ابو قاسم الكبيسي
03 / 07 / 2010, 13 : 08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فن تصعيب دخول الجنة
http://www3.0zz0.com/2010/01/22/13/414710918.jpg
لفضيلة الشيخ الدكتور
عائض القرني
فُتح على بعض الناس باب تصعيب دخول الجنة على عباد الله ،
فكأن مفاتيح الجنة في جيبه يُدخل من يشاء ويمنع من يشاء ،
وكأن صكوك الغفران في يده ، يرحم من يشاء ويعذب من يشاء.
فإذا وجد العصاة بشّرهم بالنار ، وأقسم عليهم أن لا يدخلوا الجنة ،
وإذا ذُكر له الطائعون ، شكك في طاعتهم وذكر عيوب أعمالهم ، وإذا سمع نصوص الرحمة ، لم يمرها على ظاهرها وإنما يؤولها ، حتى إني سمعت بعضهم يشرح أحاديث تكفير الذنوب ،
مثل قوله صلى الله عليه وسلم:
«مَن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غُفرت ذنوبه وإن كانت كزبد البحر» ،
فقال معلّقا على الحديث:
الحديث ليس على ظاهره، ولا تكفّر كل الذنوب ولا الكبائر، وهناك شروط في تكفير الذنوب لم تذكر في الحديث ؛
وكأنه يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما ذكر حديث
«مَن قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة»،
قال معلّقا :
الحديث ليس على ظاهره ، وهناك شروط وفرائض وموانع لا بد من اجتماعها حتى يُجرى الحديث على ظاهره ؛ وقائل الحديث هو النبي المعصوم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ،
أعْرَفُ الناس بمدلول اللغة ، وأعلم الناس بمراد ربه عز وجل ، وأتقى الناس وأخشاهم لمولاه تقدس اسمه.
وهكذا تستمر هذه الطائفة لتصعيب دخول الجنة ، حتى لا يثق الطائع بطاعته ، ولا يتوب العاصي من معصيته ، فلا يذكّرونه بالتوبة ولا برحمة أرحم الراحمين ، فإن جاء نص في الوعيد أجروه على ظاهره ، وزادوا عليه كقوله صلى الله عليه وسلم:
«لا يدخل الجنة نمام»
قالوا :
معنى الحديث أن النمام خالد في النار محرم عليه دخول الجنة ،
وهذا ليس مقصود الحديث.
وإذا أتت بشرى بالمغفرة والرحمة في آية أو حديث ، غيّروا المعنى وأفسدوا الفرحة بالبشرى ،
وهذا المسلك الخطير في تصعيب دخول الجنة يورث اليأس والقنوط والإحباط عند كثير من الناس ، حتى يقول بعضهم:
ما دام أننا إذا تبنا لا يُقبل منا ، وأن أعمالنا الصالحة مدخولة بالرياء والسمعة ، فما الفائدة من طاعتنا إذا كنا هالكين أصلا؟
وجدت شبابا محبطا ، صعّب عليهم بعض الوعّاظ التوبة ودخول الجنة ، فأصبحوا يرددون:
ما الفائدة من دعائنا ومن صلاتنا وقد تلوثنا بالخطيئة وتلطخنا بالذنب؟
ووجدنا من أصابه الوسواس من كثرة خوفه ، لأنه استمع إلى مواعظ قاتلة ،
وخطب تهديدية حماسية تتوعد العصاة بنار تلظى ،
ولا تفتح لهم باب الأمل ولا الرجاء برحمة الله.
والسؤال:
مَن الذي رشح هذه الطائفة المتعـنـّـتة في الدين ، المتنطعة في الشريعة ، لتحكم على الناس بدخول الجنة أو الحرمان بدخولها ؟
مَن الذي فوّضهم بتفريغ النصوص من محتواها ؟
فنصوص الرحمة عندهم لها معنى آخر غير مراد من ظاهرها ، ولها باب باطن تدل عليه نصوص أخرى ، ونصوص العذاب والوعيد تجرى على ظاهرها ، ويزاد عليها ، ويُجمع معها نصوص أشد منها ، فإذا ذكرتهم بالحديث الصحيح عند مسلم ،
" عن أبي ذر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:
« بشرني جبريل أنه من مات من أمتك يشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فهو من أهل الجنة »
قال أبو ذر:
وإن زنا وإن سرق ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
وإن زنا وإن سرق
قال أبو ذر:
وإن زنا وإن سرق ؟
قال:
وإن زنا وإن سرق
قال أبو ذر:
وإن زنا وإن سرق؟
فقال صلى الله عليه وسلم:
وإن زنا وإن سرق على رغم أنف أبي ذر "
فإذا سمعوا هذا الحديث جعلوا له تأويلا يخالف ظاهره.
لماذا لا نكون مع نصوص الكتاب والسنّة بين الخوف والرجاء ؟
ولماذا لا نكون على ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال:
« الفقيه كل الفقيه مَن لم يؤمِّن الناس من مكر الله ، ولم يقنّطهم من رحمة الله » ؟
وهذا هو منهج أهل العلم والإيمان ، فإن الله جمع في كتابه بين الخوف منه والرجاء في رحمته فقال: « نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) »
(الحجر 49 – 50 ).
