ابو الوليد البتار
12 / 05 / 2009, 37 : 07 PM
حريص عليكم ...
وصفه
ربُّـه
بذلك
فقال : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
هذا من أوصاف النبي صلى الله عليه
وسلم في القرآن .
( عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ) يشق عليه ما
يشقّ عليكم ، وما يُسبب لكم العَـنت ،
وهو الحرج والمشقـّـة .
( حَرِيصٌ عَلَيْكُم )
وسبب ذلك الحرص رحمته بالمؤمنين
ورأفته بهم .
وقد جاء في وصفه صلى الله عليه
وسلم :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء
عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )
ولعلي أستعرض شيئا من حرصه عليه
الصلاة والسلام على أمته .
فمن صور حرصه صلى الله عليه
وسلم :
حرصه صلى الله عليه وسلم على
أمته يوم القيامة :
قال عليه الصلاة والسلام :
إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم
في بعض –
ثم ذكر مجيئهم إلى الأنبياء – فقال :
فيأتونني فأقول أنا لها ، فأستأذن على
ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد
أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده
بتلك المحامد وأخر له ساجدا ، فيقال :
يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك
وسل تعط واشفع تشفع فأقول :
يا رب أمتي أمتي ... الحديث .
رواه البخاري ومسلم .
ودعوى الأنبياء يومئذٍ :
اللهم سلـّـم سلـّـم .
قال أبو عبدالرحمن السلمي – في
قوله تعالى
( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ
رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
قال – رحمه الله – :
انظر هل وصف الله عز وجل أحدا من
عباده بهذا الوصف من الشفقة والرحمة
التي وصف بها حبيبه صلى الله عليه
وسلم ؟ ألا تراه في القيامة إذا اشتغل
الناس بأنفسهم كيف يدع نفسه
ويقول : أمتي أمتي .
يرجع إلى الشفقة عليهم . اهـ .
حرصه على هداية أمته :
قال عليه الصلاة والسلام لما تلا قول
الله عز وجل في إبراهيم
( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن
تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي )
وقول عيسى عليه السلام
( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ
لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
فرفع يديه وقال :
اللهم أمتي أمتي وبكى ،
فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب
إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما
يبكيك ، فأتاه جبريل صلى الله عليه
وسلم ، فسأله ، فأخبره رسول الله
صلى الله عليه وسلم بما قال وهو
أعلم ، فقال الله :
يا جبريل اذهب إلى محمد فقل :
إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك .
رواه مسلم .
حرصه صلى الله عليه وسلم على
هداية الناس أجمع :
كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله
عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى
الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه
، فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه
وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم
صلى الله عليه وسلم فخرج النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
الحمد لله الذي أنقذه من النار .
رواه البخاري .
مع أنه غلام يهودي ، ولم يعد خادما
للنبي صلى الله عليه وسلم ،
لكنه الحرص على هداية الخلق .
حرصه صلى الله عليه وسلم على
عدم المشقـّة عليهم في التكاليف :
في الصلاة :
لما فـُرضت الصلاة على أمته خمسين
صلاة ، استشار موسى عليه الصلاة
والسلام ، فقال موسى : ارجع إلى
ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا
يطيقون ذلك ، فإني قد بلوت بني
إسرائيل وخبرتهم .
فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم
يُراجع ربّه حتى خفف الله عن هذه
الأمة فصارت خمس صلوات .
ولما أعتم النبي صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ثم خرج فصلى فقال : إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي . رواه مسلم
ولما صلى في رمضان ،
وصلى رجال بصلاته ، ترك القيام في
الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال : أما بعد فإنه لم يخف علي
مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها . متفق عليه .
في الحج :
لما قال عليه الصلاة والسلام :
أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج
فحجوا ، فقال رجل : أكل عام يا رسول
الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لو قلت نعم لوجبت ، ولما استطعتم
ثم قال : ذروني ما تركتكم ،
فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة
سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ،
فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما
استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء
فدعوه . رواه مسلم .
في السنن :
لولا أن أشق على أمتي أو على
الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة .
وفي رواية : لولا أن أشق على أمتي
أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع
كل صلاة . رواه البخاري ومسلم .
شفقته بنساء أمته :
قال عليه الصلاة والسلام :
إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن
أطول فيها فأسمع بكاء الصبي ،
فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشق
على أمـِّـه . رواه البخاري .
حرصه على مراعاة نفسيات أصحابه :
قال عليه الصلاة والسلام :
لولا أن أشق على المؤمنين ما قعدت
خلف سرية تغزو في سبيل الله ،
ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون
سعة فيتبعوني ، ولا تطيب أنفسهم
أن يقعدوا بعدي .
رواه البخاري ومسلم .
حرصه صلى الله عليه وسلم على
شباب أمته :
حدّث مالك بن الحويرث رضي الله عنه
فقال : أتينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونحن شببة متقاربون ، فأقمنا
عنده عشرين ليلة ، - وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا -
فظن أنا قد اشتقنا أهلنا ، فسألنا عن
من تركنا من أهلنا ، فأخبرناه ، فقال :
ارجعوا إلى أهليكم ، فأقيموا فيهم ،
وعلموهم ، ومروهم . متفق عليه .
فاللهم صلِّ وسلّم وزد وأنعم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عل
يه وسلم .
اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيّـاً عن أمته .
