ابو قاسم الكبيسي
08 / 01 / 2010, 02 : 09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
خطبة بعنوان
أم الفواحش
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق الإنسان ، وعلمه البيان ، وزينه بالعقل وشرفه بالإيمان ، وميّزه بالعقل واللسان ، عن سائر الحيوان ,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالخير والإحسان ، ونهاناعن الفسوق والعصيان وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، المبعوث بالحجة البالغة وحسن البيان,
أللهم فصلّ وسلم على سيدنا محمد ، قائد الغر المحجلين إلى الجنان ، والآخذ بحجز الناسوهم يتهافتون في النيران ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أولي العرفان ,
أمابعد :
فيا أيها المسلمون ، بعض المجتمعات ، فشت فيهم المنكرات , وظهرت بينهمالموبقات ، ومن أخبثها وأقبحها ، شرب المسكرات , وتعاطي المخدرات , والتي عمّشرها ، وتتطاير شررها ، وطمّ ضررها ، وأغرق بحرها ، وفشا شربها ، في سائر الأقطاروالبلدان ،
ولقد كان الأوائل يستنكرون شرب الدخان , ويرونه فسقاً وإتباعاً للشيطان ,
واليوم تجرّأ بعض من لا خلاق له ، فصار يشرب الخمر مغتراً بها ، منبسطاً إليها ، والله جل وعلا ما حرم علينا الخمر إلا لما فيها من الخطر ، وما منعنا من شربها إلا لما يترتبعلى ذلك من الضرر ,
نعم أيها المؤمنون :
الخمر محرمة بنص الكتاب والسنة ، وعلى ذلكإجماع الأمة ، بل اتفقت على ذلك , الفطر الصافية ، والعقول السليمة ,
يقول جل وعلا :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
المائدة90,
و صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال
(( كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام ))
و صحّ عنه أيضاً
(( كل شراب أسكر فهو حرام ))
و صحّ عنه أيضاً
(( ما أسكر كثيره فقليله حرام ))
ولما نزل تحريم الخمر مطلقاً ,
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تراق في الأسواق وتكسّر أوانيها ، فأريقت حتى جرت في سكك المدينة ، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }
المائدة91 ,
قال الصحابة :
انتهينا يا رب ، انتهينا يا رب...
والمقصود بالخمر ، هو كل ما خامر العقل وغطاه , سواء أكان رطباً أم يابساً , مأكولاً أم مشروباً ، ومن أشنعها وأخطرها , شرب الحشيش والأفيون .
و الكوكائين ، والحبوب الحمراءوالبيضاء والصفراء ، وشرب الويسكي , أسوده وأحمره و أصفره وأبيضه ، بجميع نسبه وأسمائه ، والتي ينقلب شاربها ومدمنها إلى حيوان كاسر , وشيطان مريد ،
أيها المسلمون:
الخمر عظيمة المضار ، جسيمة الأخطار ، تصد عن ذكر الله ، وعن الصلاة ، وعن بيوت الله ، توقع السكّير في الكفر والسب واللعن , يكفر بالله ، ويترك الصلاة ، يسب القرآن ومن جاء بالقرآن , يسب الدين ، ويلعن المسلمين ، يفطر رمضان ، ويقترف الآثام , يقتل الأبرياء ولايبالي ، ينتهك الأعراض بالزنا واللواط ,إنها تذهب الغيرة والحياء ، وتورث الخزي والندامة ، إنها شراب مسموم , تسبب لصاحبها الموت البطيء ، تضعف القوة العقلية لديه , كثيراً ما تؤدي بشاربها إذا أدمن عليها إلى الجنون , وولد السكّير , يكون واهن الجسم ، ضعيف الإدراك ، وقد يكون لديه ميل للإجرام , وهكذا أحفاده أشد ضعفاً وأقل عقلاً ، ناهيك عن إفساد المعدة ، ومرض الصدر ، وتلَف الكبد والكلى , وفقد شهوة الطعام , وامتقاع اللون ، وعظم البطن ، وجحوظ العينين ، إنها توقع العداوة والبغضاء ، وتجعل صاحبها مهيناً ذليلاً حقيراً في أعين الناس , إنها متلفة للمال , والعجب أنها تباع بأغلى الأثمان , إنها وخيمة العواقب ، فلقد أجبرت بعض ضعاف النفوس على السرقة والسطو, وبيع الأعراض , فكم أفقرت من غني ، وكم أذلّت من عزيز , كم وضعت من شريف , كم ورّثت من حسرة , كم أجرت من عبرة ، كم سلبت من نعمة ، كم ***ت من نقمة , كم أوقعت في بليّة , كم عجّلت من منية , كم فرّقت بين رجل وزوجه , كم من حوادث السيارات وقعت , كم من الموتى والقتلى خلّفت , كم من الخطف والسلب سجلت ,
قال بعض الأطباء اقفلوا الحانات ، أضمن لكم الاستغناء عن نصف المستشفيات ,
وقد أظهرت آخر الإحصائيات الأمنية أن المسكرات والمخدرات تمثل الصدارة والمرتبة الأولى بنسبة 95% من الجرائم والوقائع المحرمة , فأي خير وأي نفع يرجى من شراب لعنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ,
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد قال عنه
(( الخمر أم الخبائث))
وصحّ عنه أيضاً
(( الخمر أم الفواحش , وأكبر الكبائر ، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته ))
وصحّ عنه أيضاً
(( لا تشربوا الخمر , فإنها مفتاح كل شر ))
والواقع يصدق ذلك ويؤكده ،
وهذه قصة لسكير دخل بيته ثملاً نشواناً ، فوجد أمه الطاعنة في السن , قد احدودب ظهرها , وشاب شعرها ، تُعدّ له طعاما ً، وتخبز له خبزاً على الفرن ، رآها وقد انحنت على التنور , فقام بقذفها في التنور , فاحترقت وتفحمت ,
فلما أفاق من سكره,إذا هو قد ارتكب أبشع جريمة ألا وهي قتل أمه ,
وآخر يصحو من عربدته , فإذا هو قدطلق زوجته , وآخر يفيق من شره وبلائه ، وإذا أهله وأهل زوجته محيطون به , يردّونه عن هتك عرض إحدى بناته ,
أيها الأحباب :
إنهم عشرة لعنهم الله وطردهم من رحمته , وتوعدهم بعقوبته , صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( لعن الله الخمر وشاربهاوساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها))
أتدرون لماذا ؟
لأنهم شركاء في الجريمة , وقد تآمروا على نشر الرذيلة , وإن تعجب,فعجب ممن يجالس السكيرين والخمارين ،
والرسول صلى الله عليه وسلم
فيما صحّ عنه قال :
((إن من أشراط الساعة أن يشرب الخمر ويظهر الزنا))
وصحّ عنه أيضاً
((يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها , يُعزف على رؤوسهم بالمعازف والقينات ، يخسف الله بهم الأرض , ويجعل منهم القردة والخنازير )) ،
وصدق صلوات الله وسلامه عليه ، فكم في زمانناهذا , من الفنادق والاستراحات والمزارع والمنتجعات , تُدار فيها الخمور والمخدرات,وكذا يقدم بعضهم لبعض كؤوس الراح , في ولائم الأعراس والأفراح ، يضربون الكؤوس ، حتىتتصدّع الرؤوس ، تُعزف عليهم الموسيقى ، وتنبح لهم المغنيات ، وترقص لهم الباغيات ،
فالويل لهم ، ولعنة الله ورسوله عليهم ،
كما لعنهم ، عجباً لشارب الخمر ، كيف يزعم الإيمان ، وهو يتجرع الخمر بالكيسان ، صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
(( ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ))
عجباً لمدمن الخمر، كيف يرضى لنفسه أن يكون كعابد وثن ، صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( شارب الخمر كعابد وثن وشارب الخمر كعابد اللات والعزى ))
وصحّ عنه أيضاً:
(( من مات وهو مدمن خمر، لقي الله وهو كعابد وثن ))
عجباً لمدمن الخمر ، كيف يبيع نصيبه من الجنة الخالدة بكأس خمر نجسة زائلة ،
صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( لا يدخل الجنة مدمن خمر ))
عجباً لمدمن الخمر ، هل تحتمل نفسه طينة الخبال أو ردغة الخبال يوم القيامة ، التي هي شراب من شرب الخمر ومات من غير توبة منه ، صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( ..وإن على الله لعهداً لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينةالخبال ))
وفي لفظ
(( سقاه من نهر الخبال , قيل: وما طينة الخبال ، قال : عرق أهل النار ، أو عصارة أهل النار ))
عجباً لشارب الخمر ، كيف يدمنها ، وهو متوعد بأن يُحرم منها في الآخرة ، صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( من شرب الخمر في الدنيا ، ثم لم يتب منها ، حُرمها في الآخرة))
وفي لفظ
((لم يشربها في الآخرة)) .
جعلني الله وإياكم من إذاخُوِّف بالله نَدِم وخاف ، ورزقني وإياكم من الإنابة والإنصاف ، ما يُلحقنا بصالح الأسلاف . أحسن الله لنا ولكم الختام ، وأدخلنا جنته بسلام ، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب وخطيئة ، فاستغفروه وتوبوا إليه .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العزة والجلال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال ،
وأشهد أن سيدنا ونبينامحمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه ، خير صحب وأفضل آل .
أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الخمر بأنواعها , تيار من الخراب جارف , وبلاء من الهوان ماحِق , فلنتعاون جميعاً على حربها ، وعلى إزالتها ،
قال تعالى :
{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }
المائدة2 ,
يجب علينا جميعاًمناصحة شُرّابها بالتي هي أحسن , وعلينا مساعدتهم بشتى الوسائل ليقلعوا عنها , ولايجوز السكوت عنهم , ومن عجز عن ذلك , فواجب عليه تبليغ الجهات المسؤولة عن ذلك,فهي داء خطير , وبلاء مستطير , ينخر في المجتمعات حتى يهلكها ,
أللهم اهدِ ضال المسلمين , اللهم وفقه للتوبة النصوح , اللهم إنا نسألك العفو والعافية , والسلامةمن كل بلاء وفاحشة , اللهم أصلح فساد قلوبنا , وتجاوز عن إسرافنا , واغفر لناذنوبنا , وكفر عنا سيئاتنا .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك ، محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن أصحابه العشرة , وعن سائر أصحابه أجمعين , وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين , اللهم أذل الشرك والمشركين , اللهم دمر أعداء الدين , اللهم انج المستضعفين من المسلمين والمسلمات , اللهم انصرالمجاهدين في سبيلك ، اللهم آمنا في دورنا , وأصلح ولاة أمورنا , ربنا آتنا فيالدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
خطبة بعنوان
أم الفواحش
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق الإنسان ، وعلمه البيان ، وزينه بالعقل وشرفه بالإيمان ، وميّزه بالعقل واللسان ، عن سائر الحيوان ,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالخير والإحسان ، ونهاناعن الفسوق والعصيان وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، المبعوث بالحجة البالغة وحسن البيان,
أللهم فصلّ وسلم على سيدنا محمد ، قائد الغر المحجلين إلى الجنان ، والآخذ بحجز الناسوهم يتهافتون في النيران ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أولي العرفان ,
أمابعد :
فيا أيها المسلمون ، بعض المجتمعات ، فشت فيهم المنكرات , وظهرت بينهمالموبقات ، ومن أخبثها وأقبحها ، شرب المسكرات , وتعاطي المخدرات , والتي عمّشرها ، وتتطاير شررها ، وطمّ ضررها ، وأغرق بحرها ، وفشا شربها ، في سائر الأقطاروالبلدان ،
ولقد كان الأوائل يستنكرون شرب الدخان , ويرونه فسقاً وإتباعاً للشيطان ,
واليوم تجرّأ بعض من لا خلاق له ، فصار يشرب الخمر مغتراً بها ، منبسطاً إليها ، والله جل وعلا ما حرم علينا الخمر إلا لما فيها من الخطر ، وما منعنا من شربها إلا لما يترتبعلى ذلك من الضرر ,
نعم أيها المؤمنون :
الخمر محرمة بنص الكتاب والسنة ، وعلى ذلكإجماع الأمة ، بل اتفقت على ذلك , الفطر الصافية ، والعقول السليمة ,
يقول جل وعلا :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
المائدة90,
و صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال
(( كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام ))
و صحّ عنه أيضاً
(( كل شراب أسكر فهو حرام ))
و صحّ عنه أيضاً
(( ما أسكر كثيره فقليله حرام ))
ولما نزل تحريم الخمر مطلقاً ,
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تراق في الأسواق وتكسّر أوانيها ، فأريقت حتى جرت في سكك المدينة ، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }
المائدة91 ,
قال الصحابة :
انتهينا يا رب ، انتهينا يا رب...
والمقصود بالخمر ، هو كل ما خامر العقل وغطاه , سواء أكان رطباً أم يابساً , مأكولاً أم مشروباً ، ومن أشنعها وأخطرها , شرب الحشيش والأفيون .
و الكوكائين ، والحبوب الحمراءوالبيضاء والصفراء ، وشرب الويسكي , أسوده وأحمره و أصفره وأبيضه ، بجميع نسبه وأسمائه ، والتي ينقلب شاربها ومدمنها إلى حيوان كاسر , وشيطان مريد ،
أيها المسلمون:
الخمر عظيمة المضار ، جسيمة الأخطار ، تصد عن ذكر الله ، وعن الصلاة ، وعن بيوت الله ، توقع السكّير في الكفر والسب واللعن , يكفر بالله ، ويترك الصلاة ، يسب القرآن ومن جاء بالقرآن , يسب الدين ، ويلعن المسلمين ، يفطر رمضان ، ويقترف الآثام , يقتل الأبرياء ولايبالي ، ينتهك الأعراض بالزنا واللواط ,إنها تذهب الغيرة والحياء ، وتورث الخزي والندامة ، إنها شراب مسموم , تسبب لصاحبها الموت البطيء ، تضعف القوة العقلية لديه , كثيراً ما تؤدي بشاربها إذا أدمن عليها إلى الجنون , وولد السكّير , يكون واهن الجسم ، ضعيف الإدراك ، وقد يكون لديه ميل للإجرام , وهكذا أحفاده أشد ضعفاً وأقل عقلاً ، ناهيك عن إفساد المعدة ، ومرض الصدر ، وتلَف الكبد والكلى , وفقد شهوة الطعام , وامتقاع اللون ، وعظم البطن ، وجحوظ العينين ، إنها توقع العداوة والبغضاء ، وتجعل صاحبها مهيناً ذليلاً حقيراً في أعين الناس , إنها متلفة للمال , والعجب أنها تباع بأغلى الأثمان , إنها وخيمة العواقب ، فلقد أجبرت بعض ضعاف النفوس على السرقة والسطو, وبيع الأعراض , فكم أفقرت من غني ، وكم أذلّت من عزيز , كم وضعت من شريف , كم ورّثت من حسرة , كم أجرت من عبرة ، كم سلبت من نعمة ، كم ***ت من نقمة , كم أوقعت في بليّة , كم عجّلت من منية , كم فرّقت بين رجل وزوجه , كم من حوادث السيارات وقعت , كم من الموتى والقتلى خلّفت , كم من الخطف والسلب سجلت ,
قال بعض الأطباء اقفلوا الحانات ، أضمن لكم الاستغناء عن نصف المستشفيات ,
وقد أظهرت آخر الإحصائيات الأمنية أن المسكرات والمخدرات تمثل الصدارة والمرتبة الأولى بنسبة 95% من الجرائم والوقائع المحرمة , فأي خير وأي نفع يرجى من شراب لعنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ,
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد قال عنه
(( الخمر أم الخبائث))
وصحّ عنه أيضاً
(( الخمر أم الفواحش , وأكبر الكبائر ، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته ))
وصحّ عنه أيضاً
(( لا تشربوا الخمر , فإنها مفتاح كل شر ))
والواقع يصدق ذلك ويؤكده ،
وهذه قصة لسكير دخل بيته ثملاً نشواناً ، فوجد أمه الطاعنة في السن , قد احدودب ظهرها , وشاب شعرها ، تُعدّ له طعاما ً، وتخبز له خبزاً على الفرن ، رآها وقد انحنت على التنور , فقام بقذفها في التنور , فاحترقت وتفحمت ,
فلما أفاق من سكره,إذا هو قد ارتكب أبشع جريمة ألا وهي قتل أمه ,
وآخر يصحو من عربدته , فإذا هو قدطلق زوجته , وآخر يفيق من شره وبلائه ، وإذا أهله وأهل زوجته محيطون به , يردّونه عن هتك عرض إحدى بناته ,
أيها الأحباب :
إنهم عشرة لعنهم الله وطردهم من رحمته , وتوعدهم بعقوبته , صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( لعن الله الخمر وشاربهاوساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها))
أتدرون لماذا ؟
لأنهم شركاء في الجريمة , وقد تآمروا على نشر الرذيلة , وإن تعجب,فعجب ممن يجالس السكيرين والخمارين ،
والرسول صلى الله عليه وسلم
فيما صحّ عنه قال :
((إن من أشراط الساعة أن يشرب الخمر ويظهر الزنا))
وصحّ عنه أيضاً
((يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها , يُعزف على رؤوسهم بالمعازف والقينات ، يخسف الله بهم الأرض , ويجعل منهم القردة والخنازير )) ،
