زياد محمد حميدان
19 / 08 / 2011, 45 : 05 AM
النداء الثالث والعشرون:] الحذر في القتال[
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً [{النساء 71}.
بيَّن الحق سبحانه في هذا النداء الربانيّ ما ينبغي أن يحتاط له في مواجهة العدو وأن ذلك يستدعي الأخذ بالأسباب وهي هنا أخذ السح الرادع،وخيَّرهم في الأساليب القتالية التي يتبعونها،بحسب ظروف المعركة،فقد تستدعي حرب العصابات،وهذا في قوله (ثبات) أي جماعات متفرقة،وقد يقتضي ذلك خوض حرب شاملة،يشترك فيها الجيش بجميع وحداته،وذلك بقوله(أو انفروا جميعاً).
قوله تعالى:] خُذُوا حِذْرَكُمْ [ قال الراغب:(الحذر:احتراز عن مخيف ).وفي المراد بأخذ الحذر قولان:
الأول:احذروا من عدوكم،وهذا يستلزم الاحتياط واليقظة الدائمة،وإرسال العيون لاستطلاع العدو ورصد تحركاته،،ويتبع ذلك وجوب التدريب المستمر،ليكون المؤمن مستعدا دائما للقتال، في أي وقت ،وفي أي ظرف.
الثاني:خذوا أسلحتكم، قال مقاتل بن حيَّان:(عدتكم من السلاح)من مقتضيات الحذر إعداد العدَّة من السلاح، وقد اشترط الحق سبحانه في السلاح أن يكون في غاية الاستطاعة،وأن يتوفر فيه إرهاب العدو] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [{الأنفال60}.
قوله تعالى:] فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ [ النفر والنفير:النهوض للقتال،والاستنفار حمل القوم على أن ينفروا،والنفير الجماعة التي يمكنها أن تنفر،ولفظ النفير يوحي بالاندفاع في قوة وسرعة،وقد ورد الأمر بالخروج للقتال على هذه الحالة] انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً [{التوبة41}.والخروج على هيئة النفرة يدل على مدى الحماس للجهاد ،والرغبة فيما أعدَّ،والشجاعة والبسالة التي يتحلّى بها المؤمن.
والثُّبات جمع ثُبة،وهي الفرقة أو السريَّة.عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(عُصباً،يعني سرايا).يعني اخرجوا للعدو فرقا فرقا أو عصبة عصبة،وذلك حسب طبيعة لقاء العدو،وعليه يكون الأمر للإرشاد.
قوله تعالى:] أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً [ جميع المقاتلين في جمع واحد،أو وقت واحد،إذا اقتضى لقاء العدو مشاركة الجميع.والحاكم الذي هو قائد الجيش الذي يقرر أي الطرق أنسب.
نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية وآيات التوبة منسوخة بقوله:(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً )(التوبة122).قال أبو سليمان الدمشقي:(والأمر في ذلك بحسب ما يراه الإمام،وليس هذا من المنسوخ في شيء ).وقال القرطبي:(والصحيح أن الآيتين جميعا محكمتان،إحداهما في الوقت الذي يحتاج فيه إلى تعيّن الجميع،والأخرى عند الاكتفاء بطائفة دون غيرها ) ذا جمع موفق بين الآيتين،والجمع أولى من النسخ،الذي لا يصار إليه إلا عند تعذر الجمع.
وفي هذا النداء الربانيّ فسحة كبيرة للناس،يتدبرون أمور حياتهم ومعاشهم بحسب ما يرون من مصلحة،فتجد الإسلام في أمور الحياة يضع القواعد العامة للإرشاد دون الدخول في التفاصيل،ففي نظام الحكم مثلا لم يحدد شكلا محددا للحكم،ولكن ضمن إطار العدل والمساواة،والطاعة بالمعروف،وكذلك في التراتيب الإدارية،والشؤون الحياتية،كل ذلك يجع إلى ما يحقق المصلحة.ويقرر هذا المبدأ النبي r بقوله ] أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ[
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) المفردات111
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) الدر المنثور 2/326
3) جامع البيان 4/168 والدر المنثور 2/326
4) زاد المسير 2/169
5) الجامع لأحكام القرآن 5/275
6) صحيح مسلم،كتاب الفضائل،باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره من معايش15/117 رقم 6081
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً [{النساء 71}.
بيَّن الحق سبحانه في هذا النداء الربانيّ ما ينبغي أن يحتاط له في مواجهة العدو وأن ذلك يستدعي الأخذ بالأسباب وهي هنا أخذ السح الرادع،وخيَّرهم في الأساليب القتالية التي يتبعونها،بحسب ظروف المعركة،فقد تستدعي حرب العصابات،وهذا في قوله (ثبات) أي جماعات متفرقة،وقد يقتضي ذلك خوض حرب شاملة،يشترك فيها الجيش بجميع وحداته،وذلك بقوله(أو انفروا جميعاً).
قوله تعالى:] خُذُوا حِذْرَكُمْ [ قال الراغب:(الحذر:احتراز عن مخيف ).وفي المراد بأخذ الحذر قولان:
الأول:احذروا من عدوكم،وهذا يستلزم الاحتياط واليقظة الدائمة،وإرسال العيون لاستطلاع العدو ورصد تحركاته،،ويتبع ذلك وجوب التدريب المستمر،ليكون المؤمن مستعدا دائما للقتال، في أي وقت ،وفي أي ظرف.
الثاني:خذوا أسلحتكم، قال مقاتل بن حيَّان:(عدتكم من السلاح)من مقتضيات الحذر إعداد العدَّة من السلاح، وقد اشترط الحق سبحانه في السلاح أن يكون في غاية الاستطاعة،وأن يتوفر فيه إرهاب العدو] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [{الأنفال60}.
قوله تعالى:] فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ [ النفر والنفير:النهوض للقتال،والاستنفار حمل القوم على أن ينفروا،والنفير الجماعة التي يمكنها أن تنفر،ولفظ النفير يوحي بالاندفاع في قوة وسرعة،وقد ورد الأمر بالخروج للقتال على هذه الحالة] انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً [{التوبة41}.والخروج على هيئة النفرة يدل على مدى الحماس للجهاد ،والرغبة فيما أعدَّ،والشجاعة والبسالة التي يتحلّى بها المؤمن.
والثُّبات جمع ثُبة،وهي الفرقة أو السريَّة.عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(عُصباً،يعني سرايا).يعني اخرجوا للعدو فرقا فرقا أو عصبة عصبة،وذلك حسب طبيعة لقاء العدو،وعليه يكون الأمر للإرشاد.
قوله تعالى:] أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً [ جميع المقاتلين في جمع واحد،أو وقت واحد،إذا اقتضى لقاء العدو مشاركة الجميع.والحاكم الذي هو قائد الجيش الذي يقرر أي الطرق أنسب.
نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية وآيات التوبة منسوخة بقوله:(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً )(التوبة122).قال أبو سليمان الدمشقي:(والأمر في ذلك بحسب ما يراه الإمام،وليس هذا من المنسوخ في شيء ).وقال القرطبي:(والصحيح أن الآيتين جميعا محكمتان،إحداهما في الوقت الذي يحتاج فيه إلى تعيّن الجميع،والأخرى عند الاكتفاء بطائفة دون غيرها ) ذا جمع موفق بين الآيتين،والجمع أولى من النسخ،الذي لا يصار إليه إلا عند تعذر الجمع.
وفي هذا النداء الربانيّ فسحة كبيرة للناس،يتدبرون أمور حياتهم ومعاشهم بحسب ما يرون من مصلحة،فتجد الإسلام في أمور الحياة يضع القواعد العامة للإرشاد دون الدخول في التفاصيل،ففي نظام الحكم مثلا لم يحدد شكلا محددا للحكم،ولكن ضمن إطار العدل والمساواة،والطاعة بالمعروف،وكذلك في التراتيب الإدارية،والشؤون الحياتية،كل ذلك يجع إلى ما يحقق المصلحة.ويقرر هذا المبدأ النبي r بقوله ] أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ[
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) المفردات111
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) الدر المنثور 2/326
3) جامع البيان 4/168 والدر المنثور 2/326
4) زاد المسير 2/169
5) الجامع لأحكام القرآن 5/275
6) صحيح مسلم،كتاب الفضائل،باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره من معايش15/117 رقم 6081