شريف حمدان
06 / 06 / 2012, 45 : 03 PM
السلام عليكم ورحمه الله
مُصعَبُ بن عُمَير " رضي الله عنه "
من أعلام العارفين :
مُصعَبُ بن عُمَير " رضي الله عنه "
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الداربن قصي , القرشي العبدري , وكان يُكنى أبا محمد أو أبا عبد الله , وهو الداعية الاول في ( يثرب) مدينة الرسول , والمهاجر الدائم , ومن أبطال بدر, وحامل لواء المسلمين في أحد, ومن الشهداء الذين رزقوا أعلى درجات الشهادة , ونزل في حقه قرآن يُتلى ويتعبد به المسلمون الى يوم القيامة .
وفي بيت عز وشرف وسيادة وغنى من بيوتات مكة من بني عبد الدار , ولد
" مصعب " لابوين شريفين متميزين في قومهما , فأبوه عمير كان عريض الجاه وغني النفس والمال , وأمه " خناس بنت مالك " من أثرياء النساء في مكة , وعرفت الى جانب ذلك برجاحة العقل , وحسن التدبير , وكان الوالدان الشريفان يرعيان ابنهما مصعب رعاية خاصة لما عرف عنه منذ نعومة أظفاره ذكاؤه المفرط ونشاطه وحيويته وشجاعته وقوة ملاحظته , فكان لمصعب عندهما المكانة الممتازة بين اخوته , فعاش عيشة يفيض فيها تيهاً ودلالا ... فكانت الام تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقها.. وكان يتعطر كثيراً , فهو أعطر أهل مكة وأجملهم وأرقهم , ويلبس الحضرمي من النعال , ويمر بين أحياء مكة فترمقه عيون فتياتها , ويسترعي منظره ساكنيها , فكان فتنة القوم حقاً تتحرك أمامها عواطف الناس وهو على تلك الحياة الناعمة المترفة وقد أخذ منها النصيب الاكبر . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره دائماً ويقول : ( ما رأيت بمكة أحسن لمّة , ولا أرق حلّة , ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير ) .
وتمر الايام والليالي مسرعة فيما هي فيه من مفاتن مصعب , فاذا بذلك الشاب يثور على نفسه ويتمرد على شهواتها , ويصارع مغريات الحياة بكل جلادة وأناة وينظر الى الحياة بمنظار الحقيقة فيكيف حاله نحوها وذلك يوم قذف الله تعالى في قلبه المظلم نور الايمان فأضاء جوانبه .. وكانت نقطة التحول والبداية يوم بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الى الاسلام في ( دار الارقم ) فدخله ليسمع لاول وهلة من كلام النبوة ما يوقظ في نفسه عناصر الخير ويوهج فيها نور الايمان فتأمل هذا الفتى الفاتن العاطر حقيقة الدعوة الجديدة فرآها القول الفصل وما هو بالهزل , وقوة لا يعتريها الضعف , وصراحة في محاسبة النفس , والطاقة التي تلهب مشاعر الانسان وتوجهها نحو الخير .. وبالجملة أن ما سمعه مصعب من كلام النبوة دعوة الى الانصراف عن حياة قريش الناعمة المترفة اللاهية وتوجيه جديد الى العبودية الحقة ونبذ الشرك وعبادة الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .. فانضم مصعب الى قافلة الجديدة التي يحدوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستأنف في ظلها حياة جديدة لا تعرف للراحة طعماً وللدعة والاستسلام لرغبات النفس غير المتناهية سبيلا . انه المسار الجديد الذي اختاره الله لبني البشر على يد سيد البشر , وأنها صبغة الله التي فطر الناس عليها .. وعند هذا الحد يقف مصعب ليطلّق الدنيا ثلاثاً لا رجعة فيها , دنيا الجاهلين التي ألفها وهو في رعاية أبويه , فأدار عنها ظهره كلياً ولكن بصمت ودون ضجيج ومن غير أن تثير تلك الحالة حوله غباراً , فقد كتم مصعب اسلامه على أمه وقومه وكان يدخل دار الارقم بن الارقم ليجتمع فيها بالرسول والصحابة من اخوانه القلة التي آمنت بالدين الجديد , وليتلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم دروساً في الايمان والاسلام .. ثم ينطلق الجميع من تلك الدار يدعون الناس الى الدين الذي آمنوا به وعاهدوا الله على الدعوة اليه .
