تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النداء السادس عشر :( تقوى الله تعالى قبل انحلال الأواصر )


زياد محمد حميدان
11 / 10 / 2011, 59 : 04 PM
النداء السادس عشر :]تقوى الله تعالى قبل انحلال الأواصر [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [{لقمان 33}.
يتوجه الحق سبحانه في نهاية هذه السورة بالنداء إلى الناس جميعا،بتقوى الله Y محذرا إياهم، بأن هناك يوم للجزاء،وأن الناس في ذلك اليوم العصيب ،يتبرأ الناس بعضهم من بعض،حتى أقرب المقربين ،كالوالد والولد،والكل يسأل الله تعالى النجاة بنفسه،كما في حديث الشفاعة كل نبي يقول نفسي نفسي[1] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn1). فيومئذ تتقطع العلائق ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ)(المؤمنون:101). ولا تنفع شفاعة إلا إذا أذن الحق سبحانه لمن يشاء،ولا مال يفتدى به،إذ لا درهم ولا دينار.
والحق يضرب المثل بالوالد والولد،لأن كلٌّ منهما يبادر إلى تحمل الأذى عن الآخر[2] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn2)،وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لأقرب المقربين،فالطمع مقطوع أن ينتفع أحد بقرابته يومئذ.
قوله تعالى: ] إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [ يوم القيامة لا ريب في قدومه،وقد عبَّر الحق عن تيقن وقوعه،بصيغة الماضي ،الدالة على تحقق الوقوع(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل:1)،وإذا كان الأمر كذلك فاستعدوا لذلك اليوم،بما ينجيكم من العمل الصالح،فإن القرابات والأموال والجاه،لا تغني عنكم عند الله شيئا.
قوله تعالى: ] فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا [ بزينتها وزخارفها،فتطمئنوا إليها،وتنسوا يوم الرحيل ،إلى دار الخلود،واعلموا أن الدنيا دار ممر،وليست دار مقر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُوُدٍ t قَالَ:] نَامَ رَسُولُ اللَّهِ r عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً. فَقَالَ: مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا[ [3] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn3). فتزودوا من ممركم لمقركم،وبيَّن الحق أن خير زاد ،ليوم المعاد التقوى.
قوله تعالى: ] وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [ قال الراغب :( الغرور: كل ما يغرُّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسِّر بالشيطان إذ هو أخبث الغارِّين، وبالدنيا لما قيل: الدنيا تغر وتضر وتمر)[4] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn4).
قال ابن عرفة:( الغرور ما رأيت له ظاهرا تحبه وفيه باطن مكروه أو مجهول)[5] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn5).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الغرور: الشيطان[6] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn6).وعن سعيد بن جبير قال:(أن تعمل بالمعصية،وتمنى المغفرة)[7] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn7).
وقد نقل عن علي كرَّم الله وجهه من صحبه:( لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سجوفه[8] (http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/fckeditor.html?InstanceName=detail&Toolbar=Default#_ftn8) وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين،وكأني أسمعه وهو يقول: يا دنيا يا دنيا ألي تعرَّضت ؟أم لي تشوفت ؟هيهات هيهات !غري غيري قد بتتك ثلاثا، لا رجعة لي فيك. فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كبير. آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق).

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif1) انظر الحديث بطوله ،صحيح البخاري،كتاب الأنبياء،باب قوله تعالى ] إنا أرسلنا نوحا إلى قومه [ 3/1215 رقم 3162

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif2) انظر التفسير الكبير 25/132

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif3) سبق تخريجه

http://www.alhodaway.com/fckeditor/editor/images/spacer.gif4) المفردات 359

5) الجامع لأحكام القرآن 4/302

6) جامع البيان 10/225 والدر المنثور 5/325 وتفسير القرآن العظيم 3/598 والجامع لأحكام القرآن 14/81

7) انظر المراجع السابقة

8) السجف: الستر

محمد نصر
11 / 10 / 2011, 50 : 05 PM
http://quran.maktoob.com/vb/up/20703458691127694564.gif

شريف حمدان
11 / 10 / 2011, 58 : 08 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/g1K33816.gif