تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النداء الخامس والخمشون :( أساليب القتال في المعركة )


زياد محمد حميدان
10 / 09 / 2011, 39 : 05 AM
النداء الخامس والخمسون:] أساليب القتال في المعركة [
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [{التوبة 123}.
يوجه الحقُّ جند الحقِّ إلى الطريق الأقوم لمواجهة أعداء الله تعالى، الذين يقفون حاجزا في طريق الدعوة الإسلامية،وهي أن يبدأوا بالأقرب فالأقرب في قتال المشركين، وذلك لتتسع دار الإسلام، ويعم النور العالم كله.وذلك إذا كان يصعب مواجهة الأعداء دفعة واحدة.
ذهب المفسرون إلى أن المراد في الآية قتال الروم، لأن الرسول r قد فرغ من قتال المشركين واليهود في جزيرة العرب.وكان r قد أرسل رسلا إلى فارس والروم يدعوهم إلى الإسلام بالحسنى ورغبهم في ذلك،ولكن ردهم كان يستوجب عقابهم وتأديبهم،لإيصال الهدى إلى تلك الأمم التي حال الطواغيت دون الوصول إليها.ونحن نعلم أن الإسلام شرع الجهاد بالنفس لإزالة العقبات في طريق الدعوة وليس لإجبار الناس للدخول في الإسلام،لأن العقائد مجالها القلب، فلابدّ من قبولها عقلا واختيارا ،وليس جبرا واضطرارا، وإلاّ نجم النفاق الذي هو أشد من الكفر.
فالجهاد مفروض على شكل دوائر، تتسع حتى تشمل العالم كله،ليتحقق وعد الرسول r ليبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار.والبداءة بالأقرب أصل معتبر في الدين في كل النواحي.ففي مجال الدعوة أمر الحق الرسول r أن يبدأ بأهله وعشيرته فقال:] وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [{الشعراء 214}وفي مجال البرّ والصدقة] قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ [{البقرة 215}وقال تعالى ] وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ [{النساء36}. والصدقة على الأقارب لها أجران أجر القرابة وأجر الصلة،ففي صحيح مسلم في سؤال زينب زوجة عبد الله بن مسعود t قال الرسول r :]لَهُمَا أَجْرَانِ أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ[[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).وعندما أراد أبو طلحة الأنصاري t أن يتصدق ببستانه بيرحاء قال r :] بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ،وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ[[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
وفي صلة القربى كذلك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ:] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ :ثُمَّ أُمُّكَ .قَالَ :ثُمَّ مَنْ؟قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).
وفي الطعام عندما رأى رسول الله r عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما ويده تطيش في الصحفة وجهه المصطفى r فقال:] يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ[[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
قوله تعالى:] وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً [ الغلظة ضد الرقة،وهي الخشونة والشدّة والقوة،وقد مدح الحق رسوله r وصحابته لبأسهم وشدتهم على الكفار] مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [ {الفتح 29}.
وأمره أن يغلظ على الكفار والمنافقين] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [{التوبة73 }وفي مجال الإعداد للعدو بالعتاد والعدّة قال تعالى:] وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ [{الأنفال 60}.
وتنكير الغلظة يفيد استنفاذ الطاقة والجهد في مواجهة العدو،لإظهار المهابة كيلا يطمع في جانب المسلمين.
قوله تعالى:] وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [ معيَّة الله تعالى مع عباده المتقين،يمدهم بقوته وينصرهم على عدوهم،وقد تحقق وعد الله تعالى للمؤمنين بالنصر والتأييد في مواطن كثيرة،وإنَّ هذا الوعد عالم لمن اتصف بهذه الصفات،فمن اتقى الله وقام بعبوديته حقا ننصره الله فردا أو جماعة.( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2) وقال:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق: من الآية4).
وليكن شعار المسلم:(إذا كان الله معي،فمن عليَّ؟).

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) صحيح مسلم،كتاب الزكاة،باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج 7/87 رقم 2315

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) صحيح البخاري،كتاب الزكاة،باب الزكاة على الأقارب 2/530 رقم 1392

3) صحيح البخاري،كتاب الأدب،باب من أحق الناس بحسن الصحبة 5/2227 رقم 5626

4) صحيح البخاري،كتاب الأطعمة،باب التسمية على الطعام والأكل باليمين 5/2056 رقم 5061

شريف حمدان
10 / 09 / 2011, 51 : 06 AM
زادك الله من حسن ثواب
وخير ومتاع ونعيم الدنيا والاخرة
وجزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك

زياد محمد حميدان
10 / 09 / 2011, 06 : 07 AM
آمين وجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم وغفر لكم ولوالديكم ورزقكم من الجنة منازل