المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النداء الثاني والعشرون :( مصادر التشريع الاسلامي )


زياد محمد حميدان
18 / 08 / 2011, 14 : 06 AM
النداء الثاني والعشرون:] مصادر التشريع الإسلامي[
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [ {النساء 59}.
لا بدَّ للمرء من دليل يرشده في حياته،وهادٍٍ يستنير بدلالته،وكذلك الأمَّة لا بدَّ لها من قانون ينظم أمرها ويستقيم عليه شأنها.فجاء هذا النداء الرباني دستوراً للمسلمين،يبيِّن لهم أصل استمداد الأحكام التي فيها صلاح أمرهم في الدنيا والآخرة،ولقد دأبت الأمم التي تزعم أنها حضارية على إسناد أمر التشريع إلى عقول البشر،التي تعصف بها الأهواء والنظر القاصر عن إدراك المقاصد السامية ،ولذا تجدهم في كلِّ حين يغيرون ويبدلون في تشريعاتهم،لتلافي قصور عقولهم،ولقد قرر الحق سبحانه أنه لا يصلح العبد إلاّ خالقه
إذ هو خالقه وهو أعلم به:] أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [{الملك14}.
ويأتي هذا النداء الربانيّ يبيِّن مصادر التشريع الإسلامي،وهي الكتاب والسنَّة والإجماع والقياس،ويندرج تحتها بقية المصادر التبعية.ومما يشهد لهذا الترتيب ما ورد في خبر معاذ بن جبل t عندما أرسله النبي r قاضيا إلى اليمن وسأله كيف تقضي فقال:]فَقَالَ أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ أَجْتَهِدُ رَأْيِي قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ r [[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).
وأما سبب النزول:قيل نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي t ،وقيل نزلت في منازعة بين عمار بن ياسر وخالد بن الوليد رضي الله عنهما.أما ما ورد في نزولها في عبد الله بن حذافة t ما رواه البخاري:] عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم)ْ قَال:َ نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ r َ فِي سَرِيَّةٍ[[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).وأما ما ورد في تفصيل
قصة حذافة t مرواه أحمد:] أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَال:َ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ r عَلْقَمَةَ بْنَ مُجَرِّزٍ عَلَى بَعْثٍ أَنَا فِيهِمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَأْسِ غَزَاتِنَا أَوْ كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَذِنَ لِطَائِفَةٍ مِنْ الْجَيْشِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ يَعْنِي مُزَاحًا وَكُنْتُ مِمَّنْ رَجَعَ مَعَهُ فَنَزَلْنَا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ وَأَوْقَدَ الْقَوْمُ نَارًا لِيَصْنَعُوا عَلَيْهَا صَنِيعًا لَهُمْ أَوْ يَصْطَلُونَ قَالَ فَقَالَ لَهُمْ أَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ قَالُوا بَلَى قَالَ فَمَا أَنَا بِآمِرِكُمْ بِشَيْءٍ إِنْ صَنَعْتُمُوهُ قَالُوا بَلَى قَالَ أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ بِحَقِّي وَطَاعَتِي لَمَا تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ فَقَامَ نَاسٌ فَتَحَجَّزُوا حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ قَالَ احْبِسُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ مَعَكُمْ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ r بَعْدَ أَنْ قَدِمُوا فَقَالَ النَّبِيُّ r مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا تُطِيعُوهُ[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).
وأما ما ورد أنها نزلت في شأن خال بن الوليد t ما أورده الطبري عن السدي قال:(بعث رسول الله r سرية عليها خالد ابن الوليد وفيها عمار بن ياسر فساروا قبل القوم الذين يريدون فلما بلغوا قريبا منهم عرَّسوا وأتاهم ذو العيينتين فأخبرهم فأصبحوا وقد هربوا غير رجل أمر أهله فجمعوا متاعهم ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل حتى أتى عسكر خالد فسأل عن عمار بن ياسر فأتاه فقال :يا أبا اليقظان إني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإن قومي لما سمعوا بكم هربوا وبقيت فهل إسلامي نافعي غدا وإلا هربت؟ قال عمار: بل هو ينفعك فأقم فأقام. فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد أحداً غير الرجل فأخذه وأخذ ماله ،فبلغ عمارا الخبر فأتى خالدا فقال :خلِّ عن الرجل فإنه قد أسلم وهو في أمان مني. فقال خالد وفيم أنت تجير؟ فاستبَّا وارتفعا إلى النبي r فقال خالد يا رسول الله أتترك هذا العبد الأجدع يسبني؟ فقال رسول الله r يا خالد لا تسب عمارا فإنه من سب عمارا سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ومن لعن عمارا لعنه الله. فغضب عمار فقام فتبعه خالد حتى أخذ بثوبه فاعتذر إليه فرضي عنه فأنزل الله تعالى قوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم )[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
قوله تعالى:] أَطِيعُوا اللَّهَ [ اتبعوا أوامره واجتنبوا نواهيه في كتابه العزيز.
وطاعته واجبة ،لأنه الخالق الرازق،وهو الجدير بالعبادة ،وأن يفرد بها.
قوله تعالى:] وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [باتباع سنَّته،وقد دلت النصوص من الكتاب العزيز على وجوب طاعته r في كلِّ ما جاء به قال تعالى] قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ( {آل عمران 32}وقال أيضا:] وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [{الحشر7}.
قوله تعالى:] وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [ اختلف في المراد بأولي الأمر على أربعة أقوال:
الأول:الأمراء والحكام. الثاني: العلماء والفقهاء.الثالث: الخلفاء الراشدون.الرابع:أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب. وتفصيل القول في ذلك:
الأول:الأمراء والحكام.
ويشهد لهذا القول الأحاديث الصحيحة والصريحة بوجوب طاعة الحكام المسلمين،وعدم جواز مخالفتهم إذا أقاموا شريعة الله،وإن ظهر منهم بعض المعاصي مما يخرجهم من الدين.
أخرج البخاري عن أبي هريرة t :] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي[[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).
وروى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما :]أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ الطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ[ [6] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn6).
وعن أبي هريرة t ]أن رسول الله r قال:سيليكم بعدي ولاة ،فيليكم البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا فيما وافق الحق وصلوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم[[7] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn7).وعن أبي عبيدة t قال سمعت رسول الله r يقول:]لا تسبوا السلطان فإنه فيء ا الله في أرضه[[8] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn8).
وعن عبادة بن الصامت t قَال:]َ دَعَانَا النَّبِيُّ r فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ[[9] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn9).
الثاني:العلماء والفقهاء