وصدق صلوات الله وسلامه عليه ، فكم في زمانناهذا , من الفنادق والاستراحات والمزارع والمنتجعات , تُدار فيها الخمور والمخدرات,وكذا يقدم بعضهم لبعض كؤوس الراح , في ولائم الأعراس والأفراح ، يضربون الكؤوس ، حتىتتصدّع الرؤوس ، تُعزف عليهم الموسيقى ، وتنبح لهم المغنيات ، وترقص لهم الباغيات ،
فالويل لهم ، ولعنة الله ورسوله عليهم ،
كما لعنهم ، عجباً لشارب الخمر ، كيف يزعم الإيمان ، وهو يتجرع الخمر بالكيسان ، صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
(( ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ))
عجباً لمدمن الخمر، كيف يرضى لنفسه أن يكون كعابد وثن ، صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( شارب الخمر كعابد وثن وشارب الخمر كعابد اللات والعزى ))
وصحّ عنه أيضاً:
(( من مات وهو مدمن خمر، لقي الله وهو كعابد وثن ))
عجباً لمدمن الخمر ، كيف يبيع نصيبه من الجنة الخالدة بكأس خمر نجسة زائلة ،
صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( لا يدخل الجنة مدمن خمر ))
عجباً لمدمن الخمر ، هل تحتمل نفسه طينة الخبال أو ردغة الخبال يوم القيامة ، التي هي شراب من شرب الخمر ومات من غير توبة منه ، صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( ..وإن على الله لعهداً لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينةالخبال ))
وفي لفظ
(( سقاه من نهر الخبال , قيل: وما طينة الخبال ، قال : عرق أهل النار ، أو عصارة أهل النار ))
عجباً لشارب الخمر ، كيف يدمنها ، وهو متوعد بأن يُحرم منها في الآخرة ، صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( من شرب الخمر في الدنيا ، ثم لم يتب منها ، حُرمها في الآخرة))
وفي لفظ
((لم يشربها في الآخرة)) .
جعلني الله وإياكم من إذاخُوِّف بالله نَدِم وخاف ، ورزقني وإياكم من الإنابة والإنصاف ، ما يُلحقنا بصالح الأسلاف . أحسن الله لنا ولكم الختام ، وأدخلنا جنته بسلام ، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب وخطيئة ، فاستغفروه وتوبوا إليه .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العزة والجلال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال ،
وأشهد أن سيدنا ونبينامحمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه ، خير صحب وأفضل آل .
أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الخمر بأنواعها , تيار من الخراب جارف , وبلاء من الهوان ماحِق , فلنتعاون جميعاً على حربها ، وعلى إزالتها ،
قال تعالى :
{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }
المائدة2 ,
يجب علينا جميعاًمناصحة شُرّابها بالتي هي أحسن , وعلينا مساعدتهم بشتى الوسائل ليقلعوا عنها , ولايجوز السكوت عنهم , ومن عجز عن ذلك , فواجب عليه تبليغ الجهات المسؤولة عن ذلك,فهي داء خطير , وبلاء مستطير , ينخر في المجتمعات حتى يهلكها ,
أللهم اهدِ ضال المسلمين , اللهم وفقه للتوبة النصوح , اللهم إنا نسألك العفو والعافية , والسلامةمن كل بلاء وفاحشة , اللهم أصلح فساد قلوبنا , وتجاوز عن إسرافنا , واغفر لناذنوبنا , وكفر عنا سيئاتنا .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك ، محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن أصحابه العشرة , وعن سائر أصحابه أجمعين , وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين , اللهم أذل الشرك والمشركين , اللهم دمر أعداء الدين , اللهم انج المستضعفين من المسلمين والمسلمات , اللهم انصرالمجاهدين في سبيلك ، اللهم آمنا في دورنا , وأصلح ولاة أمورنا , ربنا آتنا فيالدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.