تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حرمة القرآن الكريم .


أبو عادل
03 / 09 / 2009, 27 : 09 AM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فإن القرآن كلام الله - تعالى - أنزله على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ليكون هدىً ونوراً للعالمين إلى يوم القيامة ، وقد أكرم الله صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور ، والعمل به في جميع شئون الحياة ، والتحاكم إليه في القليل والكثير ، ولا يزال فضل الله - سبحانه - ينزل على بعض عباده ؛ فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حساً ومعنى .
ولكن هناك طوائف كبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام ، حرمت من القيام بحق القرآن العظيم ، وما جاء عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخشى أن ينطبق بحق على كثير منهم قوله - تعالى - : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [1] ؛ إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجوراً ، هجروا تلاوته وهجروا تدبره والعمل به ؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ولقد غفل كثير منهم عما يجب عليهم من تكريم كتاب الله وحفظه ؛ إذ قصَّروا في مجال الحفظ والتدبر والعمل ، كما لم يقوموا بما يجب من التعظيم والتكريم لكلام رب العالمين .
ولقد عمَّت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات ، وكثيراً ما تشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها ، لكن قسماً كبيراً من المسلمين حينما يقرأون تلك الصحف يلقونها ، فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدام ، بل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات ، والله - سبحانه وتعالى - يقول في كتابه الكريم : إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم ٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ . لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ . تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ[2] .
والآية دليل على أنه لا يجوز مس القرآن إلا إذا كان المسلم على طهارة - كما هو رأي الجمهور من أهل العلم - .
وفي حديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((أن لا يمس القرآن إلا طاهر))[3] .
ويروى عن ابن عمرو : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ((لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر))[4] .
وروي عن سلمان – رضي الله عنه – أنه قال : (لا يمس القرآن إلا المطهرون) ، فقرأ القرآن ، ولم يمس المصحف حين لم يكن على وضوء .
وعن سعد : أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف .
فإذا كان هذا في مس القرآن العزيز ، فكيف بمن يضع الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن سفرة لطعامه ، ثم يرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات ؟ لا شك أن هذا امتهان لكتاب الله العزيز وكلامه المبين .
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب ، وغيرها مما فيه آيات قرآنية أو أحاديث نبوية ، أو كلام فيه ذكر الله ، أو بعض أسمائه - سبحانه - فيحفظها في مكان طاهر ، وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أو أحرقها ، ولا يجوز التساهل في ذلك .
وحيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذا الأمر ، وقد يقع في المحذور جهلاً منه بالحكم، رأيت كتابة هذه الكلمة ؛ تذكيراً وبياناً لما يجب على المسلمين العمل به تجاه كتاب الله وأسمائه وصفاته ، وأحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتحذيراً من الوقوع فيما يغضب الله ، ويتنافى مع مقام كلام رب العالمين .
والله - سبحانه - المسئول أن يوفقنا والمسلمين جميعاً لما يحبه ويرضاه ، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، وأن يمنحنا جميعاً تعظيم كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والعمل بهما ، وصيانتهما عن كل ما يسيء إليهما من قول أو فعل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .



الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

[1] سورة الفرقان ، الآية 30 .
[2] سورة الواقعة ، الآيات 77 – 80 .
[3] أخرجه الإمام مالك في الموطأ ، كتاب النداء في الصلاة ، برقم : 419 .
[4] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ، برقم : 3301 .

محمد نصر
03 / 09 / 2009, 34 : 03 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يبارك فيكم اخي ****** ابو عادل

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

رحم الله الشيخ واسكنه الله فسيح جناته ونفعنا الله بعلمه

أبو عادل
04 / 09 / 2009, 00 : 07 PM
جزاك الله تعالى كل الخير وزادك من فضله أخي الكريم محمد نصر على مرورك الطيب.

ابو قاسم الكبيسي
05 / 09 / 2009, 41 : 02 AM
((أللهم بارك لنا في رمضان وأجعل أيامه علينا من خير ألأيام))
((تقبل ألله منا ومنكم الصيام والقيام وجعلنا ممن تعتق
رقابهم في هذه ألأيام))

بارك الله فيك و جزاك الله خيرا أخي ******


أبو عادل

اللـهـم اغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
واجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
الــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .

أبو عادل
05 / 09 / 2009, 17 : 09 AM
جزاك الله كل الخير أخي الكريم ابو قاسم على مرورك الكريم واسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه وان يوفقك لكل فعل خير.