زياد محمد حميدان
19 / 11 / 2011, 42 : 06 AM
النداء الثاني :] تحريض النبي r المؤمنين على القتال [
] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ [{الأنفال 65}.
لا يزال الحديث عن القتال في سورة القتال،فبعد أن طمأن الحق سبحانه نبيه r بأنه ناصره وأتباعه من المؤمنين،وثبَّت فؤاده بذلك،أمره بحضِّ المؤمنين وتحريضهم على القتال.
قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ [ التحريض:حثٌّ مع بيان العاقبة.قال الراغب:( الحرض: ما لا يعتد به ولا خير فيه، ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك: حرض، والتحريض: الحث على الشيء بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه، كأنه في الأصل إزالة الحرض)[1] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn1).قال الرازي:(أشار إلى أن المؤمنين لو تخلفوا عن القتال،بعد حثِّ النبي r كانوا حارضين ،أي هالكين)[2] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn2).
قوله تعالى: ] إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [ ظاهر الآية الشرط،ومعناه الأمر،فقد كانوا يؤمروا أول الأمر بالثبات،الواحد أمام العشرة،وتقدم البحث في النداء الرابع والأربعين،والتاسع والأربعين لأهل الإيمان.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:( إنما أمر الرجل أن يصبر نفسه لعشرة، والعشرة لمئة إذ المسلمون قليل؛ فلما كثر المسلمون خفف الله عنهم، فأمر الرجل أن يصبر لرجلين، والعشرة للعشرين، والمئة للمئتين)[3] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn3).
وهذا التعبير؛إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ،وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا،حاصله وجوب ثبات الواحد أمام العشرة،فما فائدة العدول عن اللفظة الوجيزة،إلى تلك الكلمات الطويلة؟
أجاب الرازي:(أن هذا الكلام إنما ورد على وفق الواقعة،كان رسول الله r يبعث السرايا،والغالب أن تلك السرايا ما كان ينقص عددها عن العشرين،وما كانت تزيد على المائة،فلهذا المعنى ذكر الله هذين العددين)[4] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn4).
قوله تعالى :] بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ [ سبب غلبة المؤمنين على الكافرين،مع كثرتهم،لأنهم لا يرجون ثوابا على قتالهم،بينما المسلمون يحتسبون الأجر العظيم،والثواب الجزيل عند الله تعالى.
وذكر الرازي أسباب تغلُّب المؤمنين على الكفار:
أولا:المؤمن يقاتل للآخرة،ويعلم أن ما عند الله خير من الدنيا ،التي هي جنَّة الكافر وسعادته،ولذلك يهون عليه تركها ،ويعزُّ على الكافر التفريط بها.
ثانيا:المشركون يعولون على قوتهم وشوكتهم،والمسلمون يستعينون بالله،بالدعاء والتضرُّع.
ثالثا:أن الله يقذف في قلوب المشركين المهابة من المؤمنين،لما امتلأت قلوبهم من خشية الله وهيبته.وهذا أمر مشاهد في العلماء الربانيين ،أن يكف الفساق عن منكرهم عن منكرهم،لرؤيتهم،بل ربما سارعوا لخدمتهم [5] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn5).
[/URL]1) المفردات 113
(http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref1)2) التفسير الكبير 25/504
3) جامع البيان 6/284 وانظر الدر المنثور 3/362
(http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref3)4) التفسير الكبير 25/504
[URL="http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref5"]1) انظر التفسير الكبير 25/505
] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ [{الأنفال 65}.
لا يزال الحديث عن القتال في سورة القتال،فبعد أن طمأن الحق سبحانه نبيه r بأنه ناصره وأتباعه من المؤمنين،وثبَّت فؤاده بذلك،أمره بحضِّ المؤمنين وتحريضهم على القتال.
قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ [ التحريض:حثٌّ مع بيان العاقبة.قال الراغب:( الحرض: ما لا يعتد به ولا خير فيه، ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك: حرض، والتحريض: الحث على الشيء بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه، كأنه في الأصل إزالة الحرض)[1] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn1).قال الرازي:(أشار إلى أن المؤمنين لو تخلفوا عن القتال،بعد حثِّ النبي r كانوا حارضين ،أي هالكين)[2] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn2).
قوله تعالى: ] إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [ ظاهر الآية الشرط،ومعناه الأمر،فقد كانوا يؤمروا أول الأمر بالثبات،الواحد أمام العشرة،وتقدم البحث في النداء الرابع والأربعين،والتاسع والأربعين لأهل الإيمان.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:( إنما أمر الرجل أن يصبر نفسه لعشرة، والعشرة لمئة إذ المسلمون قليل؛ فلما كثر المسلمون خفف الله عنهم، فأمر الرجل أن يصبر لرجلين، والعشرة للعشرين، والمئة للمئتين)[3] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn3).
وهذا التعبير؛إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ،وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا،حاصله وجوب ثبات الواحد أمام العشرة،فما فائدة العدول عن اللفظة الوجيزة،إلى تلك الكلمات الطويلة؟
أجاب الرازي:(أن هذا الكلام إنما ورد على وفق الواقعة،كان رسول الله r يبعث السرايا،والغالب أن تلك السرايا ما كان ينقص عددها عن العشرين،وما كانت تزيد على المائة،فلهذا المعنى ذكر الله هذين العددين)[4] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn4).
قوله تعالى :] بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ [ سبب غلبة المؤمنين على الكافرين،مع كثرتهم،لأنهم لا يرجون ثوابا على قتالهم،بينما المسلمون يحتسبون الأجر العظيم،والثواب الجزيل عند الله تعالى.
وذكر الرازي أسباب تغلُّب المؤمنين على الكفار:
أولا:المؤمن يقاتل للآخرة،ويعلم أن ما عند الله خير من الدنيا ،التي هي جنَّة الكافر وسعادته،ولذلك يهون عليه تركها ،ويعزُّ على الكافر التفريط بها.
ثانيا:المشركون يعولون على قوتهم وشوكتهم،والمسلمون يستعينون بالله،بالدعاء والتضرُّع.
ثالثا:أن الله يقذف في قلوب المشركين المهابة من المؤمنين،لما امتلأت قلوبهم من خشية الله وهيبته.وهذا أمر مشاهد في العلماء الربانيين ،أن يكف الفساق عن منكرهم عن منكرهم،لرؤيتهم،بل ربما سارعوا لخدمتهم [5] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn5).
[/URL]1) المفردات 113
(http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref1)2) التفسير الكبير 25/504
3) جامع البيان 6/284 وانظر الدر المنثور 3/362
(http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref3)4) التفسير الكبير 25/504
[URL="http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref5"]1) انظر التفسير الكبير 25/505