صقر الاسلام
28 / 07 / 2009, 01 : 10 PM
خرج الإمام أحمد والنسائي من حديث أسامة بن زيد قال :( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت : يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما؟ قال: (أي يومين) قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس. قال : (ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) قلت: ولم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه ما بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) .
والأظهر أن صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم لأنه قريبا من رمضان فيلتحق به بصيام رمضان لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، أفضل من صيام ما بعد من رمضان . ويكون قوله صلى الله عليه وآله وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان المحرم) محمولا على التطوع المطلق، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة، فكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه .
وفضل صيام شعبان على غيره من الشهور لأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة. وأن ذلك محبوب عند الله عز وجل، ولذلك فضل القيام في وسط الليل لأنه وقت غفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر، وقد قال النبي صلى الله وآله وسلم (إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الليلة فكن) ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يود أن يؤخر العشاء إلى نصف الليل وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء قال لهم (ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم) . وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر لله، ولهذا ورد في فضل الذكر في الأسواق.
وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد: منها : أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسراراها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل : ليس فيه رياء . (وما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية) . ومنها : أنه أشق على النفوس : وأفضل الأعمال أشقها على النفوس . وسبب ذلك أن النفوس تكسل وتفتر أثناء غفلة الناس لقلة من يقتدى بهم بالطاعة، ولهذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم (للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون) .
وقد قيل : في صوم شعبان معنى آخر: أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يدخل في رمضان وقد وجد حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن .
والأظهر أن صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم لأنه قريبا من رمضان فيلتحق به بصيام رمضان لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، أفضل من صيام ما بعد من رمضان . ويكون قوله صلى الله عليه وآله وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان المحرم) محمولا على التطوع المطلق، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة، فكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه .
وفضل صيام شعبان على غيره من الشهور لأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة. وأن ذلك محبوب عند الله عز وجل، ولذلك فضل القيام في وسط الليل لأنه وقت غفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر، وقد قال النبي صلى الله وآله وسلم (إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الليلة فكن) ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يود أن يؤخر العشاء إلى نصف الليل وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء قال لهم (ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم) . وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر لله، ولهذا ورد في فضل الذكر في الأسواق.
وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد: منها : أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسراراها أفضل لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل : ليس فيه رياء . (وما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية) . ومنها : أنه أشق على النفوس : وأفضل الأعمال أشقها على النفوس . وسبب ذلك أن النفوس تكسل وتفتر أثناء غفلة الناس لقلة من يقتدى بهم بالطاعة، ولهذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم (للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون) .
وقد قيل : في صوم شعبان معنى آخر: أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يدخل في رمضان وقد وجد حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن .