أبو عادل
21 / 03 / 2010, 34 : 01 PM
http://img501.imageshack.us/img501/6756/49zd4.gif
:تمهيد:
التفسير وعلاقته بالتأويل:
ظلت اللغة العربية الفصحى تحمل معها المعجم بوصفه إطاراً مرجعياً فكرياً عبر العصور ، وقد ظل المعجم معيناً لتلمس المجال التداولي الاصلي والحقل المعرفي الخاص بالمفردات ، من هنا كان علينا النظر الى مفردة (التفسير) لتبين ما اكتسبته من طويل تجربتها القولية بدخولها في سياقات استعمال وهي محملة بتاريخها الدلالي.
فالتفسير ماخوذ من الفسر ومنه (التفسرة) وهو لفظ اطلق على الماء الذي ينظر فيه الطبيب ليستدل على مرض البدن وان كل شيء يعرف به تفسير الشيء هو التفسرة ([1] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn1)). ففعل التفسرة يعتمد على واسطة من دونها لا يتم هذا الفعل وهو (الوسيط) الذي يستدل به الطبيب على مرض المريض ، وفعل (النظر) من جانب الطبيب ، هو الذي يمكنه من فحص المادة واكتشاف (العلة) ، وهي تعتمد على معرفة الطبيب بالعلل ومظاهرها ([2] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn2)). فعملية التفسرة هذه قائمة على اساسين متلازمين هما (الوسيط) ويشمل الموضوع او النص ، وإحاطة الذات الناظرة في المادة ، وبدون هذا تتحول المادة الى شيء لا دلالة له على الاطلاق ، وتلتقي دلالة الاصل الاشتقاقي الثاني لمصطلح (التفسير) (سفر) بدلالة الاصل الاشتقاقي الاول (فسر) في الدلالة على (الكشف والظهور والبيان) على الرغم من كونها دلالة فرعية ؛ لانه تقابلنا دلالات عدة مركزها (الانتقال والارتحال) ؛ فالمسافر سمي مسافراً ، لانه يكشف ما كان خافياً ، ((وسمي السفر سفراً لانه يسفر عن وجوه المسافرين واخلاقهم فيظهر ما كان خافياً منها)) ([3] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn3)) (السفير) الذي يصلح بين الناس ؛ لانه يزيل ما كان من عداوة وخلاف ، والسفير وسيط يوضح او يوصل للمقابل وجهة نظر المتكلم الذي احتيج الى توضيح وجهة كلامه ؛ من هنا كان السفر الكشف المادي والظاهر ، والفسر الكشف المعنوي الباطن ([4] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn4)) ، فدلالة المادتين واحدة في النهاية وهي الكشف عن شيء مختبئ من خلال وسيط يعد بمثابة علامة دالة
للمفسر من خلالها يتوصل إلى هذا الخبئ ، وقد ارتبط المعنى اللغوي والاصطلاحي
بالاشارة الى فاعلية عملية التفسير ، ومن ثم حاجة المفسر لنص معين ان يكون ملماً
بعلوم عدة ، كعلم القراءة واحكام النطق ومدلولاتها واحكامها الافرادية والتركيبية ،ومعانيها التي تدل عليها حالة التركيب ([1] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn1)) فتكون العملية هنا ألصق بالمفردات والالفاظ ،
وفعل المفسر يكمن في ازالة أي تعقيد او غموض في المفردات للوصول بها الى الوضوح للسامع ، فهو لا يبحث عن مقصدية المتكلم ، وانما هو يسعى لتوضيح بناء المفردات داخل النص فهي عملية تسبق عملية الفهم والاستنباط وتحاول ازالة العوائق امام المؤول.
فقد ارتبط مصطلح التأويل في اطار التداول اللغوي بمصطلح التفسير ارتباطاً وثيقاً وضعهما على قدم المساواة معاً من حيث حاجة المفسر او المؤول لهما معاً ، فكان من الطبيعي
ان لا تتجاوز ثنائية العلاقة بين كلا المصطلحين حدود التعامل مع النص ، ولا يمكن
للتأويل ان يكتفي بتفسير الشيء ؛ لانه يبحث عن ما هو اول في الشيء وعن اصل الشيء لانه يعني الترجيح ؛ من خلال البحث في المعاني المحتملة الماخوذة من الدوال ، التي
يحتاج في قصد واحد منها الى ترجيح بإمارات ودلائل اكثر من معاني الالفاظ اللغوية ، في حين يبحث التفسير في شرح المفردات والالفاظ شرحاً لغوياً يؤدي الى المعنى الظاهر
من النص ([2] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn2)) ؛ لان همه الاول ازالة الغموض لذا فالنشاط التأويلي يعتمد التفسير بوصفه آلية تمكنه من استكناه مراد المتكلم وهو ضروري لتجنب سوء الفهم. اذن فالتأويل والتفسير تجربتان تشيران الى سعي القارئ لفهم النص من خلال اعادة بناء تاريخي موضوعي للنص من خلال تجربة التفسير ، ثم يأتي دور المؤول الذي يفهم اللغة بوصفها منظومة دلالية تتجاوز البنى الاجرائية مؤسسة على رموز ودوال قابلة للتجدد مع كل قراءة تأويلية جديدة ، وقد ذهب اللغويون وبعض المفسرين الى ان التفسير فيه قطعية الدلالة ، في حين التأويل ليست فيه هذه القطعية ، وإنما يبقى الاحتمال متأرجحاً بحسب قوة الادلة ، فقد قال الماتريدي (ت 333هـ) ((التفسير القطع بان مراد الله تعالى كذا والتأويل ترجيح احد المحتملات بدون القطع فان قام دليل مقطوع به على المراد يكون تفسيراً بالرأي وهو حرام ؛ لانه شهادة على الله تعالى بما لا يأمن ان يكون كذباً)) ([3] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn3)) ، إذن فالتأويل يختلف عن التفسير بالرأي ، انه
لا يقطع بالاحتمال الذي يذهب اليه المؤول وبذا يأمن الكذب الا انهما يتفقان في كونها عملية ذهنية اجتهادية متوجهة الى النص ، وينصب مفهوم الاجتهاد على التأويل في مجال الفقه واستخراج الاحكام من النص ولاشك في ان هذه تؤكد دور القارئ في كشف دلالة النص ؛ لان المؤول يحتاج الاجتهاد للترجيح الدلالي ، وعمله قائم على التفسير الذي هو: ((اخبار عن افراد احاد الجملة ، ووضع كل شيء منها موضعه ، ومنه اخذ تفسير الامتعة بالماء والمفسر هو ما فهم معناه بنفسه وذلك لما يتبين كما تبين ماله تفسير ، في حين ان التأويل الاخبار بمعنى الكلام والاخبار بغرض المتكلم)) ([1] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn1)) ؛ لان وظائف التأويل تنصب في البحث عن ما وراء الدال ، وعن مجموع المدلولات وتحديد مستويات المعنى ، ويتجلى ذلك من خلال الكشف عن تركيبة النص ، وشرح العلاقات التي تحكم نسيج النص ، واختص تفسير القرآن ((في غريب الالفاظ كالبحيرة والسائبة والوصيلة ، او في تبين وشرح كقوله: (واقيموا الصلاة واتوا الزكاة) ([2] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn2)). وأما في كلام مضمن بقصة لا يمكن تصوره الا بمعرفتها نحو قوله تعالى: (انما النسيء زيادة في الكفر) ([3] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn3)) وقوله تعالى: (وليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها) ([4] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn4)))) ([5] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn5)) ،
إذن التفسير يتعلق بعلوم معرفية تاريخية خاصة نقلية هي من آليات عملية التفسير، وأساس معرفته كمعرفته بعلوم القراءة واسباب النزول والاحكام الشرعية ، وغيرها. فضلاً عن علمه باللغة والاساليب العربية ، لان المفسر يحاول الوصول إلى الوضوح بقدر طاقته ، اما التأويل فانه ((يستعمل مرة عاماً ومرة خاصاً نحو الكفر المستعمل تارة في الجحود المطلق وتارة في حجود البارئ خاصة والايمان المستعمل تارة في التصديق المطلق وفي تصديق دين الحق تارة واما في لفظ مشترك بين معان مختلفة نحو لفظة وجد المستعمل في الجدة والوجد والوجود)) ([6] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn6)) ، فالمؤول يرصد التفاعل الثنائي بين الخارج والداخل ؛ لانه يرصد حركة المعنى من خلال الترابط السياقي مستفيداً مما يقدمه له الاجراء التفسيري ، فضلا عن افقه المعرفي الذاتي ، فاللغة تسمح باستعمال كيان معين مقام كيان آخر ، وهنا تتركز فاعلية العقل وقدرته على ايجاد الادلة والبراهين لتيسير عملية الفهم ، وقد جعل القدماء قوام عملية التفسير الرواية وقوام عملية التأويل الدراية ، فغدا التفسير مقصوراً على الاتباع والسماع ، وتعلق التأويل بالاستنباط ويمكن ان يقال: ((ان التفسير بيان لفظ لا يحتاج الا وجهاً واحداً ، والتأويل توجيه لفظ متوجه الى معان مختلفة الى واحد منها بما ظهر من الادلة)) ([1] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn1))
([1]) العين: 7/248 ، مادة (فسر).
([2) مفهوم النص / 224.
([3]) تهذيب اللغة: 12/402.
([4]) مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والادب ، امين الخولي / 271.
______
([1]) البحر المحيط ، ابو حيان: 1/13-14.
([2]) =: مشكلة التأويل العقلي عند مفكري الاسلام ، سعيد زايد ، حوليات كلية الاداب ، جامعة الكويت ، الحولية (6) ، الرسالة (28) ، لسنة 1985 / 9-10.
([3]) تأويلات اهل السنة ، ابو نصر الماتريدي: 1/24.
______
([1]) الفروق اللغوية / 43-44.
([2]) سورة النور ، من الآية / 56.
([3]) سورة التوبة ، من الآية / 37.
([4]) سورة البقرة ، من الآية / 189.
([5]) مقدمة في التفسير / 402.
([6]) م. ن / 402.
:تمهيد:
التفسير وعلاقته بالتأويل:
ظلت اللغة العربية الفصحى تحمل معها المعجم بوصفه إطاراً مرجعياً فكرياً عبر العصور ، وقد ظل المعجم معيناً لتلمس المجال التداولي الاصلي والحقل المعرفي الخاص بالمفردات ، من هنا كان علينا النظر الى مفردة (التفسير) لتبين ما اكتسبته من طويل تجربتها القولية بدخولها في سياقات استعمال وهي محملة بتاريخها الدلالي.
فالتفسير ماخوذ من الفسر ومنه (التفسرة) وهو لفظ اطلق على الماء الذي ينظر فيه الطبيب ليستدل على مرض البدن وان كل شيء يعرف به تفسير الشيء هو التفسرة ([1] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn1)). ففعل التفسرة يعتمد على واسطة من دونها لا يتم هذا الفعل وهو (الوسيط) الذي يستدل به الطبيب على مرض المريض ، وفعل (النظر) من جانب الطبيب ، هو الذي يمكنه من فحص المادة واكتشاف (العلة) ، وهي تعتمد على معرفة الطبيب بالعلل ومظاهرها ([2] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn2)). فعملية التفسرة هذه قائمة على اساسين متلازمين هما (الوسيط) ويشمل الموضوع او النص ، وإحاطة الذات الناظرة في المادة ، وبدون هذا تتحول المادة الى شيء لا دلالة له على الاطلاق ، وتلتقي دلالة الاصل الاشتقاقي الثاني لمصطلح (التفسير) (سفر) بدلالة الاصل الاشتقاقي الاول (فسر) في الدلالة على (الكشف والظهور والبيان) على الرغم من كونها دلالة فرعية ؛ لانه تقابلنا دلالات عدة مركزها (الانتقال والارتحال) ؛ فالمسافر سمي مسافراً ، لانه يكشف ما كان خافياً ، ((وسمي السفر سفراً لانه يسفر عن وجوه المسافرين واخلاقهم فيظهر ما كان خافياً منها)) ([3] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn3)) (السفير) الذي يصلح بين الناس ؛ لانه يزيل ما كان من عداوة وخلاف ، والسفير وسيط يوضح او يوصل للمقابل وجهة نظر المتكلم الذي احتيج الى توضيح وجهة كلامه ؛ من هنا كان السفر الكشف المادي والظاهر ، والفسر الكشف المعنوي الباطن ([4] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn4)) ، فدلالة المادتين واحدة في النهاية وهي الكشف عن شيء مختبئ من خلال وسيط يعد بمثابة علامة دالة
للمفسر من خلالها يتوصل إلى هذا الخبئ ، وقد ارتبط المعنى اللغوي والاصطلاحي
بالاشارة الى فاعلية عملية التفسير ، ومن ثم حاجة المفسر لنص معين ان يكون ملماً
بعلوم عدة ، كعلم القراءة واحكام النطق ومدلولاتها واحكامها الافرادية والتركيبية ،ومعانيها التي تدل عليها حالة التركيب ([1] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn1)) فتكون العملية هنا ألصق بالمفردات والالفاظ ،
وفعل المفسر يكمن في ازالة أي تعقيد او غموض في المفردات للوصول بها الى الوضوح للسامع ، فهو لا يبحث عن مقصدية المتكلم ، وانما هو يسعى لتوضيح بناء المفردات داخل النص فهي عملية تسبق عملية الفهم والاستنباط وتحاول ازالة العوائق امام المؤول.
فقد ارتبط مصطلح التأويل في اطار التداول اللغوي بمصطلح التفسير ارتباطاً وثيقاً وضعهما على قدم المساواة معاً من حيث حاجة المفسر او المؤول لهما معاً ، فكان من الطبيعي
ان لا تتجاوز ثنائية العلاقة بين كلا المصطلحين حدود التعامل مع النص ، ولا يمكن
للتأويل ان يكتفي بتفسير الشيء ؛ لانه يبحث عن ما هو اول في الشيء وعن اصل الشيء لانه يعني الترجيح ؛ من خلال البحث في المعاني المحتملة الماخوذة من الدوال ، التي
يحتاج في قصد واحد منها الى ترجيح بإمارات ودلائل اكثر من معاني الالفاظ اللغوية ، في حين يبحث التفسير في شرح المفردات والالفاظ شرحاً لغوياً يؤدي الى المعنى الظاهر
من النص ([2] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn2)) ؛ لان همه الاول ازالة الغموض لذا فالنشاط التأويلي يعتمد التفسير بوصفه آلية تمكنه من استكناه مراد المتكلم وهو ضروري لتجنب سوء الفهم. اذن فالتأويل والتفسير تجربتان تشيران الى سعي القارئ لفهم النص من خلال اعادة بناء تاريخي موضوعي للنص من خلال تجربة التفسير ، ثم يأتي دور المؤول الذي يفهم اللغة بوصفها منظومة دلالية تتجاوز البنى الاجرائية مؤسسة على رموز ودوال قابلة للتجدد مع كل قراءة تأويلية جديدة ، وقد ذهب اللغويون وبعض المفسرين الى ان التفسير فيه قطعية الدلالة ، في حين التأويل ليست فيه هذه القطعية ، وإنما يبقى الاحتمال متأرجحاً بحسب قوة الادلة ، فقد قال الماتريدي (ت 333هـ) ((التفسير القطع بان مراد الله تعالى كذا والتأويل ترجيح احد المحتملات بدون القطع فان قام دليل مقطوع به على المراد يكون تفسيراً بالرأي وهو حرام ؛ لانه شهادة على الله تعالى بما لا يأمن ان يكون كذباً)) ([3] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn3)) ، إذن فالتأويل يختلف عن التفسير بالرأي ، انه
لا يقطع بالاحتمال الذي يذهب اليه المؤول وبذا يأمن الكذب الا انهما يتفقان في كونها عملية ذهنية اجتهادية متوجهة الى النص ، وينصب مفهوم الاجتهاد على التأويل في مجال الفقه واستخراج الاحكام من النص ولاشك في ان هذه تؤكد دور القارئ في كشف دلالة النص ؛ لان المؤول يحتاج الاجتهاد للترجيح الدلالي ، وعمله قائم على التفسير الذي هو: ((اخبار عن افراد احاد الجملة ، ووضع كل شيء منها موضعه ، ومنه اخذ تفسير الامتعة بالماء والمفسر هو ما فهم معناه بنفسه وذلك لما يتبين كما تبين ماله تفسير ، في حين ان التأويل الاخبار بمعنى الكلام والاخبار بغرض المتكلم)) ([1] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn1)) ؛ لان وظائف التأويل تنصب في البحث عن ما وراء الدال ، وعن مجموع المدلولات وتحديد مستويات المعنى ، ويتجلى ذلك من خلال الكشف عن تركيبة النص ، وشرح العلاقات التي تحكم نسيج النص ، واختص تفسير القرآن ((في غريب الالفاظ كالبحيرة والسائبة والوصيلة ، او في تبين وشرح كقوله: (واقيموا الصلاة واتوا الزكاة) ([2] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn2)). وأما في كلام مضمن بقصة لا يمكن تصوره الا بمعرفتها نحو قوله تعالى: (انما النسيء زيادة في الكفر) ([3] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn3)) وقوله تعالى: (وليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها) ([4] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn4)))) ([5] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn5)) ،
إذن التفسير يتعلق بعلوم معرفية تاريخية خاصة نقلية هي من آليات عملية التفسير، وأساس معرفته كمعرفته بعلوم القراءة واسباب النزول والاحكام الشرعية ، وغيرها. فضلاً عن علمه باللغة والاساليب العربية ، لان المفسر يحاول الوصول إلى الوضوح بقدر طاقته ، اما التأويل فانه ((يستعمل مرة عاماً ومرة خاصاً نحو الكفر المستعمل تارة في الجحود المطلق وتارة في حجود البارئ خاصة والايمان المستعمل تارة في التصديق المطلق وفي تصديق دين الحق تارة واما في لفظ مشترك بين معان مختلفة نحو لفظة وجد المستعمل في الجدة والوجد والوجود)) ([6] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn6)) ، فالمؤول يرصد التفاعل الثنائي بين الخارج والداخل ؛ لانه يرصد حركة المعنى من خلال الترابط السياقي مستفيداً مما يقدمه له الاجراء التفسيري ، فضلا عن افقه المعرفي الذاتي ، فاللغة تسمح باستعمال كيان معين مقام كيان آخر ، وهنا تتركز فاعلية العقل وقدرته على ايجاد الادلة والبراهين لتيسير عملية الفهم ، وقد جعل القدماء قوام عملية التفسير الرواية وقوام عملية التأويل الدراية ، فغدا التفسير مقصوراً على الاتباع والسماع ، وتعلق التأويل بالاستنباط ويمكن ان يقال: ((ان التفسير بيان لفظ لا يحتاج الا وجهاً واحداً ، والتأويل توجيه لفظ متوجه الى معان مختلفة الى واحد منها بما ظهر من الادلة)) ([1] (http://www.way2jannah.com/vb/#_ftn1))
([1]) العين: 7/248 ، مادة (فسر).
([2) مفهوم النص / 224.
([3]) تهذيب اللغة: 12/402.
([4]) مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسير والادب ، امين الخولي / 271.
______
([1]) البحر المحيط ، ابو حيان: 1/13-14.
([2]) =: مشكلة التأويل العقلي عند مفكري الاسلام ، سعيد زايد ، حوليات كلية الاداب ، جامعة الكويت ، الحولية (6) ، الرسالة (28) ، لسنة 1985 / 9-10.
([3]) تأويلات اهل السنة ، ابو نصر الماتريدي: 1/24.
______
([1]) الفروق اللغوية / 43-44.
([2]) سورة النور ، من الآية / 56.
([3]) سورة التوبة ، من الآية / 37.
([4]) سورة البقرة ، من الآية / 189.
([5]) مقدمة في التفسير / 402.
([6]) م. ن / 402.