ابو الوليد البتار
20 / 07 / 2009, 03 : 01 PM
رحمك الله يا ابن جبرين (قصيدة)
نعم قد مضى... إني لربي راجع
رحمك الله يا ابن جبرين
أَلا مَنْ لِقَلْبٍ صَدَّعَتْهُ الفَوَاجِعُ ** وَمَنْ لِدُمُوعٍ ذَرَّفْتَهَا المَدَامِعُ
أَحَقًّا قَضَى بَحْرُ العُلُومِ وَرُكْنُهَا ** أَصِدْقًا هَوَتْ تِلْكَ النُّجُومُ اللَّوَامِعُ
أَيَا شَيْخَنَا مَهْلاً فَلَمْ يَبْرَ جُرْحُنَا ** وَمَزَّقَنَا شَارِي الفُؤَادِ وَبَائِعُ
وُتِرْنَا بِأَشْيَاخٍ هُمُ زِينَةُ الدُّنَى ** وَأَسْيَافُ عِلْمٍ فِي الجِهَادِ قَوَاطِعُ
فَقَدْنَا ابْنَ بَازٍ وَالعُثَيْمِينَ بَعْدَهُ ** وَأَنْجُمَ عِلْمٍ فِي الظَّلامِ سَوَاطِعُ
وَكَانَ لَنَا فِي إِبْنِ جِبْرِينَ سَلْوَةٌ ** فَأَفْزَعَنَا صَوْتٌ وَعَتْهُ المَسَامِعُ
بِنَعْيِ الإِمَامِ الفَذِّ حُجَّةِ عَصْرِهِ ** نَعَمْ قَدْ مَضَى إِنِّي لِرَبِّيَ رَاجِعُ
أَحَقًّا تَغِيبُ الشَّمْسُ فِي حُفَرِ النَّوَى ** وَتُلْحَدُ فِي القَبْرِ النُّجُومُ الطَّوَالِعُ
أَحَقًّا عَلَى الأَعْنَاقِ تُحْمَلُ أَبْحُرٌ ** يُقَلِّبُهَا فِي النَّعْشِ كَهْلٌ وَيَافِعُ
أَتُدْرَجُ فِي الأَكْفَانِ مُزْنُ سَحَائِبٍ ** تَرَوَّتْ بِهَا فِي الخَافِقَيْنِ مَرَابِعُ
فَلِلَّهِ مَا قَدْ ضَمَّ لَحْدُكَ مِنْ تُقًى ** وَزُهْدٍ فَرِيدٍ لَمْ تَشُبْهُ مَطَامِعُ
وَلِلَّهِ كَمْ مِنْ عَبْرَةٍ مُهَرَاقَةٍ ** عَلَى العِلْمِ إِذْ جَفَّتْ لَدَيْهِ مَنَابِعُ
أَتَرْحَلُ يَا شَيْخَ العُلُومِ وَرُوحُنَا ** تَتُوقُ، وَعِلْمٌ فِي إِهَابِكَ قَابِعُ
أَتَأْفُلُ يَا نَجْمَ الهُدَى وَطَرِيقُنَا ** بِغَيْرِ هُدَى الهَادِي مُشِتٌّ وَضَائِعُ
أَتُغْمَدُ يَا سَيْفَ الطِّعَانِ وَجَيْشُنَا ** إِلَيْكَ فَقِيرٌ مَزَّقَتْهُ المَعَامِعُ
سَقَى الغَيْثُ هَاتِيكَ البِقَاعَ بِوَابِلٍ ** وَجَادَكَ غَيْثٌ بِالسَّكِينَةِ نَافِعُ
سَيَبْكِيكَ فِي شَرْقِ البِلادِ وَغَرْبِهَا ** نِسَاءٌ وَأَطْفَالٌ وَكَهْلٌ وَيَافِعُ
سَتَبْكِيكَ نَجْدٌ وَالجَزِيرَةُ كُلُّهَا ** وَتَأْسَى بِكُلِّ الخَافِقَيْنِ مَرَابِعُ
وَيَبْكِيكَ قِرْطَاسٌ وَحِبْرٌ وَمِنْبَرٌ ** سَقَاهُ زَمَانًا بَحْرُ عِلْمِكَ نَافِعُ
سَتُوحِشُ بَعْدَ الأُنْسِ كُلُّ ** رُبُوعِنَا وَتَمْحُلُ آبَارٌ بِهَا وَمَنَابِعُ
وَتُقْفِرُ فِي كُلِّ البِلادِ مَعَاهِدٌ ** تُكَافِحُ فِي نَشْرِ الهُدَى وَتُدَافِعُ
أَنَبْكِيكَ؟ كَلاَّ بَلْ سَنَبْكِي لِبُؤْسِنَا ** بِفَقْدِكَ يَا مَنْ أَنْتَ لِلدِّينِ رَافِعُ
أَحَقًّا مَضَى؟ كَلاَّ فَإِنَّ عُلُومَهُ ** سَتَبْقَى تُرِينَا الفَجْرَ إِذْ هُوَ لامِعُ
أَنَفْقِدُ ذَاكَ الصَّوْتَ؟ كَلاَّ فَإِنَّهُ ** تُسَرُّ بِهِ عَبْرَ الأَثِيرِ المَسَامِعُ
تُجَاذِبُكَ الأَوْصَابُ وَالعِلَلُ الَّتِي ** تُنَالُ بِهَا فِي الجَنَّتَيْنِ مَوَاضِعُ
لِتَسْعَدَ فِي أَرْضِ الجِنَانِ بِحَبْرَةٍ ** وَتَسْقِيكَ فِيهَا أَنْهُرٌ وَمَنَابِعُ
بِمَقْبَرَةِ العودِ الأَثِيرَةِ قَدْ ثَوَتْ ** نُجُومُ هُدًى فِي الخَافِقَيْنِ لَوَامِعُ
جَزَاهَا عَنِ الإِسْلامِ خَيْرَ ** جَزَائِهِ وَنَعْمَائِهِ رَبٌّ رَحِيمٌ وَسَامِعُ
وَعَوَّضَنَا عَنْ يُتْمِنَا بِهِمُ ** أَبًا يَقُودُ خُطَانَا جَاهِدًا وَيُدَافِعُ
نعم قد مضى... إني لربي راجع
رحمك الله يا ابن جبرين
أَلا مَنْ لِقَلْبٍ صَدَّعَتْهُ الفَوَاجِعُ ** وَمَنْ لِدُمُوعٍ ذَرَّفْتَهَا المَدَامِعُ
أَحَقًّا قَضَى بَحْرُ العُلُومِ وَرُكْنُهَا ** أَصِدْقًا هَوَتْ تِلْكَ النُّجُومُ اللَّوَامِعُ
أَيَا شَيْخَنَا مَهْلاً فَلَمْ يَبْرَ جُرْحُنَا ** وَمَزَّقَنَا شَارِي الفُؤَادِ وَبَائِعُ
وُتِرْنَا بِأَشْيَاخٍ هُمُ زِينَةُ الدُّنَى ** وَأَسْيَافُ عِلْمٍ فِي الجِهَادِ قَوَاطِعُ
فَقَدْنَا ابْنَ بَازٍ وَالعُثَيْمِينَ بَعْدَهُ ** وَأَنْجُمَ عِلْمٍ فِي الظَّلامِ سَوَاطِعُ
وَكَانَ لَنَا فِي إِبْنِ جِبْرِينَ سَلْوَةٌ ** فَأَفْزَعَنَا صَوْتٌ وَعَتْهُ المَسَامِعُ
بِنَعْيِ الإِمَامِ الفَذِّ حُجَّةِ عَصْرِهِ ** نَعَمْ قَدْ مَضَى إِنِّي لِرَبِّيَ رَاجِعُ
أَحَقًّا تَغِيبُ الشَّمْسُ فِي حُفَرِ النَّوَى ** وَتُلْحَدُ فِي القَبْرِ النُّجُومُ الطَّوَالِعُ
أَحَقًّا عَلَى الأَعْنَاقِ تُحْمَلُ أَبْحُرٌ ** يُقَلِّبُهَا فِي النَّعْشِ كَهْلٌ وَيَافِعُ
أَتُدْرَجُ فِي الأَكْفَانِ مُزْنُ سَحَائِبٍ ** تَرَوَّتْ بِهَا فِي الخَافِقَيْنِ مَرَابِعُ
فَلِلَّهِ مَا قَدْ ضَمَّ لَحْدُكَ مِنْ تُقًى ** وَزُهْدٍ فَرِيدٍ لَمْ تَشُبْهُ مَطَامِعُ
وَلِلَّهِ كَمْ مِنْ عَبْرَةٍ مُهَرَاقَةٍ ** عَلَى العِلْمِ إِذْ جَفَّتْ لَدَيْهِ مَنَابِعُ
أَتَرْحَلُ يَا شَيْخَ العُلُومِ وَرُوحُنَا ** تَتُوقُ، وَعِلْمٌ فِي إِهَابِكَ قَابِعُ
أَتَأْفُلُ يَا نَجْمَ الهُدَى وَطَرِيقُنَا ** بِغَيْرِ هُدَى الهَادِي مُشِتٌّ وَضَائِعُ
أَتُغْمَدُ يَا سَيْفَ الطِّعَانِ وَجَيْشُنَا ** إِلَيْكَ فَقِيرٌ مَزَّقَتْهُ المَعَامِعُ
سَقَى الغَيْثُ هَاتِيكَ البِقَاعَ بِوَابِلٍ ** وَجَادَكَ غَيْثٌ بِالسَّكِينَةِ نَافِعُ
سَيَبْكِيكَ فِي شَرْقِ البِلادِ وَغَرْبِهَا ** نِسَاءٌ وَأَطْفَالٌ وَكَهْلٌ وَيَافِعُ
سَتَبْكِيكَ نَجْدٌ وَالجَزِيرَةُ كُلُّهَا ** وَتَأْسَى بِكُلِّ الخَافِقَيْنِ مَرَابِعُ
وَيَبْكِيكَ قِرْطَاسٌ وَحِبْرٌ وَمِنْبَرٌ ** سَقَاهُ زَمَانًا بَحْرُ عِلْمِكَ نَافِعُ
سَتُوحِشُ بَعْدَ الأُنْسِ كُلُّ ** رُبُوعِنَا وَتَمْحُلُ آبَارٌ بِهَا وَمَنَابِعُ
وَتُقْفِرُ فِي كُلِّ البِلادِ مَعَاهِدٌ ** تُكَافِحُ فِي نَشْرِ الهُدَى وَتُدَافِعُ
أَنَبْكِيكَ؟ كَلاَّ بَلْ سَنَبْكِي لِبُؤْسِنَا ** بِفَقْدِكَ يَا مَنْ أَنْتَ لِلدِّينِ رَافِعُ
أَحَقًّا مَضَى؟ كَلاَّ فَإِنَّ عُلُومَهُ ** سَتَبْقَى تُرِينَا الفَجْرَ إِذْ هُوَ لامِعُ
أَنَفْقِدُ ذَاكَ الصَّوْتَ؟ كَلاَّ فَإِنَّهُ ** تُسَرُّ بِهِ عَبْرَ الأَثِيرِ المَسَامِعُ
تُجَاذِبُكَ الأَوْصَابُ وَالعِلَلُ الَّتِي ** تُنَالُ بِهَا فِي الجَنَّتَيْنِ مَوَاضِعُ
لِتَسْعَدَ فِي أَرْضِ الجِنَانِ بِحَبْرَةٍ ** وَتَسْقِيكَ فِيهَا أَنْهُرٌ وَمَنَابِعُ
بِمَقْبَرَةِ العودِ الأَثِيرَةِ قَدْ ثَوَتْ ** نُجُومُ هُدًى فِي الخَافِقَيْنِ لَوَامِعُ
جَزَاهَا عَنِ الإِسْلامِ خَيْرَ ** جَزَائِهِ وَنَعْمَائِهِ رَبٌّ رَحِيمٌ وَسَامِعُ
وَعَوَّضَنَا عَنْ يُتْمِنَا بِهِمُ ** أَبًا يَقُودُ خُطَانَا جَاهِدًا وَيُدَافِعُ