المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فــى بنــى سعـــــد


شريف حمدان
10 / 05 / 2012, 50 : 03 AM
السلام عليكم ورحمه الله



فــى بنــى سعـــــد

كانت حليمة تحدث : أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه , فى نسوة من بنى سعد بن بكر , تلتمس الرضعاء قالت : وذلك فى سنة شبهاء لم تبق لنا شيئا , قالت : فخرجت على أتان لى قمراء , معنا شارف لنا , والله ما تبض بقطرة , وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذى معنا , من بكائه من الجوع , ما فى ثدى ما يغنيه , وما فى شارفنا ما يغذيه , ولكن كنا نرجو الغيث والفرج , فخرجت على أتانى تلك فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفاً وعجفاً , حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء , فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فتأباه , إذا قيل لها أنه يتيم , وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبى الصبى , فكنا نقول : يتيم ! وما عسى أن تصنع أمه وجده ! فكنا نكرهه لذلك فما بقيت امرأة قدمت معى إلا أخذت رضيعاً غيرى فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى : والله إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعاً , والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه . قال : لا عليك أن تفعلى , عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة . قالت : فذهبت إليه فأخذته , وما حمانى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره , قالت : فلما أخذته رجعت به إلى رحلى , فلما وضعته فى حجرى أقبل عليه ثدياى بما شاء من لبن , فشرب حتى روى , وشرب معه أخوه حنى روى , ثم نام , وما كنا ننام معه قبل ذلك , وقام زوجى إلى شارفنا تلك , فإذا هى حافل , فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا , فبتنا بخير ليلة , قالت : يقول صاحبى حين أصبحنا : تعلمى والله يا حليمة ! لقد أخذت نسمة مباركة , قالت : فقلت والله إنى لأرجو ذلك , قالت ثم خرجت وركبت أنا أتانى , وحملته عليها معى , فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شئ من حمرهم , حتى إن صواحبى ليقلن لى , يا ابنة أبى ذؤيب , ويحك ! أربعى علينا , أليست هذه أتانك التى كنت خرجت عليها ؟ فأقول لهن : بلى والله ! إنها لهى لى , فيقلن : والله إن لها شأناً , قالت : ثم قدمنا منازلنا من بلاد بنى سعد وماأعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها , فكانت غنمى تروح على حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً , فنحلب ونشرب , وما يحلب إنسان قطرة لبن , ولا يجدها فى ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبى ذؤيب , فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن , وتروح غنمى شباعاً لبناً فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته وكان يشب شبايا لا يشبه الغلمان , فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً جفراً , قالت : فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا , لما كنا نرى من بركته , فكلمنا أمه , وقلت لها : لو تركت ابنى عندى حتى يغلظ , فإنى أخشى عليه وباء مكة , قالت : فلم نزل بها حتى ردته معنا .
وهذا بقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بنى سعد , حتى إذا كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وفع حادث شق صدره , روى مسلم عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل , وهو يلعب مع الغلمان , فأخذه فصرعه , فشق عن قلبه , فاستخرج القلب , فاستخرج منه علقة , فقال : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم , ثم لأمه , ثم اعاده إلى مكانه , وجاء الغلمان يسعون إلى أمه _ يعنى ظئره _ فقالوا : إن محمداً قد قتل فاستقبلوه وهو منتفع اللون .

محمد نصر
10 / 05 / 2012, 37 : 11 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيكم عمي عبد الجواد علي هذا الموضوع الطييب

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

شريف حمدان
16 / 05 / 2012, 13 : 07 AM
استاذي الخلوق

محمد نصر

http://up.ahlalalm.info/photo2/BXU40788.jpg