تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : @@ حوار سليمان مع النملة@@


حبيبه محمد نصر
02 / 09 / 2010, 50 : 03 PM
الســـــلام عليكم ورحمة الله وبركـــــاته




أحب نبي الله سليمان عليه السلام الطبيعة انطلق من وقت إلى أخر إلى



حدائقه وأحياناً إلى شواطئ النهر كما إلى الجبال والبراري ،


وكان يراقب بشئ من الاهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى الحشرات


، حيث يرى في تصرفاتها اهتمام الله بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية .


لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزء من حبة قمح أثقل منها ،


تبذل كل الجهد لتنقلها إلى حجرٍ صغيرٍ كمخزن تقتات بها .


فكر سليمان في نفسه قائلاً :


" لماذا لا أُسعد بهذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءاً من قمحة ؟


لقد وهبني الله غنى كثيرا لأسعد شعبي ، وأيضاً الحيوانات والطيور والحشرات !"


أمسك سليمان بالنملة ووضعها في علبه ذهبية مبطنة بقماش حريري ناعم وجميل ،


ووضع حبه قمح ... وبابتسامة لطيفة قال لها :" لا تتعبي أيتها النملة ، فأنني


سأقدم لكِ كل يوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي ...


مخازني تشبع الملايين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات " .


شكرته النملة على أهتمامه بها ، وحرصه على راحتها .


وضع لها سليمان حبة القمح ، وفي اليوم التالي جاء


بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الأخر .


وضع الحبة وجاء في اليوم التالي ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة ،


وهكذا تكرر الأمر يوماً بعد يوم ...


سألها سليمان الحكيم : " لماذا تحتجزين باستمرار نصف حبة قمح ؟"


أجابته النملة : " إنني دائماً احتجز نصف الحبة لليوم التالي كاحتياطي .


أنا اعلم أهتمامك بي ، إذ وضعتني في علبة ذهبية ،


وقدمت لي حريراً ناعماً اسير عليه ، ومخازنك تشبع البلايين من النمل ،


لكنك إنسان ... وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني يوماً فاجوع ،


لهذا احتفظ بنصف حبة احتياطياً .


الله الذي يتركني أعمل واجاهد لأحمل أثقال لا ينساني ، أما أنت قد تنساني ! "


عندئذ اطلق سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية ، مدركاً أن ما وهبه الله لها لن يهبه إنسان !