ابو قاسم الكبيسي
12 / 12 / 2010, 01 : 08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (18)
[ وقفه مع تحجير وتقييد الفتوى في السعودية ]
لن أخوض في قضية تحليل فلان للغناء وتبعاتها , ولا في فتوى فلان في إثارة رضاع الكبير بين العوام
الجُهال , ولا فتوى فلان في كذا وكذا .. الخ .
بل سوف أنبه إلى أمر وشيء مهم , إلا وهو هدي بعض الخلفاء والسلاطين والأمراء الصالحين , الذين كان
يهمهم اتزان الشارع الإسلامي أمام المسائل الدينية , حتى لا يتأثر وينحرف في سلوكه وعقيدته ؛ من منطلق
قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ )) .
ومن يقرأ في التاريخ الإسلامي , يجد أن الغالب على ولاة الأمور ، مطاردة وإيقاف بل وفي بعض الأحيان قتل
أصحاب الأقوال
( العقدية )
التي ينشأ عنها بدعة مكفرة , أو مفسقة , وليس محاسبة أصحاب الأقوال
( الفقهية )
التي يتسع فيها مجال البحث والاختلاف .
وأيضاً من تتبع مؤلفات العلماء في الردود , يجد أن اغلبها تدور على العقائد , وليس في الفقهيات التي ألف
فيها بعض العلماء , كتباً سموها الخلافيات كالبيهقي , أو اختلاف العلماء كالطحاوي وغيرهم .
فمثلاً باختصار وبدون إطالة عن محاسبة أصحاب العقائد الضالة :
1/ قام أمير المؤمنين عمر – رضي الله عنه –
بضرب صبيغ التميمي , على قضية التشكيك والخوض في متشابه القرآن .
2/ تم قتل الجعد بن درهم على الزندقة والنفاق , من قبل الأمير خالد بن عبدالله القسري – رحمه الله –.
3/ شمَّر الوزير الهُمام حامد بن العباس – رحمه الله – ,
عن ساعد الجد في زمن الخليفة المقتدر بالله , فقتل الحلاج على النفاق بعد اخذ الفتاوى من الفقهاء ؛ قطعاً لفتنته بين العوام .
4/ في سنة 279هـ أمر السلطان ببغداد أن يُنادى في الناس , ألا يقعد على الطريق ولا في مسجد الجامع قاص ولا صاحب نجوم ولا زاجر؛ وحلَّف الوراقون ألا يبيعوا كتب الكلام والجدل والفلسفة .
5/ استتاب أمير المؤمنين القادر بالله في سنة 408هـ فقهاء المعتزلة من الحنفية , ونهاهم وتوعدهم بالعقاب الرادع عن الكلام , والتدريس , والمناظرة في الاعتزال , والرفض , والمقالات المخالفة للإسلام وأخذ خطوطهم بذلك .
إذاً وبكل بساطة واختصار , نحن نريد تحجيم وتضييق ومطاردة أهل البدع في السعودية , من الصوفية , والرافضة وغيرهم ممن لهم مؤلفات , وأشرطة , وفضائيات , ومواقع على النت يقولون فيها
{ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا }
وليس الأمر محصوراً على خنق أهل السنة – وخاصة متدينيهم وصالحيهم - , الذين يُضرب على أيديهم , وتكمم أفواههم , ويتهمون في كل نادي ومجلس بما هم منه براء , وفي نفس الوقت يفتح الباب على مصراعيه , لكل من هب ودب , من سقط المجتمع السعودي وفُسّاقه وأراذله أصحاب المذهب السلولي
( نسبتاً لابن سلول )
يتكلمون في المنتديات , والفضائيات , والمسلسلات , ويكتبون في الصحف , والمجلات , والمؤلفات بما ( يُدمي منه الأظل ، و يخرج معتقده إلى سبيل من ضل ) .
نعم , هذا هو الحاصل .. فكم فتنوا هؤلاء اللئام النوكى
{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }
من شاب وشابة ، بكفر أقوالهم , وكذب ألسنتهم , يزينون لهم الباطل ويلبسونه ثوب الحق !
ويلبسون الحق بثياب الباطل !
ويوهمونهم بـ( لسان عليم ) أن ليس لكم طريق ولا نجاة إلا باعتناق اللبرالية , والعلمانية , وتحكيم الديمقراطية , وتحرير المرأة , ومحاربة التدين ودعاته .
ثم لا ننسى في هذا الصدد , أن ننبه إلى أن هيئة كبار العلماء ومن تختاره معها في الفتوى , يجب أن يكونوا على قدر المسؤولية أمام الله ثم الأمة , فكم من نازلة وبلاء تحل بالبلاد الإسلامية , لا نجد لهم فتوى أو صوت إلا آخر الأصوات , أو بعد فوات الأمر وتغير الأحوال ؛ ومن المعلوم - كما في علم الأصول – أنه :
( لايجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة )
ومن لم يصدق ، فهذه نازلة جديدة – وقد مر قبلها نوازل -
إلا وهي حرق المصاحف من قبل بعض القساوسة في أمريكا , لم نجد لهم بيان شافي , أو فتوى صادره من بلاد الحرمين الذي نزل فيه القرآن , بينما صاح من صاح من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , تنديداً , وشجباً , وحمية لكتاب الله0
– والله المستعان -.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (18)
[ وقفه مع تحجير وتقييد الفتوى في السعودية ]
لن أخوض في قضية تحليل فلان للغناء وتبعاتها , ولا في فتوى فلان في إثارة رضاع الكبير بين العوام
الجُهال , ولا فتوى فلان في كذا وكذا .. الخ .
بل سوف أنبه إلى أمر وشيء مهم , إلا وهو هدي بعض الخلفاء والسلاطين والأمراء الصالحين , الذين كان
يهمهم اتزان الشارع الإسلامي أمام المسائل الدينية , حتى لا يتأثر وينحرف في سلوكه وعقيدته ؛ من منطلق
قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ )) .
ومن يقرأ في التاريخ الإسلامي , يجد أن الغالب على ولاة الأمور ، مطاردة وإيقاف بل وفي بعض الأحيان قتل
أصحاب الأقوال
( العقدية )
التي ينشأ عنها بدعة مكفرة , أو مفسقة , وليس محاسبة أصحاب الأقوال
( الفقهية )
التي يتسع فيها مجال البحث والاختلاف .
وأيضاً من تتبع مؤلفات العلماء في الردود , يجد أن اغلبها تدور على العقائد , وليس في الفقهيات التي ألف
فيها بعض العلماء , كتباً سموها الخلافيات كالبيهقي , أو اختلاف العلماء كالطحاوي وغيرهم .
فمثلاً باختصار وبدون إطالة عن محاسبة أصحاب العقائد الضالة :
1/ قام أمير المؤمنين عمر – رضي الله عنه –
بضرب صبيغ التميمي , على قضية التشكيك والخوض في متشابه القرآن .
2/ تم قتل الجعد بن درهم على الزندقة والنفاق , من قبل الأمير خالد بن عبدالله القسري – رحمه الله –.
3/ شمَّر الوزير الهُمام حامد بن العباس – رحمه الله – ,
عن ساعد الجد في زمن الخليفة المقتدر بالله , فقتل الحلاج على النفاق بعد اخذ الفتاوى من الفقهاء ؛ قطعاً لفتنته بين العوام .
4/ في سنة 279هـ أمر السلطان ببغداد أن يُنادى في الناس , ألا يقعد على الطريق ولا في مسجد الجامع قاص ولا صاحب نجوم ولا زاجر؛ وحلَّف الوراقون ألا يبيعوا كتب الكلام والجدل والفلسفة .
5/ استتاب أمير المؤمنين القادر بالله في سنة 408هـ فقهاء المعتزلة من الحنفية , ونهاهم وتوعدهم بالعقاب الرادع عن الكلام , والتدريس , والمناظرة في الاعتزال , والرفض , والمقالات المخالفة للإسلام وأخذ خطوطهم بذلك .
إذاً وبكل بساطة واختصار , نحن نريد تحجيم وتضييق ومطاردة أهل البدع في السعودية , من الصوفية , والرافضة وغيرهم ممن لهم مؤلفات , وأشرطة , وفضائيات , ومواقع على النت يقولون فيها
{ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا }
وليس الأمر محصوراً على خنق أهل السنة – وخاصة متدينيهم وصالحيهم - , الذين يُضرب على أيديهم , وتكمم أفواههم , ويتهمون في كل نادي ومجلس بما هم منه براء , وفي نفس الوقت يفتح الباب على مصراعيه , لكل من هب ودب , من سقط المجتمع السعودي وفُسّاقه وأراذله أصحاب المذهب السلولي
( نسبتاً لابن سلول )
يتكلمون في المنتديات , والفضائيات , والمسلسلات , ويكتبون في الصحف , والمجلات , والمؤلفات بما ( يُدمي منه الأظل ، و يخرج معتقده إلى سبيل من ضل ) .
نعم , هذا هو الحاصل .. فكم فتنوا هؤلاء اللئام النوكى
{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }
من شاب وشابة ، بكفر أقوالهم , وكذب ألسنتهم , يزينون لهم الباطل ويلبسونه ثوب الحق !
ويلبسون الحق بثياب الباطل !
ويوهمونهم بـ( لسان عليم ) أن ليس لكم طريق ولا نجاة إلا باعتناق اللبرالية , والعلمانية , وتحكيم الديمقراطية , وتحرير المرأة , ومحاربة التدين ودعاته .
ثم لا ننسى في هذا الصدد , أن ننبه إلى أن هيئة كبار العلماء ومن تختاره معها في الفتوى , يجب أن يكونوا على قدر المسؤولية أمام الله ثم الأمة , فكم من نازلة وبلاء تحل بالبلاد الإسلامية , لا نجد لهم فتوى أو صوت إلا آخر الأصوات , أو بعد فوات الأمر وتغير الأحوال ؛ ومن المعلوم - كما في علم الأصول – أنه :
( لايجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة )
ومن لم يصدق ، فهذه نازلة جديدة – وقد مر قبلها نوازل -
إلا وهي حرق المصاحف من قبل بعض القساوسة في أمريكا , لم نجد لهم بيان شافي , أو فتوى صادره من بلاد الحرمين الذي نزل فيه القرآن , بينما صاح من صاح من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , تنديداً , وشجباً , وحمية لكتاب الله0
– والله المستعان -.