ابو الوليد البتار
07 / 06 / 2009, 24 : 04 PM
َيا ابْنَتِي ...!
بسم الله الرحمن الرحيم
سألتني ابنتي أن أخطَّ لها كلمات؛ تكون لها ولأخواتها المسلمات ـ في أي بقعة من بقاع الأرض يكون تواجدهنَّ ـ بمثابة شمعة تُضيء لهنَّ بعض ظلمة الطريق الموحش والمفروش في ثناياه وعلى جنباته بمخالب وأنياب الذئاب والوحوش الآدمية ..!
فأجبتها .. وليس لي إلا أن أجيبها:
اعلمي يا ابْنَتِي .. أنَّك مخلوقةٌ لله تعالى، مُلزمَةٌ بعبادته وتوحيدِه .. ومعنيَّةٌ من قوله تعالى:)وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات:56.
فأنت لم تُخلقي عبَثاً ـ تعالى الخالق عن ذلك علواً كبيراً ـ ولا لكي يعبث بك وبفكرك وأخلاقك العابثون .. وإنما خُلِقتِ لعبادةِ الله تعالى وحده .. فتفرديه بالعبادةِ بكل ما تعني كلمةُ العبادةِ من شموليةٍ ومعنى.
من مقتضى هذه العبوديَّة أن لا تقبلي حُكْمَاً في نفسِك وحياتِك .. وكل ما يخصّكِ إلا من الله تعالى وحده .. فإن رضيتِ حَكَماً غيرَ الله أو حُكْمَاً في نفسكِ من غيرِ الله .. فأنت أمَةٌ لهذا الغير .. ودخلت في عبادة وطاعة هذا الغير من دون الله.
يا ابْنَتِي .. أرادك اللهُ أمَةً له .. وأرادوكِ أمةً للطاغوت .. ولشهواتِه .. ونزواته .. ومآربه .. وسياساتِه .. فاحذري أن تكوني أمَةً للطاغوت، وأنت تدرين أو لا تدرين!
يا ابْنَتِي .. أرادك الله أن تكوني مع المؤمنين تأمرين بالمعروف وتنهين عن المنكر .. وأرادوك أن تكوني مع الكافرين والمنافقين .. تأمرين بالفسوقِ والمنكر .. وتنهين عن الطهر .. والعفَّةِ والمعروف .. فحذاري أن تكوني مع من يأمر بالمنكرِ وينهى عن المعروف!
يا ابنتي .. المرأة كانت ولا تزال وستظل .. محلَّ تجاذبٍ شديد بين أهل الحق من جهة وأهل الباطل من جهة أخرى .. لإدراك الطرفين بأهمية دور المرأة في إعمار الأرض أو خرابها وفسادها .. لذا كل فريق حريص على أن تكون المرأةُ في صفِّهِ وإلى طرفهِ وجانبه .. فاحرصي دائماً أن تكوني إلى جانب طرف الحق .. مهما كانت التكاليف، وكانت التبعات!
عندما ترضى المرأةُ أن تُسلِّمَ نفسَها وجسَدَها للطاغوت .. ليفعل بها ما يشاء .. ويسيرها كيفما يشاء .. ويستخدمها كيفما يشاء .. فالطاغوت حينئذٍ يحقق لنفسه ونظامه من المآرب والأغراض .. مالا يقدر على تحقيقه من خلال جنودِه وجيوشِه الجرَّارة!
يا ابْنَتِي .. أسمى اللهُ مكانَتَكِ .. فجعل منك سبباً هاماً في إعمارِ الأرض بالخير .. وتنشئة الأجيال تنشئة إيمانية واعية راشدة .. بينما الآخرون أرادوك معول هدم وتدميرٍ .. للقيم .. والأخلاق .. والبيوت، والأجيال سواء!
يا ابنتي .. أرادك اللهُ حرّةً عزيزةً كريمة مصونة .. وأرادوك مجرد جسدٍ مُبتذل سهل المنال والاستغلال .. يسهل نهشه والاعتداء عليه من قِبل الوحوشِ والذئاب الآدمية .. متى شاؤوا!
يا ابنتي .. التزام المرأة بحجابها .. هو أولاً طاعة وعبادة لخالقها لا فكاك لها من الإلتزام به .. ثم هو بعد ذلك فيه شرفُها .. وحِشمَتُها .. وعِزتها .. وسلامتها من الأذى .. وسلامة المجتمع من أن يتأذى بها .. وبالتالي تفريط المرأة بحجابها هو تفريط بتلك المعاني كلها.
ساءَ الذِّئابُ .. من المرأةِ المسلمةِ حجابها .. لأنه يُحيل بينهم وبين كثير من مآربهم الخبيثة الماكرة!
ساء الذئابُ .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنه يُلزمهم باحترامها .. وعدم الاقتراب منها بسوء .. كما يفعلون مع غيرها ممن آثرت أن تسيرَ في دروبِ التبرِّج والتحلِّل والفسوق والعصيان!
ساء الذئاب .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنه يذكرهم بمعاني الطهر .. والعِفِّةِ .. والشرفِ .. والإيمان .. وبحقارة ما هم عليه من انحطاطٍ وسلوك بهيمي حيواني .. وهذا مما يؤذيهم ويُكدِّرُ عليهم طبائعهم الخبيثة .. وخلواتهم الماجنة الساقطة!
فالطهر يؤذي العُصاة الماجنين، كما قال تعالى عن قوم لوط:]فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [النمل:56. فمنظرُ الطهرِ يؤذيهم ويعرِّفهم بحقيقة ما هم عليه من تفسخٍ وانحطاطِ ومرض وشذوذ!
ساء الذئاب .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنهم لا يَقدِرون على استغلالها في تدمير أخلاق العباد وبخاصة منهم الشباب .. كما لو كانت من دون حجاب!
لأجل ذلك كله .. نراهم يُحاربون الحجاب .. وينفقون الأموال الطائلة على الدعايات والوسائل التي تُحارب الحجاب .. وظاهرةِ الحجاب .. وهم بين الفينة والأخرى يُثيرون معركة الحجاب .. ويجددون معركة الحجاب .. عند أدنى أوْبَةٍ للفتيات إلى الحجاب .. وكأنهم في حرب مع جيوشٍ جرارة تتهدد سلطانهم وملكهم .. وطريقتهم السفلى في الحياة .. وما ذلك كله إلا لما يتركه الحجاب من أثرٍ بالغٍ على مخطتاتهم ومآربهم التدميرية الخبيثة!
يا ابنتي .. لا تستهوينَّك من الطاغوت وسحَرَتِه .. كلمة " حقوق المرأة " .. فهي كلمة حقٍّ يُراد بها باطل!
لو كانوا حريصين على حقوقِ المرأة .. كما يزعمون .. لما فرَّطوا بحقوق أبيها وأخيها وزوجها وابنها .. وإلى درجة الاستهتار بأدنى حقوق الإنسان!
لا يُمكن الحديث عن حقوق المرأة بعيداً عن حقوقِ الرجل المُغيَّبة .. والذي هو أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها!
كيف للمرأة أن تسعد بحقوق .. وحقوق أبيها وأخيها وزوجها وابنها .. مهانة ومُداسة بالأقدام .. لا يُلقى لها أدنى بال أو اهتمام من الطاغوت وحزبه!
يا ابنتي .. كامِلُ حقوقك محفوظةٌ ومبينة في دين الله تعالى .. فحذاري أن تستشرفي حقاً ليس لكِ .. ولم يأذن به الله تعالى.
فمن يُطالب بحقٍّ ليس له .. كمن يسطو على حقوقِ وأملاك الآخرين .. ثم يزعم زوراً بأنها له خالصةً من دون الناس .. وهذا ظلمٌ وعدوان أعيذك منه!
يا ابنتي .. حذاري أن تُصدِّقي أن الثعلَبَ يوماً يحرصُ على حقوق فريسته .. مهما تمسْكَن .. وتساقطت منه دموع الأسى والشَّفقة .. فهي دموع المكر والكذب والخداع .. التي يتبعها الانقضاض والإفتراس .. فهاهي المرأة .. في أكثر البلدان تشدُّقاً وحديثاً عن حقوقِ المرأة .. وحرية المرأة .. تُباع .. ويُباع جسدها ـ كأي سلعة من سلع المتاع ـ للذئاب والوحوش الآدمية .. بدراهم قليلات ومعدودات!
