تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلات في طريق المرأة المسلمة


طويلب علم مبتدئ
10 / 07 / 2009, 59 : 04 AM
من أصعب الأوقات أن يجد الإنسان نفسه عند مشكلة، خاصةً إن وقف منها موقفًا سلبيًّا، أو تَثَبَّتَ قدماه أمامها؛ لأن المشكلة تعني الحرج الذي وقع فيه، وما يترتَّب على هذا الحرج من نتائج ومسبِّبات، وتَتَفَاقم كثير من المشكلات حتى يَنْصب صاحبها، ويضيق صدره بالعيش، فيتجه إلى الطريق المعوَجِّ، أو محاولات نسيان الواقع.

وعند الرجال تعوُّد تام على المشكلات، وتناسب بين وجودها في عالمهم وبين خِلْقتهم ووجودهم على وجه الأرض، ولكنها لا تتناسب بأي حال مع المرأة؛ حيث الرِّقَّةُ والرحمةُ، والحنان والوداعة، التي تميل إلى الصفاء لا الكدر، وإلى الهدوء لا الصخب، والعقلاء عامة لا يقفون من مشكلاتهم موقف العجز؛ بل يتصدَّون لها ويواجهونها، ويحاولون دراستها وبيانَ معالمها، ثم وضع علاجها؛ فالتحرك السليم القويم نحو المشكلات تستريح به النفس، ويهدأ به الضمير، وبغيره تكبت حتى تصل إلى اللاواعية الناطحة، التي عضَّها الزمن؛ فالمرأة صاحبة الحياة الهادئة تستطيع أن تكون أكثر عطاء للبشرية؛ ذلك أن يقوم على سواعدها الكثير والكثير مما لا يستطيع الرجال أن يُحَققوه.

المرأة حائرة:
فالمرأة حائرة تسمع الكثير كل يوم من هنا وهناك، تسمع من يُفتي في مسألة، ثم تنصت لمن ينقضها في اليوم التالي، تنصت إلى الفلاسفة وهم يتهامسون عنها؛ فمنهم من وضعها، ومنهم من رفعها، ومنهم من غازلها، ومنهم من ظلمها بين فئتين: الأُولى: تناشدها المطالبة بحقوقها، والثانية: تحاول أن تحدد معالمها وعملها في المجتمع، فالأولى: قامت آراؤها على الوهم، وتصنُّع الأحداث، ومغالطات النفس، والثانية: خضعوا لأمر الله ودرسوا الواقع الملموس، واستفادوا من تجارب الآخرين، وأبحاث المناطقة والفلاسفة وعلماء النفس الغربيين والشرقيين، فأرادوا لها العيش هنيئًا، وأرادوا أن يجنِّبوها الظلمات، ولكنها - وما زالت - حائرة؛ فالدعاوى الغربية تحاول إلصاق التُّهَم بالمرأة المسلمة، وتتكلم عن تحرر المرأة بمفهوم سفورها؛ حيث يحجزها الإسلام ويمنع انتشارها في بلاد المسلمين؛ لذا لَجَؤوا إلى التشهير والتنكيل، وهناك مفكرون أرادوا يومًا أن ينهضوا بها، وأن يظهروا لها الحنان؛ رغبةً في المودَّة، فرفعوا أصواتهم منادين بحريَّتها، وآخرون بحثوا في أمرها فقالوا عنها الكثير، ولكنهم لم يلمسوا جراحها، ولم يتبيَّنوا مشكلاتها، وآخرون أنصفوها فبيَّنوا قيمتها وما ينبغي أن تكون عليه، وآخرون اتخذوها هزوًا، شيء أشبه بالمادة الصامتة، أخذوا يغازلونها، ويتحدثون عن جمالها الفتَّان.

وهنا يقف الأستاذ العقاد، صاحب الرأي السديد والعقل المستنير، مخاطبًا المرأةَ في شعره، فيقول:
أَهْجُوكِ يَا أكْرَمَ مَنْ أمْدَحْ وَمَنْ بِإطْرَائِي لَهَا أصْدَحْ
أهْجُوكِ وَالتَّسْبِيحُ أحْرَى بِمَا أجِدُ فِيهِ الْيَوْمَ أوْ أمْزَحْ
قَاسِيَةٌ أنْتِ وَلَكِنَّنِي أقَبِّلُ الكَفَّ الَّتِي تَجْرَحْ


ويقول في وصفها في ديوانه (أشجان الليل: 299):
مَاذَا مِن الدُّنْيَا لَعَمْرِي إذْ يَدٌ أنْتِ هِي الدُّنْيَا، فَهَلْ مِنْ مَزِيدْ
فِيكِ لَنَا نُورٌ وَنَارٌ مَعًا وَالنَّجْمُ زَهْرٌ وَاقِفٌ بَعِيدْ
وَفِيكَ رَوْضُ سفرٍ عَاطِرٌ وَجَوْهَرٌ حُرٌّ وَدَوْرٌ نَضِيد




وهكذا خاطب العقاد المرأة، ونصحها فأكثر لها النصح، بوصفه وهيامه ودموعه، لَيْتَه بحثها بحثًا علميًّا كما فَعَلَ في أمور أخرى، وليته نصحها على أساس من العلم لا على الوهم، ومن خلال الخيال.

الإسلام والمرأة:
المرأة المسلمة أنصفها الإسلام منذ نزوله وربوعه؛ فضمن لها حقوقها ومالها، وصان عِرضها وقرَّر كرامتها، واضعًا المرأة في مكانها الطيب اللائق بها.

المرأة الأم:
أوصى الإسلام باحترامها وإكرامها كما أوصى بالوالد، وجعل الأمر بالإحسان إليها تاليًا في الذكر والحديث للأمر بتوحيده وعبادته - سبحانه وتعالى - فقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء: 36]، {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23، 24].

المرأة الزوجة:
والمرأة لا تُزَوَّج إلا بإذنها واستشارتها، وأوجب الإسلام لها على الرجل أن يدفع لها مهرًا؛ إعزازًا وإكرامًا وإشعارًا لها بالرغبة والمحبة والتضحية في سبيلها، كما أوجب إشهار الزواج والإشهاد عليه للمحافظة على الأنساب والأعراض، فإذا صارت زوجةً بالفعل فقد صارت شريكة حياة، ولها على زوجها حقوق، وله عليها حقوق، كالشأن في جميع مظاهر الحياة وواقعها، وأوصى الإسلام بالنساء خيرًا، ونهى عن سوء المعاشرة، حتى مع كراهية الزوج لزوجته.

وهكذا إذا صارت المرأة بنتًا أو أختًا صانها الإسلام، وحافظ على كرامتها وشرفها، لا كما تعلم كل مسلمة.

فليتَها تتَّجه ببصرها وقلبها نحو الإسلام، بعيدًا عن تشويه المفكرين، ودعاوى الغربيِّين، وإحباط الإعلاميِّين.

وليتها تَزِنُ ما يَعْرِض لها في حياتها بميزان لا يطفَّف أبدًا؛ لأنه ميزان الحق، الإسلامُ.

الطريق الى الله
10 / 07 / 2009, 30 : 11 AM
جزاك الله خير الجزاء أخى
وحفظنى الله وجميع المسلمات بنعمة الاسلام

محمد نصر
10 / 07 / 2009, 45 : 11 AM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخي الكريم طويلب

ااسلام
10 / 07 / 2009, 10 : 12 PM
بارك الله فيك لقد جعلى الإسلام المرأة حرا لا قيودا لها
فلقد حرارها من العبودية و الإستغلال وأعطاها حقوقها
إذا فلماذا نستمع لمن يقول يجب على المرأة التحرر ألم يحررها الإسلام
ولكن التحرر الذي يقصدونه هو التحرر من الحجاب فيظنون الحجاب ماهو إلا خيام عولقت فوق الرقاب
لكن هيهات من كلامهم فلا يريدون إلى تكفير المرأة بربها و أن تعصي أوامره
فسبحان الله ألا يخافون من يوم لا ينفع فيه إلا من قال لا إلاه إلى الله
بارك الله فيك ووفقك إلى خير ما يرضاه الله

أم نيره
10 / 07 / 2009, 31 : 09 PM
جزاك الله خير الجزاء والاحسان شيخنا الفاضل اللهم وفقنا للعمل بموجبات رضاك ولا تحرمنا عطاءك ولا تحرمنا خيرك اللهم أغفر لنا مغفرة من عندك يا حى يا قيوم برحمتك نستغيث لاتكلنا الى انفسناطرفة عين ياأرحم الراحمين وصلى اللهم على محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كبيرا الى يوم الدين

ابو الوليد البتار
11 / 07 / 2009, 40 : 09 PM
جزاك الله خير الجزاء أخى ****** طويلب

شريف حمدان
05 / 12 / 2009, 35 : 03 PM
ما شاء الله سلمت يداكم
جزاكم الله خيرا