ابو قاسم الكبيسي
08 / 03 / 2010, 12 : 09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (15)
[ حال بعض المعتكفين ]
ذكر بديع الزّمان الهمذاني – رحمه الله -
في مقاماته
" المقامة الرَّصافية "
عن محدِّثه الوهمي عيسى بن هشام
أنه مر على أحد المساجد بقصد الهروب من حرّ الظّهيرة فوجد أناسا قد اتخذوا المسجد مكانا للحديث ورواية القصص !
فكان من ضمن ما سمعه من حديثهم أنهم استطردوا في تقصي حِيل وشطارة اللصوص حتى قال عنهم :
" فذكروا أصحاب الفصوص من اللصوص , وأهل الكف والقف ، ومن يعمل بالطّف ، ومن يحتال في الصّف ، ومن يخنق بالدّف ، ومن يكمن في الرّف ، إلى أن يمكن اللّف ، ومن يبدل بالمسح ، ومن يأخذ بالمزح ، ومن يسرق بالنّصح ، ومن يدعو إلى الصّلح ، ومن قمّش بالصّرف ، ومن أنعس بالطّرف ، ومن باهت بالنّرد ، ومن غالط بالقرد ، ومن كابر بالرّيط ، مع الإبرة والخيط ، ومن جاءك بالقفل ، ومن شق الأرض من سُفل ، ومن نوّم بالبنج ، أو احتال بنيرنج ، ومن بدّل نعليه ، ومن شدّ بحبليه ، ومن كابر بالسّيف ، ومن يصعد في البير , ومن سار مع العير ، وأصحاب العلامات , ومن يأتي المقامات , ومن فر من الطّوف , ومن لاذ من الخوف , ومن طير بالطّير , ومن لاعب بالسّير .. الخ " .
هذا هو حال بعض المعتكفين وغيرهم في المساجد
وإن كان الهمذاني ساق هذا الكلام من باب الكتابة في أدب المقامة والفكاهة وليس على الحقيقة ،
فالكثير يجعلون أغلب أوقاتهم في الحديث عن البيع ، والشّراء ، والزّراعة ، وأسعار العُملات ، ورواية الذّكريات ، والضّحك ، والمزاح إلى غير ذلك ، بحيث يذهب عليهم وقت الاعتكاف في غير فائدة ،
بل البعض من الناس يذهبون إلى أحد الحرمين الشريفين من أجل الاعتكاف ، ومع هذا لا يغتنمون الأوقات في الأماكن الفاضلة التي شدوا الرّحال من أجلها !
علماً أن الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا أنكر على من اتخذ الطُّرقات مكاناً للحديث والجلوس ،
قالوا له :
" ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها "
فلم يقل لهم اذهبوا إلى المسجد , وأكملوا حديثكم فيه ! .
نعم ، الحديث في أمور الدُنيا داخل المساجد رُخِّص في اليسير منه ، مثل تبادل السّلام ، والسّؤال عن الحال ، وأشباه هذا مما لا يطول الكلام فيه .
نقل الحجَّاوي صاحب
" الإقناع "
عن الإمام أحمد أنه قال :
" لا أرى لرجُلٍ أذا دخل المسجد إلا أن يُلزم نفسه الذِّكر والتَّسبيح , فإن المساجد إنمّا بنيت لذلك وللصّلاة فإذا فرغ من ذلك خرج إلى معاشه " .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (15)
[ حال بعض المعتكفين ]
ذكر بديع الزّمان الهمذاني – رحمه الله -
في مقاماته
" المقامة الرَّصافية "
عن محدِّثه الوهمي عيسى بن هشام
أنه مر على أحد المساجد بقصد الهروب من حرّ الظّهيرة فوجد أناسا قد اتخذوا المسجد مكانا للحديث ورواية القصص !
فكان من ضمن ما سمعه من حديثهم أنهم استطردوا في تقصي حِيل وشطارة اللصوص حتى قال عنهم :
" فذكروا أصحاب الفصوص من اللصوص , وأهل الكف والقف ، ومن يعمل بالطّف ، ومن يحتال في الصّف ، ومن يخنق بالدّف ، ومن يكمن في الرّف ، إلى أن يمكن اللّف ، ومن يبدل بالمسح ، ومن يأخذ بالمزح ، ومن يسرق بالنّصح ، ومن يدعو إلى الصّلح ، ومن قمّش بالصّرف ، ومن أنعس بالطّرف ، ومن باهت بالنّرد ، ومن غالط بالقرد ، ومن كابر بالرّيط ، مع الإبرة والخيط ، ومن جاءك بالقفل ، ومن شق الأرض من سُفل ، ومن نوّم بالبنج ، أو احتال بنيرنج ، ومن بدّل نعليه ، ومن شدّ بحبليه ، ومن كابر بالسّيف ، ومن يصعد في البير , ومن سار مع العير ، وأصحاب العلامات , ومن يأتي المقامات , ومن فر من الطّوف , ومن لاذ من الخوف , ومن طير بالطّير , ومن لاعب بالسّير .. الخ " .
هذا هو حال بعض المعتكفين وغيرهم في المساجد
وإن كان الهمذاني ساق هذا الكلام من باب الكتابة في أدب المقامة والفكاهة وليس على الحقيقة ،
فالكثير يجعلون أغلب أوقاتهم في الحديث عن البيع ، والشّراء ، والزّراعة ، وأسعار العُملات ، ورواية الذّكريات ، والضّحك ، والمزاح إلى غير ذلك ، بحيث يذهب عليهم وقت الاعتكاف في غير فائدة ،
بل البعض من الناس يذهبون إلى أحد الحرمين الشريفين من أجل الاعتكاف ، ومع هذا لا يغتنمون الأوقات في الأماكن الفاضلة التي شدوا الرّحال من أجلها !
علماً أن الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا أنكر على من اتخذ الطُّرقات مكاناً للحديث والجلوس ،
قالوا له :
" ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها "
فلم يقل لهم اذهبوا إلى المسجد , وأكملوا حديثكم فيه ! .
نعم ، الحديث في أمور الدُنيا داخل المساجد رُخِّص في اليسير منه ، مثل تبادل السّلام ، والسّؤال عن الحال ، وأشباه هذا مما لا يطول الكلام فيه .
نقل الحجَّاوي صاحب
" الإقناع "
عن الإمام أحمد أنه قال :
" لا أرى لرجُلٍ أذا دخل المسجد إلا أن يُلزم نفسه الذِّكر والتَّسبيح , فإن المساجد إنمّا بنيت لذلك وللصّلاة فإذا فرغ من ذلك خرج إلى معاشه " .