يا ابنتي .. المرأة المسلمة عاملة معطاءةٌ .. لا تعرف الكلل ولا الملل .. يكفيها شرفاً وعملاً أنها محضنٌ للأبناءِ والأجيال .. تستقيمُ الأجيال باستقامتها .. وتنحرف بانحرافها .. وعند التأمل فهي تعمل أضعاف أضعاف غيرها من غير المسلمات أو من غير الملتزمات بتعاليم الإسلام .. ومع ذلك عملها هذا عندما لا يلبي رغبات ونزوات ومآرب الطاغوت وذئابه ووحوشه .. فهو ليس بشيء .. ولا يُعتبر ـ عند القوم ـ عملاً .. لذا نراهم يُطالبونها بلونٍ آخر من العمل الذي يسهِّل عليهم استغلالها كأسوأ ما يُستغل متاع .. وبالتالي حذاري ـ يا ابنتي ـ أن تسمعي لهم وهم يتكلمون عن " عمل المرأة " ويتباكون على نصيبها في الانتاج .. فهي كلمة حق يُراد بها باطل!
من علامات كذبهم وغش طويتهم .. أنهم يحرصون على عمل المرأة بصورة مبتذلة تخدش الحياءَ والأخلاق ـ تتنافى مع فطرتها وتكوينها وكرامتها ووظيفتها في هذه الحياة ـ بينما في المقابل مئات الآلاف من الشباب والرجال العاطلين عن العمل .. يتسكعون في الشوارع .. وطوابير الانتظار .. عسى أن يجدوا لأنفسهم فرصة عمل!
يا ابنتي .. قد آخى الله بين الرجالِ والنساء .. وجعل النساء شقائق الرجال .. بعضهم
أولياء بعض .. كل طرفٍ يُكمل الطرفَ الآخر لتعمر الأرض بالحب والخير والعطاء .. بينما صنَّاع الفتنة المتنفذين ـ الذين يريدون أن تشيعَ الفاحشةَ في المؤمنين ـ قد أظهروا النساء وكأنهن أعداء وأندادٌ للرجال .. والرجال أعداء وأنداد للنساء .. كل طرف منهما يُزاحم ويُقاتل الطرف الآخر على حقوقه ومكاسبه .. فسادت ثقافة الندِّيَّةِ والعداوة والكراهية بين الرجالِ والنساء .. بدلاً من ثقافة الحب والود والتواضعِ والفداء والإيثار .. فكان ذلك مدخلاً وسبباً لتدمير البيوت .. والمجتمعات الإنسانية سواء!
بسم الله الرحمن الرحيم
سألتني ابنتي أن أخطَّ لها كلمات؛ تكون لها ولأخواتها المسلمات ـ في أي بقعة من بقاع الأرض يكون تواجدهنَّ ـ بمثابة شمعة تُضيء لهنَّ بعض ظلمة الطريق الموحش والمفروش في ثناياه وعلى جنباته بمخالب وأنياب الذئاب والوحوش الآدمية ..!
فأجبتها .. وليس لي إلا أن أجيبها:
اعلمي يا ابْنَتِي .. أنَّك مخلوقةٌ لله تعالى، مُلزمَةٌ بعبادته وتوحيدِه .. ومعنيَّةٌ من قوله تعالى:)وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات:56.
فأنت لم تُخلقي عبَثاً ـ تعالى الخالق عن ذلك علواً كبيراً ـ ولا لكي يعبث بك وبفكرك وأخلاقك العابثون .. وإنما خُلِقتِ لعبادةِ الله تعالى وحده .. فتفرديه بالعبادةِ بكل ما تعني كلمةُ العبادةِ من شموليةٍ ومعنى.
من مقتضى هذه العبوديَّة أن لا تقبلي حُكْمَاً في نفسِك وحياتِك .. وكل ما يخصّكِ إلا من الله تعالى وحده .. فإن رضيتِ حَكَماً غيرَ الله أو حُكْمَاً في نفسكِ من غيرِ الله .. فأنت أمَةٌ لهذا الغير .. ودخلت في عبادة وطاعة هذا الغير من دون الله.
يا ابْنَتِي .. أرادك اللهُ أمَةً له .. وأرادوكِ أمةً للطاغوت .. ولشهواتِه .. ونزواته .. ومآربه .. وسياساتِه .. فاحذري أن تكوني أمَةً للطاغوت، وأنت تدرين أو لا تدرين!
يا ابْنَتِي .. أرادك الله أن تكوني مع المؤمنين تأمرين بالمعروف وتنهين عن المنكر .. وأرادوك أن تكوني مع الكافرين والمنافقين .. تأمرين بالفسوقِ والمنكر .. وتنهين عن الطهر .. والعفَّةِ والمعروف .. فحذاري أن تكوني مع من يأمر بالمنكرِ وينهى عن المعروف!
