زياد محمد حميدان
31 / 07 / 2011, 07 : 06 AM
النداء الخامس عشر:] النهي عن أكل الربا[
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[{آل عمران 130}.
يأتي هذا النداء الربانيّ في سياق الآيات التي تتحدَّث عن غزوة أحد.يقول القرطبي:(وإنما خصَّ الربا من بين سائر المعاصي لأنه الذي أذن الله بالحرب في قوله تعالى:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[{البقرة 278}. والحرب يؤذن بالقتل،فكأنه يقول:إن لم تتقوا الربا هزمتم وقتلتم،فأمرهم بترك الربا لأنه كان معمولاً به عندهم)[1] (http://alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).وقال القفال:(يحتمل أن يكون ذلك متصلا بما تقدم من جهة أن المشركين إنما أنفقوا على تلك العساكر أموالاً جمعوها بسبب الربا،فلعل ذلك يصير داعيا للمسلمين إلى الإقدام على الربا حتى يجمعوا المال ولينفقوه على العسكر،فيتمكنوا من الانتقام منهم فلا جرم نهاهم الله عن ذلك).
وأما سبب النزول: عن عطاءء قال:(كانت ثقيف تداين في بني المغيرة في الجاهلية فإذا حلَّ الأجل قالوا:نزيدكم وتؤخرون،فنزلت]لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً[[2] (http://alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).وعن مجاهد قال:(كانوا يتبايعون إلى الأجل ،فإذا حلَّ الأجل ،زادوا عليهم وزادوا في الأجل فنزلت)[3] (http://alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).وعن ابن زيد في قوله لاتأكلوا الربا أضعافا مضاعفة قال:( كان أبي يقول إنما كان الربا في الجاهلية في التضعيف وفي السن يكون للرجل فضل دين فيأتيه إذا حل الأجل فيقول له تقضيني أو تزيدني فإن كان عنده شيء يقضيه قضى وإلا حوله إلى السن التي فوق ذلك إن كانت ابنة مخاض يجعلها ابنة لبون في السنة الثانية ثم حقَّة ثم جذعة ثم رباعيا ثم هكذا إلى فوق.وفي العين يأتيه فإن لم يكن عنده أضعفه في العام القابل فإن لم يكن عنده أضعفه أيضا فتكون مائة فيجعلها إلى قابل مائتين فإن لم يكن عنده جعلها أربعمائة يضعفها له كل سنة أو يقضيه،قال فهذا قوله لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة)[4] (http://alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
قوله تعالى:] أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً [ يعني كان ذلك عادتهم في الربا،كما مرَّ في سبب النزول ،وليس ذلك من مفهوم المخالفة،وهذا مما دعا بعض الأصوات التي تتلهف لإباحة الربا،أن الربا لمحرم هو الربا المركب أو الفائدة المركبة،أما الفائدة البسيطة فليست بحرام.والآية لا تدل على ذلك وإنما حكاية حال العرب في تعاطي الربا،ومثل ذلك حكم نكاح الربائب قال تعالى:] وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ [{النساء 23}فذكر الحجر هنا ليس له مفهوم مخالفة،لأن الربيبة غالبا ما تكون في حجر الزوج،فإن لم تكن في حجره فلا يجوز الزواج منها.وكذلك الأمر هنا فلا يجوز الربا البسيط ولا المركب.
قوله تعالى:]وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ اتقوا الله أيها المؤمنون،فلا تأكلوا الربا،وابتعدوا عن كل شبهة تجرُّ إليه،وإن الفلاح مترتب على ترك التعامل بالربا،وقد تقدم الحديث عن مضار الربا وغوائله على الفرد والمجتمع، دينيا واجتماعيا واقتصاديا.
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) الجامع لأحكام القرآن 4/202
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) جامع البيان 3/434 والدر المنثور 2/128
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3) الدر المنثور 2/128
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif4) جامع البيان 3/434
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[{آل عمران 130}.
يأتي هذا النداء الربانيّ في سياق الآيات التي تتحدَّث عن غزوة أحد.يقول القرطبي:(وإنما خصَّ الربا من بين سائر المعاصي لأنه الذي أذن الله بالحرب في قوله تعالى:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[{البقرة 278}. والحرب يؤذن بالقتل،فكأنه يقول:إن لم تتقوا الربا هزمتم وقتلتم،فأمرهم بترك الربا لأنه كان معمولاً به عندهم)[1] (http://alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).وقال القفال:(يحتمل أن يكون ذلك متصلا بما تقدم من جهة أن المشركين إنما أنفقوا على تلك العساكر أموالاً جمعوها بسبب الربا،فلعل ذلك يصير داعيا للمسلمين إلى الإقدام على الربا حتى يجمعوا المال ولينفقوه على العسكر،فيتمكنوا من الانتقام منهم فلا جرم نهاهم الله عن ذلك).
وأما سبب النزول: عن عطاءء قال:(كانت ثقيف تداين في بني المغيرة في الجاهلية فإذا حلَّ الأجل قالوا:نزيدكم وتؤخرون،فنزلت]لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً[[2] (http://alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).وعن مجاهد قال:(كانوا يتبايعون إلى الأجل ،فإذا حلَّ الأجل ،زادوا عليهم وزادوا في الأجل فنزلت)[3] (http://alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).وعن ابن زيد في قوله لاتأكلوا الربا أضعافا مضاعفة قال:( كان أبي يقول إنما كان الربا في الجاهلية في التضعيف وفي السن يكون للرجل فضل دين فيأتيه إذا حل الأجل فيقول له تقضيني أو تزيدني فإن كان عنده شيء يقضيه قضى وإلا حوله إلى السن التي فوق ذلك إن كانت ابنة مخاض يجعلها ابنة لبون في السنة الثانية ثم حقَّة ثم جذعة ثم رباعيا ثم هكذا إلى فوق.وفي العين يأتيه فإن لم يكن عنده أضعفه في العام القابل فإن لم يكن عنده أضعفه أيضا فتكون مائة فيجعلها إلى قابل مائتين فإن لم يكن عنده جعلها أربعمائة يضعفها له كل سنة أو يقضيه،قال فهذا قوله لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة)[4] (http://alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
قوله تعالى:] أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً [ يعني كان ذلك عادتهم في الربا،كما مرَّ في سبب النزول ،وليس ذلك من مفهوم المخالفة،وهذا مما دعا بعض الأصوات التي تتلهف لإباحة الربا،أن الربا لمحرم هو الربا المركب أو الفائدة المركبة،أما الفائدة البسيطة فليست بحرام.والآية لا تدل على ذلك وإنما حكاية حال العرب في تعاطي الربا،ومثل ذلك حكم نكاح الربائب قال تعالى:] وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ [{النساء 23}فذكر الحجر هنا ليس له مفهوم مخالفة،لأن الربيبة غالبا ما تكون في حجر الزوج،فإن لم تكن في حجره فلا يجوز الزواج منها.وكذلك الأمر هنا فلا يجوز الربا البسيط ولا المركب.
قوله تعالى:]وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ اتقوا الله أيها المؤمنون،فلا تأكلوا الربا،وابتعدوا عن كل شبهة تجرُّ إليه،وإن الفلاح مترتب على ترك التعامل بالربا،وقد تقدم الحديث عن مضار الربا وغوائله على الفرد والمجتمع، دينيا واجتماعيا واقتصاديا.
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) الجامع لأحكام القرآن 4/202
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) جامع البيان 3/434 والدر المنثور 2/128
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3) الدر المنثور 2/128
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif4) جامع البيان 3/434