ابو قاسم الكبيسي
12 / 12 / 2010, 43 : 07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (17)
[ حرية الرأي عند صناديد قريش ! ]
عاش رسول صلى الله عليه وسلم في مكة بين قبيلة قريش ( 13 ) سنة , يدعوهم إلى الإسلام , ويتلوا عليهم القرآن الكريم , ويرد على شبههم, وينتقد آلهتهم , ويصلي ويطوف في المسجد الحرام أمامهم .
ولم تحصل له المضايقات التي سببت له الهجرة إلى المدينة النبوية , إلا بعد أن أكثر عليهم الكلام , وأطال في دعوتهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده , ونبذ الشرك وما سواه من خرافات دينهم ومعتقداتهم .
هذه الصورة تبين مدى مجال الدعوة في قبيلة قريش , أهل الجاهلية الذين يغلب عليهم الأمية وندرة التعليم والتخلف الحضاري .
وأما اليوم فالكثير بل قد يُقال كل الحكومات العربية والإسلامية , تضيق ذرعاً , ولا تتحمل الدعاة إلى الله والنقاش معهم في مطالباتهم ورغباتهم
وخاصة في الأمور السياسية وشؤون الدولة مدة ( 13 ) دقيقة فقط !
هذا مع ادعائهم العلم , والتطور , والتحضر , وقبل هذا الإسلام !.
فكم من مقتول ومسجون ومعذب في غياهب السجون - لا يعلم بهم إلا الله -بسبب قول أو رأي فقهي أو سياسي له حض من النظر والدليل الشرعي ؛
وكأن هؤلاء الحُكام والحكومات يمت لهم صله
بشارون , أو جنكيز خان , أو بقايا النصارى الذين نكلوا بمن بقي من المسلمين في الأندلس .
فيا سبحان الله !
ما أشبه الليلة بالبارحة .. فوالله إن هذا ليذكرنا
بقول الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – , في رسالته المشهورة بالقواعد الأربع , حينما قال :
(( أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين , لأنّ الأوّلين يُشركون في الرخاء ويُخلصون في الشدّة ، ومشركوا زماننا شركهم دائم ؛ في الرخاء والشدّة.
والدليل قوله تعالى :
{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }
[العنكبوت:65] )) .
ونحن نقول قريباً من قوله :
( أن حكومات بلادنا العربية والإسلامية اليوم مع الدعاة إلى الله , أغلظ طبعاً وأضيق صدراً من صناديد قريش ) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (17)
[ حرية الرأي عند صناديد قريش ! ]
عاش رسول صلى الله عليه وسلم في مكة بين قبيلة قريش ( 13 ) سنة , يدعوهم إلى الإسلام , ويتلوا عليهم القرآن الكريم , ويرد على شبههم, وينتقد آلهتهم , ويصلي ويطوف في المسجد الحرام أمامهم .
ولم تحصل له المضايقات التي سببت له الهجرة إلى المدينة النبوية , إلا بعد أن أكثر عليهم الكلام , وأطال في دعوتهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده , ونبذ الشرك وما سواه من خرافات دينهم ومعتقداتهم .
هذه الصورة تبين مدى مجال الدعوة في قبيلة قريش , أهل الجاهلية الذين يغلب عليهم الأمية وندرة التعليم والتخلف الحضاري .
وأما اليوم فالكثير بل قد يُقال كل الحكومات العربية والإسلامية , تضيق ذرعاً , ولا تتحمل الدعاة إلى الله والنقاش معهم في مطالباتهم ورغباتهم
وخاصة في الأمور السياسية وشؤون الدولة مدة ( 13 ) دقيقة فقط !
هذا مع ادعائهم العلم , والتطور , والتحضر , وقبل هذا الإسلام !.
فكم من مقتول ومسجون ومعذب في غياهب السجون - لا يعلم بهم إلا الله -بسبب قول أو رأي فقهي أو سياسي له حض من النظر والدليل الشرعي ؛
وكأن هؤلاء الحُكام والحكومات يمت لهم صله
بشارون , أو جنكيز خان , أو بقايا النصارى الذين نكلوا بمن بقي من المسلمين في الأندلس .
فيا سبحان الله !
ما أشبه الليلة بالبارحة .. فوالله إن هذا ليذكرنا
بقول الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – , في رسالته المشهورة بالقواعد الأربع , حينما قال :
(( أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين , لأنّ الأوّلين يُشركون في الرخاء ويُخلصون في الشدّة ، ومشركوا زماننا شركهم دائم ؛ في الرخاء والشدّة.
والدليل قوله تعالى :
{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }
[العنكبوت:65] )) .
ونحن نقول قريباً من قوله :
( أن حكومات بلادنا العربية والإسلامية اليوم مع الدعاة إلى الله , أغلظ طبعاً وأضيق صدراً من صناديد قريش ) .