ابو قاسم الكبيسي
09 / 05 / 2009, 54 : 06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوبة .. بين التمني .. والتطبيق .
غفلنــا ... أذنبنــا ... تألمنـــا
( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )
أعلم أن الآية الكريمة خاصة بيوم القيامة , ولكن هذا حال التائب فعلا عندما يفيق وكأنه كان غافلا ثم كشف الله عنه عماه مرفع عنه غمته .
إذن ماذا ننتـظر لنتوب ؟ !
هيا نتمنى التوبة ولنكثر جميعاً من التوبة والاستغفار , وليعلم التائب المبتدئ أنه لابد من تغيير البيئة بعد التوبة , فرفاق السوء لا يصلحون له بعد توبته وقد أوصى العالم قاتل المائة نفس بتغيير البيئة ,
وكان هذا سبباً في نجاته عندما تقاسمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب .
*هيا نتوب
( التطبيق العملي ) :-
أولا:- أقوال العلماء في التوبة :-
*يقول العلماء ( ورثة الأنبياء ) أن التوبة عند تنفيذها لها عدة شروط :-
( 1) الإخلاص :
بمعنى أن تكون التوبة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى , ولا يكون الباعث عليها إلا محبة الله تعالى والطمع في رضوانه , والخوف من عقوبته , فإن كان الباعث عليها عرضاً زائلاً من الدنيا أو طمعاً في جاه أو تزلفاً لأحد من المخلوقين أو خوفاً منهم , فليست بتوبة خالصة لله تعالى .
( وكل زارع سيحصد ما زرع )
(2) الإقلاع عن الذنب الذي يعمله فوراً دون تردد أو خجل من أحد أو مجاملة ً له .
(3) أن يندم على ما فات من الذنوب والآفات ,
وأن ينيب إلى الله تعالى وينكسر بين يديه .
(4) أن يعزم على ألا يعود إلى ذاك الذنب مرة أخرى ,
وهذا الشرط هو ثمرة التوبة ودليل صدق التـائب .
(5) إن كان الذنب متعلقاً بشخص آخر , فعليه أن يستحل ذلك منه ,
فإن كان مالاً رده إليه , وإن كان شيئاً مستهلكاً عوضه بمثله , وإن كان غيبة استحلها منه , إلا إذا ترتب على هذا الاستحلال مضرة أكبر, كأن يقاطعه أو يهجره أو يعاديه فإنه يستغفر له بظهر الغيب ويدعوا له .
(6) أن تكون التوبة في الوقت المفتوح ,
وذلك قبل غلق بابها ,
ويتم ذلك الغلق للتوبة في وقتين اثنين :-
أولا :
في حالة الاحتضار كما قال الله تعالى :
{ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليما ً }
النساء : 18 ,
وكما قال
المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر "
أي :
ما لم تصل الروح الحلقوم .
رواه الترمذي .
ثانياً :
في حالة خروج الشس من مغربها :
كما قال عليه الصلاة والسلام :
" إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل , حتى تـطلع الشمس من مغربها "
رواه مسلم
أخي ****** ..
بادر بالتوبة قبل فوات الأوان , لأن تأخير التوبة يحتاج إلى توبة .
* حكم التوبة :-
التوبة عقب الذنب واجبة على الفور , لا يجوز تأخيرها ولا تسويفها وذلك عملا بقوله تعالى :
{ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيما ً }
النساء :17
ومعناه عن قرب عهد بالخطيئة , بأن يندم عليها ويمحوا أثرها بحسنة قبل أن يتراكم الـرّان على قلبه فلا يقبل المحو , ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن "
وكما قال صلى الله عليه وسلم :
" التائب من الذنب كمن لا ذنب له , والمستغفر من الذنب وهو مصر عليه كالمستهزئ بربه "
* وقال لقمان لا بنه وهو يعظه :-
يا بني لا تؤخر التوبة , فإن الموت يأتي بغتة , ومن ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف كان بين خطرين عظيمين :-
الأول :
أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو .
الثاني :
أن يعاجله المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو , ولذلك قيل أن أكثر صياح أهل النار
( واحسرتاه من سوف ) .
* فيا أيها المذنب ..
بادر الموت واستبق الخيرات , واغتنم حياتك قبل موتك , فإن الموت يأتي بغتة كما قال
تعالى :
{ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت }
لقمان : 34
* دليل وجوبها :-
تظاهرت دلائل الكتاب , والسنة , وإجماع الأمة على وجوب التوبة .
أولا :-
من القرآن الكريم :-
قال تعالى :
{ وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }
(النور:31)
وقوله تعالى :
{ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه }
(هود:3)
وقوله تعالى :
{ ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً}
(التحريم :8) .
وقول الله تعالى :-
{ ونفسٍ وما سواها فألهما فجورها وتقواها . قد افلح من زكّاها وقد خاب من دساها }
الشمس:7 -9 .
في هذه الآيات يقسم الله عز وجل بالنفس البشرية وهو الذي أنشأها وأبدعها وجعلها مستعدة لكمالها وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة , ومن تمام تسويتها أن وهبها العقل الذي تميز به بين الخير والشر والتقوى والفجور ولهذا قال تعالى :
{ فألهمها فجورها وتقواها }
أي :
وعرّفها الفجور والتقوى وما تميز به بين رشدها وضلالها .
قال بن عباس :
بيّن لها الخير والشر والطاعة والمعصية وعرّفها ما تأتي به وما تتقي .
وقال المفسرون :-
أقسم سبحانه بسبعة أشياء
" الشمس ولقمر والليل والنهار والسماء والأرض والنفس البشرية "
إظهاراً لعظمة قدرته وانفراده بالألوهية وإشارة إلى كثرة مصالح تلك الأشياء وعظم نفعها لأنها لابد لها من صانع ومدبر لحركاتها وسكناتها .
وقال الإمام الفخر الرازي :-
{ قد افلح من زكّاها }
هذا هو جواب قسم الله عز وجل أي:
لقد فاز وأفلح من زكّى نفسه بطاعة الله , وطهرها من دنس المعاصي والآثام .
{وقد خاب من دسّاها }
أي: وقد خسر وخاب من حقّر نفسه بالكفر والمعاصي , وأوردها موارد الهلكة , فإن من طاوع هواه وعصى أمر مولاه فقد نقص من عداد العقلاء والتحق بالجهلة والأغبياء ..
• الـنّــفْس ... العدو الحقيقي :-
إن كان الله عز وجل يقول :
{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا}
فإنه جل شانه يقول :
{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
(ق: 16) .
إذن فالإنسان دائماً وأبدا محاصر بين عدوين :
أحدهما ضعيف وهو الشيطان الذي يوسوس له ,
والثاني : قوي وهي نفسه المارة بالسوء بل وهي العدو الحقيقي له .
نعم إن النفس هي القنبلة الموقوتة , واللغم الموجود داخل الإنسان ,
يقول المولى عز وجل :
إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً }
(الإسراء :14)
كما يقول :
{ اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }
وقال تعالى :
{ كل نفسٍ بما كسبت رهينة }
( المدثر :38)
{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }
(النازعات : 40)
{ علمت نفس ما أحضرت }
(التكوير:14).
سؤال ..
هل النفس – العدو الحقيقي للإنسان – هي نَفَسُه الذي يأخذه شهيقاً وزفيراً أم ماذا ؟ .
الجواب في قوله تعالى :
{ أفرءيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة َ فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون }
(الجاثية : 23)
إذا النفس هي الهوى أو الضلال الذي يتبعه الإنسان , ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ , لذلك نجده يفعل ما يريد حتى وصل إلى حد القتل مثلما حدث مع قتل قابيل لأخيه هابيل ويحكي ذلك القرآن الكريم قال تعالى :
{ فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين }
( المائدة : 30 )
وهذا الضلال هو ما جعل امرأة العزيز أن تغوي سيدنا يوسف ذو النفس العفيفة الطاهرة وقد حكى القرآن عنها ذلك قال تعالى :
{ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء }
( يوسف : 53 ) .
ولكنك عندما تسأل إنساناً وقع في معصيةٍ ما .. وبعد ذلك ندم وتاب ,
ما الذي دعاك لفعل ذلك الفعل يقول :
أغواني الشيطان 0
أللهم إجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوبة .. بين التمني .. والتطبيق .
