المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموقف الثاني : معجزة العصا


زياد محمد حميدان
09 / 12 / 2011, 44 : 07 AM
الموقف الثاني:] معجزة العصا [
ورد في شأن العصا من النداءات:
] وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى [{طه 17-21}.
] وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ [ {النمل 10}.
] وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ [ {القصص 31}.
بعد أن نادى الحقُّ موسى u بالنبوة ،كان لابدَّ له من دليل على نبوَّته.فسأله الحق عن عصاه - وهو أعلم بها- وقيل في السؤال تقرير لحقيقة العصا،أي أنها بقدرة الله U تتحوَّل إلى حيَّة،وترجع مرة أخرى على طبيعتها،ليكون ذلك أثق في نفسه[1] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn1). وقيل:إنما ذلك على سبيل الإيناس ،وإزالة الرهبة من نفسه، لعظم الموقف[2] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn2).
عدد موسى u فوائد العصا فقال:( أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا) أي أستند عليه،فتعينني على المشي،ولذا قيل:العصا رجل ثالثة.وحمل العصا من سنن الأنبياء،وقال: ( وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي) اصل الهش :من الرخاوة واللين،ولذا يقال للشيء اللين سهل الكسر هش،وهنا استعملها في إسقاط الورق اليابس لتأكل منها الغنم،ويكون ذلك بالخبط أو بالهزِّ. عن مالك بن أنس قال:( الهش، أن يضع الرجل المحجن في الغصن، ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره، ولا يكسر العود، فهذا الهش ولا يخبط)[3] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn3).
وقد أورد بعض المفسرين استعمالات للعصا،بما هو غير مألوف،لكن نورد من استعمالها:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:( إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا، وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني، وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها، وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة، وأقاتل بها السباع عن الغنم).
وروى عنه ميمون بن مهران قال:( إمساك العصا سنة للأنبياء، وعلامة للمؤمن). وقال الحسن البصري:( فيها ست خصال؛ سنة للأنبياء، وزينة الصلحاء، وسلاح على الأعداء، وعون للضعفاء، وغمُّ المنافقين، وزيادة في الطاعات). ويقال: إذا كان مع المؤمن العصا يهرب منه الشيطان، ويخشع منه المنافق والفاجر، وتكون قبلته إذا صلى، وقوة إذا أعيا.
ولقي الحجاج أعرابيا فقال:( من أين أقبلت يا أعرابي؟ قال: من البادية. قال: وما في يدك؟ قال: عصاي أركزها لصلاتي، وأعدها لعِداتي، وأسوق بها دابتي، وأقوى بها على سفري، وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي، وأثب بها النهر، وتؤمنني من العثر، وألقي عليها كسائي فيقيني الحرِّ، ويدفئني من القرِّ، وتُدني إليَّ ما بعُد منِّي، وهي محمل سفرتي، وعلاقة إداوتي، أعصي بها عند الضراب، وأقرع بها الأبواب، وأتقي بها عقور الكلاب؛ وتنوب عن الرمح في الطعان؛ وعن السيف عند منازلة الأقران؛ ورثتها عن أبي، وأورثها بعدي ابني، وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى، كثيرة لا تحصى).
وعقَّب القرطبي على ذلك:( منافع العصا كثيرة، ولها مدخل في مواضع من الشريعة: منها أنها تتخذ قبلة في الصحراء؛ وقد كان للنبي عليه r عَنَزَة تركز له فيصلي إليها، وكان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها؛ وذلك ثابت في الصحيح. والحربة والعنزة والنيزك والآلة اسم لمسمى واحد. وكان له محجن وهو عصا معوجة الطرف يشير به إلى الحجر إذا لم يستطع أن يقبله؛ ثابت في الصحيح أيضا. وفي الموطأ عن السائب بن يزيد أنه قال: أمر عمر بن الخطاب t أبي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر. وفي الصحيحين: أنه عليه الصلاة والسلام كان له مخصرة. والإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا، فالعصا مأخوذة من أصل كريم، ومعدن شريف، ولا ينكرها إلا جاهل. وقد جمع الله لموسى u في عصاه من البراهين العظام، والآيات الجسام، ما آمن به السحرة المعاندون. واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته. وكان ابن مسعود t صاحب عصا النبي r )[4] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn4).
وبعد أن زالت الوحشة عن موسى u من جلالة الموقف وهيبته،أمره الحق سبحانه أن يلقي عصاه ،فإذا هي حيَّة تسعى،لتكون معجزة له.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:( لما قيل لموسى: ألقها يا موسى، ألقاها (فإذا هي حية تسعى) ولم تكن قبل ذلك حية؛ قال: فمرت بشجرة فأكلتها، ومرت بصخرة فابتلعتها؛ قال: فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها؛ قال: فولى مدبرا، فنودي أن يا موسى خذها، فلم يأخذها؛ ثم نودي الثانية: أن (خذها ولا تخف) فلم يأخذها؛ فقيل له في الثالثة: (إنك من الآمنين){القصص: 31} فأخذها)[5] (http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftn5).
وفي قصَّة العصا إثبات لقدرة الله تعالى،فتحول العصا من الجماد إلى الحيوان وبالعكس،دليل على قدرة الله U ،وأن يضرب بها البحر فيشقُّ بها اثنا عشر طريقا يابسا،دليل على قدرة الله Y ،وأن يضرب بها الحجر فينفجر منه اثنا عشرة عينا ،دليل على قدرة الله تعالى.
وتأتي معجزة موسى u في زمن ساد فيه السحر،والله تعالى يجعل معجزات أنبيائه فيما برع فيه أقوامهم،وكذلك كانت معجزات عيسى u في زمن ساد فيه طب اليونان،وفي زمن النبي r سادت البلاغة والفصاحة،ليكون التحدي أوقع في نفوس أقوامهم،وأدعى للإذعان.

[/URL]1) انظر جامع البيان 8/405 وزاد المسير 5/278 وتفسير القرآن العظيم 3/196

(http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref1)2) انظر زاد المسير 5/278 وتفسير القرآن العظيم 3/196

3) الدر المنثور 4/526 وتفسير القرآن العظيم 3/196

(http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref3)1) الجامع لأحكام القرآن 11/187

[URL="http://www.ahlalalm.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=137#_ftnref5"]1) جامع البيان 8/407 والدر المنثور 4/527

أبوفاطمه
09 / 12 / 2011, 38 : 12 PM
http://ahlalalm.org/vb/mwaextraedit5/extra/17.gif

شريف حمدان
09 / 12 / 2011, 37 : 03 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/eeI52317.gif

محمد نصر
09 / 12 / 2011, 12 : 09 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/eeI52317.gif