يا ابنتي .. المرأة كانت ولا تزال وستظل .. محلَّ تجاذبٍ شديد بين أهل الحق من جهة وأهل الباطل من جهة أخرى .. لإدراك الطرفين بأهمية دور المرأة في إعمار الأرض أو خرابها وفسادها .. لذا كل فريق حريص على أن تكون المرأةُ في صفِّهِ وإلى طرفهِ وجانبه .. فاحرصي دائماً أن تكوني إلى جانب طرف الحق .. مهما كانت التكاليف، وكانت التبعات!
عندما ترضى المرأةُ أن تُسلِّمَ نفسَها وجسَدَها للطاغوت .. ليفعل بها ما يشاء .. ويسيرها كيفما يشاء .. ويستخدمها كيفما يشاء .. فالطاغوت حينئذٍ يحقق لنفسه ونظامه من المآرب والأغراض .. مالا يقدر على تحقيقه من خلال جنودِه وجيوشِه الجرَّارة!
يا ابْنَتِي .. أسمى اللهُ مكانَتَكِ .. فجعل منك سبباً هاماً في إعمارِ الأرض بالخير .. وتنشئة الأجيال تنشئة إيمانية واعية راشدة .. بينما الآخرون أرادوك معول هدم وتدميرٍ .. للقيم .. والأخلاق .. والبيوت، والأجيال سواء!
يا ابنتي .. أرادك اللهُ حرّةً عزيزةً كريمة مصونة .. وأرادوك مجرد جسدٍ مُبتذل سهل المنال والاستغلال .. يسهل نهشه والاعتداء عليه من قِبل الوحوشِ والذئاب الآدمية .. متى شاؤوا!
يا ابنتي .. التزام المرأة بحجابها .. هو أولاً طاعة وعبادة لخالقها لا فكاك لها من الإلتزام به .. ثم هو بعد ذلك فيه شرفُها .. وحِشمَتُها .. وعِزتها .. وسلامتها من الأذى .. وسلامة المجتمع من أن يتأذى بها .. وبالتالي تفريط المرأة بحجابها هو تفريط بتلك المعاني كلها.
ساءَ الذِّئابُ .. من المرأةِ المسلمةِ حجابها .. لأنه يُحيل بينهم وبين كثير من مآربهم الخبيثة الماكرة!
ساء الذئابُ .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنه يُلزمهم باحترامها .. وعدم الاقتراب منها بسوء .. كما يفعلون مع غيرها ممن آثرت أن تسيرَ في دروبِ التبرِّج والتحلِّل والفسوق والعصيان!
ساء الذئاب .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنه يذكرهم بمعاني الطهر .. والعِفِّةِ .. والشرفِ .. والإيمان .. وبحقارة ما هم عليه من انحطاطٍ وسلوك بهيمي حيواني .. وهذا مما يؤذيهم ويُكدِّرُ عليهم طبائعهم الخبيثة .. وخلواتهم الماجنة الساقطة!
فالطهر يؤذي العُصاة الماجنين، كما قال تعالى عن قوم لوط:]فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [النمل:56. فمنظرُ الطهرِ يؤذيهم ويعرِّفهم بحقيقة ما هم عليه من تفسخٍ وانحطاطِ ومرض وشذوذ!
ساء الذئاب .. من المرأة المسلمة حجابها .. لأنهم لا يَقدِرون على استغلالها في تدمير أخلاق العباد وبخاصة منهم الشباب .. كما لو كانت من دون حجاب!
لأجل ذلك كله .. نراهم يُحاربون الحجاب .. وينفقون الأموال الطائلة على الدعايات والوسائل التي تُحارب الحجاب .. وظاهرةِ الحجاب .. وهم بين الفينة والأخرى يُثيرون معركة الحجاب .. ويجددون معركة الحجاب .. عند أدنى أوْبَةٍ للفتيات إلى الحجاب .. وكأنهم في حرب مع جيوشٍ جرارة تتهدد سلطانهم وملكهم .. وطريقتهم السفلى في الحياة .. وما ذلك كله إلا لما يتركه الحجاب من أثرٍ بالغٍ على مخطتاتهم ومآربهم التدميرية الخبيثة!
