تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النداء الثمانون :( النهي عن موادة أعداء الله تعالى )


زياد محمد حميدان
21 / 09 / 2011, 20 : 02 AM
النداء الثمانون :] النهي عن مـوادَّة أعداء الله تعالى [
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [{الممتحنة 1}.
كثر في كتاب الله تعالى النهي عن موالاة الكفار،سواء كانوا من أهل الكتاب ،أو مشركي العرب أوالمنافقين.وذلك تحقيقا لاستقلال المسلمين،وتميُّز شخصيتهم،وأن المسلمين أمة واحدة،لا يتبعون أحدا،بل هم قادة العالم ،وسادة الدنيا.
المفسرون على هذا النداء نزل في حاطب بن أبي بلتعة t ،إذ أرسل رسالة فيها سرُّ المسلمين، عن علي t يَقُولُ :]بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ r أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ قَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً وَمَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا :أَخْرِجِي الْكِتَابَ،فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ. فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ ،أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ ،فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا. فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ r فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ .إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ، يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ ،فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا، يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : لَقَدْ صَدَقَكُمْ. قَالَ عُمَرُ :يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. قَالَ إ:ِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ،فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ [[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).فنزلت الآية[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
ويؤخذ من هذه القصة تحريم إفشاء سرِّ المسلمين،وجواز قتل من فعل ذلك.وأنه يشفع للمسلم صدقه وسيرته الحسنة إذا أخطأ.
وهذه الواقعة من دلائل نبوته r إذ أخبره الوحي بأمر الظعينة.
قوله تعالى: ] لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [ كان يكفي أن يقول عدوي،لأن عدوَّ الله عدوٌ لأوليائه،وإنما ذلك ليدفع الحمية في نفوسهم،ليزدادوا لهم كراهة،ومنهم بعدا،ولأن ذكر المصلحة للشخص تزيده إقبالا،والمفسدة تزيده بعدا.
قوله تعالى:] تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [ المحبة والمسارَّة،ومن دواعي ذلك إفشاء أسرار المسلمين،ثم ذكر الحق ما يهيِّجهم على كراهيتهم] وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ [ هؤلاء أعداؤكم،لأنهم يحاربون عقيدتكم،وأخرجوا رسولكم وسائر المسلمين ،من ديارهم ،وذكر الرسول r لمكانته العظيمة في نفوس المسلمين،وفرط حبهم له،فالإساءة إليه أبلغ من الإساءة إلى ذواتهم.
قوله تعالى:] وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ [ وما كان سبب عدائهم إلا إيمانكم بالله،كما حكى سبحانه عن أصحاب الأخدود:(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (البروج:8) ،وهذه إثارة ثانية لهم،لأن التدين من فطرة الإنسان،والإنسان يدافع بفطرته عن معتقده.
قوله تعالى:] إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي [ شرط وجوابه منتزع من السياق،فلا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء.وهذا التذكير بالعمل الصالح،من الجهاد في سبيل الله ،وغيره من الطاعات،من دوافع الاستجابة لأمر الله تعالى،فمن الأساليب التربوية في الدعوة،إثارة كوامن الخير لدى المدعو،وتذكيره الشخص بأمجاده،يعين على شرح صدره لقبول الهدى.
قوله تعالى:] تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ [ من النوايا والإيمان،فالله يعلم السرَّ قبل أن يكون سرَّا،فالأعمال وإن خفيت على العباد،فلا تخفى على رب العباد.
قوله تعالى:] وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [ من المسارَّة والموادَّة،فقد أخطأ طريق الحقِّ وحاد عنه،والضلال:العدول عن الطريق القويم،ويضادُّه الهداية،قال تعالى:(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (يونس:108).
ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج،عمدا كان أو سهوا،يسيرا كان أو كثيرا[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3) ثم يبيِّن الحق سبحانه بعده،مدى عداوتهم للمؤمنين،بأن المسلمين يسرون إليهم بالمودة،وهم يتربصون بهم الدوائر،وقلوبهم تكاد تميَّز من الغيظ.وأنهم لا يمكن أن يحبوكم يوما.

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) صحيح البخاري،كتاب الجهاد والسِّير،باب الجاسوس 3/1095 رقم 2845

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) انظر جامع البيان 12/56 وتفسير القرآن العظيم 4/442 وزاد المسير 8/ 230و الدر المنثور 6/301

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3) المفردات 297

مقلد سيد متولي
21 / 09 / 2011, 52 : 02 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خير

زياد محمد حميدان
21 / 09 / 2011, 11 : 06 AM
وفيكم بارك الله تعالى وأحسن إليكم وغفر الله لكم ولوالديكم

شريف حمدان
21 / 09 / 2011, 43 : 06 AM
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif