تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النداء الرابع والخمسون :( تقوى الله تعالى وملازمة الصالحين


زياد محمد حميدان
10 / 09 / 2011, 36 : 05 AM
النداء الرابع والخمسون:]تقوى الله تعالى وملازمة الصالحين[
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [ {التوبة 119}.
يوجه الحق سبحانه عباده المؤمنين،إلى فضائل الأعمال وكمالاتها،وإلى معالي الأمور ومحاسنها،ففي هذا النداء الربانيّ يوجه الحق سبحانه إلى كمال الدين المتمثل بالتقوى،وإلى كمال الدنيا وزينتها من الأخلاق،وهو الصدق،وما أجمل أن يوصف الرجل بالصدق.
والحق سبحانه يحث عباده أن يلازموا الصادقين،الذين جمعوا أشرف الخصال وأكرمها،ويأتي هذا التوجيه الرباني،بعد أن أورد قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله r في غزوة تبوك،وقصتهم في الصحيح[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).أي كونوا مع رسول الله r وأصحابه ولا تكونوا كالمنافقين الذين تكلَّفوا الأعذار للتخلف عن موكب الإيمان،والحق إذ يدعو إلى الالتزام بجماعة المسلمين،لأن المرء ضعيف بنفسه،قوي بإخوانه ،وكما وصف ****** المصطفى r ]عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ[[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).وقال الحق سبحانه:] وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [ {الكهف28}. وهذا الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف u يسأل الحق سبحانه: ] فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [{يوسف 101}.
وقد مدح الحق الصادقين في الكتاب العزيز فقال:] الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ [ {آل عمران 17}.وقال ] لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً [{الأحزاب 24}.
وقد بيَّن ****** المصطفى r مرتبة الصدق وأهله أخرج البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود t :] عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ
الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).
وأخرج الحاكم :] إن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، ولا أن يعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار أنه يقال للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجر وإن الرجل ليصدق حتى يكتب ثم الله صديقا أو يكذب حتى يكتب ثم الله كذابا[[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
فلا يجوز وعد الأولاد بشيء ثم تخلفه،وإن ذلك من الكذب الذي يخشى أن يتعلمه الصغير ويشبّ عليه.وفي هذا المعنى أخرج أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ t :]أَنَّهُ قَالَ دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ r قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا .فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ r وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟ قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا .فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ r : أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ[[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).
وإن بعض الناس ليعلمون أبناءهم الكذب من حيث لايدرون،فإذا سأل شخص عن الوالد أو الوالدة، يقول له :إنه غير موجود.وقد تحمل براءة الطفل فيخبر السائل فيقول له:يقول الوالد أنه غير موجود.وهكذا في بقية الأمور.
وقد جعل الإسلام لك مخرجا مما قد يوقعك في الحرج كما قال ****** المصطفى r :(إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب[[6] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn6).والتعريض أن يكون للفظ ظاهر قريب وبعيد مستبعد،فيحمله السامع على القريب، وأنت تقصد البعيد.ومما يروى أن رجلا سأل الصديق t في طريق الهجرة من أين أنتما؟فقال: من ماء.فحمل الرجل المعنى على قبيلة ماء السماء،والصديق t يقصد ماء دافق.فيمكن لمن سئل عن شخص هل هو موجود فتشير المرأة مثلا إلى قفل الباب، وتقول: ليس هنا.وأمثلة كثيرة.إلا أنه لا يجوز استخدام التعريض في اليمين لأن اليمين على نيّة المحلِّف وليس على نيّة الحالف.
وقد حرّم الإسلام الكذب إلاّ في حالات ثلاث أخرج الترمذي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: ]قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ [ [7] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn7).وما شاع بين العامة الكذب الأبيض فمن تلبيس إبليس.وعن الفضيل بن عياض قال:(ما تزين الناس بشيء أفضل من الصدق وطلب الحلال)[8] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn8).

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) صحيح البخاري ،كتاب المغازي،باب حديث كعب بن مالك 4/1603 رقم 4156

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) سنن النسائي،كتاب الإمامة،باب التشديد في ترك الجماعة 2/441 رقم 846

3) صحيح البخاري،كتاب الأدب،باب قوله تعالى]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[ 5/2261 رقم 5743
4) المستدرك 1/217

5) سنن أبي داود،كتاب الأدب،باب التشديد في الكذب 5/167 رقم 4991
6) السنن الكبرى للبيهقي 10/199

7) سنن الترمذي،باب البر والصلة،باب ما جاء في الإصلاح بين الناس 8/122 رقم 1944

8) الدر المنثور 3/520

شريف حمدان
10 / 09 / 2011, 50 : 06 AM
زادك الله من حسن ثواب
وخير ومتاع ونعيم الدنيا والاخرة
وجزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك

زياد محمد حميدان
10 / 09 / 2011, 04 : 07 AM
اللهم آمين وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم