تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النداء التاسع والسبعون:( الاستعداد ليوم المعاد )


زياد محمد حميدان
21 / 09 / 2011, 18 : 02 AM
النداء التاسع والسبعون: ] الاستعداد ليوم المعاد [
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [ {الحشر 18}.
الحياة الدنيا مؤقتة،والمقام فيها قصير،لا يعلم المرء مت يزعج عنها،فكم من رضيع غدا في الأموات،وكم من شيخ طعن في السنِّ حتى ردَّ إلى أرذل العمر.وما المقام في الدنيا إلا كما وصفها ****** المصطفى r ]مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا[[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).ولما كان الرحيل عنها لازما ،والوقت مجهولا،فلا بدَّ من الاستعداد الدائم.والحق سبحانه إذ يبالغ في تقريب يوم القيامة،ليبالغ المؤمن في الاستعداد،قال قتادة:( ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد، وغد يوم القيامة)[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).وقال U في قرب الساعة:(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر:1) قال Y :(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوه)(النحل:1) أكدَّ وقوعها بصيغة الماضي،ليكون العبد على يقين من تحقق وعد الله تعالى،لأن الإخبار عن شيء وقع فإن وقوعه تمَّ يقينا.
وإن خير الزاد ليوم المعاد،ما أوصى به رب العباد( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ) (البقرة: 197) .
وقد مُنح المسلم فرصة أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسب، فإنه من حاسب نفسه ،هان عليه حمله ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ t:]عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا ،وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ .وَمَعْنَى قَوْلِهِ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ يَقُولُ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t قَالَ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا.وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).
ولقد كان النبي r يستشهد بهذه الآية في خطبه،للتذكير بيوم القيامة،ليكون حافزا للإقدام على عمل الخير،عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :]كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي صَدْرِ النَّهَارِ, قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوْ الْعَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ r لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنْ الْفَاقَةِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ[[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
ويؤكد الحق سبحانه الأمر بالتقوى،لأهميتها فهي جوازه بأمان إلى الدار الآخرة.ومن التقوى الاستكثار من العمل الصالح،الذي يثقِّل الميزان يوم غدٍ.
قوله تعالى:] وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [ مطَّلع على خفايا نفوسكم،وأسرار نواياكم،ومحصٍ عليكم أعمالكم،ولذلك أحسنوا العمل ،وأخلصوا النية،لتتخلصوا من أهوال ذلك اليوم،وتفوزوا بالجنة الموعودة للمتقين.

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) سنن الترمذي،كتاب الزهد،باب ما جاء في أخذ المال 9/223 رقم 2382

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) جامع البيان 12/50 وانظر الجامع لأحكام القرآن 18/43

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3) سنن الترمذي،كتاب صفة يوم القيامة،باب منه 9/282 رقم 2464

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif4) صحيح مسلم،كتاب الزكاة،باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة 7/104 رقم 2348

مقلد سيد متولي
21 / 09 / 2011, 53 : 02 AM
ما شاء الله اثلجت صدورنا والله ياشيخ بمواضيعك المميزة بارك الله فيك

زياد محمد حميدان
21 / 09 / 2011, 14 : 06 AM
شرح الله صدوركم ونور قلوبكم ويسر أموركم وقضى حوائجكم وغفر ذنوبكم وجمعكم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا

شريف حمدان
21 / 09 / 2011, 42 : 06 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif