ابو قاسم الكبيسي
22 / 12 / 2010, 16 : 06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (22)
[ قصيدة العلامة الأديب بديع الزمان الهمذاني]
في الرد والدفاع عن الصحابة
هذه قصيدةٌ جميلةٌ بديعة , ونادرةٌ سُنيةٌ رفيعة ,
من نظم العلامةِ الأديب المقامي , أبو الفضل بديع الزمان الهمذاني , عليه الرحمة من الله عدد الصحابةِ الأخيار , ومنهم أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار , والد الشريفة الزكية سيدة نساء العالمين الأطهار .
نقلتها من ترجمته في معجم الأدباء لِياقوت الحَموي , يمدح فيها الصحابة ويهجو بها الخوارزمي , لأنه رافضيٌ لئيم , وكذابٌ اشرٌ زنيم , فقد قال أبياتاً في الطعنِ والوقيعةِ فيهم , ولم يحفظ لهم إمامتهم وسابقتهم ويخاف الله فيهم .
ولما خرج الزنديق الكويتي الطاعن على عائشة – رضي الله عنها - في هذه الأيام , وتنادت الناس بنصرتها لأنها زوجة من عليه الصلاة والسلام ,
أحببت أن أشارك وأذب عنها ولو بالكتابة والكلام , وذلك بقصد طلب الأجر والمثوبة , ممن إليه المرجع و إليه الأوبة ؛ وقد تم الدفاع عنها في هذه القصيدة المغمورة , ببيتين قويين مُفحمين في آخرها مذكورة , فيقول فيها :
وكَّلني بالهم والكآبة ... طعانةٌ لعانة سبابهْ
للسلف الصالح والصحابةْ ... أساء سمعاً فأساء جابهْ
تأملوا يا كبراء الشيعة ... لعشرة الإسلام والشريعة
أتستحل هذه الوقيعة ... في تَبَعِ الكُفْرِ وأهل البيعةْ
فكيف من صدق بالرسالة ... وقام للدين بكل آله
وأحرز الله يد العقبى له ... ذلكم الصديق لا محالة
إمام من أجمع في السقيفة ... قطعاً عليه أنه الخليفة
ناهيك من أثاره الشريفة ... في رده كيد بني حنيفة
سل الجبال الشُم والبحارا ... وسائل المنبر والمناراَ
واستعلم الآفاق والأقطارا ... من أظهر الدين بها شعاراَ
ثم سل الفُرس وبيت النارِ ... من الذي فل شَبَا الكفارِ
هل هذه البيض من الآثارِ ... إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائل الإسلام من قواهُ ... وقال إذ لم تقل الأفواهُ
واستنجز الوعد فأومى اللهُ ... من قام لما قعدوا إلا هوُ
ثاني النبي في سني الولادة ... ثانيه في الغارة بعد العادةْ
ثانيه في الدعوة والشهادة ... ثانيه في القبر بلا وسادهْ
ثانيه في منزلة الزعامة ... نبوة أفضت إلى إمامهْ
أتأمل الجنة يا شتامه ؟... ليست بمأواك ولا كرامة
إن امرأ أثنى عليه المصطفىَ ... ثمت والاه الوصى المرتضىَ
واجتمعت على معاليه الورىَ ... واختاره خليفة رب العلاَ
واتبعته أمة الأمىِّ ... وبايعته راحة الوصيِّ
وباسمه استسقى حيا الوسميِّ ... ما ضره هجو الخوارزميِّ
سبحان من لم يلقم الصخر فمه ... ولم يعده حجراً ما أحلمهْ
يا نذل يا مأبون أفطرت فمه ... لشد ما اشتاقت إليك الحطمة
إن أمير المؤمنين المرتضىَ ... وجعفر الصادق أو موسى الرضىَ
لو سمعوك بالخنا معرضا ... ما ادخروا عنك الحسام المنتضىَ
ويلك لم تنبح يا كلب القمرْ؟ ... مالك يا مأبون تغتاب عمرْ؟
سيد من صام وحج واعتمر ... صرح بإلحادك لا تمش الخمرْ
يا من هجا الصديق والفاروقا ... كيما يقيم عند قوم سوقا
نفخت يا طبل علينا بوقا ... فما لك اليوم كذا موهوقا؟
إنك في الطعن على الشيخينِ ... والقدح في السيد ذي النورينِ
لواهن الظهر سُخين العينِ ... معترض للحين بعد الحينِ
هلا شغلت باستك المغلومة... وهامة تحملها ميشومهْ ؟
هلا نهتك الوجنة الموشومة ... عن مشتري الخلد ببئر رومهْ ؟
كفى من الغيبة أدنى شمه ... من استجاز القدح في الأئمةْ
ولم يُعظَّم أمناء الأمة ... فلا تلوموه ولوموا أمهْ
( مالك يا نذل وللزكية ... عائشة الرَّاضية المرضية ؟)
( يا ساقط الغيرة والحمية ... ألم تكن للمصطفى حظيهْ ؟)
من مبلغ عني الخوارزميا ... يخبره أن ابنه عليا
قد اشترينا منه لحماً نيا ... بشرط أن يفهمنا المعنيا
يا أسد الخلوة خنزير الملا ... مالك في الجري تقود الجملا
يا ذا الذي يثلبني إذا خلا ... وفي الخلا أطعمه ما في الخلا
وقلت لما احتفل المضمارُ ... واحتفت الأسماع والأبصارُ
سوف ترى إذا انجلى الغبارُ ... أفرس تحتي أم حمارُ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة مقالات
" خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
موسى بن سليمان السويداء
مقال رقم (22)
[ قصيدة العلامة الأديب بديع الزمان الهمذاني]
في الرد والدفاع عن الصحابة
هذه قصيدةٌ جميلةٌ بديعة , ونادرةٌ سُنيةٌ رفيعة ,
من نظم العلامةِ الأديب المقامي , أبو الفضل بديع الزمان الهمذاني , عليه الرحمة من الله عدد الصحابةِ الأخيار , ومنهم أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار , والد الشريفة الزكية سيدة نساء العالمين الأطهار .
