تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النداء السابع والثمانون :( التحذير من الانشغال بالمال والأولاد عن ذكر الله تعالى )


زياد محمد حميدان
26 / 09 / 2011, 36 : 10 PM
النداء السابع والثمانون:] التحذير من الانشغال بالمال والأولاد هن ذكر الله تعالى [
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [ {المنافقون 9}
لا تزال سورة (المنافقون) تخرج خفايا المنافقين،وتكشف سرَّهم،حتى يحذر المؤمنون مكرهم وكيدهم.فبعد أن أخزى الله رأس المنافقين،لمقالته الشنيعة في رسول الله r ،وبينَّ مكيدتهم لتفريق المسلمين عن رسول الله r ،بترك الإنفاق عليه،ظنا منهم أن المسلمين إنما صحبوا رسول الله من أجل حطام الدنيا،أو متاعها الزائل. عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ:] أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ r فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ r بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ r سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: مَا هَذَا ؟قَالُوا قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ r فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: قَسَمْتُهُ لَكَ. قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا،وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ، فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ. فَقَالَ:إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ .فَلَبِثُوا قَلِيلًا، ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ r يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِيُّ r : أَهُوَ هُوَ؟قَالُوا: نَعَمْ .قَالَ: صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ، ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ r فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ r . ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ[[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).وقد أخزى الله المنافقين في غزوة تبوك،إذ قاموا يشككون ويثبطون عزائم المسلمين،فأيد الله عباده المؤمنين.
وفي هذا النداء الربانيّ يحذِّر الحق سبحانه أولياءه من مشابهة المنافقين الذين غرتّهم أموالهم وأولادهم وظنّوا أن العزّة والجاه بالمال والولد،وذلك لخواء قلوبهم من الإيمان.لايغرنّكم المال وكثرته فهو ظل زائل،وكم من رجل كان بالأمس غنيا فإذا به يقرع الأبواب سائلا مستجديا.وكم من فقير أغناه الله تعالى من فضله.والمال ابتلاء يسأل مرتين من أين اكتسبه وأين أنفقه،فهو فتنة في وفرته وفقده،وكذلك الأولاد فتنة يمكن أن يشغلوا الأب عن ذكر الله فيركن إلى قوتهم وثرائهم ،ويظن أن ذلك هو العزّ.وكم من ولد أمَّل فيه أبوه فأورده مهاوي الردى،وأذاقه من كأس العقوق .وخصَّ الحق سبحانه المال والولد، لأنهما أعظم ما يلهي عن الله تعالى ويظن الإنسان أن فيهما عزّه ومجده في الدنيا.قوله تعالى:]`tã̍ò2ÏŒ«!$#[ اختلف في المراد به،فقيل طاعة الله في الجهاد، وقيل الصلاة المكتوبة،وقيل على إطلاقه،أي يشمل جميع الطاعات المقرّبة إلى حضرة الله تعالى،والعموم أولى.
قوله تعالى:] وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ [ من ينشغل بالمال والولد عن طاعة ربه ]فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ[ قال الرازي:(في تجارتهم حيث باعوا الشريف الباقي بالخسيس الفاني)[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
ويوجه الحق سبحانه إلى الإنفاق الواجب وهو الزكاة ،والتطوع ويشمل سائر الصدقات،وأن يغتنموا مهلة الله تعالى التي أعطاهم إياها في الدنيا،أما إذا كان يوم القيامة فلا مال يفدي ،ولا ولد يحمي،وقوله تعالى(مما)التي تفيد التبغيض،تفيد أنا الله تعالى لا يطلب منك كل أموالك وإنما هو ربع العشر في الزكاة،ومع ذلك تجد عبّاد الدرهم والدينار يرون ربع العشر كثيرا وينسون الباقي،ويحذرهم من الأجل المحتوم لأن العبد تقبل توبته ما لم يغرغر.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:] مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بَيْتِ رَبِّهِ أَوْ تَجِبُ عَلَيْهِ فِيهِ الزَّكَاةُ فَلَمْ يَفْعَلْ يَسْأَلْ الرَّجْعَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ. فَقَالَ رَجُلٌ :يَا ابْنَ عَبَّاسٍ اتَّقِ اللَّهَ إِنَّمَا يَسْأَلُ الرَّجْعَةَ الْكُفَّارُ .قَالَ :سَأَتْلُو عَلَيْكَ بِذَلِكَ قُرْآنًا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ) إِلَى قَوْلِهِ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).
قال ابن عباس رضي الله عنهما:( هذه الآية أشد على أهل التوحيد؛ لأنه لا يتمنى الرجوع في الدنيا أو التأخير فيها أحد له عند الله خير في الآخرة)[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
قال ابن كثير:(كل مفرِّط يندم عند الاحتضار،ويسأل طول المدَّة ،ولو شيئا يسيرا،لعله يستعتب ويستدرك ما فاته،وهيهات كان ما كان،وأتى ما هو آت)[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).

1) سنن النسائي،كتاب الجنائز،باب الصلاة على الشهداء 4/362 رقم 1952

2) التفسير الكبير 30/550

3) سنن الترمذي،كتاب تفسير القرآن،باب من سورة المنافقون 12/206 رقم 3327

4) الجامع لأحكام القرآن 18/131

5) تفسير القرآن العظيم 4/479

شريف حمدان
26 / 09 / 2011, 55 : 10 PM
اتاك الله حسن الثواب
فى الدنيا والاخرة
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

محمد نصر
27 / 09 / 2011, 38 : 01 AM
http://i39.tinypic.com/1zvs8cm.jpg