ابو قاسم الكبيسي
15 / 03 / 2010, 00 : 01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أحيانا
أنس إبراهيم الدّغيم
رُويَ في صحيح البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما ،
و عن أبي ذرّ رضي الله عنه قالا :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه قال :
(( باسمك اللهم أحيا و أموت ))
وإذا استيقظ قال:
(( الحمدلله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النّشور )).
الحمد لله الذي أحيانا :
إنها أولُ كلمةٍ يهتفُ بها قلبُ المؤمن من يومه .
فحينما يلفُّ المؤمنَ سوادُ اللّيل فيخلدُ إلى الفراش ليستريح من تعب التّردّد في حاجات يومه الطّويل ، يظلُّ قلبُهُ منزلاً للأنوار الهابطة إليه من المحلِّ الرّفيع ، و يظلُّ مستعداً لأن يأخذ من ومضات النور الهابطة ما يأخذ به في مسالك النّورانيّة الرّفيعة .
و حينما يسدلُ اللّيلُ ستورَه على الوجود ، تفرح قلوبُ الذين حادّوا اللهَ و رسوله و المؤمنين بأنّ الورودَ الثّائرةَ قد خلدتْ إلى أكمامها بعد نفح الشّذا و الطّيب .
و تطمئنُّ قلوبهم إلى أنّ رجالَ الأرض قد ناموا نومتهم الهادئة ، فيقومون في هدأة اللّيل ليشعلوا نيرانَ حروبهم و أحقادهم في سكون العالم .......
هؤلاء أعداؤنا يا سادة !!!!!
و لكن إذا ما انقضى من اللّيلِ ثلثُه أو أكثرُ من ذلك بقليل قام المؤمن الحقُّ يمزّقُ أستارَ اللّيلِ بوثبةٍ من روحهِ عليّةٍ ، و يضيء أكنافَ اللّيل بأورادِ اليقين ، مكتنفاً قلبَهُ الثائرَ بين جنبيه ، يمخرُ عبابَ الصّمت بقوله :
الحمد لله الذي أحيانا:
إنها الكلمةُ الأولى من يومٍ جديدٍ ..... و جميل .
إنها جذوةُ الإيمان الأولى التي تنبعث في سجاف اللّيل ليحتمل منها المؤمن قبساً مشرقاً يصوغ منه منطلقَه المؤمنَ القويّ .
إنها الكلمة الأولى التي تقول للصّمت :
( أحلى من الصّمتِ .... قولُ الذين يدعون إلى الله و يعملون الصّالحات ) .
إنها الحركةُ الأولى التي تقول للسّكون :
( أحلى من السّكونِ ... الانطلاقةُ إلى الله ) .
إنها الوثبةُ الأولى التي تقولُ للهدوء :
( أحلى من الهدوء ...... الثّورةُ على مضامين الجاهليّة ) .
إنّ لهذه الكلمة شعاعاً نورانيّاً يذكي قلبَ المؤمن بنور التّوحيد ،
و يقدح فيه زنادَ التّوجّه السّديد و السّلوك الرّشيد .
إنها الهروبُ من الدَّعةِ و الضّعف ثمّ إثباتُ القدم في أرض الإيمان .
إنها الإعلانُ للدّنيا بأسرها بأنهُ إذا نامتْ عينا مؤمنٍ فإنَّ قلبه لا ينام .
إنها الفرارُ إلى الله بقلبٍ راغبٍ يحدوهُ الشّوقُ إلى حضرةِ أنسه ،
واللّهفةُ للوصول إليه سبحانه ، ثمّ النّزولُ في محاريب قدسِه .
(( ففرّوا إلى اللهِ إنّي لكم منه نذيرٌ مبين ))
إنّ لهذه الكلمةِ سراً يجعلُ من البدءِ شيئاً آخر يصبغ سيرة المؤمن من يومه الجديد بلون الإيمان و عطراً يعبق في وقت المسلم من شذاه ما يعطّرهُ و يطيّبه .
مازال إبليسُ و جنودُه في كلّ عصرٍ يزيّنون لنا الشّهوات و يبرزون الملذّاتِ أمامَ أعيننا في أجمل حللها .
فإذا ما قال المؤذّنُ
( الصّلاةُ خيرٌ من النّوم ) ،
نفث إبليسُ في رَوع المؤمن أنّ النّومَ خيرٌ من ركعاتٍ قد تطول ،
وإذا ما قال المؤذّنُ :
( حيَّ على الصّلاة ) ،
وسوسَ إبليسُ للنّفس المؤمنة بأنّ الرّاحةَ خيرٌ من القيام في محاريب الإيمان و الذّكر الحكيم .
و ما زال حلفاءُ الشّيطانِ في كلّ عصرٍ يعلّمونَ الشّبابَ المسلم بأنّ يوم المسلم إنما يبدأ من بعد طلوع الشّمس ، و بهذا انخدع الكثيرُ من المسلمين ، فإذا قاموا من صبحهم إلى أعمالهم قاموا كسالى . و ما علموا أنّ يومَ المسلم إنّما يبدأ من صيحةِ المآذن :
( الله أكبر ) .
ألا و إنّ المؤمنَ الذي لا يعيش لحظاتِ الفجر الجديد هو عدوٌّ للوقت ، و لن يعطيَه الوقتُ ما يريد ، فلا بركةَ بعد ذلك في عمره و لا انفساحَ في أيّامه و وقته .
و إنّ المؤمن الذي لا يستيقظ على صوت دقّات الصّبح على باب كلّ يوم ، فلن يستشعر في قلبه بعد ذلك حلاوةَ المشي في مناكب الأرضِ و الأكل من رزقها .
وإنّ المؤمن الذي لا يعيش تلك اللّحظات الجميلة الّتي تشرقُ فيها شمسُ الطبيعة فتملأ بشعاعات النور مسالكَ الحياة ، لن تشرقَ شمسُ الحقيقة في قلبه من يومه ،
فقلبُه بعد ذلك قعرُ بئرٍ مظلمة .
فإذا ما هجر المؤمنُ فراشَه و أوى إلى محرابِ التّوحيد ثم تلا فيه من آيات الكتاب البيّنات أحسَّ بالنّشوة تسري في أوصاله و تعمرُ كيانَه .
ألا إنّه ندى الإيمان المتساقط من المحلِّ الرّفيع الأعلى على القلب الفقير ،
و النّورُ النّازلُ من قبّةِ الكأسِ الأوفى إلى القلب الطّهور ،
و لن يطهرَ قلبٌ و يصفو إلا بذينكَ الوافدين .
فإذا ما قام المؤمنُ فدخلَ مسجدَ التّوحيد و المناجاة وصفَّ قدميهِ في محراب العبوديّة ، تحسّستْ منه الجوارحُ و الأعضاءُ بردَ اليقين ، ثم استباحتْ خلاياه
_بعد ذلك _
وارداتُ الهدى ، حينها تهتفُ كلُّ حجيرةٍ فيه :
( لا إله إلا الله )
و كلُّ خليّةٍ فيه
( محمدٌ رسولُ الله ) ،
ثم تستقرُّ خلجاتُ نفسه على صدى
( ألا بذكرِ الله تطمئنُّ القلوب ).
الحمد لله الذي أحيانا :
لنسعى في ركابِ الحياةِ حاملينَ لواءَ التّوحيد .
الحمد لله الذي أحيانا :
لنعطّرَ مسالكَ الوجودِ بعَرفٍ من شذا الهدى و الإيمان .
الحمد لله الذي أحيانا :
ليكونَ كلُّ واحدٍ منّا حراءً جديداً تنطلقُ منه صيحاتُ الهدى فتعمر الأرضَ بالهتافِ الخالد :
لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله
الحمد لله الذي أحيانا :
حتى إذا جاءنا الموتُ بعد ذلك كان حبيباً جاء على شوق .
الحمد لله الذي أحيانا :
ليكون كلُّ واحدٍ منّا هجرةً إلى الله و رسوله ، و غارَ ثورٍ جديداً يسوقُ الخيرَ إلى العالمينَ سوقاً ، و يقودُ الحيارى في ركاب النّور، و يهدي التّائهينَ إلى منازلِ الرّحمن ، حاملاً في قلبه آيَ الكتابِ و في يديه ورودَ الإسلام .
