المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النداء السابع والعشرون :( ترك موالاة الكفار )


زياد محمد حميدان
21 / 08 / 2011, 02 : 04 PM
النداء السابع والعشرون:] ترك موالاة الكفَّار[
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً [{النساء144}.
يأتي هذا النداء الرباني في تتبع المنافقين وصفاتهم الذميمة،بدأ الحديث عنهم ببشارتهم بالعذاب الأليم،وذلك إشعارا بأن هذه الفئة لا ينصلح حالها،لما تنطوي عليه قلوبهم من الحقد والحسد،والخبث والكيد للفئة المؤمنة،وأنهم يوالون اليهود ويتحالفون معهم ضد المؤمنين،وهذه سمة أهل الكفر يتحالفون فيما بينهم ضد المسلمين،وإن تنافرت مصالحهم ومطامعهم.
وهؤلاء المنافقون مشتتو الانتماء والعقيدة والسلوك،فتارة يراءون المؤمنين لينالوا من عَرَض الدنيا،وتارة يوالون اليهود،لتشابه عقائدهم الفاسدة،ووصف القرآن لهم بالتذبذب دلالة على القلق النفسي الذي يعانون منه.
وفي هذا النداء الرباني تحذير للمسلمين ألاَّ يسلكوا مسلك المنافقين في موالاة الكفَّار من اليهود وغيرهم.
قوله تعالى:] لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ [ اختلف في المراد بالكافرين على قولين:
الأول:اليهود،أي لا تتولوا اليهود،كما تولاهم المنافقون،وفي الآيات السابقة وصف للمنافقين بأنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين،وقد كان بعض المؤمنين يوادّ اليهود لما كان بينهم من نسب أو رضاع.
الثاني:المنافقون،ومعنى ذلك أنِّي بيَّنت لكم صفات المنافقين وطبائعهم،فلا توالوهم،لأن من كانت هذه أخلاقه فلا يصلح أن يصاحب ويصادق ويطلع على أسراركم.
والآية عامة في كل كافر معاد للمسلمين.
ومعنى أولياء:نصراء وأعوانا،ومعاشرتهم بحيث يطَّلعوا على أسراركم،وبواطن أحوالكم.
قوله تعالى] أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً[ أي حجة عليكم في عذابكم لاتخاذكم الكفار أولياء،فموالاة أعداء الله تعالى ،محاربة لله ورسوله تستدعي العقوبة في الآخرة،والضلال والخسران في الدنيا.وفي هذا تحذير من موالاة غير المؤمنين.قال ابن عباس رضي الله عنهما:(كل سلطان في القرآن فهو حجة .
وعن قتادة قال:(إنَّ لله السلطان على خلقه ،ولكن يقول عذرا مبينا .
في الآية دليل على تحريم موالاة غير المؤمنين،ومن فعل ذلك فقد تعرَّض لغضب الجبار وفي ذلك يقول الحق سبحانه:] لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [{آل عمران 28}.فلا تجوز موالاة الكفار إلا على سبيل المداراة،وذلك في حال ضعف المسلمين.
والحق سبحانه يفصل بين المؤمنين والكافرين في الولاء،فقال U :] وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [{الأنفال 73}.وقال:] وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [{التوبة71}.

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) تفسير القرآن العظيم 1/758 وانظر الدر المنثور 2/418

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) جامع البيان 4/335 والدر المنثور 2/418

محمد نصر
21 / 08 / 2011, 43 : 06 PM
http://i39.tinypic.com/1zvs8cm.jpg

شريف حمدان
21 / 08 / 2011, 01 : 08 PM
بارك الله فيك وجعل الله موضوعك
هذا في ميزان حسناتك وأثقل به موازينك
وكان لك حجاباً وستراً من النار يوم القيامة
ورفع الله قدركم ونفع بكم..