ابو قاسم الكبيسي
11 / 08 / 2009, 25 : 12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الدعوة إلى الله تعالى : وظيفة جليلة ، وقربة عظيمة ، لها منزلة عالية في الشريعة ، ويكفيها شرفا ومنزلة كونها وظيفة الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة .
قال تعالى :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .
وقال تعالى :
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . .
وقال تعالى :
رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا .
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث الدعاة إلى الناس ؛ ليعلموهم وليفقهوهم ، وليرشدوهم إلى الحق ، وإلى صراط مستقيم ، بل إن الصحابة رضوان الله عليهم ، فهموا أن الدعوة إلى الله تعالى واجبة ، فكانوا يبادرون بسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم تعليمهم وتفقيههم ؛ ليقوموا بدعوة أقوامهم من خلفهم ، بل كان من يسلم حديثا يدرك أهمية الدعوة إلى الله تعالى ، وأن تبليغها واجب ، فعن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، في حديث وفد عبد القيس وفيه : قالوا : يا رسول الله ، فمرنا بأمر نعمل به ، وندعو إليه من وراءنا .
وقد بُوبَ عليه في صحيح الإمام مسلم :
" باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه والسؤال عنه وحفظه وتبليغه من لم يبلغه " .
لأن الناس لا بد لهم من الدعوة إلى الله تعالى ؛ وذلك لإخراجهم من الظلمات إلى النور .
من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الإسلام .
ومن ظلمات البدع إلى نور السنة .
ومن ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة والهداية .
ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم ، كل بحسبه .
فحاجة الناس وضرورتهم إلى الدعوة إلى الله تعالى والهداية أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، بل لا يستقيم أمر العالم إلا بالدعوة إلى الله تعالى ، ولولا ذلك لأصبحت الأرض رجراجة متكفئة ، ولعاش الناس فوضى كالبهائم ؛ فجنس الإنسان لا يستغني عن الأمر والنهي ؛ لأنه لا يمكن أن يستقل بمعرفة الحق والخير على الكمال والتمام ، وإن كان يدرك الشر والخير بالجملة ، وذلك بما وهبه الله من عقل وحواس ، إلا أنه لا يعرف حقائق الأشياء على التفصيل إلا بالوحي من الله تعالى ، ولذلك احتاج الخلق إلى إرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، وقيام الحجة .
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الدعوة إلى الله تعالى ، ويُلهب حماستهم لذلك ، ويبيّن ما لهم من الأجور ورفعة الدرجات عند الله إن هم قاموا بذلك .
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :
لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . . . .
وقد صدقوا رضي الله تعالى عنهم رَبَّهُمْ تعالى بأقوالهم وأفعالهم ، وقاموا بالدعوة إليه تعالى أتم قيام ، وأدوها أحسن أداء ، وقد تسلحوا رضي الله عنهم في دعوتهم بتمام الإخلاص ، وصدق التوكل ، والفقه عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ،
واتخذوا الصبر مطية ،
والأجر الموعود أعظم ثمن وهدية ،
فاعتلت شجرة دعوتهم تزاحم النجوم في عليائها ، وآتت أكلها طيبة الثمار ،
وما زال المسلمون يتفيؤون ظلال دعوتهم المباركة ،
وستبقى إلى أَن يرث الله الأرض ومن عليها ، فرضي الله عنهم وأرضاهم .
والمتتبع لنصوص القرآن والسنة وما أُثر عن السلف الصالح يجد أن فضائل الدعوة إلى الله تعالى وخصائصها ومزاياها كثيرة جدا .
كتاب البصيرة في الدعوة إلى الله للشيخ عزيز بن فرحان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الدعوة إلى الله تعالى : وظيفة جليلة ، وقربة عظيمة ، لها منزلة عالية في الشريعة ، ويكفيها شرفا ومنزلة كونها وظيفة الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة .
قال تعالى :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .
وقال تعالى :
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . .
وقال تعالى :
رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا .
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث الدعاة إلى الناس ؛ ليعلموهم وليفقهوهم ، وليرشدوهم إلى الحق ، وإلى صراط مستقيم ، بل إن الصحابة رضوان الله عليهم ، فهموا أن الدعوة إلى الله تعالى واجبة ، فكانوا يبادرون بسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم تعليمهم وتفقيههم ؛ ليقوموا بدعوة أقوامهم من خلفهم ، بل كان من يسلم حديثا يدرك أهمية الدعوة إلى الله تعالى ، وأن تبليغها واجب ، فعن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، في حديث وفد عبد القيس وفيه : قالوا : يا رسول الله ، فمرنا بأمر نعمل به ، وندعو إليه من وراءنا .
وقد بُوبَ عليه في صحيح الإمام مسلم :
" باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه والسؤال عنه وحفظه وتبليغه من لم يبلغه " .
لأن الناس لا بد لهم من الدعوة إلى الله تعالى ؛ وذلك لإخراجهم من الظلمات إلى النور .
من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الإسلام .
ومن ظلمات البدع إلى نور السنة .
ومن ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة والهداية .
ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم ، كل بحسبه .
فحاجة الناس وضرورتهم إلى الدعوة إلى الله تعالى والهداية أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، بل لا يستقيم أمر العالم إلا بالدعوة إلى الله تعالى ، ولولا ذلك لأصبحت الأرض رجراجة متكفئة ، ولعاش الناس فوضى كالبهائم ؛ فجنس الإنسان لا يستغني عن الأمر والنهي ؛ لأنه لا يمكن أن يستقل بمعرفة الحق والخير على الكمال والتمام ، وإن كان يدرك الشر والخير بالجملة ، وذلك بما وهبه الله من عقل وحواس ، إلا أنه لا يعرف حقائق الأشياء على التفصيل إلا بالوحي من الله تعالى ، ولذلك احتاج الخلق إلى إرسال الرسل ، وإنزال الكتب ، وقيام الحجة .
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على الدعوة إلى الله تعالى ، ويُلهب حماستهم لذلك ، ويبيّن ما لهم من الأجور ورفعة الدرجات عند الله إن هم قاموا بذلك .
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :
لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . . . .
وقد صدقوا رضي الله تعالى عنهم رَبَّهُمْ تعالى بأقوالهم وأفعالهم ، وقاموا بالدعوة إليه تعالى أتم قيام ، وأدوها أحسن أداء ، وقد تسلحوا رضي الله عنهم في دعوتهم بتمام الإخلاص ، وصدق التوكل ، والفقه عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ،
واتخذوا الصبر مطية ،
والأجر الموعود أعظم ثمن وهدية ،
فاعتلت شجرة دعوتهم تزاحم النجوم في عليائها ، وآتت أكلها طيبة الثمار ،
وما زال المسلمون يتفيؤون ظلال دعوتهم المباركة ،
وستبقى إلى أَن يرث الله الأرض ومن عليها ، فرضي الله عنهم وأرضاهم .
والمتتبع لنصوص القرآن والسنة وما أُثر عن السلف الصالح يجد أن فضائل الدعوة إلى الله تعالى وخصائصها ومزاياها كثيرة جدا .
كتاب البصيرة في الدعوة إلى الله للشيخ عزيز بن فرحان