تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : .. صيد الخاطر .. للإمام ابن الجوزي - رحمه الله -


فتى التوحيد
13 / 03 / 2010, 42 : 12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





من كتاب: صيد الخاطر


أنقل إليكم إخواني وأخواتي هذه الخواطر للإمام ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -


فتابعونا ،،




*
*
*
*
*





فصل l الإستعداد للرحيل l



الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله؛ فإنه لا يعلم متى يَفْجُؤه أمر ربه، ولا يدري متى يُسْتَدعى؟
وإني رأيت خلقًا كثيرًا غرهم الشباب، ونسوا فقد الأقران، وألهاهم طول الأمل.


وربما قال العالم المحض لنفسه: أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غدًا، فيتساهل في الزلل بحجة الراحة، ويؤخر الأهبة لتحقيق التوبة، ولا يتحاشى من غيبة أو سماعها، ومن كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع، وينسى أن الموت قد يَبْغَت.


فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه، فإن بغته الموت رؤي مستعدًا، وإن نال الأمل؛ ازداد خيرًا.



http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif




l فصل: أثر المواعظ في القلوب l


قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك فعرفته . ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة و بعدها ، لسببين :


أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت و قوعها .


والثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة ، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا ، و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ .



و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة ! ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تميلها الرياح ! و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه ، كماء دحرجته على صفوان .








http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif








l فصل: البصر في العواقب l


من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها ، ونجا من شرها . ومَن لم ير العواقب غلب عليه الحس ، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة ، وبالنَّصَب ما رجا منه الراحه . وبيان هذا في المستقبل ، يتبين بذكر الماضي ، وهو أنك لا تخلو ، أن تكون عصيتَ الله في عمرك ، أو أطعته .


فأين لذة معصيتك ؟ وأين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كلُّ بما فيه !
فليت الذنوب إذ تخلَّت خلت !
و أزيدك في هذا بياناً مثل ساعة الموت ، وانظر إلى مرارة الحسرات على التفريط ، ولا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات ، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا ، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم ، أتراك ماعلمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم ، ولا تمل مع هوى الحس فتندم .




استحالت: تغيرت وتبدلت







http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif








l فصل: متاع الغرور l

مَن تفكر بعواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، ومَن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر . ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ، و يتحقق ضرر حال ثم يغشاه ! ((وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)) الأحزاب 37 .

تغلبك نفسك على ما تظن ، ولا تغلبها على ما تستيقن . أعجب العجائب ، سرورك بغرورك ، وسهوك في لهوك ، عما قد خبىء لك .
تغتر بصحتك وتنسى دُنُوَّ السقم ، وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم . لقد أراك مصرعُ غيرك مصرعك ، و أبدى مضجع سواك ـ قبل الممات ـ مضجعك . و قد شغلك نيل لذاتك ، عن ذكر خراب ذاتك :
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى *** ولم تر في الباقين م ايصنع الدهر !
فإن كنت لا تدري فتلك ديارُهُم *** محاها مجالُ الريح بَعدَكَ و القبر !

كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده ، حتى نزل ! و كم شاهدت واليَ قصر وليه عدوُّه لما عُزِل ! فيا من كل لحظة إلى هذا يسري ، وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري ...
و كيف تنامُ العينُ و هي قريرةٌ *** و لم تدر من أيِّ المحلين تنزلُ؟






http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif






l فصل: لا تحم حول الحمى l

مَن قارب الفتنة بعدت عنه السلامة . و مَن ادَّعى الصبر ، وُكِّلَ إلى نفسه .
ورب نظرة لم تناظر ! و أحق الأشياء بالضبط و القهر : اللسان والعين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد .
و كم من شجاع في صف الحرب اغتيل ، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه ! و اذكر حَمزة مع و حشي .

فتبصر و لا تَشِم كلَّ برق *** رُبّ برق فيه صواعق حَيْنِ
واغضض الطرْفَ تسترح من غرام *** تكتسي فيه ثوب ذل و شَينِ
فبلاءُ الفتى موافقةُ النفس *** وبَدْءُ الهوى طموح العَينِ

أبوفاطمه
13 / 03 / 2010, 06 : 01 AM
http://ahlalalm.org/vb/mwaextraedit5/extra/53.gif

فتى التوحيد
13 / 03 / 2010, 18 : 04 AM
وإياك أخي الغالي

فتى التوحيد
13 / 03 / 2010, 19 : 04 AM
l فصل: أثر المواعظ في القلوب l

قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة ! فتدبرت السبب في ذلك فعرفته . ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة و بعدها ، لسببين :

أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت و قوعها .

والثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة ، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا ، و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ .

و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة ! ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تميلها الرياح ! و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه ، كماء دحرجته على صفوان .

الفارس الاسلامي
13 / 03 / 2010, 03 : 07 PM
ما اروع هذا الكتاب لابن الجوزي بين فينة واخرى اتلذذ بخواطره الطيبة والمفيدة لما فيها من عظيم الاثر على النفس

بارك الله فيك وفي طرحك .

ابو قاسم الكبيسي
13 / 03 / 2010, 31 : 08 PM
بارك الله فيك
أخي ****** فتى التوحيد
أرجوا أن تتحفنا بالمزيد من خواطره
الطيبة والمفيدة
لما فيها من عظيم ألأثر على النفس البشرية

http://abeermahmoud07.jeeran.com/632-GodBlessU-AbeerMahmoud.gif

محمد نصر
14 / 03 / 2010, 44 : 02 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيكم اخي ****** ممدوح

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

فتى التوحيد
14 / 03 / 2010, 20 : 11 AM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على المرور

إن شاء الله سأواصل نقل الخواطر عن الإمام ابن الجوزي رحمه الله

فتابعونا ،،

فتى التوحيد
14 / 03 / 2010, 21 : 11 AM
l فصل: البصر في العواقب l

من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها ، ونجا من شرها . ومَن لم ير العواقب غلب عليه الحس ، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة ، وبالنَّصَب ما رجا منه الراحه . وبيان هذا في المستقبل ، يتبين بذكر الماضي ، وهو أنك لا تخلو ، أن تكون عصيتَ الله في عمرك ، أو أطعته .

فأين لذة معصيتك ؟ وأين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كلُّ بما فيه !
فليت الذنوب إذ تخلَّت خلت !
و أزيدك في هذا بياناً مثل ساعة الموت ، وانظر إلى مرارة الحسرات على التفريط ، ولا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات ، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا ، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم ، أتراك ماعلمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم ، ولا تمل مع هوى الحس فتندم .





استحالت: تغيرت وتبدلت

فتى التوحيد
14 / 03 / 2010, 34 : 11 AM
l فصل: متاع الغرور l

مَن تفكر بعواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، ومَن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر . ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ، و يتحقق ضرر حال ثم يغشاه ! ((وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)) الأحزاب 37 .

تغلبك نفسك على ما تظن ، ولا تغلبها على ما تستيقن . أعجب العجائب ، سرورك بغرورك ، وسهوك في لهوك ، عما قد خبىء لك .
تغتر بصحتك وتنسى دُنُوَّ السقم ، وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم . لقد أراك مصرعُ غيرك مصرعك ، و أبدى مضجع سواك ـ قبل الممات ـ مضجعك . و قد شغلك نيل لذاتك ، عن ذكر خراب ذاتك :
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى *** ولم تر في الباقين م ايصنع الدهر !
فإن كنت لا تدري فتلك ديارُهُم *** محاها مجالُ الريح بَعدَكَ و القبر !

كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده ، حتى نزل ! و كم شاهدت واليَ قصر وليه عدوُّه لما عُزِل ! فيا من كل لحظة إلى هذا يسري ، وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري ...
و كيف تنامُ العينُ و هي قريرةٌ *** و لم تدر من أيِّ المحلين تنزلُ؟

فتى التوحيد
14 / 03 / 2010, 09 : 10 PM
l فصل: لا تحم حول الحمى l

مَن قارب الفتنة بعدت عنه السلامة . و مَن ادَّعى الصبر ، وُكِّلَ إلى نفسه .
ورب نظرة لم تناظر ! و أحق الأشياء بالضبط و القهر : اللسان والعين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد .
و كم من شجاع في صف الحرب اغتيل ، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه ! و اذكر حَمزة مع و حشي .

فتبصر و لا تَشِم كلَّ برق *** رُبّ برق فيه صواعق حَيْنِ
واغضض الطرْفَ تسترح من غرام *** تكتسي فيه ثوب ذل و شَينِ
فبلاءُ الفتى موافقةُ النفس *** وبَدْءُ الهوى طموح العَينِ

شريف حمدان
16 / 03 / 2010, 50 : 11 AM
بارك الله فيك وجعل الله موضوعك
هذا في ميزان حسناتك وأثقل به موازينك
وكان لك حجاباً وستراً من النار يوم القيامة
ورفع الله قدركم ونفع بكم..