زياد محمد حميدان
07 / 10 / 2011, 17 : 01 PM
النداء التاسع : ] الرسول r موعظة وشفاء لما في الصدور [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [{يونس 57}.
هذا بيان من الحق Y في فضل القرآن العظيم ،ومكانته السامية،فهو الواعظ الحكيم،يذكِّر بالأمم السالفة،وما يأتي من أمر المعاد،يجمع بين الترغيب والترهيب،عدل بين الإفراط والتفريط،يعطي كلاً حسب حاله،،يشفي الصدر من أسقام الشرك والشك،ويشفي الصدر من معضلات الأسقام،ويطهر النفس من دنس الآثام ،ويزكيها من التعلقات الدنيَّة،حتى تصبح راضية مرضيَّة.فهو شفاء مادي ومعنوي.
قوله تعالى :] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ [ الوعظ:زجر مقترن بتخويف،وقيل:هو التذكير بالخير ،فيما يرق له القلب[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).والقرآن العظيم زاجر عن كل ما يغضب الله تعالى،بضرب الأمثال أحيانا من الأمم البائدة،وأحيانا بما أعده الله تعالى من العذاب للعصاة،قال الطبري:(من عند ربكم لم يختلقها محمد r ولم يفتعلها أحد، فتقولوا: لا نأمن أن تكون لا صحة لها. وإنما يعني بذلك جل ثناؤه القرآن، وهو الموعظة من الله)[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
قوله تعالى :] وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ [ من المقطوع به أن القرآن الكريم،شفاء للناس مادياً،من السقام ،ومعنوياً من الأمراض النفسية،وجلاء لما في الصدور.
عن أبي سعيد الخدري t قال:] جاء رجل إلى النبي r فقال: إني أشتكي صدري. فقال: اقرأ القرآن، يقول الله تعالى: شفاء لما في الصدور[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).عن واثلة بن الأسقع t . ]أن رجلا شكا إلى النبي r وجع حلقه. فقال: عليك بقراءة القرآن[[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).عن ابن مسعود t قال:( في القرآن شفاءان القرآن والعسل، فالقرآن شفاء لما في الصدور، والعسل شفاء من كل داء)[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).
والتداوي بالقرآن الكريم من هدي النبي r ،وهو جزء من الطب النبوي.وهو مجرَّب سلفا وخلفا،ولكن دخل في الذين يعالجون بالقرآن ،السحرة والمشعوذون،لكسب المال والشهرة،وأدى ذلك إلى مفاسد عظيمة،من الاستيلاء على الأموال بالباطل،وهتك للأعراض،لأن هذه الممارسات بعيدة عن الشرع المطهر.
وما قيل في القرآن العظيم،يقال في حق ****** المصطفى r ،فبعثته شفاء للبشرية،وشاف لأمراضها ،ومنير لطريقها،وقد وصف الفخر الرازي النبي r بالطبيب الحاذق ،وكيفية مداواته للناس،قال:(إن محمدا r كان كالطبيب الحاذق،وهذا القرآن عبارة عن مجموع أدويته التي بتركيبها تعالج القلوب المريضة،ثم إن الطبيب إذا وصل إلى المريض فله معه مراتب أربعة.
المرتبة الأولى:أن ينهاه عن تناول ما لا ينبغي ويأمره بالاحتراز عن تلك الأشياء التي بسببها وقع في المرض،وهذا هو الموعظة،فإنه لا معنى للموعظة إلاّ الزجر عن كل ما يبعد عن رضوان الله تعالى،والمنع عن كل ما يشغل القلب بغير الله.
المرتبة الثانية:الشفاء وهو أن يسقيه أدوية تزيل عن باطنه تلك الأخلاط الفاسدة الموجبة للمرض،فكذلك الأنبياء عليهم السلام،إذا منعوا الخلق عن فعل المحظورات صارت ظواهرهم مطهرة عن فعل مالا ينبغي.
المرتبة الثالثة:حصول الهدي،وهذه المرتبة لا يمكن حصولها إلاّ بعد المرتبة الثانية،لأن جوهر الروح قابل للجلايا القدسية والأضواء الإلهية،وفيض الرحمة عام غير منقطع على ما قال r (إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها)[6] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn6).
المرتبة الرابعة:وهي أن تصير النفس البالغة إلى هذه الدرجات الروحانية والمعارج الربانية بحيث تفيض أنوارها على أرواح الناقصين، فيض النور من جوهر الشمس على أجرام هذا العالم،وهذا هو المراد بقوله] وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [ وإنما خصّ المؤمنين بهذا المعنى لأن أرواح المعاندين لا تستضيئ بأنوار أرواح الأنبياء عليهم السلام.لأن الجسم القابل للنور عن قرص الشمس هو الذي يكون وجهه مقابلا لوجه الشمس فإن لم تحصل هذه المقابلة لم يقع ضوء الشمس فكذلك كل روح لما لم تتوجه إلى خدمة أرواح الأنبياء المطهرين لم تنتفع بأنوارهم)[7] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn7).
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) المفردات 527
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) جامع البيان 6/568
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3) الدر المنثور 3/553
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif4) المرجع السابق
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif5) المرجع السابق
6) المعجم الكبير للطبراني 19/233
7) انظر التفسير الكبير 17/268
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [{يونس 57}.
هذا بيان من الحق Y في فضل القرآن العظيم ،ومكانته السامية،فهو الواعظ الحكيم،يذكِّر بالأمم السالفة،وما يأتي من أمر المعاد،يجمع بين الترغيب والترهيب،عدل بين الإفراط والتفريط،يعطي كلاً حسب حاله،،يشفي الصدر من أسقام الشرك والشك،ويشفي الصدر من معضلات الأسقام،ويطهر النفس من دنس الآثام ،ويزكيها من التعلقات الدنيَّة،حتى تصبح راضية مرضيَّة.فهو شفاء مادي ومعنوي.
قوله تعالى :] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ [ الوعظ:زجر مقترن بتخويف،وقيل:هو التذكير بالخير ،فيما يرق له القلب[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1).والقرآن العظيم زاجر عن كل ما يغضب الله تعالى،بضرب الأمثال أحيانا من الأمم البائدة،وأحيانا بما أعده الله تعالى من العذاب للعصاة،قال الطبري:(من عند ربكم لم يختلقها محمد r ولم يفتعلها أحد، فتقولوا: لا نأمن أن تكون لا صحة لها. وإنما يعني بذلك جل ثناؤه القرآن، وهو الموعظة من الله)[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2).
قوله تعالى :] وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ [ من المقطوع به أن القرآن الكريم،شفاء للناس مادياً،من السقام ،ومعنوياً من الأمراض النفسية،وجلاء لما في الصدور.
عن أبي سعيد الخدري t قال:] جاء رجل إلى النبي r فقال: إني أشتكي صدري. فقال: اقرأ القرآن، يقول الله تعالى: شفاء لما في الصدور[[3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3).عن واثلة بن الأسقع t . ]أن رجلا شكا إلى النبي r وجع حلقه. فقال: عليك بقراءة القرآن[[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).عن ابن مسعود t قال:( في القرآن شفاءان القرآن والعسل، فالقرآن شفاء لما في الصدور، والعسل شفاء من كل داء)[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).
والتداوي بالقرآن الكريم من هدي النبي r ،وهو جزء من الطب النبوي.وهو مجرَّب سلفا وخلفا،ولكن دخل في الذين يعالجون بالقرآن ،السحرة والمشعوذون،لكسب المال والشهرة،وأدى ذلك إلى مفاسد عظيمة،من الاستيلاء على الأموال بالباطل،وهتك للأعراض،لأن هذه الممارسات بعيدة عن الشرع المطهر.
وما قيل في القرآن العظيم،يقال في حق ****** المصطفى r ،فبعثته شفاء للبشرية،وشاف لأمراضها ،ومنير لطريقها،وقد وصف الفخر الرازي النبي r بالطبيب الحاذق ،وكيفية مداواته للناس،قال:(إن محمدا r كان كالطبيب الحاذق،وهذا القرآن عبارة عن مجموع أدويته التي بتركيبها تعالج القلوب المريضة،ثم إن الطبيب إذا وصل إلى المريض فله معه مراتب أربعة.
المرتبة الأولى:أن ينهاه عن تناول ما لا ينبغي ويأمره بالاحتراز عن تلك الأشياء التي بسببها وقع في المرض،وهذا هو الموعظة،فإنه لا معنى للموعظة إلاّ الزجر عن كل ما يبعد عن رضوان الله تعالى،والمنع عن كل ما يشغل القلب بغير الله.
المرتبة الثانية:الشفاء وهو أن يسقيه أدوية تزيل عن باطنه تلك الأخلاط الفاسدة الموجبة للمرض،فكذلك الأنبياء عليهم السلام،إذا منعوا الخلق عن فعل المحظورات صارت ظواهرهم مطهرة عن فعل مالا ينبغي.
المرتبة الثالثة:حصول الهدي،وهذه المرتبة لا يمكن حصولها إلاّ بعد المرتبة الثانية،لأن جوهر الروح قابل للجلايا القدسية والأضواء الإلهية،وفيض الرحمة عام غير منقطع على ما قال r (إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها)[6] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn6).
المرتبة الرابعة:وهي أن تصير النفس البالغة إلى هذه الدرجات الروحانية والمعارج الربانية بحيث تفيض أنوارها على أرواح الناقصين، فيض النور من جوهر الشمس على أجرام هذا العالم،وهذا هو المراد بقوله] وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [ وإنما خصّ المؤمنين بهذا المعنى لأن أرواح المعاندين لا تستضيئ بأنوار أرواح الأنبياء عليهم السلام.لأن الجسم القابل للنور عن قرص الشمس هو الذي يكون وجهه مقابلا لوجه الشمس فإن لم تحصل هذه المقابلة لم يقع ضوء الشمس فكذلك كل روح لما لم تتوجه إلى خدمة أرواح الأنبياء المطهرين لم تنتفع بأنوارهم)[7] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn7).
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) المفردات 527
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) جامع البيان 6/568
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3) الدر المنثور 3/553
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif4) المرجع السابق
http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif5) المرجع السابق
6) المعجم الكبير للطبراني 19/233
7) انظر التفسير الكبير 17/268