المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النداءوجوب مطابقة القول للعمل ) الثالث والثمانون :(


زياد محمد حميدان
23 / 09 / 2011, 49 : 09 PM
النداء الثالث والثمانون :]وجوب مطابقة القول للعمل [
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [{الصف 2}.
يربِّي الحق سبحانه عباده المؤمنين على مكارم الأخلاق،ومنها الصدق في النية،وتصديق العمل للنية.وأن المؤمن عالي الهمة،يبحث عن معالي الأمور.
وفي سبب النزول أقوال:
الأول:في جماعة تمنوا الجهاد،فلما فرض تقاعسوا عنه.
عن ابن عباس رضي الله عنهماقال:( كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله دلنا على أحب الأعمال إليه، فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه إيمان بالله لا شك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به؛ فلما نزل الجهاد، كره ذلك أناس من المؤمنين، وشق عليهم أمره، فقال الله: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).
وعن مقاتل قال:( قال المؤمنون: لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه فدلهم على أحب الأعمال إليه فقال: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا} فبين لهم فابتلوا يوم أحد بذلك فولوا عن النبي r مدبرين، فأنزل الله في ذلك {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
الثاني:في أناس ادعوا أعمالا ولم يكونوا قد فعلوها.
عن قتادة قال: (بلغني أنها كانت في الجهاد، كان الرجل يقول: قاتلت وفعلت، ولم يكن فعل، فوعظهم الله في ذلك أشد الموعظة)[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).
وقال صهيب t :( كان رجل قد آذى المسلمين يوم بدر وأنكاهم فقتلته. فقال رجل: يا نبي الله، إني قتلت فلانا، ففرح النبي r بذلك. فقال عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف: يا صهيب، أما أخبرت رسول الله r أنك قتلت فلانا؟! فإن فلانا انتحل قتله؛ فأخبره فقال: (أكذلك يا أبا يحيى)؟ قال :نعم، والله يا رسول الله؛ فنزلت الآية في المنتحل)[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
وفي رواية،فأمره أن يدفع سلبه إلى صهيب،ونزلت الآية[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:( كان رسول الله r يبعث السرية، فإذا رجعوا كانوا يزيدون في الفعل، ويقولون قاتلنا كذا وفعلنا كذا، فأنزل الله الآية)[6] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn6).
الثالث:في تمني المنافقين للجهاد،وهم كاذبون.
قال ابن زيد:( نزلت في المنافقين؛ كانوا يقولون للنبي r وأصحابه: إن خرجتم وقاتلتم خرجنا معكم وقاتلنا؛ فلما خرجوا نكصوا عنهم وتخلفوا)[7] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn7).
وقد استبعد الطبري القول الثالث،ونصر الأول،لأن الخطاب للمؤمنين.ولكن إن صحّ النقل عن ابن زيد ،فيمكن توجيه النداء إليهم،بأن يا من آمن بلسانه .
والذي يعنينا أن لا نقع في أي من الثلاثة.فالأول: عدم تمني ما لا يطاق،وتمني العمل دون قصد تنفيذه،ولذا قيل:الأماني رأس مال المفاليس.
والثاني:ترك الادعاء الزائف، والبطولات الموهومة،سواء كان في ساحة المعركة،أو ميدان الدعوة،فهناك من يرسلون للدعوة في سبيل الله تعالى،يرجعون وهم يدعون بطولات والله أعلم بحالهم.
قوله تعالى:]لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [ قال القرطبي:(استفهام على جهة الإنكار والتوبيخ، على أن يقول الإنسان عن نفسه من الخير ما لا يفعله. أما في الماضي فيكون كذبا، وأما في المستقبل فيكون خلفا، وكلاهما مذموم)[8] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn8).
وقد شنَّع الحق سبحانه على من يقول ولا يفعل،وأن من اتصف بهذه الخصلة الذميمة استحق أشد الغضب(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) والمقت:أشد البغض،لمن تراه يتعاطى القبيح[9] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn9).
وكان بعض السلف يتخوَّفون الوعظ،مخافة الوقوع في مخالفة هذا النداء،قال النخعي: ثلاث آيات منعتني أن أقص على الناس (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) [البقرة: 44]، (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) [هود: 88]، و(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون). وأخرج أبو نُعيم الحافظ، أن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r : (أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت) قلت: (من هؤلاء يا جبريل)؟ قال: (هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ولا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون). وعن بعض السلف أنه قيل له: حدِّثنا؛ فسكت. ثم قيل له: حدِّثنا. فقال: أترونني أن أقول ما لا أفعل فاستعجل مقت الله![10] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn10).
هذا إحساس مرهف من هؤلاء السلف رحمهم الله تعالى،ولكن اليوم وقد تطاول الأمد،وبعد العهد،فما لا يدرك جله لا يترك كله،وإنما الوعيد منصبٌّ على من لا يريد أن يعمل أصلا،أو من كان متشدقا بخطابة،ولقلقة لسان،أما من كان همّه الله Y والدعوة إليه،فإنه وإن حصل بعض التقصير،فلا يمنع من القيام بواجب الدعوة.

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) جامع البيان 12/79 وتفسير القرآن العظيم 4/459 وانظر الجامع لأحكام القرآن 18/77 والدر المنثور 6/316

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) الدر المنثور 6/317 وتفسير القرآن العظيم 4/459

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3) جامع البيان 12/80 والدر المنثور 6/317 وانظر الجامع لأحكام القرآن 18/78 وتفسير القرآن العظيم 4/459

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif4) الجامع لأحكام القرآن 18/78

5) زاد المسير 8/250

6) الدر المنثور 6/317

7) الجامع لأحكام القرآن 18/78 وانظر جامع البيان 12/80 وتفسير ابن كثير 4/459

8) الجامع لأحكام القرآن 18/80

9) المفردات 470

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif10) الجامع لأحكام القرآن 18/80

محمد نصر
24 / 09 / 2011, 58 : 12 AM
http://i39.tinypic.com/1zvs8cm.jpg