اللهم احشرنا في زمرته ، وأوردنا حوضه ، واسقنا من يده الشريفة
وصفه
ربُّـه
بذلك
فقال : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
هذا من أوصاف النبي صلى الله عليه
وسلم في القرآن .
( عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ) يشق عليه ما
يشقّ عليكم ، وما يُسبب لكم العَـنت ،
وهو الحرج والمشقـّـة .
( حَرِيصٌ عَلَيْكُم )
وسبب ذلك الحرص رحمته بالمؤمنين
ورأفته بهم .
وقد جاء في وصفه صلى الله عليه
وسلم :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء
عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )
ولعلي أستعرض شيئا من حرصه عليه
الصلاة والسلام على أمته .
فمن صور حرصه صلى الله عليه
وسلم :
حرصه صلى الله عليه وسلم على
أمته يوم القيامة :
قال عليه الصلاة والسلام :
إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم
في بعض –
ثم ذكر مجيئهم إلى الأنبياء – فقال :
فيأتونني فأقول أنا لها ، فأستأذن على
ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد
أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده
بتلك المحامد وأخر له ساجدا ، فيقال :
يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك
وسل تعط واشفع تشفع فأقول :
يا رب أمتي أمتي ... الحديث .
رواه البخاري ومسلم .
ودعوى الأنبياء يومئذٍ :
اللهم سلـّـم سلـّـم .
قال أبو عبدالرحمن السلمي – في
قوله تعالى
( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ
رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
قال – رحمه الله – :
انظر هل وصف الله عز وجل أحدا من
عباده بهذا الوصف من الشفقة والرحمة
التي وصف بها حبيبه صلى الله عليه
وسلم ؟ ألا تراه في القيامة إذا اشتغل
الناس بأنفسهم كيف يدع نفسه
ويقول : أمتي أمتي .
يرجع إلى الشفقة عليهم . اهـ .
حرصه على هداية أمته :
قال عليه الصلاة والسلام لما تلا قول
الله عز وجل في إبراهيم
( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن
تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي )
وقول عيسى عليه السلام
( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ
لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
فرفع يديه وقال :
اللهم أمتي أمتي وبكى ،
فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب
إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما
يبكيك ، فأتاه جبريل صلى الله عليه
وسلم ، فسأله ، فأخبره رسول الله
صلى الله عليه وسلم بما قال وهو
أعلم ، فقال الله :
يا جبريل اذهب إلى محمد فقل :
إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك .
رواه مسلم .
حرصه صلى الله عليه وسلم على
هداية الناس أجمع :
كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله
عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى
الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه
، فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه
وهو عنده فقال له : أطع أبا القاسم
صلى الله عليه وسلم فخرج النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
الحمد لله الذي أنقذه من النار .
رواه البخاري .
مع أنه غلام يهودي ، ولم يعد خادما
للنبي صلى الله عليه وسلم ،
لكنه الحرص على هداية الخلق .
حرصه صلى الله عليه وسلم على
عدم المشقـّة عليهم في التكاليف :
في الصلاة :
لما فـُرضت الصلاة على أمته خمسين
صلاة ، استشار موسى عليه الصلاة
والسلام ، فقال موسى : ارجع إلى
ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا
يطيقون ذلك ، فإني قد بلوت بني
إسرائيل وخبرتهم .
فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم
يُراجع ربّه حتى خفف الله عن هذه
الأمة فصارت خمس صلوات .
ولما أعتم النبي صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ثم خرج فصلى فقال : إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي . رواه مسلم
ولما صلى في رمضان ،
وصلى رجال بصلاته ، ترك القيام في
الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال : أما بعد فإنه لم يخف علي
مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها . متفق عليه .
في الحج :
لما قال عليه الصلاة والسلام :
أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج
فحجوا ، فقال رجل : أكل عام يا رسول
الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لو قلت نعم لوجبت ، ولما استطعتم
ثم قال : ذروني ما تركتكم ،
فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة
سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ،
فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما
استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء
فدعوه . رواه مسلم .
في السنن :
لولا أن أشق على أمتي أو على
الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة .
وفي رواية : لولا أن أشق على أمتي
أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع
كل صلاة . رواه البخاري ومسلم .
شفقته بنساء أمته :
قال عليه الصلاة والسلام :
إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن
أطول فيها فأسمع بكاء الصبي ،
فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشق
على أمـِّـه . رواه البخاري .
حرصه على مراعاة نفسيات أصحابه :
قال عليه الصلاة والسلام :
لولا أن أشق على المؤمنين ما قعدت
خلف سرية تغزو في سبيل الله ،
ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون
سعة فيتبعوني ، ولا تطيب أنفسهم
أن يقعدوا بعدي .
رواه البخاري ومسلم .
حرصه صلى الله عليه وسلم على
شباب أمته :
حدّث مالك بن الحويرث رضي الله عنه
فقال : أتينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونحن شببة متقاربون ، فأقمنا
عنده عشرين ليلة ، - وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا -
فظن أنا قد اشتقنا أهلنا ، فسألنا عن
من تركنا من أهلنا ، فأخبرناه ، فقال :
ارجعوا إلى أهليكم ، فأقيموا فيهم ،
وعلموهم ، ومروهم . متفق عليه .
فاللهم صلِّ وسلّم وزد وأنعم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عل
يه وسلم .
اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيّـاً عن أمته .
اللهم احشرنا في زمرته ، وأوردنا حوضه ، واسقنا من يده الشريفة