شريف حمدان
21 / 10 / 2011, 39 : 10 PM
السلام عليكم ورحمه الله
حسن التلاوة في معرفة الوقف والابتداء
حسن التلاوة في معرفة الوقف والابتداء
أ . د . محمود يوسف فجال
لم يترك علماء القراءة جانباً مهماً فيه خدمة لكتاب الله – عز
وجل – إلا عُنوا به ، ومن ذلك ( الوقف والابتداء ) ، فقد اعتنى
بهما السلف الصالح من أصحاب النبي ومَنْ بعدهم ؛ لأن فوائده
جليلة ، منها معرفة معاني القرآن ، واستنباط الأدلة الشرعية .
لذلك حضَّ الأئمة على تعلمها ومعرفتها .
وقال ( علي ) – رضي الله عنه – في قوله – تعالى - ( ورتل القرآن
ترتيلاً ) ( المزمل 4): " الترتيل معرفة الوقوف ، وتجويد الحروف
" .
وقال عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – : " لقد عشنا برهةً من
دهرنا ، و إنَّ أحدَنا ليُؤتَى الإيمانَ قبل القرآن ، وتنـزل
السورةُ على محمد فنتعلَّم حلالها و حرامها ، وما ينبغي أن
يُوقفَ عنده منها ، كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ، ولقد رأينا
اليوم رجالاً يُؤتَى أحدُهم القرآنَ قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين
فاتحته إلى خاتمته ، ما يدري ما آمرُه ولا زاجره ، و لا ما ينبغي
أن يوقف عنده منه " .أخرجه البيهقي في سننه .
قال ( السيوطي ) في ( الإتقان ) ( 230:1) : "وقول ابن عمر ( لقد
عشنا برهةً من دهرنا ) يدلُّ على أن ذلك إجماع من الصحابة ثابت "
.
قال ابنُ الأنباري : من تمام معرفة القرآن الوقف والابتداء فيه .
و الأصل في الوقوف الاجتهاد ، إلاَّ الوقوف على رؤوس الآي فسنة و
إن تعلَّقتِ الآيةُ الموقوف عليها بما بعدها .
اذكر أمثلة قليلة توضح ضرورة تعلُّم هذا الفن : - الوقف على (
عليهم ) من ( صراط الذين أنعمت عليهم ) حسن ؛ لأن المعنى يفهم ،
ولكن بدء التلاوة بـ( غير المغضوب ) قبيح ؛ لتعلقه لفظاً بما
قبله ؛ لأن في إعراب ( غير ) وجهان :
الوجه الأول : صفة لـ ( الذين ) .
الوجه الثاني : بدل من ( الذين ) . والصفة أو البدل تابع لما
قبله ، إذن فـ( غير ) مرتبطة بما قبلها ارتباطاً كاملاً .
أما الوقف على ( ولا الضالين ) فهو أحسن الوقفين ؛ لأنه رأس آية
.
- وقد يكون الوقف قبيحاً ، نحو : ( إن الله لا يستحيي ) ( البقرة
: 26 ) ، ونحو : ( فويلٌ للمصلين ) ( الماعون :4 ) ، ونحو : (
ولا تقربوا الصلاة ) ( النساء: 43 ) .
وارجع إلى كتب التجويد لمعرفة الوقف الحسن لِتَتَّبِعَه ، والوقف
القبيح لِتَجْتَنِبَه .
و الله ولي التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلَّم .
حسن التلاوة في معرفة الوقف والابتداء
حسن التلاوة في معرفة الوقف والابتداء
أ . د . محمود يوسف فجال
لم يترك علماء القراءة جانباً مهماً فيه خدمة لكتاب الله – عز
وجل – إلا عُنوا به ، ومن ذلك ( الوقف والابتداء ) ، فقد اعتنى
بهما السلف الصالح من أصحاب النبي ومَنْ بعدهم ؛ لأن فوائده
جليلة ، منها معرفة معاني القرآن ، واستنباط الأدلة الشرعية .
لذلك حضَّ الأئمة على تعلمها ومعرفتها .
وقال ( علي ) – رضي الله عنه – في قوله – تعالى - ( ورتل القرآن
ترتيلاً ) ( المزمل 4): " الترتيل معرفة الوقوف ، وتجويد الحروف
" .
وقال عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – : " لقد عشنا برهةً من
دهرنا ، و إنَّ أحدَنا ليُؤتَى الإيمانَ قبل القرآن ، وتنـزل
السورةُ على محمد فنتعلَّم حلالها و حرامها ، وما ينبغي أن
يُوقفَ عنده منها ، كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ، ولقد رأينا
اليوم رجالاً يُؤتَى أحدُهم القرآنَ قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين
فاتحته إلى خاتمته ، ما يدري ما آمرُه ولا زاجره ، و لا ما ينبغي
أن يوقف عنده منه " .أخرجه البيهقي في سننه .
قال ( السيوطي ) في ( الإتقان ) ( 230:1) : "وقول ابن عمر ( لقد
عشنا برهةً من دهرنا ) يدلُّ على أن ذلك إجماع من الصحابة ثابت "
.
قال ابنُ الأنباري : من تمام معرفة القرآن الوقف والابتداء فيه .
و الأصل في الوقوف الاجتهاد ، إلاَّ الوقوف على رؤوس الآي فسنة و
إن تعلَّقتِ الآيةُ الموقوف عليها بما بعدها .
اذكر أمثلة قليلة توضح ضرورة تعلُّم هذا الفن : - الوقف على (
عليهم ) من ( صراط الذين أنعمت عليهم ) حسن ؛ لأن المعنى يفهم ،
ولكن بدء التلاوة بـ( غير المغضوب ) قبيح ؛ لتعلقه لفظاً بما
قبله ؛ لأن في إعراب ( غير ) وجهان :
الوجه الأول : صفة لـ ( الذين ) .
الوجه الثاني : بدل من ( الذين ) . والصفة أو البدل تابع لما
قبله ، إذن فـ( غير ) مرتبطة بما قبلها ارتباطاً كاملاً .
أما الوقف على ( ولا الضالين ) فهو أحسن الوقفين ؛ لأنه رأس آية
.
- وقد يكون الوقف قبيحاً ، نحو : ( إن الله لا يستحيي ) ( البقرة
: 26 ) ، ونحو : ( فويلٌ للمصلين ) ( الماعون :4 ) ، ونحو : (
ولا تقربوا الصلاة ) ( النساء: 43 ) .
وارجع إلى كتب التجويد لمعرفة الوقف الحسن لِتَتَّبِعَه ، والوقف
القبيح لِتَجْتَنِبَه .
و الله ولي التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلَّم .