تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مراحل خلق الإنسان في القرآن , وهل إبليس من الملائكة ؟


فتى التوحيد
09 / 03 / 2010, 42 : 01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال الله تعالى في سورة (( ص )) :

{{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72} فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{73} إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ{74} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{76} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77} وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{78} قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{79} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{80} إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{81} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ{84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85} }}

ذكر الله جل وعلا في هذه الآيات قصة آدم عليه السلام وما كان من إبليس عليه لعائن الله تترى إلى يوم القيامة .

الله عز و جل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون , وهو تبارك وتعالى غني بحمده عزيز حكيم لا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات والأرض . وقد اقتضت حكمته جل وعلا أن يخلق آدم عليه السلام بيده وأن يأمر ملائكته بالسجود له سجود تكريم لا سجود عبادة .

والله خلق آدم على ثلاث مراحل :

المرحلة الأولى :
يمكن الإصطلاح عليها بالمرحلة الترابية و دليلها قوله تعالى في سورة الروم :
{{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }}
من قبضة قبضها ربنا جل وعلا من جميع الأرض فكانت مخلطة فلذلك كان في الناس الحزن والسهل والأسود والأبيض وما تراه من اختلاف الناس .

المرحلة الثانية :
مزج هذا التراب بالماء حتى أصبح طيناً وهذا قول ربنا في سورة الصافات :
{{ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ }} .

المرحلة الثالثة :
هذا الطين ترك مدة حتى جف و أصبح كالصلصال بحيث لو قرعته لأحدث صوتاً وهذا قول ربنا في سورة الرحمن :
{{ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ }}
ثم إن الله عز و جل نفخ في هذا الجسد الذي خلقه وهو جسد آدم عليه السلام نفخ فيه تبارك وتعالى من روحه ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام سجود تكريم كما بينا .

قال الله تعالى :
{{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72} فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }}
الملائكة سجدوا وكان من الحاضرين عند الأمر إبليس فامتنع عن السجود قال الله عز و جل :
{{ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ }}
فخاطبه ربه :
{{ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }}
زعم إبليس أن مادة النار خير من مادة الطين وهذا قياس خاطىْء , لأن من النار السفه والطيش ولأن من الطين السكينة والركادة كما هو معلوم .

وهذه الآية لكون الاستثناء جاء بعد ذكر الملائكة ذهب فريق من أهل العلم إلى أن إبليس هو من الملائكة , وهذا قول مرجوح , و الراجح :
أن إبليس من الجن لأربعة أمور أو أربعة أدلة :

الدليل الأول :
أن الله عز و جل وصف الملائكة كما في سورة التحريم :
{{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }}
و إبليس هذا عصى الله عز و جل و لم يأتمر بأمره .

الدليل الثاني :
أن الله جل و علا أخبر أنه خلق آدم عليه السلام من طين و إبليس إعترف بنفسه فقال :
{{ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ }}
و الملائكة كماهو معلوم خلقت من نور كما في رواية مسلم :
" خلقت الملائكة من نور وخلق إبليس من نار السموم وخلق آدم عليه السلام مما قد وصف لكم "
فدل ذلك أنه من الجن .

الدليل الثالث :
جاء مصرحاً به في سورة الكهف في قوله تعالى :
{{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ }} .

الدليل الرابع :
أن الله عز و جل لم يجعل للملائكة ذرية , والملائكة أيضاً ليس فيهم ذكور ولا إناث بخلاف إبليس عليه لعنة الله فهو من الجن , والجن منهم ذكور و إناث , فله ذرية و يتناسلون كما هو معلوم و الدليل قول الله تعالى في سورة الكهف :
{{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }} .

إلى آخر قصة عداوة إبليس لآدم عليه السلام كما في الآيات.






الشيخ صالح بن عواد المغامسي


المصدر : شريط وقفات مع سورة (( ص )) .

ابو قاسم الكبيسي
09 / 03 / 2010, 43 : 11 AM
بارك الله فيك أخي ******
موضوع قيم وجهد مشكور وأختيار رائع
وحفظ الله الشيخ المغامسي من كل سوء
وجزاه الله خيرا


http://www.falntyna.com/img/data/media/11/s31.gif

طويلب علم مبتدئ
09 / 03 / 2010, 56 : 07 PM
بارك الله فيك اخي الكريم فتى التوحيد

عمرو القوصي
10 / 03 / 2010, 48 : 12 AM
http://abeermahmoud07.jeeran.com/874-perfect-AbeerMahmoud.gif

محمد نصر
27 / 04 / 2010, 52 : 08 AM
بارك الله فيكم اخي الكريم ممدوح

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

شريف حمدان
01 / 07 / 2010, 16 : 06 AM
اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا