تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معنى الخلود في النار .


أبو عادل
10 / 11 / 2009, 51 : 10 PM
http://img185.imageshack.us/img185/359/mnwa12li6.gif (http://img185.imageshack.us/img185/359/mnwa12li6.gif)


[/URL][URL="http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/10555.gif"]http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/10555.gif (http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/10555.gif)


قال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[1] وقال تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا[2] الآية أرجو من فضيلة الشيخ أن يذكر الجمع بين الآيتين الكريمتين؟

ليس هناك بحمد الله بينهما اختلاف، فالآية الأولى فيها بيانه سبحانه لعباده أن ما دون الشرك تحت مشيئته قد يغفره فضلاً منه سبحانه، وقد يعاقب من مات على معصية بقدر معصيته لانتهاكه حرمات الله ولتعاطيه ما يوجب غضب الله، أما المشرك فإنه لا يغفر له بل له النار مخلداً فيها أبد الآباد إذا مات على ذلك - نعوذ بالله من ذلك - وأما الآية الثانية: ففيها الوعيد لمن قتل نفساً بغير حق وأنه يعذب وأن الله يغضب عليه بذلك، ولهذا قال تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا[3] معنى ذلك: أن هذا هو جزاؤه إن جازاه سبحانه وهو مستحق لذلك وإن عفا سبحانه فهو أهل العفو وأهل المغفرة جل وعلا، وقد يعذب بما ذكر الله مدة من الزمن في النار ثم يخرجه الله من النار، وهذا الخلود خلود مؤقت، ليس كخلود الكفار، فإن الخلود خلودان: خلود دائم أبداً لا ينتهي، وهذا هو خلود الكفار في النار، كما قال الله سبحانه في شأنهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ[4] هكذا في سورة البقرة، وقال في سورة المائدة: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ[5] أما العصاة كقاتل النفس بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون، وهكذا أشباههم هم تحت مشيئة الله؛ كما قال سبحانه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[6]، فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها وهي توحيده وإخلاصهم لله وكونهم مسلمين، أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم. وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم، ثم يخرجون منها، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه يشفع للعصاة من أمته، وأن الله يحد له حداً في ذلك عدة مرات، يشفع ويخرج جماعة بإذن الله، ثم يعود فيشفع، ثم يعود فيشفع، ثم يعود فيشفع عليه الصلاة والسلام "أربع مرات".

وهكذا الملائكة وهكذا المؤمنون وهكذا الأفراط كلهم يشفعون ويخرج الله سبحانه من النار بشفاعتهم من شاء سبحانه وتعالى، ويبقي في النار بقية من العصاة من أهل التوحيد والإسلام فيخرجهم الرب سبحانه بفضله ورحمته بدون شفاعة أحد، ولا يبقى في النار إلا من حكم عليه القرآن بالخلود الأبدي وهم الكفار. وبهذا تعلم السائلة الجمع بين الآيتين وما جاء في معناهما من النصوص، وأن أحاديث الوعد بالجنة لمن مات على الإسلام على عمومها إلا من أراد الله تعذيبه بمعصيته، فهو سبحانه الحكيم العدل في ذلك يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد جل وعلا. ومنهم من لا يعذب فضلاً من الله لأسباب كثيرة من أعمال صالحة ومن شفاعة الشفعاء، وفوق ذلك رحمته وفضله سبحانه وتعالى.


الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ.

1] سورة النساء الآية 48.

[2] سورة النساء الآية 93.

[3] سورة النساء الآية 93.

محمد نصر
11 / 11 / 2009, 06 : 02 AM
بارك الله فيكم اخونا الكريم ابو عادل

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

أبو عادل
11 / 11 / 2009, 38 : 11 AM
جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك وأورثك الفردوس الأعلى على مرورك الكريم أخي الكريم محمد نصر.

أم نيره
12 / 11 / 2009, 43 : 06 PM
بارك الله فيك أخى الكريم وأسأل الله لك كل خير
وربنا يجملك بالصحة والعافية ويرزقك خير الدارين
ويثبتك على حُسن الايمان والطاعة لك كل الشكر والتقدير

أبو عادل
13 / 11 / 2009, 25 : 11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله عنا كل الخير وبارك الله فيك أختي الكريمة أم نيرة على مرورك الكريم.

شريف حمدان
09 / 07 / 2010, 44 : 07 AM
اتاك الله حسن الثواب فى الدنيا والاخرة
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
اخي الكريم
ابو عادل

أبو عادل
23 / 07 / 2010, 49 : 12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم


بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أخي الكريم شريف حمدان على مرورك الطيب.


وفقنا الله لما يحب ويرضى.