تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإعجاز البياني واللغوي في القرآن الكريم .


أبو عادل
16 / 08 / 2010, 10 : 09 PM
http://www.www.way2jannah.com/vb/images/bsm.gif

مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين الذي أنزل الله - تعالى -القرآن على قلبه بلسان عربي مبين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدِّين.
وبعد، فإنَّ قضية الإعجاز القرآني قد استحوذت ـ منذ وقت مبكر ـ على قدر كبير من اهتمام العلماء وعنايتهم، وكانت هي الدافع القوي وراء ما بذلوه من جهود مباركة، يرمون من ورائها إلى تحقيق هدف ديني أصيل، جدير بأنْ يبذل في سبيله كل جهد، وتستنفد كل طاقة.
ذلك أنَّ التسليم بأنَّ القرآن الكريم معجز للبشر، يؤدي بدوره إلى التسليم بأنه من عند الله - تعالى -، وهذا بدوره يؤدي إلى التسليم بأنَّ كل ما تضمنه حق خالص، لا سبيل للباطل إليه، وأنه الصراط المستقيم، وحبل الله المتين، وأنَّ العصمة والنجاة في الاحتماء بحصنه.
لقد بعث الله - تعالى -رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة الخاتمة، فكان - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسالته خاتمة الرسالات جميعاً، فأنزل الله - تعالى -عليه القرآن بلسان عربي مبين في أُمَّة أُمية لها باعها الطويل والقِدْح المُعلَّى في البيان والفصاحة وروعة الأسلوب، حتى كانت لهم الأسواق والمنابر والمواسم يعرضون فيها أنفس البضائع، وأدق وأجود وأبرع صناعتهم البيانية، إنها بضاعة الكلام من الشعر والنثر والخطابة، وكان النقد والمساجلة والمناظرة، حتى يختاروا من هذه الصناعة البيانية أروعها وأحسنها في جو من التنافس الشديد، ليتفاخروا بما قدموه، ولتتناقله العرب بعد ذلك تذوقاً للُّغة التي تهذبت كلماتها وأساليبها واختيرت ألفاظها أحسن اختيار.
فنزل القرآن على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهو معجزته الكبرى، ودليله على النبوة وأنه لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلاَّ وحي يوحى، وقد وقف أئمة اللُّغة من العرب عاجزين أمام القرآن أنْ يحاكوه أو يماثلوه في أزهى العصور للأُمَّة العربية بياناً وفصاحة وبلاغة. فكان التحدي بألفاظ القرآن وكلماته في فصاحته وبلاغته وبيان أسلوبه، لذا قبل الدخول في لب موضوعنا وهو: "الإعجاز البياني واللُّغوي في القرآن الكريم"، يحسن بنا أنْ نشير إلى الموضوعات التي سوف نتناولها بالدراسة من خلال البحث إنْ شاء الله - تعالى -، وهي على الترتيب التالي:
[1] معجزات الأنبياء.
[2] تعريف المعجزة، الإعجاز.
[3] تعريف البيان، الفصاحة، البلاغة.
[4] معجزة القرآن.
[5] التحدي بالقرآن.
[6] حالة العرب الفكرية.
[7] وجوه الإعجاز.
[8] كتب الإعجاز.
[9] نماذج من القرآن الكريم دالة على إعجازه البياني.
[10] خاتمة تشمل على أهم النتائج التي توصل إليها البحث، كما ذيَّلتُ الدراسة بفهرس المراجع، ثم نأتي بعد الإجمال إلى التفصيل.
والله أسال أنْ يوفقني لإخراج هذا البحث على الصورة المقبولة إنه سميع مجيب.
.../...

أبو عادل
16 / 08 / 2010, 11 : 09 PM
تعريف الإعجاز:
الإعجاز لغة: مصدر، وفعله رباعي هو أعجز، تقول: أعجز يعجز إعجازاً واسم الفاعل معجز([9]).
والإعجاز في الاصطلاح: له عدة تعريفات، منها تعريف الإمام الجرجاني([10]) في كتابه القيم "التعريفات": "أنْ يؤدي المعنى بطريق، هو أبلغ من جميع ما عداه من الطرق"([11]).
وقد عرَّفه مصطفى صادق الرافعي بقوله: "وإنما الإعجاز شيئان:
[1] ضعف القدرة الإنسانية في محاولة المعجزة، ومزاولته على شدة الإنسان واتصال عنايته.
[2] ثم استمرار هذا الضعف على تراخي الزمن وتقدمه. فكأنَّ العالم كله في العجز إنسان واحد، ليس له غير مدنه المحدودة بالغة ما بلغت"([12]).
ومن التعريفات المتعلقة بهذا الباب:
[3] تعريف البيان:
البيان: عبارة عن إظهار المعنى بعبارة مبيِّنة عن حقيقته من غير توسع في الكلام، فإنْ تأنقت في إسهاب فهي البلاغة.
وأما الفصاحة: فعبارة عن الظهور من قولهم: "أفصح الصبح"، إذا ظهر. واللفظ الفصيح هو الظاهر، والغالب أنه يستعمل باعتبار اللفظ الكثير الاستعمال في معناه وإنْ خالف القياس([13]).


.../...

أبو عادل
16 / 08 / 2010, 12 : 09 PM
[4] معجزة القرآن:
ولما كان التفوق عنصراً مشتركاً بين المعجزات الحسية والعقلية على حد سواء، كان القرآن ـ وهو معجزة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ـ متفوقاً عما يشاكله من كلام البشر، غير أنَّ القوم أنكروا هذا التفوق، وقالوا حين تليت عليهم آياته: (قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ)([14]) وجاء التحدي (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ)([15]).

[5] التحدي بالقرآن:
وحار القوم في إجابة هذا التحدي، كيف يأتون بكلام مثل هذا الكلام كله؟ ربما قد حاولوا، ولكنهم عجزوا، وقالوا: (إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ)([16])، فتجاوز لهم عن بعض ما طولبوا به، ولم يشأ أنْ يفلتوا بما أعذروا أنفسهم به، فلئن كان حديثاً مفترى أعين عليه (فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)([17])، وما أجداهم أنْ يستعينوا بمَنْ شاءوا ومَنْ استطاعوا في أنْ يأتوا بالعشر المفتريات، فأرخى لهم إمعاناً في التحدي الساخر بقدرتهم، فتجاوز عن العشر إلى واحدة مع العون أيضاً فقال: (قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)([18])، ولئن تقاصرت قدرتكم أنْ تأتوا بسورة مماثلة لسورة على التحديد (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)([19])، فربما كانت مماثلته على التقريب أيسر عليكم من مماثلة على التحديد.. وهذا ما أشارت إليه آية البقرة باستخدام لفظ (مِن مِّثْلِهِ).

أ. د. عمر يوسف حمزة.

محمد نصر
17 / 08 / 2010, 29 : 04 AM
بارك الله فيكم اخي ****** ابو عادل علي هذا الموضوع الطييب

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

شريف حمدان
17 / 08 / 2010, 48 : 04 AM
باركَ اللهُ فيك; .. وأجزلَ مثوبتَك; .. وأسعدك; في الدَّارين ..
وسَتَرَك; في حاضر القيامةِ ..
وبيّضَ وجهك; يوم تسودُّ وجوه العُصاةِ في موقفِ الندامة

أبو عادل
17 / 08 / 2010, 48 : 02 PM
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم على مروركم الكريم.