زياد محمد حميدان
01 / 10 / 2011, 17 : 01 PM
النداء الثاني : ] الصبر على البلاء [
] قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [ {الزمر 10}.
يأتي هذا النداء الربانيّ استكمالا للنداء السابق،الذي يحث على الهجرة من أرض لا يمكن فيها المحافظة على القيام بأمر الدين.فالحق سبحانه يوجه عباده المؤمنين لملازمة التقوى،التي من تبعاتها الصبر على البلاء،والناس في تلقي البلاء صنفان،صابر،يرضى بالقضاء والقدر، وكافر يجزع ويهلع.المؤمن الصابر يوفى أجره من غير حساب،لأنه يرى الفعال رب العزة والجلال.
قوله تعالى:] وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ [ إغراء للمستضعفين بالهجرة،وترك دار المعصية إلى دار الطاعة،كما في النداء السابق،فإن ضيِّق عليكم في بلد،وكانت مصلحة الدين في الخروج فاخرجوا.
قوله تعالى: ] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [ هذا الجزاء في الجنة فلكل عمل حساب،إما عدّاً وإما كيلا وإما وزنا،إلا الصبر،فإن جزاؤه بغير حساب.قال الأوزاعي:(ليس يوزن لهم،ولا يكال لهم،إنما يغرف لهم غرفا)[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1). وعن مالك بن أنس قال: (هو الصبر على فجائع الدنيا وأحزانها)[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
ومما ورد في جزاء أصحاب البلاء في الدنيا:
عن أنس بن مالك t قال:]قال رسول الله r :إن الله إذا أحب عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا، ويحثه عليه حثا، فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام: صوت معروف قال جبريل u : يا رب عبدك فلان اقض حاجته. فيقول الله تعالى: دعه إني أحب أن أسمع صوته. فإذا قال يا رب.. قال الله تعالى، لبيك عبدي وسعديك. وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك، ولا تسألني شيئا إلا أعطيتك. إما أن أعجل لك ما سألت، وإما أن أدخر لك عندي أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه. ثم قال رسول الله r : وتنصب الموازين يوم القيامة، فيأتون بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان، ويصب عليهم الأجر صبا بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).
عَنْ جَابِرٍ t قَالَ:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ، لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ[[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال :(سمعت جدي رسول الله r يقول: إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى،يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يرفع لهم ديوان، ولا ينصب لهم ميزان، يصب عليهم الأجر صبا)[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).
وفي الآية حثٌّ على الصبر ،واحتمال الأذى،فالدنيا دار ابتلاء،وقد سئل رسول الله r عن أشدِّ الناس بلاء فقال:] أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ حَتَّى يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، ذَاكَ فَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَاكَ. وَقَالَ مَرَّةً أَشَدُّ بَلَاءً وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَاكَ. وَقَالَ مَرَّةً عَلَى حَسَبِ دِينِهِ. قَالَ فَمَا تَبْرَحُ الْبَلَايَا عَنْ الْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ يَعْنِي وَمَا إِنْ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍِ[[6] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn6).
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) تفسير القرآن العظيم 4/63
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) الجامع لأحكام القرآن 15/241
3) الدر المنثور 5/606
4) سنن الترمذي،كتاب الزهد،باب ما جاء في ذهاب البصر 9/245 رقم 2407
5) المعجم الكبير للطبراني 3/92
6) مسند أحمد 1/180
] قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [ {الزمر 10}.
يأتي هذا النداء الربانيّ استكمالا للنداء السابق،الذي يحث على الهجرة من أرض لا يمكن فيها المحافظة على القيام بأمر الدين.فالحق سبحانه يوجه عباده المؤمنين لملازمة التقوى،التي من تبعاتها الصبر على البلاء،والناس في تلقي البلاء صنفان،صابر،يرضى بالقضاء والقدر، وكافر يجزع ويهلع.المؤمن الصابر يوفى أجره من غير حساب،لأنه يرى الفعال رب العزة والجلال.
قوله تعالى:] وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ [ إغراء للمستضعفين بالهجرة،وترك دار المعصية إلى دار الطاعة،كما في النداء السابق،فإن ضيِّق عليكم في بلد،وكانت مصلحة الدين في الخروج فاخرجوا.
قوله تعالى: ] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [ هذا الجزاء في الجنة فلكل عمل حساب،إما عدّاً وإما كيلا وإما وزنا،إلا الصبر،فإن جزاؤه بغير حساب.قال الأوزاعي:(ليس يوزن لهم،ولا يكال لهم،إنما يغرف لهم غرفا)[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1). وعن مالك بن أنس قال: (هو الصبر على فجائع الدنيا وأحزانها)[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
ومما ورد في جزاء أصحاب البلاء في الدنيا:
عن أنس بن مالك t قال:]قال رسول الله r :إن الله إذا أحب عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا، ويحثه عليه حثا، فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام: صوت معروف قال جبريل u : يا رب عبدك فلان اقض حاجته. فيقول الله تعالى: دعه إني أحب أن أسمع صوته. فإذا قال يا رب.. قال الله تعالى، لبيك عبدي وسعديك. وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك، ولا تسألني شيئا إلا أعطيتك. إما أن أعجل لك ما سألت، وإما أن أدخر لك عندي أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه. ثم قال رسول الله r : وتنصب الموازين يوم القيامة، فيأتون بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان، ويصب عليهم الأجر صبا بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).
عَنْ جَابِرٍ t قَالَ:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ، لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ[[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال :(سمعت جدي رسول الله r يقول: إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى،يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يرفع لهم ديوان، ولا ينصب لهم ميزان، يصب عليهم الأجر صبا)[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).
وفي الآية حثٌّ على الصبر ،واحتمال الأذى،فالدنيا دار ابتلاء،وقد سئل رسول الله r عن أشدِّ الناس بلاء فقال:] أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ حَتَّى يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، ذَاكَ فَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَاكَ. وَقَالَ مَرَّةً أَشَدُّ بَلَاءً وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَاكَ. وَقَالَ مَرَّةً عَلَى حَسَبِ دِينِهِ. قَالَ فَمَا تَبْرَحُ الْبَلَايَا عَنْ الْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ يَعْنِي وَمَا إِنْ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍِ[[6] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn6).
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) تفسير القرآن العظيم 4/63
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) الجامع لأحكام القرآن 15/241
3) الدر المنثور 5/606
4) سنن الترمذي،كتاب الزهد،باب ما جاء في ذهاب البصر 9/245 رقم 2407
5) المعجم الكبير للطبراني 3/92
6) مسند أحمد 1/180