تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التهاون في الواجبات والمحرمات .


أبو عادل
20 / 02 / 2010, 49 : 11 AM
http://www.stocksvip.net/p/ps/(8).gif
http://www.stocksvip.net/p/af/(83).gif

أيها المسلمون ما منا إلا ظالم لنفسه إما بتهاون في واجب وإما بتهاون في محرم إما بتهاون في واجب لا يقوم الإنسان بما أوجب الله عليه من عبادة الله لا يقوم بما أوجب الله عليه من حقوق الله وإما بمعصية إما بمعصية يتجرأ عليها في حق الله أو يتجرأ عليها في حق عباد الله هكذا كل واحد منا فعلينا أيها الأخوة أن نفكر في أمرنا وأن نتدارك ما أوجب الله علينا فنقوم به وأن نتدارك ما انتهكناه من المحرمات فنقلع عنه أخواني إن كان الإنسان منا قد قام بما يستطيع من أوامر الله فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات وإن كان فرط في ذلك فإن باب التوبة مفتوح (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53) أيها المسلمون إن الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي إنه ليس بالتمني أن يتمنى الإنسان على ربه الأماني مع إنه مفرط ولا بالتحلي أن يتحلى بزي المؤمنين في مظهره ولكنه في باطنه من الفاسقين إنما الإيمان ما حل في القلب وصدقته الأعمال ليست التوبة مجرد قول باللسان ولكنها ندم على ما فعل من الذنوب وترك لما كان عليه من المعاصي والعيوب وإنابة إلى الله بإصلاح العمل ومراقبة علام الغيوب فحققوا أيها المسلمون الإيمان وأخلصوا التوبة ما دمتم في زمن الإمكان وعظ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال: (اغتنم خمس قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) هذه خمس يجب أن تغتنم ففي الشباب عزيمة وقوة فإذا هرم الإنسان فترت العزيمة وضعفت القوة ولم يستطع التخلص مما شب عليه وفي الصحة انشراح ونشاط فإذا مرض الإنسان ضاقت نفسه وانحط نشاطه وثقلت عليه الأعمال وفي الغنى راحة وفراغ فإذا افتقر الإنسان قلق فكره وانشغل بطلب العيش لنفسه وعياله وفي الحياة ميدان فسيح للأعمال فإذا مات الإنسان انقطعت عنه أوقات العمل وفات زمن الإمكان فاعتبروا أيها المسلمون بهذه المواعظ فإنها صادرة من أنصح الخلق للخلق من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيسوا ما بقي من أعماركم بما مضى منها فإن ما بقي منها سوف يمضي سريعا كما مضى ما سبق واعلموا أن كل آت قريب وكل شيء من الدنيا زائل كما قال الله عز وجل (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) (النازعـات:46) أيها المؤمنون إن لكم إخوانا كانوا معكم في العام الماضي في مثل هذه الأيام فتذكروا هؤلاء الإخوان تذكروا من كانوا معكم في هذه الأيام من سالف الأعوام من الأقارب والأصدقاء والخلان ثم تفكروا في أنهم انتقلوا من القصور إلى القبور ومن الأهل والأموال إلى الجزاء والأعمال فأصبحوا مرتهنين بأعمالهم في قبورهم يتمنون زيادة حسنة واحدة في أعمالهم فلا يستطيعون يتمنون أن يتوبوا من سيئات أعمالهم وهم عن التوبة بعد الموت محجوبون وأنتم سينالكم مثل ما نالهم سوف يتذكركم من بعدكم فانتبهوا أيها الغافلون رؤى بعض الأموات في المنام فقال قدمنا على أمر عظيم نعلم ولا نعمل وأنتم تعملون ولا تعلمون أي لا تعلمون ما حل بأهل القبور من الحسرة والندم قال هذا والله لتسبيحة أو تسبيحتان أو ركعة أو ركعتان في صحيفة أحدنا أحب إليه من الدنيا وما فيها فبادروا عباد الله بادروا بالتوبة واعرفوا قدر ما أنتم فيه اليوم وما ستقدمون عليه غدا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) أيها المسلمون السوط بمقدار الذراع أو أطول قليلا فهذه الدنيا كلها موضع السوط في الجنة خير منها كلها وليس المراد دنيا عصرك ولا دنياك وحدك بل الدنيا كلها من أولها إلى آخرها ما كان لك وما كان لغيرك موضع السوط في الجنة خير منها كلها اللهم بوئنا من الجنة نزلا اللهم بوئنا من الجنة نزلا اللهم بوئنا من الجنة نزلا يا رب العالمين استمعوا أيها المسلمون إلى قول الله عز وجل (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (الاسراء:21) لقد فضل الله الناس في هذه الدنيا بعضهم على بعض هذا له القصور وهذا ليس له مأوى هذا غني عنده ملايين الأموال وهذا فقير لا يجد ثوبا يستر به عورته ولكن الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا*وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (الأعلى:16-17) (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ*ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ*مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) (الشعراء:205-207) أيها المسلمون اقرءوا ما ذكره الله عز وجل عن ابتداء الخلق وانتهائه في قوله تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ *إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ*هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ*إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (يونس:3-6) فاعتبروا يا أولي الأبصار واعملوا ليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة ووفقنا للتوبة النصوح والعمل الصالح قبل النقلة اللهم ارزقنا اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحات اللهم أعفوا عنا ما فرطنا فيه من الواجبات واغفر لنا ما انتهكناه من السيئات يا رب العالمين اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا اللهم لا تردنا خائبين ولا من رحمتك آيسين واغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ورسولك.

الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.

http://www.stocksvip.net/p/ap/(24).gif

رويدا
20 / 02 / 2010, 50 : 01 PM
بارك الله فيكم

أبو عادل
20 / 02 / 2010, 35 : 04 PM
جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك وأورثك الفردوس الأعلى على مرورك الكريم أختي الكريمة رويدا.

محمد نصر
23 / 04 / 2010, 27 : 12 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بوركتم اخي ****** ابو عادل

جهد مشكور عليه

جعلها الله في ميزان حسناتك ونفعكم الله بها

جزاكم الله خيرا

أبو عادل
25 / 04 / 2010, 44 : 10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أخي الكريم محمد نصر على مرورك الطيب.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
أخيك في الله.