غفلنــا ... أذنبنــا ... تألمنـــا
( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )
أعلم أن الآية الكريمة خاصة بيوم القيامة , ولكن هذا حال التائب فعلا عندما يفيق وكأنه كان غافلا ثم كشف الله عنه عماه مرفع عنه غمته .
إذن ماذا ننتـظر لنتوب ؟ !
هيا نتمنى التوبة ولنكثر جميعاً من التوبة والاستغفار , وليعلم التائب المبتدئ أنه لابد من تغيير البيئة بعد التوبة , فرفاق السوء لا يصلحون له بعد توبته وقد أوصى العالم قاتل المائة نفس بتغيير البيئة ,
وكان هذا سبباً في نجاته عندما تقاسمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب .
*هيا نتوب
( التطبيق العملي ) :-
أولا:- أقوال العلماء في التوبة :-
*يقول العلماء ( ورثة الأنبياء ) أن التوبة عند تنفيذها لها عدة شروط :-
( 1) الإخلاص :
بمعنى أن تكون التوبة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى , ولا يكون الباعث عليها إلا محبة الله تعالى والطمع في رضوانه , والخوف من عقوبته , فإن كان الباعث عليها عرضاً زائلاً من الدنيا أو طمعاً في جاه أو تزلفاً لأحد من المخلوقين أو خوفاً منهم , فليست بتوبة خالصة لله تعالى .
( وكل زارع سيحصد ما زرع )
(2) الإقلاع عن الذنب الذي يعمله فوراً دون تردد أو خجل من أحد أو مجاملة ً له .
(3) أن يندم على ما فات من الذنوب والآفات ,
وأن ينيب إلى الله تعالى وينكسر بين يديه .
(4) أن يعزم على ألا يعود إلى ذاك الذنب مرة أخرى ,
وهذا الشرط هو ثمرة التوبة ودليل صدق التـائب .
(5) إن كان الذنب متعلقاً بشخص آخر , فعليه أن يستحل ذلك منه ,
فإن كان مالاً رده إليه , وإن كان شيئاً مستهلكاً عوضه بمثله , وإن كان غيبة استحلها منه , إلا إذا ترتب على هذا الاستحلال مضرة أكبر, كأن يقاطعه أو يهجره أو يعاديه فإنه يستغفر له بظهر الغيب ويدعوا له .
(6) أن تكون التوبة في الوقت المفتوح ,
وذلك قبل غلق بابها ,
ويتم ذلك الغلق للتوبة في وقتين اثنين :-
أولا :
في حالة الاحتضار كما قال الله تعالى :
{ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليما ً }
النساء : 18 ,
وكما قال
المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر "
أي :
ما لم تصل الروح الحلقوم .
رواه الترمذي .
ثانياً :
في حالة خروج الشس من مغربها :
كما قال عليه الصلاة والسلام :
" إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل , حتى تـطلع الشمس من مغربها "
رواه مسلم
أخي ****** ..
بادر بالتوبة قبل فوات الأوان , لأن تأخير التوبة يحتاج إلى توبة .
* حكم التوبة :-
التوبة عقب الذنب واجبة على الفور , لا يجوز تأخيرها ولا تسويفها وذلك عملا بقوله تعالى :
{ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيما ً }
النساء :17
ومعناه عن قرب عهد بالخطيئة , بأن يندم عليها ويمحوا أثرها بحسنة قبل أن يتراكم الـرّان على قلبه فلا يقبل المحو , ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن "
وكما قال صلى الله عليه وسلم :
" التائب من الذنب كمن لا ذنب له , والمستغفر من الذنب وهو مصر عليه كالمستهزئ بربه "
* وقال لقمان لا بنه وهو يعظه :-
يا بني لا تؤخر التوبة , فإن الموت يأتي بغتة , ومن ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف كان بين خطرين عظيمين :-
الأول :
أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو .
الثاني :
أن يعاجله المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو , ولذلك قيل أن أكثر صياح أهل النار
( واحسرتاه من سوف ) .
* فيا أيها المذنب ..