ويشهد لهذا القول قوله تعالى:] فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [{النحل 43}.وهذا أمر للعامة أن يتبعوا العلماء فيما يبينونه من أمر دينهم.وكذلك الرد في المنازعة والاختلاف في النوازل إنما هي للعالم والفقيه،فهو وحده الذي يستطيع الرد إلى كتاب الله وسنّة نبيه r .
قال سهل بن عبد الله التستري:( لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء،فإذا عظموا هذين أصلح الله دينهم وأخراهم،وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم)[10] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn10).
نجد أن التستري قد جمع بين طاعة العلماء والأمراء،والأمر كذلك،فلا تعارض بين طاعة العلماء والأمراء،ويمكن حمل الآية على المعنيين كليهما،فيطاع الأمراء في أمور الدنيا ومصالحها،ويطاع العلماء والفقهاء في أمور الدين من الحلال والحرام،ولا يبعد أن يجمع الحاكم بين سياسة الدنيا والعلم بالدين ،كما كان الحال في الصدر الأول كالخلفاء الراشدين وغيرهم.وأما وقد تشعبت الحياة فلا يمنع أن يتخذ الأمراء الفقهاء مستشارين في أمور الدين.
وأما القول الثالث والرابع،فهو أمر خاص لعصر خاص،والأولى حمل الآية على مجموع القولين كما بينا في الجمع بينهما.
وقوله تعالى:( وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) أي من المسلمين بدليل تصدير النداء للذين آمنوا.وقد أفرد الحق سبحانه كلا من طاعته وطاعة رسوله r بأمر خاص بالطاعة،فلم يقل وأطيعوا أولي الأمر،ذلك أن الحجَّة القاطعة قامت على وجوب طاعة الله تعالى ورسوله r ،وأنَّ الصواب متمحِّض فيهما،وأما طاعة أولي الأمر فمقيَّدة بطاعة الله تعالى ورسوله r ،للأحاديث السابقة،ولأنه يدخل في أمرهم الاجتهاد،وفيه الخطأ والصواب.
قوله تعالى:] فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [ اختلفتم ورأى كل واحد منكم رأيه في مسألة لا نصَّ فيها،فردوا الخلاف إلى الكتاب والسنَّة،والردًّ هنا وظيفة العلماء ،وذلك بالاجتهاد فيها إما بالقياس أو غيره.
والآية جمعت أصول الاستدلال مصداقا لقوله تعالى:] مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [{الأنعام38}.وقد جعل الحق سبحانه للعلماء الردَّ إلى هذه الأصول وفق أصول الاجتهاد المقررة في أصول الفقه.
قوله تعالى:] إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [ فيه تهديد لمن يعرض عن التحاكم إلى الله ورسوله r ،وقد حمل الحق سبحانه في الآية التالية على المنافقين الذين يعرضون عن التحاكم إلى الرسول r ،ويريدون التحاكم إلى الطاغوت،وصورة المنافقين هذه تتكرر في كل زمان ومكان،ففي زماننا هناك من يعرض عن الشريعة ويلجأون إلى القوانين الأجنبية الوضعية،تبعا لهواهم ومصالحهم.
قوله تعالى:] ذَلِكَ خَيْرٌ [ التحاكم إلى الكتاب والسنَّة،ورد المتنازع فيه إليهما.والتفضيل ليس على بابه ،وإنما فيه الخير،ومثله قوله تعالى:] وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [{المائدة114}وقوله تعالى] فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [ {الأعراف87}.
قوله تعالى:] وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [أحسن عاقبة.قال مجاهد:(أحسن جزاء)[11] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn11).وقال قتادة:(أحسن ثوابا وخير عاقبة)[12] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn12).
والتأويل هنا بمعنى المآل والعاقبة،ولا شكَّ أن الخير كل الخير في شرع الله،والويل والهلاك والضلال في اتباع أهواء الخلق ،ولذا عقَّب الحق في الآية بعدها ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا.
والذين يعادون الشريعة إنما مردهم إلى أحد أمرين:
الأول:ما رأوه من تطبيق وسلوك مشوَّه من بعض المسلمين،الذين لم يدركوا سماحة الإسلام ويسره ومقاصده السامية،وقصروا الإسلام على بعض جوانبه،فحرَّفوا الإسلام بسلوكهم،وفهمهم القاصر،وبالتالي نفَّروا المسلمين قبل غيرهم من الإسلام،ولا تزال الأمة الإسلامية مبتلاة في كل عصر بفرق وجماعات أساءت فهم الإسلام ففرقت أكثر مما جمَّعت.
الثاني:الجهل بالشريعة،لأن بعض المسلمين اغتروا ببعض بهارج الأجنبي،واتبعوا نواعق الشرق والغرب الذين يدعون إلى فصل الدين عن الدولة،لما كان للكنيسة في العصور المظلمة من تصرفات تنافي القوانين الطبيعية،وهؤلاء لم يكلِّفوا أنفسهم عناء دراسة الشريعة وما انطوت عليه مما يصلح الناس في دينهم ودنياهم،ومما يحزن أن كثيرا من المشرعين والقانونيين غير المسلمين يقرون بعظمة الشريعة الإسلامية وقابليتها للتطبيق،وأنها تمثل قمة التشريع.ومع ذلك تجد من المسلمين من يتهم الشريعة ظلما من غير اطلاع على مكنوناتها الربانية النفيسة ويردد مقولات أعداء الإسلام دون تمحيص.

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) سنن الترمذي،كتاب الأحكام،باب ما جاء في القاضي كيف يقضي 6/68 رقم 1331

2) صحيح البخاري،كتاب تفسير القرآن،باب قوله تعالى(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)4/1674 رقم4308

3) مسند أحمد 3/67

4)جامع البيان 4/151 والدر المنثور 2/314

5) صحيح البخاري،كتاب الأحكام،باب قوله تعالى(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) 6/2611 رقم 6718

6) سنن ابن ماجه،كتاب الجهاد،باب لا طاعة في معصية الله 3/393 رقم 2864

7) سنن الدارقطني 2/55

8) الدر المنثور 2/318 وانظر الفردوس بمأثور الخطاب5/11

9) صحيح البخاري،كتاب الفتن،باب قول النبي r سترون بعدي أمورا تنكرونها 6/ 2588 رقم 6647

10) الجامع لأحكام القرآن 5/260

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif11) جامع البيان 4/155 والدر المنثور 2/318 وتفسير القرآن العظيم 1/690

12) المراجع السابقة