زياد محمد حميدان
21 / 08 / 2011, 21 : 05 AM
النداء السادس والعشرون:]الإيمان بالنبي r والثبات عليه[
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً [{النساء 136}
لابدَّ للمؤمن أن يجدد العهد مع الله U ،ويكد ثباته على ما اختار من طريق الهداية،ولذا كان من فوائد ذكر الله تعالى تجديد الصلة بالله U ،وإزالة ما يعلق بالقلب من درن الدنيا وتعلقاتها،ومن هنا كان هذا النداء الربانيّ للمؤمنين أن يثبتوا على طريق الهداية ،والمسلم يؤكد هذا الثبات بطلب التأييد في كل صلاة(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) وليس هذا تحصيل حاصل،وإنما دعاء بالثبات والاستمرار على الحق.وقيل إنما سمي القلب بذلك لكثرة تقلبه ،روى الإمام أحمد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ :] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ قَلْبُ ابْنِ آدَمَ عَلَى إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الْجَبَّارِ U إِذَا شَاءَ أَنْ يُقَلِّبَهُ قَلَّبَهُ فَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [ اختلف أهل التأويل في المخاطب على أقوال:
الأول:المسلمون،ويكون معنى النداء الثبات والاستمرار على ما وفقوا من الهداية والإيمان،ومثل ذلك قوله تعالى لنبيه r ] فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [{محمد19}. مع كون النبي r يعلم ذلك.
الثاني:اليهود والنصارى،فيكون المعنى ،يا من آمن بموسى وعيسى عليهما السلام آمنوا بمحمد r وأنتم تعلمون أنَّ محمداً رسول الله،وهو مذكور عندكم في كتبكم باسمه وصفته.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(أنَّ عبد الله بن سلام وأسدا وأسيدا ابني كعب وثعلبة بن ميش وسلاما ابن أخت عبد الله بن سلام وسلمة ابن أخيه ويامن بن يامن أتوا رسول الله r فقالوا:يار سول الله إنَّا نؤمن بك وبكتابك وكتاب موسى والتوراة
وعزير،ونكفر بما سواه من الكتب،فقال رسول الله r :بل آمنوا بالله ورسوله محمد وكتابه القرآن،وبكل كتاب كان قبله.فقالوا:لا نفعل،فنزلت الآية.قال:فآمنوا جميعا .
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك:(يعني بذلك أهل الكتاب كان الله قد أخذ ميثاقهم في التوراة والإنجيل وأقروا على أنفسهم بأن يؤمنوا بمحمد r فلما بعث الله رسوله دعاهم إلى أن يؤمنوا بمحمد r والقرآن،وذكرهم الذي أخذ عليهم من الميثاق ،فمنهم من صدَّق النبي r واتبعه ومنهم من كفر .
ومن العجب أنَّ النصارى يجمعون كتابهم المسمى بالعهد الجديد،مع التوراة التي تسمى العهد القديم،مع أنَّ التوراة لا تعترف بنبوة عيسى u ،بل وتنسبه إلى الفاحشة،بينما القرآن الكريم ذكر معجزات لعيسى u لم توردها الأناجيل.
الثالث:المنافقون،فيكون المعنى يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم،آمنوا بالله ورسوله حقَّاً،وليكن ما في قلوبكم مطابقا لما تقولونه بألسنتكم.قال تعالى في وصف المنافقين:] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ [ {المائدة41}.
الرابع:المشركون،فيكون المعنى يا أيها الذين آمنوا باللات والعزَّى،آمنوا بالله ورسوله الذي ظهرت لكم معجزاته،وأنتم تعلمون صدقه وأمانته،وإنكم لتعلمون أنه رسول من الله تعالى،وإن الذي يمنعكم من الإيمان العناد،قال تعالى:(فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)(الأنعام: من الآية33).
قوله تعالى:] وَرَسُولِهِ [ يعني محمداً r ،فإن كان هذا النداء للمسلمين،فهو حثٌّ لهم للتمسك بالسنَّة،وأن لا يفرِّقوا بين كتاب الله وسنَّة نبيِّه r ،فكلاهما وحيٌ أخرج أبو داود عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r أَنَّهُ قَالَ:] أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ[ (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
وإذا كان الخطاب لليهود والنصارى،فهو ندب لهم للمسارعة بالإيمان بمحمد r وهو المذكور في كتبهم باسمه وصفته.
قوله تعالى:] وَالْكِتَابِ [ القرآن الكريم خاتم الرسالات والمهيمن عليها،والمتضمن لما صحَّ منها ،والذي تكفَّل الحق سبحانه بحفظه من التحريف والتبديل.
قوله تعالى:] الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ [ الكتاب اسم جنس يشمل كلَّ الكتب السماوية السابقة،فلا يؤمن المرء حتى يؤمن بجميع الأنبياء عليهم السلام،والكتب المنزلة.
قوله تعالى:] وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [ ومن يجحد بهذه الأركان] فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً [ حاد عن الصراط المستقيم،وكان من الكافرين،قال الراغب في معنى الضلال:(العدول عن الصراط المستقيم،ويضاده الهداية،ويقال لكل عدول عن المنهج عمدا كان أو سهوا يسيرا كان أو كثيرا
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) مسند أحمد 2/173
2) الدر المنثور 2/414 وانظر زاد المسير 2/223 والتفسير الكبير 11/242
3) الدر المنثور 2/414
4) سنن أبي داود،كتاب السنة،باب لزوم السنة 5/11 رقم 4604
5) المفردات 297
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً [{النساء 136}
لابدَّ للمؤمن أن يجدد العهد مع الله U ،ويكد ثباته على ما اختار من طريق الهداية،ولذا كان من فوائد ذكر الله تعالى تجديد الصلة بالله U ،وإزالة ما يعلق بالقلب من درن الدنيا وتعلقاتها،ومن هنا كان هذا النداء الربانيّ للمؤمنين أن يثبتوا على طريق الهداية ،والمسلم يؤكد هذا الثبات بطلب التأييد في كل صلاة(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) وليس هذا تحصيل حاصل،وإنما دعاء بالثبات والاستمرار على الحق.وقيل إنما سمي القلب بذلك لكثرة تقلبه ،روى الإمام أحمد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ :] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ قَلْبُ ابْنِ آدَمَ عَلَى إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الْجَبَّارِ U إِذَا شَاءَ أَنْ يُقَلِّبَهُ قَلَّبَهُ فَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [ اختلف أهل التأويل في المخاطب على أقوال:
الأول:المسلمون،ويكون معنى النداء الثبات والاستمرار على ما وفقوا من الهداية والإيمان،ومثل ذلك قوله تعالى لنبيه r ] فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [{محمد19}. مع كون النبي r يعلم ذلك.
الثاني:اليهود والنصارى،فيكون المعنى ،يا من آمن بموسى وعيسى عليهما السلام آمنوا بمحمد r وأنتم تعلمون أنَّ محمداً رسول الله،وهو مذكور عندكم في كتبكم باسمه وصفته.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(أنَّ عبد الله بن سلام وأسدا وأسيدا ابني كعب وثعلبة بن ميش وسلاما ابن أخت عبد الله بن سلام وسلمة ابن أخيه ويامن بن يامن أتوا رسول الله r فقالوا:يار سول الله إنَّا نؤمن بك وبكتابك وكتاب موسى والتوراة
وعزير،ونكفر بما سواه من الكتب،فقال رسول الله r :بل آمنوا بالله ورسوله محمد وكتابه القرآن،وبكل كتاب كان قبله.فقالوا:لا نفعل،فنزلت الآية.قال:فآمنوا جميعا .
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك:(يعني بذلك أهل الكتاب كان الله قد أخذ ميثاقهم في التوراة والإنجيل وأقروا على أنفسهم بأن يؤمنوا بمحمد r فلما بعث الله رسوله دعاهم إلى أن يؤمنوا بمحمد r والقرآن،وذكرهم الذي أخذ عليهم من الميثاق ،فمنهم من صدَّق النبي r واتبعه ومنهم من كفر .
ومن العجب أنَّ النصارى يجمعون كتابهم المسمى بالعهد الجديد،مع التوراة التي تسمى العهد القديم،مع أنَّ التوراة لا تعترف بنبوة عيسى u ،بل وتنسبه إلى الفاحشة،بينما القرآن الكريم ذكر معجزات لعيسى u لم توردها الأناجيل.
الثالث:المنافقون،فيكون المعنى يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم،آمنوا بالله ورسوله حقَّاً،وليكن ما في قلوبكم مطابقا لما تقولونه بألسنتكم.قال تعالى في وصف المنافقين:] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ [ {المائدة41}.
الرابع:المشركون،فيكون المعنى يا أيها الذين آمنوا باللات والعزَّى،آمنوا بالله ورسوله الذي ظهرت لكم معجزاته،وأنتم تعلمون صدقه وأمانته،وإنكم لتعلمون أنه رسول من الله تعالى،وإن الذي يمنعكم من الإيمان العناد،قال تعالى:(فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)(الأنعام: من الآية33).
قوله تعالى:] وَرَسُولِهِ [ يعني محمداً r ،فإن كان هذا النداء للمسلمين،فهو حثٌّ لهم للتمسك بالسنَّة،وأن لا يفرِّقوا بين كتاب الله وسنَّة نبيِّه r ،فكلاهما وحيٌ أخرج أبو داود عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r أَنَّهُ قَالَ:] أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ[ (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
وإذا كان الخطاب لليهود والنصارى،فهو ندب لهم للمسارعة بالإيمان بمحمد r وهو المذكور في كتبهم باسمه وصفته.
قوله تعالى:] وَالْكِتَابِ [ القرآن الكريم خاتم الرسالات والمهيمن عليها،والمتضمن لما صحَّ منها ،والذي تكفَّل الحق سبحانه بحفظه من التحريف والتبديل.
قوله تعالى:] الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ [ الكتاب اسم جنس يشمل كلَّ الكتب السماوية السابقة،فلا يؤمن المرء حتى يؤمن بجميع الأنبياء عليهم السلام،والكتب المنزلة.
قوله تعالى:] وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [ ومن يجحد بهذه الأركان] فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً [ حاد عن الصراط المستقيم،وكان من الكافرين،قال الراغب في معنى الضلال:(العدول عن الصراط المستقيم،ويضاده الهداية،ويقال لكل عدول عن المنهج عمدا كان أو سهوا يسيرا كان أو كثيرا
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) مسند أحمد 2/173
2) الدر المنثور 2/414 وانظر زاد المسير 2/223 والتفسير الكبير 11/242
3) الدر المنثور 2/414
4) سنن أبي داود،كتاب السنة،باب لزوم السنة 5/11 رقم 4604
5) المفردات 297