طويلب علم مبتدئ
03 / 05 / 2009, 27 : 12 AM
الدرس : قراءة من كتاب زاد المعاد لابن قيم الجوزية رحمه الله .
الشارح : سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى .
القارئ : الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حفظه الله .
المكان : جامع الأمير سارة .
الوقت : مغرب الأربعاء .
التاريخ : 18/6/1417هـ .
موضع الدرس ج3 / ص292
----
في يوم الحديبية أرسلت قريش رُسلها لمفاوضة النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، فلم تُفلح تلك الجهود ( فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال : أي قوم ! ألستم بالوالد ؟.
قالوا : بلى .
قال : أوَ لست بالولد ؟.
قالوا : بلى .
قال : فهل تتهمونني ؟.
قالوا : لا .
قال : ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني ؟
قالوا : بلى .
قال : فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد ، اقبلوها ، ودعوني آتيه .
قالوا : ائته ، فأتاه فجعل يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لِبُدَيْل ، فقال عروة عند ذلك : أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك ، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها ، وإني لأرى أوشابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك ! .
فقال له أبو بكر : امصص ببظر اللات ! أنحن نفرّ عنه وندعه ؟!.
فقال عروة : من ذا ؟
قالوا : أبو بكر .
قال عروة : أما والذي نفسي بيده لولا يَـدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك .
وجعل عروة يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر ،
فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم
ضرب يده بِنَعْـلِ السيف ،
وقال له : أخِّـرْ يَدَكَ عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
(بكى سماحة الإمام ابن باز عند هذا الموضع)
فرفع عروة رأسه فقال : من هذا ؟
قالوا : المغيرة بن شعبة .
فقال : أي غدر ! ألست أسعى في غدرتك ؟
وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما الإسلام فأقبل ، وأما المال فلست منه في شيء .
ثم إن عروة جعل يرمق أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه .
فرجع عروة إلى أصحابه فقال : أي قوم والله لقد وَفَدْتُ على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملِكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فَدَلَكَ بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ...). الحديث ، وأصل القصة في صحيح البخاري - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط .
الشارح : سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى .
القارئ : الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حفظه الله .
المكان : جامع الأمير سارة .
الوقت : مغرب الأربعاء .
التاريخ : 18/6/1417هـ .
موضع الدرس ج3 / ص292
----
في يوم الحديبية أرسلت قريش رُسلها لمفاوضة النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، فلم تُفلح تلك الجهود ( فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال : أي قوم ! ألستم بالوالد ؟.
قالوا : بلى .
قال : أوَ لست بالولد ؟.
قالوا : بلى .
قال : فهل تتهمونني ؟.
قالوا : لا .
قال : ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني ؟
قالوا : بلى .
قال : فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد ، اقبلوها ، ودعوني آتيه .
قالوا : ائته ، فأتاه فجعل يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لِبُدَيْل ، فقال عروة عند ذلك : أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك ، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها ، وإني لأرى أوشابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك ! .
فقال له أبو بكر : امصص ببظر اللات ! أنحن نفرّ عنه وندعه ؟!.
فقال عروة : من ذا ؟
قالوا : أبو بكر .
قال عروة : أما والذي نفسي بيده لولا يَـدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك .
وجعل عروة يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر ،
فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم
ضرب يده بِنَعْـلِ السيف ،
وقال له : أخِّـرْ يَدَكَ عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
(بكى سماحة الإمام ابن باز عند هذا الموضع)
فرفع عروة رأسه فقال : من هذا ؟
قالوا : المغيرة بن شعبة .
فقال : أي غدر ! ألست أسعى في غدرتك ؟
وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما الإسلام فأقبل ، وأما المال فلست منه في شيء .
ثم إن عروة جعل يرمق أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه .
فرجع عروة إلى أصحابه فقال : أي قوم والله لقد وَفَدْتُ على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملِكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فَدَلَكَ بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ...). الحديث ، وأصل القصة في صحيح البخاري - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط .