المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاطر الثناء على العلماء 000


ابو قاسم الكبيسي
14 / 11 / 2009, 33 : 10 PM
بسم ألله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته


الحمد لله الذي رفع أهل العلم والإ يمان درجات ، والصلاة والسلام على أزكى الخلق وأشرف البريات نبينا محمد وعلى آ له وصحبه أولي الفضائل والكرامات ، أما بعد:

فلقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ،
والهدى: العلم النافع .
ودين الحق : العمل الصالح ،
فبلغ الرسالة وأدى الأمانة حتى اختاره ربه تبارك وتعالى ثم هيأ الله من بعده من يحمل العلم وينشره فأتى الله بعلماء الشرع وأئمة الدين
فكانوا للأمة سادة ،
وللخير قادة ينتهى إلى أقوالهم ،
ويقتدى بأفعالهم ويؤتم بطريقتهم
ويهتدى بسيرتهم
فنشر الله لهم ألوية الثناء بين العالمين ،
وجعل لهم لسان صدق في الآخرين ،
وأحيا ذكرهم وإن كانوا في الأموات معدودين ،
فهم كالشمس للدنيا ، وكالنجم للتائه ، وكالغيث للأرض
ومع كل هذا نرى من يهون من شأنهم ويقلل من أهميتهم ، وينقص من قدرهم عن جهلٍ أوهوى ، والله جل وعلا أراد شيئأ غير ذلك فرفع شأ نهم وزكاهم فقال :
( إنما يخشى الله من عباده العلماء)
فخصهم الله بالخشية لأنهم أعرف الناس به ، وكلما كان العبد بربه أعرف كان له أرجى ومنه أخوف فليتق الله أناس يصطادون في الماء العكر بحثاًعن الزلات ،
وتتبعاً للعثرات يريدون أن يفقد الناس الثقة بعلماء المسلمين فإذا حصل ذلك فمن يقود الأمة؟
ومن يرجع إليه في الفتاوى والأحكام؟
فليعلم من في قلبه إيمان أن أعز شئٍ في الأمة هم العلماء فلا يجوز تنقصهم أواتهامهم بالجهل والمداهنة .
وكما قال الشاعر :
( علماء الدين يا ملح البلد..... مايصلح الزاد إذا الملح فسد)

فإذا كانت الغيبة والسخرية حرامٌ في المسلمين فالإثم أشد إن كان في العلماء ؛
لأن جرح العالم ليس جرحا شخصياً ولكنة جرحٌ بليغ الأثر يتعدى الحدود الشخصية إلى رد ما يحمله العالم من الحق ،
وهذا مناقض للنصوص الشرعية الواردة بالأمر بمراجعتهم وسؤالهم عما يشكل على الإنسان قال تعالى:
(فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
ولايعني ذلك أن العلماء معصومون وأنهم لايخطئون ،
بل هم بشرٌ يعتريهم ما يعتري الإنسان من الخطأ والزلل ,
ولكن ليس العلاج بالتشهير والتعيير في المجالس أو الصحف والمنتديات ,
قال تعالى:
(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليمٌ في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) .
والعلاج يكون بالنصيحة فانصح للعالم إذا رأيته زل أو أخطأ فإن العلماء صدورهم رحبة لسماع أي نصيحة ومشورة
والواقع شاهد بذلك ومن جرب وجد مصداق القول فينبغي أن نعطي علماءنا حقهم ,
ونعرف لهم قدرهم , وفضلهم ,
وننزل كلاً منهم منزلته اللائقة به فإذا تقرر هذا فليعلم أن الشريعة حفظت للعلماء حقوقهم ، وأرست أحكاماً في التعامل معهم سنذكر طرفاً منها ؛
معونةً للعاقل ، وتذكرةً للغافل ، وتعليماً للجاهل ، وتنبيهاً للذاهل.
وهي أشهر من أن تذكر .
لكن كما قيل :
(الحق شمسٌ والعيون نواظر ... ولكنها تخفى على العميان).

ومما ورد في حقوقهم والتعامل معهم مايلي :
1- سؤالهم واستفتائهم لمعرفة دين الله عزوجل ,
قال تعالى :
( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) .
قال السعدي رحمة الله:
(وعموم هذه الآية فيها مدح أهل العلم وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لايعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمنه تعديلٌ لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم...)
2- طاعتهم في غير معصية الله, فهم داخلون ضمن ولاة الأمور الذين أمر الله بطاعتهم في غير معصية فإن ولاة الأمر:
هم الأمراءوالعلماء كما نص على ذلك غير واحدمن أئمة التفسير والتحقيق ومن آخرمن قال بذلك الإمام ابن باز رحمه الله.
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
وولاية أهل العلم في بيان شريعة الله تعالى ودعوة الناس إليها،
وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله تعالى وإالزام الناس بها.
3- الركون إليهم، والرد لهم حال النوازل المدلهمة، والحوادث الملمة :
قال تعالى :
( وإذاجاءهم أمرمن الأمن أوالخوف أذاعوا به ولوردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ...... الآية)
4- موالاتهم ومحبتهم، والأدب معهم في مجالستهم ،وسؤ الهم ومحاورتهم ,
قال صلى الله عليه وسلم :
(ليس منامن لم يجل كبيرنا , ويرحم صغيرنا , ويعرف لعالمنا حقه)
رواه أحمد والحاكم.
وكل هذا من مكارم الأخلاق ، وقد ثبت عنه قال صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
5- عدم استحلا ل عرض أحدهم إذاأخطأ خطأً مغفوراً له فيه، وهو مجتهد، وإحسان الظن
بهم؛ لأن العالم يتصرف ويقول بمايراه الأصلح ،وإذاكان حسن الظن مطلوباً مع عموم المسلمين فهومع العلماء من باب أولى .
قال صلى الله عليه وسلم :
(إذاحكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذاحكم الحاكم فاجتهد فأخطأ فله أجر)
متفق عليه
6-التعاون معهم، والنصح لهم .
قال تعالى :
(وتعاونواعلى البر والتقوى)
والدعاءلهم لما يحملونه من علم يبلغونه ويعملون به
*وهذا غيض من فيض حقوقهم التى حفظها الشرع لهم .
وهنا أهمس همسة في أسماع شبابنا ,
فيا شباب الأمة وعمادها، يامن عليكم بعد الله المعتمد والمستند ،
هؤلاءعلماؤكم بينكم فتحوا قلوبهم لكم قبل بيوتهم ومساجدهم ومكاتبهم , انهلوامن معين علمهم فإنكم على منهل عذب ومورد زلال
(وفي طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل ) ولازموهم قبل أن يقع الأمر، وهوسنة ماضية كما جاء في الحديث
(إن الله لايقبض العلم انتزاعاً من صدور العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغيرعلم فضلواوأضلوا)
رواه الشيخان.
وأختم بحديث عظيم من تدبره عرف قدر أهل العلم، وأن الشرع يريد لهم
غيرمايكنه بعض الحاقدين عليهم
قال صلى الله عليه وسلم
(وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر)
رواه أحمد




هذا وأسأل الله أن يوفق ولاة أمرنا وعلماءنا وجميع المسلمين لكل خير وصلى الله على نبينا محمد و الحمدلله رب العالمين.

كتبه/
سلمان بن عبدالله الحران العنزي

ثائر الكبيسي
17 / 11 / 2009, 38 : 01 AM
( علماء الدين يا ملح البلد..... مايصلح الزاد إذا الملح فسد)


جزاك الله خيرا اخي ******

محمد نصر
17 / 11 / 2009, 40 : 01 AM
بارك الله فيكم اخي ****** ابو قاسم علي هذا الموضوع الطييب

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

ابو قاسم الكبيسي
17 / 11 / 2009, 59 : 02 PM
( علماء الدين يا ملح البلد..... مايصلح الزاد إذا الملح فسد)



جزاك الله خيرا اخي ******






http://shakwmakw.com/upload//uploads/images/shakwmakw-6ba92cd240.gif

ابو قاسم الكبيسي
17 / 11 / 2009, 05 : 04 PM
بارك الله فيكم اخي ****** ابو قاسم علي هذا الموضوع الطييب

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا



http://shakwmakw.com/upload//uploads/images/shakwmakw-6ba92cd240.gif

شريف حمدان
14 / 10 / 2010, 21 : 09 PM
اكرمك الله وجزاك الله خيرا

ابو قاسم الكبيسي
16 / 10 / 2010, 02 : 06 AM
((تقبل الله منا ومنكم صالح ألأعمال))



بارك الله فيك وجزاك الله خيراً
أللـهـم إغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس ألأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـاباً فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
ألــلـهــم
آمـــــــيــــــــن. .