طويلب علم مبتدئ
20 / 01 / 2010, 56 : 07 PM
هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم »
عن مصعب بن سعد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم » .
رواه البخاري .
فهذا الحديث فيه :
أنه لا ينبغي للأقوياء القادرين أن يستهينوا بالضعفاء
العاجزين ،
لا في أمور الجهاد والنصرة ،
ولا في أمور الرزق وعجزهم عن الكسب .
بين الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه قد يحدث النصر على الأعداء
وبسط الرزق بأسباب الضعفاء ،
بتوجههم ودعائهم ،
واستنصارهم واسترزاقهم .
وذلك : أن الأسباب التي تحصل بها المقاصد نوعان .
نوع يشاهد بالحس
وهو القوة بالشجاعة القولية والفعلية ،
وبحصول الغنى والقدرة على الكسب .
وهذا النوع هو الذي يغلب على قلوب أكثر الخلق ،
ويعلقون به حصول النصر والرزق ،
حتى وصلت الحال بكثير من أهل الجاهلية
أن يقتلوا أولادهم خشية الفقر ،
ووصلت بغيرهم إلى أن يتضجروا بعوائلهم
الذين عدم كسبهم ، وفقدت قوتهم ،
وهذا كله قصر نظر ،
وضعف إيمان ،
وقلة ثقة بوعد الله وكفايته ،
ونظر للأمور على غير حقيقتها .
النوع الثاني : أسباب معنوية
وهي قوة التوكل على الله في حصول المطالب
الدينية والدنيوية ،
وكمال الثقة به ،
وقوة التوجه إليه والطلب منه .
وهذه الأمور تقوي جدا من الضعفاء العاجزين
الذين ألجأتهم الضرورة إلى أن يعلموا حق العلم ،
أن كفايتهم ورزقهم ونصرهم من عند الله ،
وأنهم في غاية العجز . فانكسرت قلوبهم ،
وتوجهت إلى الله ،
فأنزل لهم من نصره ورزقه - من دفع المكاره ،
و*** المنافع - ما لا يدركه القادرون .
ويسر للقادرين بسببهم من الرزق ما لم يكن لهم
في حساب ؛
فإن الله جعل لكل أحد رزقا مقدرا .
وقد جعل أرزاق هؤلاء العاجزين على يد القادرين ،
وأعان القادرين على ذلك ،
وخصوصا من قويت ثقتهم بالله ،
واطمأنت نفوسهم لثوابه فإن الله يفتح لهؤلاء من أسباب
النصر والرزق ما لم يكن لهم ببال ،
ولا دار لهم في خيال .
فكم من إنسان كان رزقه مقترا ،
فلما كثرت عائلته والمتعلقون به ،
وسع الله له الرزق من جهات
وأسباب شرعية قدرية إلهية .
ومن جهة وعد الله الذي لا يخلف :
{ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ }
[ سبأ : 39 ]
ومن جهة : دعاء الملائكة كل صباح يوم :
« اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلقا » .
ومن جهة أن أرزاق هؤلاء الضعفاء توجهت إلى من قام
بهم ، وكانت على يده .
ومن جهة أن يد المعطي هي العليا من جميع الوجوه .
ومن جهة أن المعونة من الله تأتي على قدر المؤنة ،
وأن البركة تشارك كل ما كان لوجهه ، ومرادا به ثوابه .
ولهذا نقول :
ومن جهة إخلاص العبد لله ،
وتقربه إليه بقلبه ولسانه ويده ، كلما أنفق ،
توجه إلى الله وتقرب إليه .
وما كان له فهو مبارك .
ومن جهة قوة التوكل ، وثقة المنفق ،
وطمعه في فضل الله وبره .
والطمع والرجاء من أكبر الأسباب لحصول المطلوب .
ومن جهة دعاء المستضعفين المنفق عليهم ،
فإنهم يدعون الله - إن قاموا وقعدوا ،
وفي كل أحوالهم - لمن قام بكفايتهم .
والدعاء سبب قوي :
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
[غافر : 60 ]
وكل هذا مجرب مشاهد ، فتبا للمحرومين ،
وما أجل ربح الموفقين ،
والله أعلم .
بهجة قلوب الأبرارللعلامة السعدي رحمه الله
عن مصعب بن سعد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم » .
رواه البخاري .
فهذا الحديث فيه :
أنه لا ينبغي للأقوياء القادرين أن يستهينوا بالضعفاء
العاجزين ،
لا في أمور الجهاد والنصرة ،
ولا في أمور الرزق وعجزهم عن الكسب .
بين الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه قد يحدث النصر على الأعداء
وبسط الرزق بأسباب الضعفاء ،
بتوجههم ودعائهم ،
واستنصارهم واسترزاقهم .
وذلك : أن الأسباب التي تحصل بها المقاصد نوعان .
نوع يشاهد بالحس
وهو القوة بالشجاعة القولية والفعلية ،
وبحصول الغنى والقدرة على الكسب .
وهذا النوع هو الذي يغلب على قلوب أكثر الخلق ،
ويعلقون به حصول النصر والرزق ،
حتى وصلت الحال بكثير من أهل الجاهلية
أن يقتلوا أولادهم خشية الفقر ،
ووصلت بغيرهم إلى أن يتضجروا بعوائلهم
الذين عدم كسبهم ، وفقدت قوتهم ،
وهذا كله قصر نظر ،
وضعف إيمان ،
وقلة ثقة بوعد الله وكفايته ،
ونظر للأمور على غير حقيقتها .
النوع الثاني : أسباب معنوية
وهي قوة التوكل على الله في حصول المطالب
الدينية والدنيوية ،
وكمال الثقة به ،
وقوة التوجه إليه والطلب منه .
وهذه الأمور تقوي جدا من الضعفاء العاجزين
الذين ألجأتهم الضرورة إلى أن يعلموا حق العلم ،
أن كفايتهم ورزقهم ونصرهم من عند الله ،
وأنهم في غاية العجز . فانكسرت قلوبهم ،
وتوجهت إلى الله ،
فأنزل لهم من نصره ورزقه - من دفع المكاره ،
و*** المنافع - ما لا يدركه القادرون .
ويسر للقادرين بسببهم من الرزق ما لم يكن لهم
في حساب ؛
فإن الله جعل لكل أحد رزقا مقدرا .
وقد جعل أرزاق هؤلاء العاجزين على يد القادرين ،
وأعان القادرين على ذلك ،
وخصوصا من قويت ثقتهم بالله ،
واطمأنت نفوسهم لثوابه فإن الله يفتح لهؤلاء من أسباب
النصر والرزق ما لم يكن لهم ببال ،
ولا دار لهم في خيال .
فكم من إنسان كان رزقه مقترا ،
فلما كثرت عائلته والمتعلقون به ،
وسع الله له الرزق من جهات
وأسباب شرعية قدرية إلهية .
ومن جهة وعد الله الذي لا يخلف :
{ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ }
[ سبأ : 39 ]
ومن جهة : دعاء الملائكة كل صباح يوم :
« اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلقا » .
ومن جهة أن أرزاق هؤلاء الضعفاء توجهت إلى من قام
بهم ، وكانت على يده .
ومن جهة أن يد المعطي هي العليا من جميع الوجوه .
ومن جهة أن المعونة من الله تأتي على قدر المؤنة ،
وأن البركة تشارك كل ما كان لوجهه ، ومرادا به ثوابه .
ولهذا نقول :
ومن جهة إخلاص العبد لله ،
وتقربه إليه بقلبه ولسانه ويده ، كلما أنفق ،
توجه إلى الله وتقرب إليه .
وما كان له فهو مبارك .
ومن جهة قوة التوكل ، وثقة المنفق ،
وطمعه في فضل الله وبره .
والطمع والرجاء من أكبر الأسباب لحصول المطلوب .
ومن جهة دعاء المستضعفين المنفق عليهم ،
فإنهم يدعون الله - إن قاموا وقعدوا ،
وفي كل أحوالهم - لمن قام بكفايتهم .
والدعاء سبب قوي :
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
[غافر : 60 ]
وكل هذا مجرب مشاهد ، فتبا للمحرومين ،
وما أجل ربح الموفقين ،
والله أعلم .
بهجة قلوب الأبرارللعلامة السعدي رحمه الله