بادر الموت واستبق الخيرات , واغتنم حياتك قبل موتك , فإن الموت يأتي بغتة كما قال
تعالى :
{ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت }
لقمان : 34
* دليل وجوبها :-
تظاهرت دلائل الكتاب , والسنة , وإجماع الأمة على وجوب التوبة .
أولا :-
من القرآن الكريم :-
قال تعالى :
{ وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }
(النور:31)
وقوله تعالى :
{ استغفروا ربكم ثم توبوا إليه }
(هود:3)
وقوله تعالى :
{ ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً}
(التحريم :8) .
وقول الله تعالى :-
{ ونفسٍ وما سواها فألهما فجورها وتقواها . قد افلح من زكّاها وقد خاب من دساها }
الشمس:7 -9 .
في هذه الآيات يقسم الله عز وجل بالنفس البشرية وهو الذي أنشأها وأبدعها وجعلها مستعدة لكمالها وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة , ومن تمام تسويتها أن وهبها العقل الذي تميز به بين الخير والشر والتقوى والفجور ولهذا قال تعالى :
{ فألهمها فجورها وتقواها }
أي :
وعرّفها الفجور والتقوى وما تميز به بين رشدها وضلالها .
قال بن عباس :
بيّن لها الخير والشر والطاعة والمعصية وعرّفها ما تأتي به وما تتقي .
وقال المفسرون :-
أقسم سبحانه بسبعة أشياء
" الشمس ولقمر والليل والنهار والسماء والأرض والنفس البشرية "
إظهاراً لعظمة قدرته وانفراده بالألوهية وإشارة إلى كثرة مصالح تلك الأشياء وعظم نفعها لأنها لابد لها من صانع ومدبر لحركاتها وسكناتها .
وقال الإمام الفخر الرازي :-
{ قد افلح من زكّاها }
هذا هو جواب قسم الله عز وجل أي:
لقد فاز وأفلح من زكّى نفسه بطاعة الله , وطهرها من دنس المعاصي والآثام .
{وقد خاب من دسّاها }
أي: وقد خسر وخاب من حقّر نفسه بالكفر والمعاصي , وأوردها موارد الهلكة , فإن من طاوع هواه وعصى أمر مولاه فقد نقص من عداد العقلاء والتحق بالجهلة والأغبياء ..
• الـنّــفْس ... العدو الحقيقي :-
إن كان الله عز وجل يقول :
{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا}
فإنه جل شانه يقول :
{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
(ق: 16) .
إذن فالإنسان دائماً وأبدا محاصر بين عدوين :
أحدهما ضعيف وهو الشيطان الذي يوسوس له ,
والثاني : قوي وهي نفسه المارة بالسوء بل وهي العدو الحقيقي له .
نعم إن النفس هي القنبلة الموقوتة , واللغم الموجود داخل الإنسان ,
يقول المولى عز وجل :
إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً }
(الإسراء :14)
كما يقول :
{ اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }
وقال تعالى :
{ كل نفسٍ بما كسبت رهينة }
( المدثر :38)
{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }
(النازعات : 40)
{ علمت نفس ما أحضرت }
(التكوير:14).
سؤال ..
هل النفس – العدو الحقيقي للإنسان – هي نَفَسُه الذي يأخذه شهيقاً وزفيراً أم ماذا ؟ .
الجواب في قوله تعالى :
{ أفرءيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة َ فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون }
(الجاثية : 23)
إذا النفس هي الهوى أو الضلال الذي يتبعه الإنسان , ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ , لذلك نجده يفعل ما يريد حتى وصل إلى حد القتل مثلما حدث مع قتل قابيل لأخيه هابيل ويحكي ذلك القرآن الكريم قال تعالى :
{ فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين }
( المائدة : 30 )
وهذا الضلال هو ما جعل امرأة العزيز أن تغوي سيدنا يوسف ذو النفس العفيفة الطاهرة وقد حكى القرآن عنها ذلك قال تعالى :
{ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء }
( يوسف : 53 ) .
ولكنك عندما تسأل إنساناً وقع في معصيةٍ ما .. وبعد ذلك ندم وتاب ,
ما الذي دعاك لفعل ذلك الفعل يقول :
أغواني الشيطان 0
أللهم إجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه0