يخصَّ الصائمَ مِنْ غيرِه ، قال ابنُ عمر رضي الله عنهما: «يَسْتَاكُ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ»(***).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الجمعة» (١/ ٢١٢) بابُ السواكِ يومَ الجمعة، و :
ب. ) مسلمٌ في «الطهارة» (١/ ١٣٢) رقم: (٢٥٢)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(**) الحديث أخرجه : .
أ . ) البخاريُّ معلَّقًا في «الصيام» (١/ ٤٦٢) بابُ سواك الرطب واليابس للصائم. وذَكَرَ :
أ . أ . ) الحافظُ العسقلاني في «الفتح» (٤/ ١٨٩): أنَّ النسائيَّ وَصَلَه، و :
ب . ) عند ابنِ خزيمة (١/ ٧٣): «مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ». و :
ج . ) انظر: «الإرواء» للألباني (١/ ١١٠).
(***) الحديث ذَكَرَهُ :
أ . ) البخاريُّ معلَّقًا في «الصيام» (١/ ٤٦١) بابُ اغتسالِ الصائم، قال :
أ . أ . ) الحافظ ابن حجر العسقلاني في «الفتح» (٤/ ١٨٤): «وَصَلَهُ ابنُ أبي شيبة عنه بمَعْناهُ». و :
ج . ) انظر: «مختصر صحيح البخاري» للألباني (٤٥١)، رقم: (٣٦٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وَضِمْنَ هذا الحكمِ يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «...وأمَّا السِّوَاكُ فجائزٌ بلا نِزاعٍ، لكِنِ اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورَيْن، هُمَا روايتان عن أحمد، ولم يَقُمْ على كراهيته دليلٌ شرعيٌّ يصلح أَنْ يَخُصَّ عمومات نصوصِ السواك».
ــــــــــــــــــــــ
انظر : «مجموع الفتاوى» لـ ابن تيمية (ج: ٢٥/ ص : ٢٦٦).
ثم راجع ما قاله الحافظ في «التلخيص» (٢/ ٢٠٢): «فائدة: روى الطبرانيُّ بإسنادٍ جيِّدٍ عن عبدالرحمن بنِ غَنْمٍ قال: سألتُ مُعاذ بنَ جبلٍ: «أأتَسوَّكُ وأنا صائمٌ؟» قال: «نعم»، قلت: «أيَّ النهارِ؟» قال: «غَدوةً أو عَشيَّةً»، قلت: «إنَّ الناس يكرهونه عشيةً، ويقولون: إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ»»، قال: «سبحان الله! لقد أمرهم بالسِّواك وما كان بالذي يأمرهم أَنْ يُنتِنوا أفواهَهم عمدًا، ما في ذلك مِنَ الخير شيءٌ، بل فيه شرٌّ».
ـــــــــــــــــــــــ
سادسًا:
الاجتهاد في فعلِ الخيرات وتكثيفِ العبادات ؛ فقَدْ كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر رمضان يُكْثِرُ مِنْ أنواع العبادات ، وأفعالِ الخير ، وأَضْرُبِ البرِّ وأنواع الإحسان ؛ ففي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصيام» (١/ ٤٥٥) باب: أجودُ ما كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يكون في رمضان، و :
ب. ) مسلمٌ في «الفضائل» (٢/ ١٠٩٢) رقم: (٢٣٠٨)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يُكْثِرُ مِنْ قراءة القرآن فيه ، ويُطيلُ قيامَ رمضان أَكْثَرَ مِمَّا يُطيلُه في غيره ، ويجودُ بالصدقات والعطايا وسائرِ أنواعِ الإحسان ، ويجتهدُ في العشر الأواخر ـ اعتكافًا وقيامًا وقراءةً وذِكْرًا ـ ما لا يجتهدُ في غيره ؛ ففي الحديث: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «صلاة التراويح» (١/ ٤٨٢) باب العمل في العشر الأواخر مِنْ رمضان، و :
ب . ) مسلمٌ في «الاعتكاف» (١/ ٥٢٦) رقم: (١١٧٤)، مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
العمرة في شهر رمضان :
ومِنَ العباداتِ التي نَدَبَ إليها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم العمرةُ في شهر رمضان ؛ فَلَهَا ثوابٌ عظيمٌ يُساوي ثوابَ حَجَّةٍ ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم لـ عائشة رضي الله عنها: «فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي ؛ فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً»(*)، ويُضاعَفُ أجرُ الصلاةِ في مَسْجِدَيْ مَكَّةَ والمدينةِ ؛ لـ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ»(**) ، فضلًا عن تكفيرِ الذنوب والسيِّئات بتَعاقُبِ العمرات على ما ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا»(***).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) الحديث مُتَّفَقٌ عليه:
أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «أبواب العمرة» (١/ ٤٢٦) بابُ عمرةٍ في رمضان، و :
ب . ) مسلمٌ في «الحجِّ» (١/ ٥٧٣) رقم: (١٢٥٦)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
(**) الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصلاة» (١/ ٢٨٤) بابُ فضلِ الصلاة في مسجد مكَّةَ والمدينة، و :
ب . ) مسلمٌ في «الحجِّ» (١/ ٦٢٦) رقم: (١٣٩٤)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(***) أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الحجِّ» بابُ وجوبِ العمرة وفضلِها (١/ ٤٢٥)، و :
ب. ) مسلمٌ في «الحجِّ» (١/ ٦١٣) رقم: (١٣٤٨)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
سابعًا:
التربية الإيمانية والسلوكية :
اجتنابُ كُلِّ ما لا يُحقِّقُ الغايةَ مِنَ الصيام ، وذلك بأَنْ يَحْترِزَ الصائمُ عن كُلِّ ما نَهَى الشرعُ الحنيف عنه مِنْ سَيِّئِ الأقوال ، وقبيحِ الأفعال المحرَّمةِ والتصرفات المكروهة ، في كُلِّ الأوقات، وبــ الأَخَصِّ في شهر رمضان التي يَعْظُمُ قُبْحُهَا في حقِّ الصائم ؛ لذلك وَجَبَ عليه أَنْ :
* . ) يَكُفَّ لسانَه عمَّا لا خيرَ فيه مِنَ الكلام: كــ :
- الكذب، و:
- الغِيبةِ، و :
- النميمة، و :
- الشَّتْمِ، و :
- الخصام، و:
- تضييعِ وقته بإنشاد الأشعار ، و :
- روايةِ الأسمار، و:
- المُضْحِكاتِ،
- المسلسلات الرمضانية ؛ و :
- المدحِ والذمِّ بغير حقٍّ ، كما يجب عليه أَنْ :
*. ) يَكُفَّ سَمْعَه عن الإصغاء إليها ، والاستماعِ إلى كُلِّ قبيحٍ ومذمومٍ شرعًا ، ويعملَ جاهدًا على : * . ) كَفِّ نَفْسِه وبدنه عن سائِرِ الشهوات والمحرَّمات: كـ :
- غضِّ البصر ومَنْعِه مِنَ الاتِّساع في النَّظر، وإرسالِه إلى كُلِّ ما يُذَمُّ ويُكْرَهُ، و :
- تجنيبِ بقيَّةِ جوارحه مِنَ الوقوع في الآثام ؛ فلا يَمُدُّ يدَه إلى باطلٍ، ولا يمشي برجله إلى باطلٍ، ولا يأكل إلَّا الطيِّباتِ مِنْ غير إسرافٍ ولا استكثارٍ؛ لـ يصرفَ نَفْسَه عن الهوى، ويُقوِّيَها على التحفُّظِ مِنَ الشيطان وأعوانه، ومع ذلك كُلِّه يَبْقَى قلبُه ـ بعد الإفطار وفي آخِرِ كُلِّ عبادةٍ ـ دائرًا بين الرجاء في قَبولِ صيامِه وقيامه وقراءته لـ يكون مِنَ المقرَّبين ، وبين الخوف والخشية مِنْ ردِّه عليه فيكون مِنَ المَمْقُوتِينَ.
هذا، وقد جاءَتْ في هذه المَعاني نصوصٌ شرعيةٌ تُرَهِّبُ الصائمَ مِنْ آفات اللسان والجوارح منها: قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه : البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٦) بابُ مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ به في الصوم، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وليس المقصودُ مِنْ شرعيةِ الصوم نَفْسَ الجوع والعطش ، بل ما يَتْبَعُه مِنْ كسرِ الشهوات وتطويعِ النفس الأمَّارةِ للنَّفس المُطْمَئِنَّة؛ لذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أحمد في «مسنده» (٢/ ٣٧٣)، و :
ب . ) ابنُ ماجه في «الصيام» (١٦٩٠) بابُ ما جاء في الغِيبةِ والرفث للصائم، واللفظُ له، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. و :
ج . ) صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٣٤٨٨).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
فـ الصائمُ حقيقةً هو :
- مَنْ صام بَطْنُه عن الطعام، و :
- جوارحُه عن الآثام، و :
- لسانُه مِنَ الفُحْشِ ورَدِيءِ الكلام، و :
- سمعُه عن الهذيانِ، و :
- فَرْجُه عن الرَّفَثِ، و :
- بصرُه عن النَّظَرِ إلى الحرام ؛ فإِنْ :
- تَكَلَّمَ لَمْ يَنْطِقْ بما يَجْرَحُ صومَه، وإِنْ :
- فَعَلَ لم يفعل ما يُفْسِدُ صومَه؛ فـ :
- يخرجُ كلامُه نافعًا و :
- عملُه صالحًا.
قال خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين - صلَّى الله عليه وسلَّم: «قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»(*)، وفي حديثٍ آخَرَ مرفوعًا: «لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاجْلِسْ»(**).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) الحديث أخرجه :
أ . ) البخاريُّ في «الصوم» (١/ ٤٥٦) باب: هل يقول: إنِّي صائمٌ إذا شُتِمَ، و :
ب. ) مسلمٌ في «الصيام» (١/ ٥١١) رقم: (١١٥١)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.
(**) الحديث أخرجه :
أ . ) ابنُ خزيمة في «صحيحه» (٣/ ٢٤١). و
ب . ) صحَّحه الألبانيُّ في «الإرواء» (٤/ ٣٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
هذا، وقد لا يحصل الصائمُ على ثوابِ صومه مع تَحَمُّلِه التعبَ بالجوع والعطش؛ إذا لم يُؤَدِّ صومَه على الوجه المطلوب بترك المنهيَّات؛ إذ ثوابُ الصومِ ينقص بالمَعاصي، ولا يَبْطُلُ إلَّا بمُفْسِداته، وفي الأحاديثِ المتقدِّمةِ ترغيبُ الصائم في العفو عن زلَّات المُخْطِئين، والإعراضِ عن إساءةِ المُسيئين.
ثامنًا:
إعدادُ الإفطارِ للصائمين، الْتماسًا للأجر والثواب المُماثِلِ لأجورهم، وقد صحَّ في فضلِ ذلك قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصْ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الحديث أخرجه :
أ . ) أحمد في «مسنده» (٤/ ١١٤)، و :
ب. ) الترمذيُّ في «الصوم» (٨٠٧) بابُ ما جاء في فضلِ مَنْ فطَّر صائمًا، مِنْ حديثِ زيدِ ابنِ خالدٍ الجُهَنيِّ رضي الله عنه. و :
ج . ) صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٦٤١٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
تاسعًا:
المُحافَظةُ على صلاة القيام وأداؤُها مع الجماعة؛ فينبغي الحرصُ عليها وعدَمُ التخلُّفِ عنها أو تركِها ؛ لأنَّه يفوته خيرٌ كثيرٌ، وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُرغِّبُ أصحابَه في قيامِ رمضان مِنْ غيرِ أَنْ يأمرهم بعزيمةٍ، ويقولُ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
تَقَدَّمَ تخريجه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وخاصَّةً وأنَّ في العَشْرِ الأواخر مِنَ الشهرِ ليلةً هي خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ، جَعَلَ اللهُ فيها الثوابَ العظيمَ لمن قامَها وغفرانَ ما تَقدَّمَ مِنَ المَعاصي والذنوب، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(*). وقد جاء في فضلِ قيامِ رمضان جماعةً قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»(**)، لذلك يحرصُ الصائمُ على المُحافَظةِ عليه في الجماعةِ لئلَّا يَحْرِمَ نَفْسَهُ مِنْ هذا الخيرِ العظيم، والأجرِ العميم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(*) تَقَدَّمَ تخريجه .
(**) الحديث أخرجه :
أ . ) أبو داود في «الصلاة» (١٣٧٥) بابٌ في قيام شهر رمضان، مِنْ حديثِ أبي ذرٍّ الغِفاريِّ رضي الله عنه. و :
ب. ) صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (١٦١٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
* . ) الخاتمة