نقلتها من ترجمته في معجم الأدباء لِياقوت الحَموي , يمدح فيها الصحابة ويهجو بها الخوارزمي , لأنه رافضيٌ لئيم , وكذابٌ اشرٌ زنيم , فقد قال أبياتاً في الطعنِ والوقيعةِ فيهم , ولم يحفظ لهم إمامتهم وسابقتهم ويخاف الله فيهم .
ولما خرج الزنديق الكويتي الطاعن على عائشة – رضي الله عنها - في هذه الأيام , وتنادت الناس بنصرتها لأنها زوجة من عليه الصلاة والسلام ,
أحببت أن أشارك وأذب عنها ولو بالكتابة والكلام , وذلك بقصد طلب الأجر والمثوبة , ممن إليه المرجع و إليه الأوبة ؛ وقد تم الدفاع عنها في هذه القصيدة المغمورة , ببيتين قويين مُفحمين في آخرها مذكورة , فيقول فيها :
وكَّلني بالهم والكآبة ... طعانةٌ لعانة سبابهْ
للسلف الصالح والصحابةْ ... أساء سمعاً فأساء جابهْ
تأملوا يا كبراء الشيعة ... لعشرة الإسلام والشريعة
أتستحل هذه الوقيعة ... في تَبَعِ الكُفْرِ وأهل البيعةْ
فكيف من صدق بالرسالة ... وقام للدين بكل آله
وأحرز الله يد العقبى له ... ذلكم الصديق لا محالة
إمام من أجمع في السقيفة ... قطعاً عليه أنه الخليفة
ناهيك من أثاره الشريفة ... في رده كيد بني حنيفة
سل الجبال الشُم والبحارا ... وسائل المنبر والمناراَ
واستعلم الآفاق والأقطارا ... من أظهر الدين بها شعاراَ
ثم سل الفُرس وبيت النارِ ... من الذي فل شَبَا الكفارِ
هل هذه البيض من الآثارِ ... إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائل الإسلام من قواهُ ... وقال إذ لم تقل الأفواهُ
واستنجز الوعد فأومى اللهُ ... من قام لما قعدوا إلا هوُ
ثاني النبي في سني الولادة ... ثانيه في الغارة بعد العادةْ
ثانيه في الدعوة والشهادة ... ثانيه في القبر بلا وسادهْ
ثانيه في منزلة الزعامة ... نبوة أفضت إلى إمامهْ
أتأمل الجنة يا شتامه ؟... ليست بمأواك ولا كرامة
إن امرأ أثنى عليه المصطفىَ ... ثمت والاه الوصى المرتضىَ
واجتمعت على معاليه الورىَ ... واختاره خليفة رب العلاَ
واتبعته أمة الأمىِّ ... وبايعته راحة الوصيِّ
وباسمه استسقى حيا الوسميِّ ... ما ضره هجو الخوارزميِّ
سبحان من لم يلقم الصخر فمه ... ولم يعده حجراً ما أحلمهْ
يا نذل يا مأبون أفطرت فمه ... لشد ما اشتاقت إليك الحطمة
إن أمير المؤمنين المرتضىَ ... وجعفر الصادق أو موسى الرضىَ
لو سمعوك بالخنا معرضا ... ما ادخروا عنك الحسام المنتضىَ
ويلك لم تنبح يا كلب القمرْ؟ ... مالك يا مأبون تغتاب عمرْ؟
سيد من صام وحج واعتمر ... صرح بإلحادك لا تمش الخمرْ
يا من هجا الصديق والفاروقا ... كيما يقيم عند قوم سوقا
نفخت يا طبل علينا بوقا ... فما لك اليوم كذا موهوقا؟
إنك في الطعن على الشيخينِ ... والقدح في السيد ذي النورينِ
لواهن الظهر سُخين العينِ ... معترض للحين بعد الحينِ
هلا شغلت باستك المغلومة... وهامة تحملها ميشومهْ ؟
هلا نهتك الوجنة الموشومة ... عن مشتري الخلد ببئر رومهْ ؟
كفى من الغيبة أدنى شمه ... من استجاز القدح في الأئمةْ
ولم يُعظَّم أمناء الأمة ... فلا تلوموه ولوموا أمهْ
( مالك يا نذل وللزكية ... عائشة الرَّاضية المرضية ؟)
( يا ساقط الغيرة والحمية ... ألم تكن للمصطفى حظيهْ ؟)
من مبلغ عني الخوارزميا ... يخبره أن ابنه عليا
قد اشترينا منه لحماً نيا ... بشرط أن يفهمنا المعنيا
يا أسد الخلوة خنزير الملا ... مالك في الجري تقود الجملا
يا ذا الذي يثلبني إذا خلا ... وفي الخلا أطعمه ما في الخلا
وقلت لما احتفل المضمارُ ... واحتفت الأسماع والأبصارُ
سوف ترى إذا انجلى الغبارُ ... أفرس تحتي أم حمارُ؟