يا ابنتي .. لا تستهوينَّك من الطاغوت وسحَرَتِه .. كلمة " حقوق المرأة " .. فهي كلمة حقٍّ يُراد بها باطل!
لو كانوا حريصين على حقوقِ المرأة .. كما يزعمون .. لما فرَّطوا بحقوق أبيها وأخيها وزوجها وابنها .. وإلى درجة الاستهتار بأدنى حقوق الإنسان!
لا يُمكن الحديث عن حقوق المرأة بعيداً عن حقوقِ الرجل المُغيَّبة .. والذي هو أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها!
كيف للمرأة أن تسعد بحقوق .. وحقوق أبيها وأخيها وزوجها وابنها .. مهانة ومُداسة بالأقدام .. لا يُلقى لها أدنى بال أو اهتمام من الطاغوت وحزبه!
يا ابنتي .. كامِلُ حقوقك محفوظةٌ ومبينة في دين الله تعالى .. فحذاري أن تستشرفي حقاً ليس لكِ .. ولم يأذن به الله تعالى.
فمن يُطالب بحقٍّ ليس له .. كمن يسطو على حقوقِ وأملاك الآخرين .. ثم يزعم زوراً بأنها له خالصةً من دون الناس .. وهذا ظلمٌ وعدوان أعيذك منه!
يا ابنتي .. حذاري أن تُصدِّقي أن الثعلَبَ يوماً يحرصُ على حقوق فريسته .. مهما تمسْكَن .. وتساقطت منه دموع الأسى والشَّفقة .. فهي دموع المكر والكذب والخداع .. التي يتبعها الانقضاض والإفتراس .. فهاهي المرأة .. في أكثر البلدان تشدُّقاً وحديثاً عن حقوقِ المرأة .. وحرية المرأة .. تُباع .. ويُباع جسدها ـ كأي سلعة من سلع المتاع ـ للذئاب والوحوش الآدمية .. بدراهم قليلات ومعدودات!
يا ابنتي .. المرأة المسلمة عاملة معطاءةٌ .. لا تعرف الكلل ولا الملل .. يكفيها شرفاً وعملاً أنها محضنٌ للأبناءِ والأجيال .. تستقيمُ الأجيال باستقامتها .. وتنحرف بانحرافها .. وعند التأمل فهي تعمل أضعاف أضعاف غيرها من غير المسلمات أو من غير الملتزمات بتعاليم الإسلام .. ومع ذلك عملها هذا عندما لا يلبي رغبات ونزوات ومآرب الطاغوت وذئابه ووحوشه .. فهو ليس بشيء .. ولا يُعتبر ـ عند القوم ـ عملاً .. لذا نراهم يُطالبونها بلونٍ آخر من العمل الذي يسهِّل عليهم استغلالها كأسوأ ما يُستغل متاع .. وبالتالي حذاري ـ يا ابنتي ـ أن تسمعي لهم وهم يتكلمون عن " عمل المرأة " ويتباكون على نصيبها في الانتاج .. فهي كلمة حق يُراد بها باطل!
من علامات كذبهم وغش طويتهم .. أنهم يحرصون على عمل المرأة بصورة مبتذلة تخدش الحياءَ والأخلاق ـ تتنافى مع فطرتها وتكوينها وكرامتها ووظيفتها في هذه الحياة ـ بينما في المقابل مئات الآلاف من الشباب والرجال العاطلين عن العمل .. يتسكعون في الشوارع .. وطوابير الانتظار .. عسى أن يجدوا لأنفسهم فرصة عمل!
يا ابنتي .. قد آخى الله بين الرجالِ والنساء .. وجعل النساء شقائق الرجال .. بعضهم
أولياء بعض .. كل طرفٍ يُكمل الطرفَ الآخر لتعمر الأرض بالحب والخير والعطاء .. بينما صنَّاع الفتنة المتنفذين ـ الذين يريدون أن تشيعَ الفاحشةَ في المؤمنين ـ قد أظهروا النساء وكأنهن أعداء وأندادٌ للرجال .. والرجال أعداء وأنداد للنساء .. كل طرف منهما يُزاحم ويُقاتل الطرف الآخر على حقوقه ومكاسبه .. فسادت ثقافة الندِّيَّةِ والعداوة والكراهية بين الرجالِ والنساء .. بدلاً من ثقافة الحب والود والتواضعِ والفداء والإيثار .. فكان ذلك مدخلاً وسبباً لتدمير البيوت .. والمجتمعات الإنسانية سواء!