حينها ستهتفُ له كلُّ ذرّةٍ في الأرض و حبّةٍ في السّماء :
( طلعَ البدرُ علينا ) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أحيانا
أنس إبراهيم الدّغيم
رُويَ في صحيح البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما ،
و عن أبي ذرّ رضي الله عنه قالا :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه قال :
(( باسمك اللهم أحيا و أموت ))
وإذا استيقظ قال:
(( الحمدلله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النّشور )).
الحمد لله الذي أحيانا :
إنها أولُ كلمةٍ يهتفُ بها قلبُ المؤمن من يومه .
فحينما يلفُّ المؤمنَ سوادُ اللّيل فيخلدُ إلى الفراش ليستريح من تعب التّردّد في حاجات يومه الطّويل ، يظلُّ قلبُهُ منزلاً للأنوار الهابطة إليه من المحلِّ الرّفيع ، و يظلُّ مستعداً لأن يأخذ من ومضات النور الهابطة ما يأخذ به في مسالك النّورانيّة الرّفيعة .
و حينما يسدلُ اللّيلُ ستورَه على الوجود ، تفرح قلوبُ الذين حادّوا اللهَ و رسوله و المؤمنين بأنّ الورودَ الثّائرةَ قد خلدتْ إلى أكمامها بعد نفح الشّذا و الطّيب .
و تطمئنُّ قلوبهم إلى أنّ رجالَ الأرض قد ناموا نومتهم الهادئة ، فيقومون في هدأة اللّيل ليشعلوا نيرانَ حروبهم و أحقادهم في سكون العالم .......
هؤلاء أعداؤنا يا سادة !!!!!
و لكن إذا ما انقضى من اللّيلِ ثلثُه أو أكثرُ من ذلك بقليل قام المؤمن الحقُّ يمزّقُ أستارَ اللّيلِ بوثبةٍ من روحهِ عليّةٍ ، و يضيء أكنافَ اللّيل بأورادِ اليقين ، مكتنفاً قلبَهُ الثائرَ بين جنبيه ، يمخرُ عبابَ الصّمت بقوله :
الحمد لله الذي أحيانا:
إنها الكلمةُ الأولى من يومٍ جديدٍ ..... و جميل .
إنها جذوةُ الإيمان الأولى التي تنبعث في سجاف اللّيل ليحتمل منها المؤمن قبساً مشرقاً يصوغ منه منطلقَه المؤمنَ القويّ .
إنها الكلمة الأولى التي تقول للصّمت :
( أحلى من الصّمتِ .... قولُ الذين يدعون إلى الله و يعملون الصّالحات ) .
إنها الحركةُ الأولى التي تقول للسّكون :
( أحلى من السّكونِ ... الانطلاقةُ إلى الله ) .
إنها الوثبةُ الأولى التي تقولُ للهدوء :
( أحلى من الهدوء ...... الثّورةُ على مضامين الجاهليّة ) .
إنّ لهذه الكلمة شعاعاً نورانيّاً يذكي قلبَ المؤمن بنور التّوحيد ،
و يقدح فيه زنادَ التّوجّه السّديد و السّلوك الرّشيد .
إنها الهروبُ من الدَّعةِ و الضّعف ثمّ إثباتُ القدم في أرض الإيمان .
إنها الإعلانُ للدّنيا بأسرها بأنهُ إذا نامتْ عينا مؤمنٍ فإنَّ قلبه لا ينام .
إنها الفرارُ إلى الله بقلبٍ راغبٍ يحدوهُ الشّوقُ إلى حضرةِ أنسه ،
واللّهفةُ للوصول إليه سبحانه ، ثمّ النّزولُ في محاريب قدسِه .
(( ففرّوا إلى اللهِ إنّي لكم منه نذيرٌ مبين ))
إنّ لهذه الكلمةِ سراً يجعلُ من البدءِ شيئاً آخر يصبغ سيرة المؤمن من يومه الجديد بلون الإيمان و عطراً يعبق في وقت المسلم من شذاه ما يعطّرهُ و يطيّبه .
مازال إبليسُ و جنودُه في كلّ عصرٍ يزيّنون لنا الشّهوات و يبرزون الملذّاتِ أمامَ أعيننا في أجمل حللها .
فإذا ما قال المؤذّنُ
( الصّلاةُ خيرٌ من النّوم ) ،
نفث إبليسُ في رَوع المؤمن أنّ النّومَ خيرٌ من ركعاتٍ قد تطول ،
وإذا ما قال المؤذّنُ :
( حيَّ على الصّلاة ) ،
وسوسَ إبليسُ للنّفس المؤمنة بأنّ الرّاحةَ خيرٌ من القيام في محاريب الإيمان و الذّكر الحكيم .
و ما زال حلفاءُ الشّيطانِ في كلّ عصرٍ يعلّمونَ الشّبابَ المسلم بأنّ يوم المسلم إنما يبدأ من بعد طلوع الشّمس ، و بهذا انخدع الكثيرُ من المسلمين ، فإذا قاموا من صبحهم إلى أعمالهم قاموا كسالى . و ما علموا أنّ يومَ المسلم إنّما يبدأ من صيحةِ المآذن :
( الله أكبر ) .
ألا و إنّ المؤمنَ الذي لا يعيش لحظاتِ الفجر الجديد هو عدوٌّ للوقت ، و لن يعطيَه الوقتُ ما يريد ، فلا بركةَ بعد ذلك في عمره و لا انفساحَ في أيّامه و وقته .
و إنّ المؤمن الذي لا يستيقظ على صوت دقّات الصّبح على باب كلّ يوم ، فلن يستشعر في قلبه بعد ذلك حلاوةَ المشي في مناكب الأرضِ و الأكل من رزقها .
وإنّ المؤمن الذي لا يعيش تلك اللّحظات الجميلة الّتي تشرقُ فيها شمسُ الطبيعة فتملأ بشعاعات النور مسالكَ الحياة ، لن تشرقَ شمسُ الحقيقة في قلبه من يومه ،
فقلبُه بعد ذلك قعرُ بئرٍ مظلمة .
فإذا ما هجر المؤمنُ فراشَه و أوى إلى محرابِ التّوحيد ثم تلا فيه من آيات الكتاب البيّنات أحسَّ بالنّشوة تسري في أوصاله و تعمرُ كيانَه .
ألا إنّه ندى الإيمان المتساقط من المحلِّ الرّفيع الأعلى على القلب الفقير ،
و النّورُ النّازلُ من قبّةِ الكأسِ الأوفى إلى القلب الطّهور ،
و لن يطهرَ قلبٌ و يصفو إلا بذينكَ الوافدين .
فإذا ما قام المؤمنُ فدخلَ مسجدَ التّوحيد و المناجاة وصفَّ قدميهِ في محراب العبوديّة ، تحسّستْ منه الجوارحُ و الأعضاءُ بردَ اليقين ، ثم استباحتْ خلاياه
_بعد ذلك _
وارداتُ الهدى ، حينها تهتفُ كلُّ حجيرةٍ فيه :
( لا إله إلا الله )
و كلُّ خليّةٍ فيه
( محمدٌ رسولُ الله ) ،
ثم تستقرُّ خلجاتُ نفسه على صدى
( ألا بذكرِ الله تطمئنُّ القلوب ).
الحمد لله الذي أحيانا :
لنسعى في ركابِ الحياةِ حاملينَ لواءَ التّوحيد .
الحمد لله الذي أحيانا :
لنعطّرَ مسالكَ الوجودِ بعَرفٍ من شذا الهدى و الإيمان .
الحمد لله الذي أحيانا :
ليكونَ كلُّ واحدٍ منّا حراءً جديداً تنطلقُ منه صيحاتُ الهدى فتعمر الأرضَ بالهتافِ الخالد :
لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله
الحمد لله الذي أحيانا :
حتى إذا جاءنا الموتُ بعد ذلك كان حبيباً جاء على شوق .
الحمد لله الذي أحيانا :
ليكون كلُّ واحدٍ منّا هجرةً إلى الله و رسوله ، و غارَ ثورٍ جديداً يسوقُ الخيرَ إلى العالمينَ سوقاً ، و يقودُ الحيارى في ركاب النّور، و يهدي التّائهينَ إلى منازلِ الرّحمن ، حاملاً في قلبه آيَ الكتابِ و في يديه ورودَ الإسلام .
حينها ستهتفُ له كلُّ ذرّةٍ في الأرض و حبّةٍ في السّماء :
( طلعَ البدرُ علينا ) .