مُصعَبُ بن عُمَير " رضي الله عنه "
من أعلام العارفين :
مُصعَبُ بن عُمَير " رضي الله عنه "
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الداربن قصي , القرشي العبدري , وكان يُكنى أبا محمد أو أبا عبد الله , وهو الداعية الاول في ( يثرب) مدينة الرسول , والمهاجر الدائم , ومن أبطال بدر, وحامل لواء المسلمين في أحد, ومن الشهداء الذين رزقوا أعلى درجات الشهادة , ونزل في حقه قرآن يُتلى ويتعبد به المسلمون الى يوم القيامة .
وفي بيت عز وشرف وسيادة وغنى من بيوتات مكة من بني عبد الدار , ولد
" مصعب " لابوين شريفين متميزين في قومهما , فأبوه عمير كان عريض الجاه وغني النفس والمال , وأمه " خناس بنت مالك " من أثرياء النساء في مكة , وعرفت الى جانب ذلك برجاحة العقل , وحسن التدبير , وكان الوالدان الشريفان يرعيان ابنهما مصعب رعاية خاصة لما عرف عنه منذ نعومة أظفاره ذكاؤه المفرط ونشاطه وحيويته وشجاعته وقوة ملاحظته , فكان لمصعب عندهما المكانة الممتازة بين اخوته , فعاش عيشة يفيض فيها تيهاً ودلالا ... فكانت الام تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقها.. وكان يتعطر كثيراً , فهو أعطر أهل مكة وأجملهم وأرقهم , ويلبس الحضرمي من النعال , ويمر بين أحياء مكة فترمقه عيون فتياتها , ويسترعي منظره ساكنيها , فكان فتنة القوم حقاً تتحرك أمامها عواطف الناس وهو على تلك الحياة الناعمة المترفة وقد أخذ منها النصيب الاكبر . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره دائماً ويقول : ( ما رأيت بمكة أحسن لمّة , ولا أرق حلّة , ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير ) .
وتمر الايام والليالي مسرعة فيما هي فيه من مفاتن مصعب , فاذا بذلك الشاب يثور على نفسه ويتمرد على شهواتها , ويصارع مغريات الحياة بكل جلادة وأناة وينظر الى الحياة بمنظار الحقيقة فيكيف حاله نحوها وذلك يوم قذف الله تعالى في قلبه المظلم نور الايمان فأضاء جوانبه .. وكانت نقطة التحول والبداية يوم بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الى الاسلام في ( دار الارقم ) فدخله ليسمع لاول وهلة من كلام النبوة ما يوقظ في نفسه عناصر الخير ويوهج فيها نور الايمان فتأمل هذا الفتى الفاتن العاطر حقيقة الدعوة الجديدة فرآها القول الفصل وما هو بالهزل , وقوة لا يعتريها الضعف , وصراحة في محاسبة النفس , والطاقة التي تلهب مشاعر الانسان وتوجهها نحو الخير .. وبالجملة أن ما سمعه مصعب من كلام النبوة دعوة الى الانصراف عن حياة قريش الناعمة المترفة اللاهية وتوجيه جديد الى العبودية الحقة ونبذ الشرك وعبادة الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .. فانضم مصعب الى قافلة الجديدة التي يحدوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستأنف في ظلها حياة جديدة لا تعرف للراحة طعماً وللدعة والاستسلام لرغبات النفس غير المتناهية سبيلا . انه المسار الجديد الذي اختاره الله لبني البشر على يد سيد البشر , وأنها صبغة الله التي فطر الناس عليها .. وعند هذا الحد يقف مصعب ليطلّق الدنيا ثلاثاً لا رجعة فيها , دنيا الجاهلين التي ألفها وهو في رعاية أبويه , فأدار عنها ظهره كلياً ولكن بصمت ودون ضجيج ومن غير أن تثير تلك الحالة حوله غباراً , فقد كتم مصعب اسلامه على أمه وقومه وكان يدخل دار الارقم بن الارقم ليجتمع فيها بالرسول والصحابة من اخوانه القلة التي آمنت بالدين الجديد , وليتلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم دروساً في الايمان والاسلام .. ثم ينطلق الجميع من تلك الدار يدعون الناس الى الدين الذي آمنوا به وعاهدوا الله على الدعوة اليه .