تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (ماذَا بعْدَ رمَضَان ؟ ) "وسَائِلُ مُقْتَرَحـةٌ للثَّباتِ على الطَاعَات"


طويلب علم مبتدئ
22 / 09 / 2009, 13 : 02 PM
الحمدُ للهِ وحدَه ، والصلاةُ والسلامُ على من لا نبيَ بعدَه ..

أمَّا بعدُ .

فإنَّ المُسلمَ فضلاً عن طالبِ العلم لتدعوهُ نفسُه في رمضانَ وغيرهِ للتزوُّدِ من الطاعاتِ ، والفناءِ في العباداتِ .. رحمةَ اللهِ يرجو ، والنجاةَ من أليمِ عقابهِ يطلبُ ، ومحبةَ اللهِ ينشُد .

النُّفوسُ في رمضانَ خُولِفت ، وفُطِمتْ عن بعضِ عوائِدها المشينةِ ـ والفِطامُ عن المألوفِ عسيرٌ ـ !


في هذه اللحظاتِ التي استقْبلْنَا فيها شهراً جديداً .. وودعْنا شهرَ السَّبْقِ والتنافس ، يجدُرُ بنا أن نحافظَ على بعضِ ما استفدنا منه ؛ رجاءَ أن نكونَ من العارفين بالله في كلِّ الشهور ، وتمسُّكاً بما ترَبَّتْ عليه النفسُ ؛ حتى لا نركنَ إلى الدَّعةِ فيتبلَّد الحسُّ ويصعبُ على النفسِ الرجوعُ ..

فالوَحَى الوَحى ؛ فالوقوفُ رجوعٌ !

* وهذهِ بعضُ الوسائلِ المعينة للثبات على الطاعات ؛ بل وللزيادة ، لا تَخضعُ لقانون مفصَّلٍ ، ولا لبرمجةٍ مُنظَّمة ؛ فالإنسانُ أعرفُ بما يناسبُه ، ويتلاءمُ مع إمكاناته وميوله .. ( والمُتَنفِّلُ أميرُ نَفْسهِ ) ..


أولاً : العباداتُ الرمضانيَّةُ المُقَيَّدة .


وأعني بذلك العباداتُ التي حثَّ عليها الشارعُ بإطلاقٍ ، وأوجبها في رمضانَ ، أو استحبَّها استحباباً شديداً يحُرمُ المُسلمُ إبان تركها من الخيرِ العظيمِ ..

وأصولُها أربعُ عباداتٍ :

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif العبادةُ الأُولى : الصِّـيامُ .

وهيَ عَصَبُ الشَّهْرِ ، ورُوحه .. الكلامُ عن عبادةِ السِّر ذُو تشعباتٍ مختفلةٌ ،
أعظمُ مقاصدِه : تحقيقُ التقوى .

والثباتُ على هذه العبادةِ يكونُ بالآتي :

سهُلَ الصيامُ في آخر الشهرِ ؛ لاعتياده .. فيحسنُ بالمُسلمِ المدوامةُ حتى تنقضي الأيامُ فيثقلُ بعد ذلك ..
وللمُسلمِ التَّخيرُ في الطريقةِ المناسبةِ بحيثُ لا يمرُّ عليه شهرٌ إلاّ وله منه نصيبٌ .

والصيامُ في غيرِ شهرِ رمضانَ ذُو فضلٍ عظيمٍ ، وأجرٍ جسيمٍ ، المحرومُ منهُ محرومٌ ؛ إذِ اليوم الواحد يُباعدُ عن النار سبعينَ خريفاً ، كما في مسلمٍ عن أبي سعيد http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif ـ فكيفَ بكثرةِ الصيام ـ ؟!

أما صيامُ ثلاثة أيامٍ ، فكصيامِ الدهر ـ كما لا يخفى ـ ، وهذا ثابتٌ في الصحيحين عن ابن عمروٍhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif .

أمّا السابقون السبَّاقون ، فلو بدأَ المسلمُ من غدٍ في صيامِ داودَ فلن يشقَ ذلك عليه .. والأولى التدرج ، والمُسلمُ أعلمُ بنفسه ..
والبّدءُ بصومِ يومٍ وإفطارِ يومين أدعى للخطوِ الجيَّد للحاقِ بركبِ السابقين بالخيرات .
وبهذه الطريقةِ ـ وإن صعُبَت في البَدء ؛ لندرةِ المنافسين ـ إلاَّ أنها ستُحولُ طالبَ العلمِ بعد زمنٍ إلى إلْفِ الصيامِ ، ولن يجدَ بُدّاً من مفارقته ، فينظِمُّ إلى قافلة العلماءِ ( الصُوَّام ) .

فإنْ كان لا يستطيعُ لغلبةِ الأشغالِ ونحو ذلك .. فلا يُغلب على صومِ القليلِ ولو يوماً واحداً .. فالغلبةُ حِرْمان !

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif العبادةُ الثانية : قِيامُ الليـلِ .

أجْمِل بشرفِ المؤمنِ ، وأحسن بعبادةَ المخلصين ..
ثناءُ الربِّ ، وصِدقُ العبدِ ، ونضارةُ الوجهِ ، وطريقُ الثبات !

كَمْ من طالبِ علمٍ راوحَ بين قديميه كثيراً أثناء التراويح ، لسانُ حالهِ وكثرةُ تفكيرهِ : كمْ ركعةٍ بقيتْ وننتهي ؟!! ـ مع حرصهِ الشديدِ على هذه العبادة ـ لأنه لم يتعرفْ إلى الله في الرخاءِ بالقيامِ على متنِ الشهور والأيامِ ، فجاءتِ الشِّدَّةُ فخُذِلْ .. وقد حفظَ ما حفظَ في فضلِ هذه العبادةِ ، لكنَّه أفنى لياليه بالنقاشات والمجادلات ، تحت غطاء : ( مذاكرةُ ساعةٍ أحبُّ إليَّ من قيامِ ليلة ) !
والله المستعان .

أخي الكريمَ : الآن الآن في في يومِ العيد ، قُمْ ، ولو بمقدار ( حلبِ الشاةِ ) ..
فرصةٌ للثباتِ ,, فالنُّفُوس متروِّضة ،، والهمم متوقدة .. فإذا أقبلتِ النَّفسُ فأحسنْ إليها ..

أما الحافظُ لكتابِ اللهِ ؛ فأمرُهُ متيسِّرُ لو أضاعَ لياليه فقد أضاعَ نفسَه ..

أما من يحفظُ مقداراً يسيراً ، فقمْ به ، ولو أن تتكرره كلَّ ليلةٍ ، فسيثبتُ حفظُك ، وسيُفتحُ لك في التأمل .

فلو كانَ يحفظُ جزءَ عمَّ فقط ، أو سورةَ الكهفِ أو مريم ....
فما المانع من أن يقومَ به كلَّ ليلة ؟

والتدرجُ ـ كما أسلفتُ ـ حسنٌ . ( والمتنفلُ أميرُ نفسه ) ..
أما من لا يصلي حتى الوترَ ، فأحسنَ اللهُ عزائَه !

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif العبادةُ الثالثةُ : العنايةُ بالقرآنِ ؛ حفظاً ، وتدبراً ، وتلاوةً ، ومطالعةٍ للتفاسيرِ ....

فليحافظُ المسلمُ على ما تعوّد ، ولو بالقليلِ الدائمِ ..

يقول ابن القيِّمِ ـ رحمهُ اللهُ ـ : ( ما أشدها من حسرة ، وأعظمها من غبنة ، على من أفنى أوقاته في طلب العلم ، ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن ، ولا باشر قلبَه أسرارُه ومعانيه ) !
بدائع الفوائد ( 1/201) .

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif العبادةُ الرابعةُ : الجُـوْد !

غفرَ الله لنا تقصيرنا ..

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبون http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif !

يُعوّدُ المسلمُ نفسَه على البذل والتضحيةِ والإيثار بعد هذا الشهر الفضيل ..

وانظر موضوعاً لأخي المسيطسر : هنـا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113460&highlight=%C7%E1%E4%D3%DD%ED)

تلكمْ ـ أحبتي في الله ـ عباداتٌ مطلقةٌ محبَّبةٌ لربِّ العالمين ، حَرِصْنَا عليها في شهر رمضانَ ، فليكنْ لنا منها في أيامنا أوفرُ الحظِّ والنصيب .

اللهمَّ لا تعذِّبْ قلباً دلَّ عليك ..
واغفر لي عملاً ادعيتُ أني أردتُ به وجهك ، فخالطَ قلبي ما علمتَ .

وللحديث تتمةٌ يسيرةٌ أُتبِعها ـ إن شاء اللهُ تعالى ـ
منقول

محمد نصر
22 / 09 / 2009, 34 : 02 PM
بارك الله فيكم اخي الكريم طويلب

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

أم نيره
22 / 09 / 2009, 49 : 03 PM
اسال الله ان يبارك فى عمرك ويحسن عملك ويرزقك العلم النافع والحكمة ويهديك الى الرشد والصواب ويبارك فى مجهودك الراقى القيم تقبل مروى
اختك فى الله أم نــــــــيره
http://up.ahlalalm.net/bild2/3zz16238.gif (http://up.ahlalalm.net/)
http://www.3deeel.com/vb/images/read1.gif

ابو قاسم الكبيسي
25 / 09 / 2009, 44 : 05 AM
بارك الله فيك أخي طويلب
جزاك الله خيرا وأثابك الجنة

ابو الوليد البتار
25 / 09 / 2009, 38 : 05 PM
اخي طويلب ..

اسال الله ان يبارك فى عمرك ويحسن عملك.. ويرزقك العلم النافع والحكمة.