تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النداء السادس والسبعون :( النهي عن المناجاة بالإثم والمعصية )


زياد محمد حميدان
19 / 09 / 2011, 51 : 07 AM
النداء السادس والسبعون :]النهي عن المناجاة بالإثم والمعصية [
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [{المجادلة 9}.
هذا النداء الربانيّ توجيه للمؤمنين ألا يسلكوا مسالك اليهود والمنافقين،في الحديث بينهم،والنجوى التي عنه هو حديث السِّر،بحيث يتوهم من يرى المتسارَّيْن أنهم يتآمرون على مكروه،وهذه العادة اليهود والمنافقين في المدينة.
وفي سبب النزول قولان:
ألأول: قال ابن عباس رضي الله عنهما:( نزلت في اليهود والمنافقين كانوا يتناجون فيما بينهم، وينظرون للمؤمنين ويتغامزون بأعينهم، فيقول المؤمنون: لعلهم بلغهم عن إخواننا وقرابتنا من المهاجرين والأنصار قتل أو مصيبة أو هزيمة، ويسوءهم ذلك فكثرت شكواهم إلى النبي صلى ا لله عليه وسلم، فنهاهم عن النجوى فلم ينتهوا فنزلت)[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).
الثاني:عن مقاتل بن حيان قال:( كان بين النبي r وبين اليهود موادعة وكانوا إذا مر بهم الرجل من أصحاب النبي r ، جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره المؤمن ،فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم، فنهاهم النبي r عن النجوى فلم ينتهوا، وعادوا إلى النجوى فنزلت الآية)[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
القولان فعل واحد لليهود،يريدون إدخال الحزن والهمَّ والوهن في نفوس المسلمين،وهذا دأب النفوس الخبيثة،التي في طبعها الإيذاء .روي أن يهوديا كان يحتضر استدعى شيخ المسلمين في البلد،فقال له :إنك ترى من أمري ما ترى،وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،ففرح الشيخ بذلك وانصرف،عندها قال اليهودي أنه مازال على يهوديته،فسئل عن السبب،فقال:إن شيخ المسلمين سيخبرهم أني أسلمت،فإذا مت سيحزنون عليَّ.
ولذا يوجه الحق سبحانه أولياءه،للوقاية من مثل هذه الأساليب،بالتوكل عليه حقَّ توكله.وأن ما يفعله هؤلاء من كيد الشيطان،وقد ورد في الهدي النبوي النهي عن المناجاة بين المسلمين إذا كانوا ثلاثة،حتى لا تذهب الظنون بالثالث ،قال r :] لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).وأما إذا كان الجمع أكثر من ثلاثة فلا بأس لانتفاء العلة.
قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالأِثْمِ [ فيما يختص بهم ] وَالْعُدْوَانِ [ فيما يتعلق بغيرهم ] وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ [ إذ نهاهم أكثر من مرَّة ،فلم ينتهوا. ] وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى [أي بطاعة الله وما يقربكم إليه،والتقوى فعل الطاعات،وترك المحرمات،التي منها إيذاء المسلمين بهذه الطريقة.
قوله تعالى:] وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [ تأكيد للالتزام بأوامر الحق سبحانه،وأن ترك التناجي بالإثم من لوازم التقوى.وذكر الحشر تذكير بيوم الجزاء،وأن الله تعالى مطَّلع على سرائركم ومكائدكم.وفي هذا اليوم تبلى السرائر،فاتقوا الله واحذروا ما ينهاكم عنه من النجوى.
وإن أكرم وأجمل مناجاة ،مناجاة الرَّب الرحيم يوم الدين، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ:] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ،فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ ،أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ[[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) الجامع لأحكام القرآن 17/291 وانظر زاد المسير 8/188 والدر المنثور 6/270

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) تفسير القرآن العظيم 4/414 وانظر الجامع لأحكام القرآن 17/291 وزاد المسير 8/188

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3 سنن الترمذي،كتاب الأدب،باب ما جاء لا يتناجى اثنان دون الثالث 10/267 رقم 2830

4) صحيح البخاري،كتاب المظالم ،باب قوله تعالى] ألا لعنة الله على الظالمين[ 2/862 رقم 2309

شريف حمدان
19 / 09 / 2011, 30 : 03 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/jazak.gif

مقلد سيد متولي
19 / 09 / 2011, 18 : 05 PM
http://ahlalalm.org/vb/mwaextraedit5/extra/76.gif

زياد محمد حميدان
20 / 09 / 2011, 32 : 03 AM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وجعل الله التوفيق حليفكم ورزقتم من الجنة منزلا