منقول عن ألأخ أبو نيرة جزاه الله خيرا
مع بعض التصرف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فن تصعيب دخول الجنة
http://www3.0zz0.com/2010/01/22/13/414710918.jpg
لفضيلة الشيخ الدكتور
عائض القرني
فُتح على بعض الناس باب تصعيب دخول الجنة على عباد الله ،
فكأن مفاتيح الجنة في جيبه يُدخل من يشاء ويمنع من يشاء ،
وكأن صكوك الغفران في يده ، يرحم من يشاء ويعذب من يشاء.
فإذا وجد العصاة بشّرهم بالنار ، وأقسم عليهم أن لا يدخلوا الجنة ،
وإذا ذُكر له الطائعون ، شكك في طاعتهم وذكر عيوب أعمالهم ، وإذا سمع نصوص الرحمة ، لم يمرها على ظاهرها وإنما يؤولها ، حتى إني سمعت بعضهم يشرح أحاديث تكفير الذنوب ،
مثل قوله صلى الله عليه وسلم:
«مَن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غُفرت ذنوبه وإن كانت كزبد البحر» ،
فقال معلّقا على الحديث:
الحديث ليس على ظاهره، ولا تكفّر كل الذنوب ولا الكبائر، وهناك شروط في تكفير الذنوب لم تذكر في الحديث ؛
وكأنه يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما ذكر حديث
«مَن قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة»،
قال معلّقا :
الحديث ليس على ظاهره ، وهناك شروط وفرائض وموانع لا بد من اجتماعها حتى يُجرى الحديث على ظاهره ؛ وقائل الحديث هو النبي المعصوم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ،
أعْرَفُ الناس بمدلول اللغة ، وأعلم الناس بمراد ربه عز وجل ، وأتقى الناس وأخشاهم لمولاه تقدس اسمه.
وهكذا تستمر هذه الطائفة لتصعيب دخول الجنة ، حتى لا يثق الطائع بطاعته ، ولا يتوب العاصي من معصيته ، فلا يذكّرونه بالتوبة ولا برحمة أرحم الراحمين ، فإن جاء نص في الوعيد أجروه على ظاهره ، وزادوا عليه كقوله صلى الله عليه وسلم:
«لا يدخل الجنة نمام»
قالوا :
معنى الحديث أن النمام خالد في النار محرم عليه دخول الجنة ،
وهذا ليس مقصود الحديث.
وإذا أتت بشرى بالمغفرة والرحمة في آية أو حديث ، غيّروا المعنى وأفسدوا الفرحة بالبشرى ،
وهذا المسلك الخطير في تصعيب دخول الجنة يورث اليأس والقنوط والإحباط عند كثير من الناس ، حتى يقول بعضهم:
ما دام أننا إذا تبنا لا يُقبل منا ، وأن أعمالنا الصالحة مدخولة بالرياء والسمعة ، فما الفائدة من طاعتنا إذا كنا هالكين أصلا؟
وجدت شبابا محبطا ، صعّب عليهم بعض الوعّاظ التوبة ودخول الجنة ، فأصبحوا يرددون:
ما الفائدة من دعائنا ومن صلاتنا وقد تلوثنا بالخطيئة وتلطخنا بالذنب؟
ووجدنا من أصابه الوسواس من كثرة خوفه ، لأنه استمع إلى مواعظ قاتلة ،
وخطب تهديدية حماسية تتوعد العصاة بنار تلظى ،
ولا تفتح لهم باب الأمل ولا الرجاء برحمة الله.
والسؤال:
مَن الذي رشح هذه الطائفة المتعـنـّـتة في الدين ، المتنطعة في الشريعة ، لتحكم على الناس بدخول الجنة أو الحرمان بدخولها ؟
مَن الذي فوّضهم بتفريغ النصوص من محتواها ؟
فنصوص الرحمة عندهم لها معنى آخر غير مراد من ظاهرها ، ولها باب باطن تدل عليه نصوص أخرى ، ونصوص العذاب والوعيد تجرى على ظاهرها ، ويزاد عليها ، ويُجمع معها نصوص أشد منها ، فإذا ذكرتهم بالحديث الصحيح عند مسلم ،
" عن أبي ذر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:
« بشرني جبريل أنه من مات من أمتك يشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فهو من أهل الجنة »
قال أبو ذر:
وإن زنا وإن سرق ؟
قال صلى الله عليه وسلم :
وإن زنا وإن سرق
قال أبو ذر:
وإن زنا وإن سرق ؟
قال:
وإن زنا وإن سرق
قال أبو ذر:
وإن زنا وإن سرق؟
فقال صلى الله عليه وسلم:
وإن زنا وإن سرق على رغم أنف أبي ذر "
فإذا سمعوا هذا الحديث جعلوا له تأويلا يخالف ظاهره.
لماذا لا نكون مع نصوص الكتاب والسنّة بين الخوف والرجاء ؟
ولماذا لا نكون على ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال:
« الفقيه كل الفقيه مَن لم يؤمِّن الناس من مكر الله ، ولم يقنّطهم من رحمة الله » ؟
وهذا هو منهج أهل العلم والإيمان ، فإن الله جمع في كتابه بين الخوف منه والرجاء في رحمته فقال: « نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) »
(الحجر 49 – 50 ).
منقول عن ألأخ أبو نيرة جزاه الله خيرا
مع بعض التصرف