شريف حمدان
27 / 09 / 2010, 21 : 10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الهمـز تحقيقا وتسهيلا :
بدءا يشير الباحث إلى أنه لن يتحدث عن هذه الظاهرة بوصفها ظاهرة صوتية، إنما يقتصر
فحسب عما يمتّ إليها بصلة بالجانب الصرفي؛ حيث يعرض للكلمات التي يؤدي فيها تحقيق
الهمز أو تركه إلى اختلاف صرفي دلالي إلا أن هذا لا يمنع أن يشير إشارة موجزة إلى انتشار
الظاهرة في الجزيرة العربية بين القبائل.
لقد اختلفت القبائل العربية في تحقيق الهمز وتسهيله في بعض الكلمات، ويبدو هذا واضحا
في لغة القبائل الحجازية لاسيما قريش، ولغة القبائل البدوية وبخاصة تميم؛ فبينما حرصت
الأخيرة على الهمز مالت الأولى إلى التسهيل أو ترك الهمز . والهمز هو الأصل ؛ ومن ثم فهو
اللغة الأولى، وتركه لغة ثانية، ويعده الباحث مظهرا من مظاهر التطور اللغوي نحو التخفيف،
ويري الباحث أن ميل القبائل المتحضرة المتمثلة في قبائل غرب الجزيرة وتتمركزها قريش إلى
الهمز راجع إلى اختصار عدد المقاطع الصوتية وانتقال موضع النبر؛ فمثلا كلمة (سأل) تتكون
من ثلاثة مقاطع من النوع القصير، والنبر في هذه الحالة على المقطع الثالث من الآخر
(س : ص ح)، فإذا ما خفّفنا الهمز اختصرت المقاطع الثلاثة إلى مقطعين: متوسط مفتوح
وقصير، وانتقل موضع النبر إلى المقطع قبل الأخير (سا : ص م).
واللغة الأدبية النموذجية تميل إلى تحقيق الهمز، وهي اللغة الفاشية ،
وقد اتسمت بها قراءة حفص؛ الأمر الذي يؤكد لنا شيوع هذه السمة في لغة الحجاز.
ومن ثم يري الباحث أن الهمز هو اللغة الأولى وأن التسهيل لغة ثانية ، لجأت إليه قبائل
الحجاز تخفيفا؛ ليتواءم مع تحضرها.
هذا . . وقد حفظت لنا قراءة حفص نماذج قليلة ـ تحصي عددا ـ من هذه اللغة، نشير منها إلى :
ـ ننسها :
في: (ما ننسخ من آيه أو ننسها نأت بخير منها) البقرة 106، إذ قرئ (ننسها)
و(ننساها) بالهمز، والأولى قراءة حفص ، وترك الهمز له أثر صرفي دلالي؛ فبينما كانت الكلمة
المهموزة من (أنسأ) بمعني التأخير صارت الكلمة الثانية من (أنسي) بمعني النسيان،
وترك الهمز هنا أقوى،
يؤكد هذا قوله تعالى: (سنقرئك فلا تنسي) .
ـ أرجه :
في قوله تعالى (أرجه وأخاه) الأعراف 111 حيث قرئ (أرجئه) بالهمز، ومن غير
همز (أرجه) وهي قراءة حفص، والأولى من (أرجأ) والثانية من (أرجى)، وهما لغتان في التأخير .
ـ هزوا وكفوا:
في سورتي البقرة 67 والإخلاص 4 ، كل القراء قرأوها بالهمز إلا حفصا فقد قرأ
بالتسهيل ، ولعل هذا ما دفع أبا شامة إلى القول: "إن من شأن حفص تحقيق الهمز أبدا،
وإنما وقع له الإبدال في (هزوا وكفوا)؛ جمعا بين اللغات؛ لأن من عادته مخالفة أصله" .
وربما جاء التسهيل هنا نتيجة ضم الحرف الثاني، والضم هو الأصل، والإسكان تخفيفا،
والضم يوجب قلب الهمزة حرفا من جنس الحركة، ولعل حديثا
للمهدي يؤكد هذا الرأي؛ إذ يقول: "من أبدل الهمزة واوا ، فعلى مراعاة الأصل الذي هو الضم؛
لأن الهمزة إذا انفتحت وانضم ما قبلها أبدلت واوا" .
وبعد هذا العرض لهذه الظاهرة تبين للباحث أن الهمز يمثل اللغة الأولى وهو الأصل، وأن
التسهيل لغة ثانية، ويعد مظهرا من مظاهر التطور اللغوي نحو التخفيف وهو سمة وسمت
بها لغة القبائل الحجازية وفي مقدمتها لغة قريش، وقد جاءت قراءة حفص بلغة التحقيق إلا
قليلا بلغة التسهيل، وهذه النتيجة يترتب عليها أمران:
أحدهما :
سيطرة اللغة البدوية على قراءة حفص بالنسبة لهذه الظاهرة ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى
شيوع الهمز في اللغة الحجازية ، ويؤخذ من هذا أن اللغة الحجازية قد استعملت التسهيل فيما
بين أهلها واستعملت الهمز لمخاطبة سائر العرب، وربما يدفع هذا الأمر إلى القول بأن لغة
قريش هي اللغة الأدبية المشتركة التي يتخاطب بها مختلف قبائل العرب.
ـ والآخـر:
أن ثمة تداخلا وتوافقا بين كتلتي الجزيرة العربية ؛ مما يدحض آراء المستشرقين الخاصة
بتقسيم الجزيرة العربية إلى كتلتين : غربية وشرقية.
الهمـز تحقيقا وتسهيلا :
بدءا يشير الباحث إلى أنه لن يتحدث عن هذه الظاهرة بوصفها ظاهرة صوتية، إنما يقتصر
فحسب عما يمتّ إليها بصلة بالجانب الصرفي؛ حيث يعرض للكلمات التي يؤدي فيها تحقيق
الهمز أو تركه إلى اختلاف صرفي دلالي إلا أن هذا لا يمنع أن يشير إشارة موجزة إلى انتشار
الظاهرة في الجزيرة العربية بين القبائل.
لقد اختلفت القبائل العربية في تحقيق الهمز وتسهيله في بعض الكلمات، ويبدو هذا واضحا
في لغة القبائل الحجازية لاسيما قريش، ولغة القبائل البدوية وبخاصة تميم؛ فبينما حرصت
الأخيرة على الهمز مالت الأولى إلى التسهيل أو ترك الهمز . والهمز هو الأصل ؛ ومن ثم فهو
اللغة الأولى، وتركه لغة ثانية، ويعده الباحث مظهرا من مظاهر التطور اللغوي نحو التخفيف،
ويري الباحث أن ميل القبائل المتحضرة المتمثلة في قبائل غرب الجزيرة وتتمركزها قريش إلى
الهمز راجع إلى اختصار عدد المقاطع الصوتية وانتقال موضع النبر؛ فمثلا كلمة (سأل) تتكون
من ثلاثة مقاطع من النوع القصير، والنبر في هذه الحالة على المقطع الثالث من الآخر
(س : ص ح)، فإذا ما خفّفنا الهمز اختصرت المقاطع الثلاثة إلى مقطعين: متوسط مفتوح
وقصير، وانتقل موضع النبر إلى المقطع قبل الأخير (سا : ص م).
واللغة الأدبية النموذجية تميل إلى تحقيق الهمز، وهي اللغة الفاشية ،
وقد اتسمت بها قراءة حفص؛ الأمر الذي يؤكد لنا شيوع هذه السمة في لغة الحجاز.
ومن ثم يري الباحث أن الهمز هو اللغة الأولى وأن التسهيل لغة ثانية ، لجأت إليه قبائل
الحجاز تخفيفا؛ ليتواءم مع تحضرها.
هذا . . وقد حفظت لنا قراءة حفص نماذج قليلة ـ تحصي عددا ـ من هذه اللغة، نشير منها إلى :
ـ ننسها :
في: (ما ننسخ من آيه أو ننسها نأت بخير منها) البقرة 106، إذ قرئ (ننسها)
و(ننساها) بالهمز، والأولى قراءة حفص ، وترك الهمز له أثر صرفي دلالي؛ فبينما كانت الكلمة
المهموزة من (أنسأ) بمعني التأخير صارت الكلمة الثانية من (أنسي) بمعني النسيان،
وترك الهمز هنا أقوى،
يؤكد هذا قوله تعالى: (سنقرئك فلا تنسي) .
ـ أرجه :
في قوله تعالى (أرجه وأخاه) الأعراف 111 حيث قرئ (أرجئه) بالهمز، ومن غير
همز (أرجه) وهي قراءة حفص، والأولى من (أرجأ) والثانية من (أرجى)، وهما لغتان في التأخير .
ـ هزوا وكفوا:
في سورتي البقرة 67 والإخلاص 4 ، كل القراء قرأوها بالهمز إلا حفصا فقد قرأ
بالتسهيل ، ولعل هذا ما دفع أبا شامة إلى القول: "إن من شأن حفص تحقيق الهمز أبدا،
وإنما وقع له الإبدال في (هزوا وكفوا)؛ جمعا بين اللغات؛ لأن من عادته مخالفة أصله" .
وربما جاء التسهيل هنا نتيجة ضم الحرف الثاني، والضم هو الأصل، والإسكان تخفيفا،
والضم يوجب قلب الهمزة حرفا من جنس الحركة، ولعل حديثا
للمهدي يؤكد هذا الرأي؛ إذ يقول: "من أبدل الهمزة واوا ، فعلى مراعاة الأصل الذي هو الضم؛
لأن الهمزة إذا انفتحت وانضم ما قبلها أبدلت واوا" .
وبعد هذا العرض لهذه الظاهرة تبين للباحث أن الهمز يمثل اللغة الأولى وهو الأصل، وأن
التسهيل لغة ثانية، ويعد مظهرا من مظاهر التطور اللغوي نحو التخفيف وهو سمة وسمت
بها لغة القبائل الحجازية وفي مقدمتها لغة قريش، وقد جاءت قراءة حفص بلغة التحقيق إلا
قليلا بلغة التسهيل، وهذه النتيجة يترتب عليها أمران:
أحدهما :
سيطرة اللغة البدوية على قراءة حفص بالنسبة لهذه الظاهرة ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى
شيوع الهمز في اللغة الحجازية ، ويؤخذ من هذا أن اللغة الحجازية قد استعملت التسهيل فيما
بين أهلها واستعملت الهمز لمخاطبة سائر العرب، وربما يدفع هذا الأمر إلى القول بأن لغة
قريش هي اللغة الأدبية المشتركة التي يتخاطب بها مختلف قبائل العرب.
ـ والآخـر:
أن ثمة تداخلا وتوافقا بين كتلتي الجزيرة العربية ؛ مما يدحض آراء المستشرقين الخاصة
بتقسيم الجزيرة العربية إلى كتلتين : غربية وشرقية.