ابو الوليد البتار
17 / 07 / 2009, 56 : 09 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكُم ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
إخوتي في الله؛
ها هُنا،
- بمنّهِ؛ جلّ وعَلا -
فَتوى؛
عَسى الرّحمنُ؛ أن ينفعَ بها.
/
\
/
الاحتِفالُ؛ بِ ( لَيلةِ الإسْراءِ والمِعراج ِ)!
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com62.gif
السّؤالُ:
... ******* ...
ما حُكمُ الاحتِفال بِ ( لَيلةِ الإسراءِ والمِعراج ِ) ,
وهي لَيلةُ السّابعِ والعِشرينَ؛ مِن رَجَبَ؟!
::
الجـَوابُ:
... ******* ...
الحَمدُ للهِ،
" لا ريبَ أنّ الإسراء والمَعراج من آيات الله العظيمةِ؛
الدّالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى عِظم مَنزلته عندَ الله عزّ وجلّ ،
كما أنها من الدلائل علىقدرة الله الباهرة ، وعلى علوه سُبحانه وتَعالى على جَميع خلقه ،
قال الله سبحانهُ وتَعالى :
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى؛
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراءُ/ ( 1 ) .
وهذه اللّيلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ، لَم يأتِ في الأحاديثِ الصّحيحةِ تَعيينها لا في رَجب ولا غَيره ،
وكلّ ما ورد في تعيينها؛ فهو غيرُ ثابتٍ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند أهل العِلم بالحَديث ،
ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ، ولو ثَبت تَعيينُها؛
لم يَجُز للمُسلمين أن يخصّوها بشيء من العِباداتِ ،
ولم يجُز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها... ولم يخصوها بشيء , ولو كان الاحتفال بها أمرا مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل , ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير ، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس ، وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، عُلِمَ أن الاحتفال بها ، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله , قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) وقال عز وجل في سورة الشورى : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) .
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: التحذير من البدع ، والتصريح بأنها ضلالة ، تنبيها للأمة على عظم خطرها ، وتنفيرا لهم من اقترافها .
ومن ذلك : ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة : ( أما بعد , فإن خير الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل بدعة ضلالة ) زاد النسائي بسند جيد : ( وكل ضلالة في النار ) وفي السنن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون , فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع , فأوصنا , فقال : ( أوصيكم بتقوى الله , والسمع والطاعة , وإن تأمر عليكم عبد , فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي , تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة ) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن السلف الصالح بعدهم ، التحذير من البدع والترهيب منها ، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين ، وشرع لم يأذن به الله ، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم ، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله ، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي ، واتهامه بعدم الكمال ، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم ، والمنكر الشنيع ، والمصادمة لقول الله عز وجل : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرة منها .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة : أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، والتحذير منها ، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء .
ولما أوجب الله من النصح للمسلمين ، وبيان ما شرع الله لهم من الدين ، وتحريم كتمان العلم ، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه البدعة ، التي قد فشت في كثير من الأمصار ، حتى ظنها بعض الناس من الدين ، والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا ، ويمنحهم الفقه في الدين ، ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه ، وترك ما خالفه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه " .
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
http://www.islamway.com/images/line.jpg
نفع الرّحمنُ؛ بما جاء.
لِسماحَةِ الوالِدِ العلاّمَةِ/ عَبدالعَزيز بِن عَبدالله بِن بازَ؛
رَحِمهُ اللهُ تَعالى، وعَفا عنهُ، وغفَر لهُ.
غُفرانك؛ ربّنا.
ربّ؛ أرِنا الحَقّ حقاً وارزُقنا اتّباعَهُ،
وأرنا - بمنّكَ - الباطل باطلاً؛ وارزُقنا اجتِنابهُ.
__________________
السّلامُ عليكُم ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
إخوتي في الله؛
ها هُنا،
- بمنّهِ؛ جلّ وعَلا -
فَتوى؛
عَسى الرّحمنُ؛ أن ينفعَ بها.
/
\
/
الاحتِفالُ؛ بِ ( لَيلةِ الإسْراءِ والمِعراج ِ)!
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com62.gif
السّؤالُ:
... ******* ...
ما حُكمُ الاحتِفال بِ ( لَيلةِ الإسراءِ والمِعراج ِ) ,
وهي لَيلةُ السّابعِ والعِشرينَ؛ مِن رَجَبَ؟!
::
الجـَوابُ:
... ******* ...
الحَمدُ للهِ،
" لا ريبَ أنّ الإسراء والمَعراج من آيات الله العظيمةِ؛
الدّالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى عِظم مَنزلته عندَ الله عزّ وجلّ ،
كما أنها من الدلائل علىقدرة الله الباهرة ، وعلى علوه سُبحانه وتَعالى على جَميع خلقه ،
قال الله سبحانهُ وتَعالى :
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى؛
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراءُ/ ( 1 ) .
وهذه اللّيلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ، لَم يأتِ في الأحاديثِ الصّحيحةِ تَعيينها لا في رَجب ولا غَيره ،
وكلّ ما ورد في تعيينها؛ فهو غيرُ ثابتٍ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند أهل العِلم بالحَديث ،
ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ، ولو ثَبت تَعيينُها؛
لم يَجُز للمُسلمين أن يخصّوها بشيء من العِباداتِ ،
ولم يجُز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها... ولم يخصوها بشيء , ولو كان الاحتفال بها أمرا مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل , ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير ، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس ، وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، عُلِمَ أن الاحتفال بها ، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله , قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) وقال عز وجل في سورة الشورى : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) .
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: التحذير من البدع ، والتصريح بأنها ضلالة ، تنبيها للأمة على عظم خطرها ، وتنفيرا لهم من اقترافها .
ومن ذلك : ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة : ( أما بعد , فإن خير الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها , وكل بدعة ضلالة ) زاد النسائي بسند جيد : ( وكل ضلالة في النار ) وفي السنن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون , فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع , فأوصنا , فقال : ( أوصيكم بتقوى الله , والسمع والطاعة , وإن تأمر عليكم عبد , فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي , تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة ) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن السلف الصالح بعدهم ، التحذير من البدع والترهيب منها ، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين ، وشرع لم يأذن به الله ، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم ، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله ، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي ، واتهامه بعدم الكمال ، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم ، والمنكر الشنيع ، والمصادمة لقول الله عز وجل : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرة منها .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة : أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، والتحذير منها ، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء .
ولما أوجب الله من النصح للمسلمين ، وبيان ما شرع الله لهم من الدين ، وتحريم كتمان العلم ، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه البدعة ، التي قد فشت في كثير من الأمصار ، حتى ظنها بعض الناس من الدين ، والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا ، ويمنحهم الفقه في الدين ، ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه ، وترك ما خالفه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه " .
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
http://www.islamway.com/images/line.jpg
نفع الرّحمنُ؛ بما جاء.
لِسماحَةِ الوالِدِ العلاّمَةِ/ عَبدالعَزيز بِن عَبدالله بِن بازَ؛
رَحِمهُ اللهُ تَعالى، وعَفا عنهُ، وغفَر لهُ.
غُفرانك؛ ربّنا.
ربّ؛ أرِنا الحَقّ حقاً وارزُقنا اتّباعَهُ،
وأرنا - بمنّكَ - الباطل باطلاً؛ وارزُقنا اجتِنابهُ.
__________________